الاثنين، 19 يوليو 2010

نعم الله ظاهرة وباطنة


نعم الله الظاهرة والباطنة

قال الله تعالى
{ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً (20)} سورة لقمان.

وقال تعالى
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }
(18)سورة النحل.
إن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنِعم كثيرة

لا تُحصى منها ظاهرة ومنها باطنة.
فمن النعم الظاهرة صحة الجسد من الحواس الخمس

وغيرها، والماء البارد.

يقال للمرء يوم القيامة

" ألم نصح جسمك ونسقك من الماء البارد "

فيجب على العباد أن يشكروا الله عز وجل عليها.

وأما الباطنة فأعظمها الايمان بالله وما يتبع ذلك من التسليم لله تعالى ومحبتِه والشوقِ اليه ومحبةِ أوليائه والعلم الديني.

والعلم يتوقف على أمرين : صحة القلب وصحة الدماغ فهما كنوز الشمس للعين فالعين تحتاج الى النور للرؤيا والنظر والانتفاع بنور الشمس في هذا المجال يعتمد على صحة العين.

وكذلك القلب والدماغ.

وأعظم هاتين النعمتين هي النعمة الباطنة التي هي الايمان.

وإنما ذكر الله سبحانه وتعالى النعمة الظاهرة قبل الباطنة لأن النعمة الظاهرة هي التي يعرفها أكثر الناس.

ومن الأدلة على أفضلية النعمة الباطنة على الظاهرة ما أخرجه الامام احمد عن عبد الله بن مسعود بالسند الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ان الله عز وجل يُعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن يحب ".

فنعمة الايمان أفضل من نعمة الصحة والمال.

النعم الظاهرة

لو أخذنا نعمةً من النعم الظاهرة الدنيوية كنعمة المال فإنا نجدها تقسم الى قسمين : إحداهما محمودة العاقبة والاخرى عاقبتها وبال على العبد، كالنعم التي أنعم الله بها على الكفار فإنهم وإن تنعموا بها في الدنيا ولكنها في الآخرة وبال عليهم لأنهم يُسألون يوم القيامة عن الشكر عليها.

وحقيقة شكرهم عليها هو أن يؤمنوا بالله ورسوله ويؤدوا حق الله فيما رزقهم من نعمة المال والصحة وغيرهما.

أخي المسلم، إن المُعتبر عند الله ما يعمله العبد مما يوافق شرع الله. وهكذا فإن الكفار يُسألون يوم القيامة عن سائر الفرائض التي فرضها الله على عباده، ذلك أنهم لو آمنوا بالله ورسوله وأدوا هذه الفرائض على الوجه الصحيح لصحت منهم وقُبلت.

ولكنهم بتركهم لأعظم حقوق الله تعالى على عباده وهو توحيده تعالى وأن لا يُشرك به صارت أعمالهم التي يعملونها كالهباء المنثور.

ولما كان الكفار قد فاتهم هذا العمل فيما رزقهم الله من الاموال كانت نهاية تلك الاموال في الآخرة عليهم حسرة وندامة.

ومن الدليل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت " يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحمَ ويطعم المسكينَ فهل ذاك نافعه " قال : " لا ينفعه، إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ".

أي أنه لم يكن على الايمان فكل أعمال ذلك الرجل التي عُرف بها من الاحسان الى الاقارب والارحام واكرام الغريب كل ذلك ضائع لا ثواب له فيه يوم القيامة مع احتمال أن هذا الرجل عبد الله بن جدعان كان من اهل الفترة الذين لم يسمعوا بدعوة الرسل فيعفون من العذاب لقوله تعالى { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)} سورة الاسراء.

فكيف الامر بهؤلاء الكفار الذين سمعوا بدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فعاندوا وكذبوا دعوته وأنكروا نبوته وقاتلوه وصحبَه.
فلا شك أنهم من أصحاب النار.

وكذلك هذا الغلام الذي كان يهودياً يخدم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، عادَهُ رسولُ الله وقال له : " قل لا إله إلا الله محمد رسول الله " فنظر الى ابيه فقال له أطع أبا القاسم" فنطق بهما فقال رسول الله : " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار".

أيحسب الانسان أن يترك سدى

يقول الله سبحانه وتعالى { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36) } سورة القيامة. أي ان الله لم يخلق الخلقَ ليكونوا كالابل التي ترعى بلا راع بل خلقهم ليأمرهم بأداء الواجبات واجتناب المحرمات ليجعل جزاء المطيعين له في هذه الدنيا النعيمَ المقيم الدائم في الآخرة.

فاعلم أخي المسلم أن مِنْ أسعد الخلق في هذه الحياة من وُفِّقَ لامتثال أمر الله تعالى فأدى الواجبات واجتنب المحرمات.

قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) } سورة البيِّنة.

هؤلاء هم أسعد الخلق لأن الله رضي عنهم كما انهم راضون عنه. ورِضَى الله تعالى صفة من صفاته ليست كرضى الخلق.

وأما رضى العبيد عن ربهم فذلك أنهم آمنوا واستسلموا لقضائه وسلَّموا الامر له فلم يعترضوا على الله في أمر من الامور التي تصيبهم.

طوبى للصابرين المسلمين

إن هؤلاء الذين استسلموا لقضاء الله إن أصابتهم فاقة لا يعترضون على الله وإن أصابتهم مصيبة في أبدانهم لا يعترضون على الله وإن أصابتهم في أهليهم لا يتسخطون على الله ولا يسبون الخالقَ العظيمَ هم مؤمنون حقا، وهذا معنى رضى العباد عن ربهم وهم على مراتب فبعض الصالحين بلغ بهم الحال الى أنهم يفرحون بالبلايا كما يفرح غيرهم بالعطاء والرخاء.

وبعد أن مدحهم الله بأنهم خير البرية أي خير ما خلق من بشر يخبرنا بما وعد هؤلاء العباد المؤمنين المتقين مما هو وعد مُنجز لهم بأن لهم في الحياة الثانية جنات تجري من تحتها الانهار وأنهم خالدون فيها أي لا يموتون فحياتهم مستمرة الى غير نهاية، جعلهم باقين بقاء لا يتخلله فاقة ولا بؤس ولا مرض ثم أكد بيان حالهم بقوله تعالى { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) } سورة البيِّنة.

النعيم في الجنة قسمان

واعلم أخي المسلم أن النعيم في الجنة قسمان : قسم يناله كل من دخل الجنة وهو أنهم ينعمون فلا يبأسون أبداً ويَحْيَون فلا يموتون أبداً ويكونون أصحاء فلا يمرضون أبداً ويكونون شباباً فلا يهرمون أبداً، ومن ذلك الانهار الاربعة: النهر الذي من حليب لا يفسد، والنهر الذي من ماء لا يتعفن، والنهر الذي من خمر لا يُخْبِلُ العقل ولا يُحدث صُداعاً، والنهر الذي هو من العسل المصفَّى.

والقسم الثاني يناله أهل الدرجات العلى وهو النعيم الذي لم يُطلع اللهُ عليه أحداً وهذا مأخوذ من قول الله تعالى في الحديث القدسي " أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " رواه البخاري.

أخي المسلم، اشكر الله على نِعمِه الكثيرة الظاهرة والباطنة شكرًا حقيقيًا
بتأدية الفرائض واجتناب المحرمات عسى أن تكون من أصحاب هذا النعيم الخاص.

واعلم أن الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله.

اللهم إنا نسألك حسن الختام والفوز بالجنة والنجاة من عذاب النار وأن نلقاك وأنت راض عنا.


منقول


 

الأحد، 18 يوليو 2010

خطوات العمل بشروع شرح رياض الصالحين



اللهم ارزقنا جميعًا الإخلاص وشرف الدعوة لدينه

والذب عن السنة المطهرة
خطوات العمل

بداية نعرض رواية رياض الصالحين للحديث
ثم نستخرج هذه الرواية من الكتب الأصول
لنطابق ألفاظ الحديث عليها ثم نختار أقرب
 رواية لرواية رياض الصالحين فنبرزها

وأهمية هذه الخطوة أن هناك
اختلاف في ألفاظ بعض أحاديث رياض
الصالحين عن المصادر الأصلية
ولهذا أسباب كثيرة ليس هذا موضع
التفصيل فيها ، لكن
*أحيانا يكون سبب هذا الخلاف هو اختلاف
نسخ وروايات الكتب الأصول نفسها ،
فتجد في بعض نسخ البخاري لفظ
( إنما الأعمال بالنية )، وفي نسخ أخرى
 في الرواية نفسها : ( بالنيات
وهكذا في صحيح مسلم أيضًا،

مقتبس من الإسلام سؤال وجواب


*وقد يكون الحديث متفقًا عليه وهذا يكون في

أصل الحديث فقط وليست مطابقة تامة بينهما

أي الحديث مروي في البخاري ومسلم ولكن
 بالإتيان بهذه الخطوة نعرف مطابقة الرواية لأيهما

فمهما كانت الأسباب نأتي بهذه الخطوة دون
الخوض في الأسباب لأننا ليس من أهل التخصص

الخطوة التالية

نبحث عن تحقيق الحديث - إذا كان في غير البخاري ومسلم-
كما هو موضح بصفحة ثمار دورة النضارة الموعودة

 

الخطوة الثالثة

نعرض بطاقات الحديث إذا وجدت

*الخطوة الرابعة

نبدأ في عرض شرح الحديث إذا وجد

وأثناء شرح الشيخ ،قد يستشهد ببعض الأحاديث

فنضع بجانبها رقم ونعزوها في الحاشية لمصادرها

ونلاحظ هذه الخطوة في حاشية الكتاب الإلكتروني

لكن الأفضل دائمًا الرجوع للمصادر الأصلية

لأن الكتاب الإلكتروني به أخطاء إملائية فتلاحظ وتصحح

وبه أحيانًا أخطاء في تحقيقات أحاديث الحواشي

وهذا واضح عند الممارسة العملية مع الكتاب

قولنا
نبدأ في عرض شرح الحديث إذا وجد

لأن أحيانًا الشيخ العثيمين يشرح حديثين تحت شرح

حديث واحد فيكون الشرح للحديث الثاني

مجملاً وليس تفصيليًا وهذا لايعيب شرح الشيخ

لأنه يشرح كتابًا متكاملًا ، لكن نحن بصدد شرح

حديث بعينه، لذا نريد عرض شرحه تفصيلاً

في هذه الحالة ننوه عن هذا ونأتي بالشرح
من مصدر آخر
فعلى سبيل المثال لو كان الحديث في البخاري
نأتي بشرح ابن حجر العسقلاني في فتح الباري

للحديث وهكذا

وهذا أنموذج لشرح حديث من أحاديث رياض الصالحين


 


اتق الله




اتق الله حيثما كنت





رواية رياض الصالحين
عن أبي ذر جندب بن جنادة، وأبي عبد الرحمن
 معاذ بن جبل، رضي الله عنهما، عن
 رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
(( اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة
 الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))
 رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

الحديث في غير البخاري ومسلم لذا يحتاج تحقيق


*قال الترمذي في سننه

حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،قال: ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ‏،قال: ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ،
‏عَنْ ‏ ‏حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ‏ ،‏عَنْ ‏ ‏مَيْمُونِ
ابْنِ أَبِي شَبِيبٍ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي ذَرٍّ ‏ ‏قَالَ ‏
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏
‏ "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ
تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"
سنن الترمذي /تحقيق الشيخ الألباني / كتاب البر والصلة / باب ما جاء
 في معاشرة الناس / حديث رقم: 1987 / التحقيق : حسن
مصدرالتحقيق :
المكتبة الإلكترونية للشيخ محمد ناصر الدين
الألباني رحمه الله /الإصدار الأول
*يلاحظ أن رواية رياض الصالحين
 مطابقة لرواية سنن الترمذي

الشرح

من كتاب رياض الصالحين شرح الشيخ
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله /ج1/
باب المراقبة / الطبعة الإلكترونية / حديث رقم : 61
قال

هذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية
للمؤلف رحمه الله، وفيه إن النبي
صلي الله عليه وسلم أوصى بثلاث وصايا عظيمة
 الوصية الأولى:
 قال: (( اتق الله حيثما كنت))
وتقوي الله هي اجتناب المحارم وفعل الأوامر،
 هذه هي التقوى! إن تفعل ما أمرك الله به
 إخلاصًا لله، واتباعًا لرسول الله صلي الله
 عليه وسلم وأن تترك ما نهي الله عنه
امتثالاً لنهي الله_ عز وجل_ وتنزهها عن
محارم الله، فتقوم بما أوجب الله عليك
في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين
وهي الصلاة، فتاتي بها كاملة بشروطها
وأركانها وواجباتها وتكملها بالمكملات،
 فمن أخل بشيء من شروط الصلاة أو
واجباتها  أوأركانها فإنه لم يتق الله، بل نقص
من تقواه بقدر ما ترك ما أمر الله به في صلاته،
 وفي الزكاة تقوى الله فيها إن تحصي
جميع أموالك التي فيها الزكاة وتخرج زكاتك
طيبو بها نفسك من غير بخل ولا تقتير ولا تأخير،
 فمن لم يفعل فانه لم يتقي الله.
 وفي الصيام تأتى بالصوم كما أمرت،
 مجتنبًا فيه اللغو والرفث والصخب والغيبة
 والنميمة، وغير ذلك مما ينقص الصوم
ويزيل روح الصوم ومعناه الحقيقي، وهو الصوم
عما حرم الله عز وجل.
وهكذا بقية الواجبات تقوم بها طاعة لله،
وامتثالاً لأمره، وإخلاصًا له، واتباعًا لرسوله،
 وكذلك في المنهيات تترك ما نهي الله عنه،
 امتثالاً لنهي الله_ عز وجل_ حيث نهاك فانته.

 الوصية الثانية:
(( اتبع السيئة الحسنة تمحها))
 أي: إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة، فإن
الحسنات يذهبن السيئات، ومن الحسنات بعد
 السيئات أن تتوب إلى الله من السيئات
فإن التوبة من أفضل الحسنات، كما قال الله عز وجل:
 (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
(البقرة: من الآية222)،
وقال الله تعالى:
 ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(النور: من الآية31).

وكذلك الأعمال الصالحة تكفر السيئات،
 كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة،
 ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن
إذا اجتنب الكبائر))1
 وقال:
(( ‏ الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ))2
فالحسنات يذهبن السيئات.

 الوصية الثالثة:

 (( خالق الناس بخلق حسن))!

الوصيتان الأوليتان في معاملة الخالق،
 والثالثة في معاملة الخلق،
إن تعاملهم بخلق حسن تحمد عليه ولا تذم فيه،
وذلك بطلاقة الوجه، وصدق القول، وحسن
المخاطبة، وغير ذلك من الأخلاق الحسنة.
وقد جاءت النصوص الكثيرة في فضل الخلق الحسن،
 حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام:
 (( أكمل المؤمنين إيمانـًا أحسنهم خلقـًا))3

 ، وأخبر أن أولى الناس به صلي الله عليه وسلم
 و أقربهم من منزلة يوم القيامة أحسنهم أخلاقا4

فالأخلاق الحسنة مع كونها مسلكا حسنا في
المجتمع ويكون صاحبها محبوبا إلى الناس فيها
أجر عظيم يناله الإنسان يوم القيامة. فاحفظ هذه
الوصايا الثلاثة من النبي صلي الله عليه وسلم
 لتتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة
 تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.
 والله الموفق.

ا.هـ

****************
  1
(( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان،
 مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر))1
أخرجه مسلم كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس
و الجمعة و رمضان إلى رمضان رقم(233)

______________________
2
(( ‏ الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا

وَالْحَجُّ ‏ ‏الْمَبْرُورُ ‏ ‏لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ ))2
أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب وجوب العمرة و فضلها رقم(1650)


________________
  3
قال الترمذي في سننه
حدثنا أبو كريب ،قال:حدثنا عبدة بن سليمان ،عن محمد بن عمرو،
قال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( أكمل المؤمنين إيمانـًا أحسنهم خلقـًا
وخياركم خياركم لنسائهم خلقًا))3
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني /كتاب الرضاع / باب ما جاء
في حق المرأة على زوجها / حديث رقم :1162 / التحقيق : حسن صحيح
__________________

4
قال الترمذي في سننه
حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي،قال: حدثنا
حبان بن هلال ،قال:حدثنا مبارك بن فضالة،قال: حدثني عبد
ربه بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أن
 رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا
يوم القيامة أحاسنكم أخلاقـًا ،وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني
مجلسًا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون" قالوا:
يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟
 قال:" المتكبرون"
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني /كتاب الصلة والبر /باب ما جاء
 في معالي الأخلاق/ حديث رقم: 2018 / التحقيق : صحيح

الجمعة، 9 يوليو 2010

التمس لأخيك سبعين عذرًا


التمس لأخيك سبعين عذرًا
مردود



مما اشتهر على الألسنة على أنه حديث

التمس لأخيك سبعين عذرًا

ورد في "مجموع فتاوى ابن باز" (26/365)

"لا أعلم له أصلاً ،

والمشروع للمؤمن أن يحترم أخاه إذا اعتذر إليه ،
ويقبل عذره إذا أمكن ذلك، ويحسن به الظن
حيث أمكن ذلك ، حرصاً على سلامة القلوب
من البغضاء ، ورغبةً في جمع الكلمة ،
والتعاون على الخير ، )"

انتهى باختصار



لكن مع رد الحديث إلا أن من الهدي التماس العذر للغير

والاستفصال والتحري وعدم الاستسلام والحكم

على ظاهر الأمور دون إقامة الحجة

قال البخاري في صحيحه

حَدَّثَنَا ‏ ‏مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ ‏،قال: ‏حَدَّثَنَا

‏ ‏أَبُو عَوَانَةَ ‏،قال: ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْمَلِكِ ‏ ،‏عَنْ ‏

‏وَرَّادٍ ‏ ‏كَاتِبِ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْمُغِيرَةِ ‏ ‏قَالَ ‏:

قَالَ ‏ ‏سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ‏ ‏لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي
لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ ‏ ‏مُصْفَحٍ
 ‏ ‏فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ
 ‏"أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ ‏ ‏سَعْدٍ ‏، ‏وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ
وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ
 الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ
وَالْمُنْذِرِينَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنْ اللَّهِ
وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ"

صحيح البخاري / كتاب التوحيد / باب قول النبي صلى الله
 عليه وسلم لاشخص أغير من الله

وقال القرطبي : ذكر المدح مقرونا بالغيرة
والعذر تنبيها لسعد على أن لا يعمل بمقتضى
غيرته , ولا يعجل بل يتأنى ويترفق ويتثبت ,
 حتى يحصل على وجه الصواب فينال كمال الثناء
 والمدح والثواب لإيثاره الحق وقمع نفسه
وغلبتها عند هيجانها , وهو نحو قوله
" الشديد من يملك نفسه عند الغضب "
وهو حديث صحيح متفق عليه ,
ا.هـ
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / كتاب التوحيد /
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لاشخص أغير من الله

الخميس، 8 يوليو 2010

منيحة العنز



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم



ما فقه الحديث الآتي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ، ما من
عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق
موعودها ، إلا أدخله الله بها الجنة )
قال حسان : فعددنا ما دون منيحة العنز ، من رد السلام ، وتشميت العاطس ، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه ، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة .

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
 البخاري - الرقم: 2631 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الجواب

الحمد لله

الحديث المقصود في السؤال يرويه الإمام البخاري
 في " صحيحه " (رقم/2631) ،
 وقد بوَّب عليه رحمه الله بقوله : باب فضل المنيحة ،
 وهذا نصه :

عنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ ،
 سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ :
 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَرْبَعُونَ خَصْلَةً - أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ - مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا
 إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ )

قَالَ حَسَّانُ : فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ ،
 وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ ، وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ
وَنَحْوِهِ ، فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً .
~ ~ ~
= ومعنى قوله : ( منيحة العنز ) : أي :

عطية لبن الشاة . كما في " فتح الباري " (1/160)

*قال الإمام النووي رحمه الله

" تستحب المنيحة ، وهي أن تكون له ناقة أو بقرة
أو شاة ذات لبن ، فيدفعها إلى من يشرب لبنها مدة ،
 ثم يردها إليه ، لحديث ابن عمرو بن العاص – ذكر
الحديث السابق – ،

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي
 الله عليه وسلم قال

" نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة أو الشاة
الصفى تغدو بإناء وتروح بإناء " رواه البخاري (1)

-وعنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال

" من منح منيحة غدت بصدقة صبوحها وغبوقها "

رواه مسلم (2)

وفى المسألة أحاديث أخر صحيحة

" انتهى من " المجموع " (6/243)

 _______

وقد بين العلماء شراح الحديث أن مقصود هذا الحديث

بيان كثرة طرق الخير ، وأن الأعمال الصالحة كثيرة

جدًا ، من عمل بها رجاء ثوابها مخلصا بها قلبه دخل الجنة .


*يقول ابن بطال رحمه الله :

" وأما قوله عَلَيْهِ السَّلام :
( أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ )
 ولم يذكر الأربعين خصلة في الحديث - ومعلوم

أنه كان عالمًا بها كلها لا محالة - إلا لمعنى

هو أنفع لنا من ذكرها ، وذلك ـ والله أعلم ـ خشية

أن يكون التعيين لها ، والترغيب فيها ، زهدًا في

غيرها من أبواب المعروف وسبل الخير ، وقد

جاء عنه عَلَيْهِ السَّلام من الحض على أبواب من

أبواب الخير والبر ما لا يحصى كثرة .

وليس قول حسان بن عطية :

( فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام ،

وتشميت العاطس ، وإماطة الأذى عن الطريق ،

فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة ) بمانع

أن يجدها غيره ، وقد بلغني عن بعض أهل

عصرنا أنه طلبها في الأحاديث ، فوجد حسابها

يبلغ أزيد من أربعين خصلة :

فمنها : - منحة الركوب ، إطعام الجائع ، وسقاية الظمآن –، ومنها : السلام على من لقيت ، وتشميت العاطس ، وإعانة الصانع ، والصنعة للأخرق ، وإعطاء صلة الحبل ، وإعطاء شسع النعل ، وأن يؤنس الوحشان ، وكشف الكربة عن مسلم ، وكون المرء في حاجة أخيه ، وستر المسلم ، والتفسح لأخيك في المجلس ، وإدخال السرور على المسلم ، ونصر المظلوم ، والأخذ على يدي الظالم ، والدلالة على الخير ، والأمر بالمعروف ، والإصلاح بين الناس ، وقول طيب ترد به المسكين ، وأن تفرغ من دلوك في إناء المستقي ، وغرس المسلم وزرعه ، والهدية إلى الجار ، والشفاعة للمسلم ، ورحمة عزيز ذل ، وغني افتقر ، وعالم بين جهال ، وعيادة المرضى ، والرد على من يغتاب أخاك المسلم ، ومصافحة المسلم ، والتحاب في الله ، والتجالس في الله ، والتزاور في الله ، والتبادل في الله ، وعون الرجل الرجلَ في دابته يحمله عليها ، أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والنصح لكل مسلم " انتهى باختصار
" شرح ابن بطال " (7/151-154) .
_____________

*وقد نازع بعضُ أهل العلم ابنَ بطال فيما نقله من

محاولة لتعداد بعض الخصال المقصودة في الحديث

، ولكن لا تضر هذه المنازعة ، فمرادنا من النقل

السابق أن هذه الخصال هي من خصال الخير ،

من الأعمال الصالحة ، والأخلاق الحسنة ، وأما

تعيينها كاملة فلا يمكن الجزم به .
____________

 

*وقد نقل الكرماني كلام ابن بطال السابق ،

ثم علق عليه بقوله :

" هذا الكلام رجم بالغيب لاحتمال أن يكون المراد

غير المذكورات من سائر الأعمال الخيرية ،

ثم إنه من أين عرف أن هذه أدنى من المنحة ،

لجواز أن تكون مثلها ، أو أعلى منها ، ثم فيه

تحكم ، حيث جعل السلام منه ، ولم يجعل رد

السلام منه ، مع أنه صرح في هذا الحديث الذي

نحن فيه به ، وكذا جعل الأمر بالمعروف منه ،

بخلاف النهي عن المنكر ، وفيه أيضا تكرار ،

لدخول الأخير – وهو الأربعون – تحت ما تقدم ، فتأمل "
 انتهى.

" الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري " (11/153)
________________

 

*وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله – بعد أن نقل كلام

ابن بطال السابق واختصره -:

" وكلها في الأحاديث الصحيحة ، وفيها ما قد يُنازَع

في كونه دون منيحة العنز ، وحذفت مما ذكره

أشياء قد تعقب ابن المنير بعضها .

*وقال الكرماني : جميع ما ذكره رجم بالغيب ، ثم من
أين عرف أنها أدنى من المنيحة ؟

*قلت – يعني الحافظ ابن حجر - : وإنما أردت بما
ذكرته منها تقريب الخمس عشرة التي عدها
حسان بن عطية ، وهي إن شاء الله تعالى لا تخرج
عما ذكرته ، ومع ذلك فأنا موافق لابن بطال في إمكان
 تتبع أربعين خصلة من خصال الخير أدناها منيحة العنز ،
وموافق لابن المنير في رد كثير مما ذكره ابن بطال
 مما هو ظاهر أنه فوق المنيحة . والله أعلم "
 انتهى.
" فتح الباري " (5/245)


والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب


____________________

(1)

قال البخاري في صحيحه

حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ،قال: ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَالِكٌ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الزِّنَادِ ،‏

‏عَنْ ‏ ‏الْأَعْرَجِ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ
‏" ‏ نِعْمَ ‏ ‏ الْمَنِيحَةُ ‏ ‏ اللِّقْحَةُ ‏ ‏الصَّفِيُّ  ‏مِنْحَةً
 وَالشَّاةُ ‏ ‏الصَّفِيُّ ‏ ‏تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ ‏ "

قال: حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ‏ ‏وَإِسْمَاعِيلُ ‏ ،‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ،
‏قَالَ ‏:قال: "‏نِعْمَ الصَّدَقَةُ "

صحيح البخاري /كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها /
باب فضل المنيحة /حديث رقم :2436

~~~~~ ~~~~ ~~~~~
(2)

قال مسلم في صحيحه

حَدَّثَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ ‏ ،قال:‏حَدَّثَنَا
 ‏ ‏زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ ‏ ،قال:‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عَمْرٍو ‏، ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدٍ ‏ ،‏عَنْ ‏ ‏عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي
حَازِمٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ،عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ‏، ‏أَنَّهُ نَهَى فَذَكَرَ خِصَالًا وَقَالَ
"‏ ‏مَنْ ‏ ‏مَنَحَ ‏ ‏ مَنِيحَةً ‏ ‏ غَدَتْ ‏ ‏ بِصَدَقَةٍ
وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ صَبُوحِهَا وَغَبُوقِهَ"

صحيح مسلم / كتاب الزكاة / باب فضل المنيحة / حديث رقم :1694









الثلاثاء، 6 يوليو 2010

ما الْغَيْن ؟



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم

نتعرض اليوم لشرح لفظة من حديث لعلها ترقق قلوبنا

وتكون سببًا لتعظيم أمر الاستغفار في قلوبنا واستشعارنا

بعظم ما نقترفه بلا مبالاة ولا إدراك لعاقبته

*قال الإمام مسلم في صحيحه

حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ‏ ‏وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ ‏

‏جَمِيعًا ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏حَمَّادٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏: ‏حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ‏،

‏عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي بُرْدَةَ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ ‏

‏وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ‏

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ :

"‏ ‏إِنَّهُ ‏ ‏ لَيُغَانُ ‏عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ
 فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ "

صحيح مسلم / كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار / باب استحباب
الاستغفار والاستكثار منه / حديث رقم : 4870

الشرح


قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 ( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي , وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِر
اللَّه فِي الْيَوْم مِائَة مَرَّة ) ‏

‏قَالَ أَهْل اللُّغَة : ( الْغَيْن ) بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَة , وَالْغَيْم
 بِمَعْنًى , وَالْمُرَاد هُنَا مَا يَتَغَشَّى الْقَلْب ,

قَالَ الْقَاضِي : قِيلَ : الْمُرَاد الْفَتَرَات وَالْغَفَلَات
عَنْ الذِّكْر الَّذِي كَانَ شَأْنه الدَّوَام عَلَيْهِ , فَإِذَا أَفْتَرَ
 عَنْهُ أَوْ غَفَلَ عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا , وَاسْتَغْفَرَ مِنْهُ ,

قَالَ : وَقِيلَ هُوَ هَمّه بِسَبَبِ أُمَّته , وَمَا اِطَّلَعَ
عَلَيْهِ مِنْ أَحْوَالهَا بَعْده , فَيَسْتَغْفِر لَهُمْ ,

وَقِيلَ : سَبَبه اِشْتِغَاله بِالنَّظَرِ فِي مَصَالِح أُمَّته
وَأُمُورهمْ , وَمُحَارَبَة الْعَدُوّ وَمُدَارَاته , وَتَأْلِيف
 الْمُؤَلَّفَة , وَنَحْو ذَلِكَ فَيَشْتَغِل بِذَلِكَ مِنْ عَظِيم مَقَامه ,
 فَيَرَاهُ ذَنْبًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَظِيم مَنْزِلَته , وَإِنْ
كَانَتْ هَذِهِ الْأُمُور مِنْ أَعْظَم الطَّاعَات ,
وَأَفْضَل الْأَعْمَال , فَهِيَ نُزُول عَنْ عَالِي دَرَجَته ,
 وَرَفِيع مَقَامه مِنْ حُضُوره مَعَ اللَّه تَعَالَى ,
وَمُشَاهَدَته وَمُرَاقَبَته وَفَرَاغه مِمَّا سِوَاهُ ,
 فَيَسْتَغْفِر لِذَلِكَ ,


وَقِيلَ : يَحْتَمِل أَنَّ هَذَا الْغَيْن هُوَ السَّكِينَة الَّتِي
 تَغْشَى قَلْبه , لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
 { فَأَنْزَلَ السَّكِينَة عَلَيْهِ } وَيَكُون اِسْتِغْفَاره إِظْهَارًا
لِلْعُبُودِيَّةِ وَالِافْتِقَار , وَمُلَازَمَة الْخُشُوع , وَشُكْرًا لِمَا أَوْلَاهُ ,

وَقَدْ قَالَ الْمُحَاشِيّ : خَوْف الْأَنْبِيَاء وَالْمَلَائِكَة خَوْف إِعْظَام , وَإِنْ كَانُوا آمِنِينَ عَذَاب اللَّه تَعَالَى ,

وَقِيلَ : يَحْتَمِل أَنَّ هَذَا الْغَيْن حَال خَشْيَة وَإِعْظَام
 يَغْشَى الْقَلْب , وَيَكُون اِسْتِغْفَاره شُكْرًا , كَمَا سَبَقَ ,

وَقِيلَ : هُوَ شَيْء يَعْتَرِي الْقُلُوب الصَّافِيَة
 مِمَّا تَتَحَدَّث بِهِ النَّفْس فَهُوَ شها .

وَاَللَّه أَعْلَم .

صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب الذكر والدعاء والتوبة
والاستغفار / باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه /

ا.هـ


فلنتدبر ولنرتجف من أنفسنا

رسولنا الكريم يستغفر مم !! وهو المعصوم

وهو الآمن من عذاب الله تعالى

وَقَدْ قَالَ الْمُحَاشِيّ : خَوْف الْأَنْبِيَاء وَالْمَلَائِكَة
 خَوْف إِعْظَام , وَإِنْ كَانُوا آمِنِينَ عَذَاب اللَّه تَعَالَى ,

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ
الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ


*قال أبو داود في سننه


حَدَّثَنَا ‏ ‏مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ ‏،قال: ‏حَدَّثَنَا
‏ ‏حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ الشَّنِّيُّ ،قال:
 ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ ‏، ‏قَالَ: سَمِعْتُ
 ‏بِلَالَ بْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ ‏ ‏مَوْلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏، ‏قَالَ: سَمِعْتُ ‏ ‏أَبِي ‏ ‏يُحَدِّثُنِيهِ
عَنْ ‏ ‏جَدِّي ‏ ،أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ :


"‏ ‏مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
 الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ،
 غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ ‏ ‏الزَّحْفِ"
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني /كتاب الصلاة/باب في
الاستغفار/ حديث رقم : 1517 /التحقيق : صحيح


لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين