حوار بين المدرس واللغة العربية
اللغة العربية : السلام عليكم
المدرس : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللغة العربية : لقد وصلني أنكم مجمعون أن تهتموا بي هذه السنة , وستصرفون كل همتكم للعمل من أجلي , حتى يحبني الطلاب ويقبلون على مدارستي ويجعلوني همهم الأول .
المدرس : أي نعم , كما قررنا عمل يوم خاص لك , أسميناه يوم اللغة العربية .
اللغة العربية : تجهش بالبكاء ....
المدرس : ما بالك ؟ حسبتك ستفرحين وتطيرين فرحا .
اللغة العربية : أفرح ؟! أفرح لقرب نسياني كنسيان كثير من الأشياء .
المدرس : ما هذا الهراء أيتها اللغة العربية ؟! ألم أقل لك أنا قد خصصنا لك هذه السنة؟ وسنسعى جاهدين لعمل يوم لائق بك
يا لغتي العربية !( مفتخرا )
اللغة العربية : نعم خصصتم لي هذه السنة , وستخصصون لي يوما من السنة , كلما أردتم أن ينسى أمر جعلتم له يوما ...!
المدرس : لا أفهم , أوضحي !
اللغة العربية : لما نسي الولد حق أمه جعلوا له يوما يتذكرها فيه ومن ثم ينسى حقوقها بل يظلمها , ولما نسي الناس حق نبيهم
جعلوا لمولده ولهجرته يوما وعيدا , ليتذكروه بعد نسيان ثم يعودون لنسيانه من جديد .
فكلما أرادوا أن يضيعوا حقا جعلوا له عيدا ويوما . وكذا جاء دوري حتى أنسى من الذاكرة فلا يبقى مني إلا حروف تكتب بلا معنى .
المدرس : يفتح فاه مستغربا وحائرا ....
اللغة العربية : فرحتي تتم لما أعلم أنكم صرفتم همتكم لاختيار معلم اللغة العربية المختص الذي يستطيع أن ينقل للطلاب حبه للغة العربية
ويعلمهم إياها دون أخطاء في الإملاء , فهل حقا عزمتم هذه السنة أن تجعلوا لطلاب الثانوية فرصة لاجتياز امتحان اللغة العربية كما هو الحال في مواضيع التخصص الأخرى ؟
هل حقا سأجد من بين طلابي الأعزاء المتفوقين من يهتم بي ويدرسني ؟ ولا ينصرف لتعلمي من لا يحسن القراءة والكتابة فيعود لأحبائي الصغار, فلا يقدر أن يعلمهم ما وجب عليه , فهو معذور , ففاقد الشيء لا يعطيه .
إنّي أندب حظي كثيرا لما أرى أني لست محبوبا لديهم, فلا أجد من يضعني في قائمة مواضيعه عند عمل اختبارات الثانوية العامة, بل يفضلون عمل بحث عن شخصية يعجز في اختيارها , حتى تحوز القبول عند من هو مسئول عنها ..
وأما قواعدي ونحوي وصرفي , فقد بت أشكو أمري لله عز وجل الذي يعلم بحالي , فمن قائل : سكّن تسلم , ومن قائل: القواعد والإعراب مشكلة المشكلات في تصعيب اللغة العربية على الطلاب , فلتحذفوها من المنهاج وبذا تكون سهلة للمعلمين !!؟ ..
سؤالي لك مدرسي الحبيب : ظننتكم ستجتهدون بالتكلم بلغتي المحبوبة الفصحى في مدارسكم ومجالسكم , وإذ بي أصعق عند سماع المرشدين المختلفين في خطابهم يتكلمون اللغة الأعجمية بدلا من العربية في معظم كلامهم , فهل هذا أيضا من مخطط هذه السنة ؟
المدرس : الحقيقة مرّة لغتي الحبيبة , اعتاد المسلمون في هذه الأيام للخلط في لغتهم بين اللغة العربية واللغة الأخرى الدخيلة على لغتهم لكثرة مخالطتهم لهم , حتى أصبحنا لا نجد في قاموس كلماتنا ما يرادف تلك الكلمة الدخيلة علينا .
اللغة العربية : حري بكم إذا أن تتنبهوا لهذا , وتجتهدوا بالكلام باللغة العربية الفصحى ما استطعتم حتى لا ينشأ لديكم جيل لا يحسن الكلام بالعربية .
لكن مهلا ... مهما تحاولون فسأظل شامخة شموخ الجبال الرواسي , نعم ولم لا , الست لغة أفضل كتاب أنزل على أفضل رجل من بين العجم والعرب ..
فكفاني فخرا أن الله تعالى أنزل كلامه بلغتي, فلله الحمد والمنة, فلست قلقة , إذا فأنا باقية .. رغم أنوف الحاقدين .
إذا سألت عن عـز أمـة , فسـأل ......... عن لغتهم , إن الحال بالحال يُعـرفُ
فمــن ذلـت لغتـه ذل وراءهـا ......... إن العزيـــز للغتــه لا يفقــد ُ
فما بالنـا ننســى عربيــــة ......... نـزل بهــا خيــر كـلام مجـودُ
أم أنه لهـو لاهٍ فى ظـل هيمنـةٍ ......... وعــولمـةٍ وغـــرب مسّــيدُ
فإنجليزية تسعى فى الآفاق , وكذا ......... فرنسيــة والحـــق مقيّــــدُ
فـلا والله لن تموت لغتنـا حتـى ......... شهـادة آخــر جنــد مجنّـــدُ
بلـى والله إن النصــر حليفنـا ......... ذلـك وعـــد مــن رب مقلّــدُ
فالعربية محفوظة ما حفـظ القرآن ......... إن القــرآن للحفــظ مســـدّدُ
فلا غـرب ولا شـرق قادر علـى ......... محوهـا , إن الكفــر لذلك يحقـدُ
فياقــوم هبّـوا لنصـرة لغتـكم ......... إن الذليــل فـى ذلـك يرقـــدُ
هنا