الثلاثاء، 28 يونيو 2011

نظرات مع رحلة الرحيل إلى الآخرة


نظرات مع رحلة الرحيل إلى الآخرة



آية كريمة من كتاب الله تعالى وجيزة بليغة ، واسعة المعاني ، عميقة الأثر في نفوس المؤمنين الصادقين ، الذين يقدرون كلام الله حق قدره ، وترتعش قلوبهم لذكره ، خشية ورهبة :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }[الأنفال:2] . وكيف لا توجل قلوبهم رهبة ورغبة وهم يعلمون يقينا حقيقة الحياة الدنيا الفانية وما ينتظرهم بعدها من أهوال الموت و القبور ، ومشاهد البعث والنشور .

وفي آية الانطلاق اختزال بياني دقيق ووجيز لمراحل رحلة الانسان بين الدنيا الفانية والآخرة الباقية ، وما يصاحبها من حقائق الوجود والمسير والمصير ، تعرضها الآية بترتيب بلاغي له مقصده ومغزاه :

ـ محطة الموت والفناء ، وحقيقتها مصير الموت المحتوم للخلق أجمعين:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.

ـ محطة يوم القيامة ، وحقيقتها البعث والحساب و الجزا ء :{  وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } .

ـ محطة المصير النهائي، وحقيقتها مآل الجنة أو النار:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ }

ـ محطة الحياة الدنيا ، وحقيقتها أنها دار الغرور لطالبيها : {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ   }.

وفي هذا الترتيب حكمة البيان القرآني الذي بدأ بما له شأن وقيمة في مصير الانسان وهو الموت والقيامة والجنة والنار ، وأخر الحياة الدنيا ، وان كانت متقدمة زمنيا ، لأنها فانية ، لا تساوي شيئا أمام حياة الآخرة الأبدية ، وهو ترتيب الأولوية المطلوب في اهتمام المؤمن العاقل العامل .

نتلو هذه الآية الكريمة أو تتلى علينا بمحطاتها المصيرية ، لكن أكثر الناس في خضم الحياة الفاتنة ، غافلون عن الآخرة ، لاهون ، لاهثون وراء متاع الغرور ، مدفوعين بشهوات الأموال والمناصب والجاه والمتع واللذات ، وكأنهم في الدنيا خالدون . وقد نسوا أو تجاهلوا لحظة الموت المحتوم ، وكروب القبور ويوم البعث والنشور ، أو يتهربون من ذكر الآخرة أو الانشغال بها لئلا تكدر عليهم ـ بزعمهم ـ سعادة الاستمتاع بالحياة . وهل ينفع الفرار أو يجدي التجاهل ، ونداء الله تعالى واضح وصريح : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ }( المؤمنون 115 ) ، نداء يذكرنا برسالة وجودنا وأمانة الاستخلاف في الارض بالعبودية والعبادة الخالصة لرب العالمين ، واعمار الأرض بالصالحات وفعل الخيرات ، وذلك هو الزاد من دنيا الابتلاء والاختبار ،استعدادا ليوم تشخص فيه الأبصار، تنتظر نتائج المصير ووجهة المسير ، اذ ليس بعد ذلك الا احدى اثنتين : فريق في الجنة وفريق في السعير : { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }(الانفطار 13,14).

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت يبنيهـــا

فان بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه وان بنـاهـا بشـر خــاب بــانيهــــا

فماذا تساوي الدنيا التي شغلت الناس ، الا ان تكون أهون على الله من جناح بعوضة ، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم:( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافرا منها شربة ماء ) ( رواه الترمذي ) وبعدها يستوي الخلق أمام عدل الله تعالى بالموت المقدر المحتوم :

ـ فقل للمكذبين الجاحدين بالدين ويوم الدين ، أين المفر ! { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ـ وقل للطغاة المتجبرين بالظلم والعدوان : أنى توفكون { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ـ وقل للعابدين لدنياهم وقد عطلوا حقوق رب العالمين : رويدكم : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ـ وقل لكل لاعب لاه في دنياه ، غافل عن نهايته ومصيره : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }. ومن وراء الخلق أجمعين حكم الله الحي الذي لا يموت :{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فان . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ }(الرحمن 24,25) . وسوف تهون الأعمار الدنيوية البائدة ، فلا تبدو يوم البعث الا كما يصورها القرآن الكريم :{ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَآدّينَ * قَالَ إِن لّبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً لّوْ أَنّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }( المؤمنون 112)

فماذا أعددنا ليوم الرحيل الى الله تعالى ؟ وماذا يكون الجواب على سؤال الملكين في القبور، وهي أولى منازل الآخرة ؟ هل نستطيع الثبات والسداد في الجواب الا بالايمان والعمل الصالح : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } ( الزمر 27). والقبر اما هو روضة من رياض الجنة للأبرار ، أو حفرة من حفر جهنم للفجار . وتلك أولى مراحل المسير والمصير :{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }(طه55)، فهل من واعظ أبلغ من مشهد الموت والقبور لمن كان له قلب حي وعقل سليم ( كفى بالموت واعظا ) .

وحين يأذن الله تعالى بالبعث والنشور ، وينفخ في الصور ، ويخرج الخلق من الأجداث الى ربهم ينسلون ، ليقفوا بساحة المحشر المهيب، وقفة الكرب والفزع الشديد ، خاشعة أبصارهم ، ويتساءل المتسائلون من هول الانبعاث :{ ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون, قالوا ياولنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }(يس52). هنالك المشهد المهيب الأول من مشاهد يوم القيامة المتلاحقة ، وكل مشهد منها هو أشد هولا وكربا وفزعا من سابقه . وكل شيء من ذلك مبين بدقة وتفصيل في كتاب الله تعالى وسنة رسوله كأنه رأي العين { وكل شيء فصلناه تفصيلا } .

فماذا ادخرتم ، يا اخوتي وأخواتي ، من دنياكم لآخرتكم ، يوم تتراجع امتيازات المال والجاه والسلطان والأنصار والأعوان ، و يكون الخلق أجمعون في صعيد واحد ، واقفين ما شاء الله من الزمن الطويل ، قبل أوان الحساب ، حفاة عراة ذاهلين من الكرب العظيم ،مشفقين من عواقب المصير :{ لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة (ض) : ( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ،فقلت : يارسول الله ، الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم الى بعض ؟ فقال : يا عائشة ، الأمر يومئذ أشد من أن ينظر بعضهم الى بعض ) (رواه الشيخان) . وكيف يهتم الناس يومئذ بشواغل الدنيا وغرائزها ، وليس لهم اليوم من هم الا النجاة من النار والفوز بالجنة : { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } (عبس 34).

فيالسعادة الأبرار الذين أمنوا واستقاموا ، فهم من فزع يومئد آمنون ، لا يحزنهم الفزع الأكبر: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }(فصلت30) .

وياويل الفجار من فضائح الحشر والعرض وهم في محنة وعذاب حتى قبل مصير النار . ذلك ان الناس يحشرون ويشتد الحشر عليهم على قدر أحوالهم في الدنيا . فمنهم من يحشرون سود الوجوه :{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ }. ومنهم من يحشرون عميانا :{ وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً }.{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى }. و من يحشرون على وجوههم :{ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا } ومنهم من يحشرون بتلك الأحوال جميعا :{ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا }. وحين سئل النبي صلى الله عليه وسلم ، كيف يحشرون على وجوههم ، أجاب بأن الذي أمشاهم في الدنيا على أرجلهم ، قادر على أن يمشيهم يوم القيامة على وجوههم . ومنهم من يحشرون أقزاما في صفة الحصى جزاء تكبرهم على الله وعلى العباد ، قوله عليه الصلاة والسلام: (‏يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ‏يغشاهم الذل من كل مكان ) (رواه الترمذي).

أيها الأخوة الكرام ، ان أهوال يوم القيامة أطوار شديدة متلاحقة بعضها أشد هولا من بعض . فماذا أعددنا للحظة الوقوف للسؤال والحساب في محكمة رب العالمين وهو العدل الذي لا تخفى عليه خافية : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } (أل عمران30). وماذا أعددنا لكتاب لا يغادر من أعمالنا صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها :{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } [الكهف:49] ، وكيف تكون الحال حين توضع موازين العدل الالهي التي لا تظلم مثقال ذرة : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } (الانبياء47).

واذا كنا لا نطيق من نار الدنيا دقيقة واحدة ، فكيف بنار جهنم التي صور القرآن الكريم أهوالها بكل أوصاف الشدة والفتك في الاحراق والتنكيل ، وقال عنها النبي الكريم : ( ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم . قالوا والله ان كانت لكافية يارسول الله ) (رواه مسلم) ، وكيف والعذاب فيها أصناف وألوان ودركات : { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا } (النبأ31ـ36). نار جهنم التي يعرض الخلق عليها جميعا عبر صراط أدق وأحد ، يحسم العرض والحساب بالمصيرالنهائي ، عبورا الى الجنة أو سقوطا في النار، لا يستقيم عليه الا من كان مستقيما في دنياه على صراط الايمان والتقوى :{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا. وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }(مريم 72.71).

جعلنا الله جميعا من أهل رضاه ورضوانه وأجارنا بفضله وعفوه من عذابه الأليم ، انه حليم كريم .

الخطبــــة الثـانيــــة

يقول المولى تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقَواْ اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسُ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُ بِمَا تَعمَلُونَ(18)ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ(19)لا يَستَوِي أَصحَابُ النَّارِ وَأصحَابُ الجَنَّةِ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ }( الحشر .19.18 )

من منا لا يرجو أن يكون من الفائزين بالجنة ؟. ولكن ، من منا يقدر ذلك اليوم حق قدره ويعمل له على قدر ما يعلم من حقائقه و شدائده وأهواله ؟. وما من أحد الا سوف يندم يوم القيامة ، ولو كان صالحا ، كما أخبر الني صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقالوا وما ندامته يارسول الله قال ( من كان محسنا ندم ألا يكون ازداد ، ومن كان مسيئا ندم ألا يكون نزع ) (رواه الترمذي) . وأي ندم أكبر من أن يخسر المرء رضا الله تعالى ونعيم الجنة بمتاع الدنيا الفانية، وذلك مصير الكافرين :{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }(الأحقاف 20 ).

فماذا قدمت يا أخي بين يدي أخرتك من أجل النجاة من النار والفوز بالجنة ؟

ـ هل أصلحت قلبك بالتزكية والتطهير من أمراض النفاق والكبر والغرور والحسد والبغضاء ، استعدادا للقاء ربك بقلب سليم { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.

ـ وهل أصلحت لسانك وطهرته من آفات الكذب والفحش والغيبة والنميمة والزور ، وأنت تسمع وصية رسول الله لمعاذ بن جبل : كف عليك هذا. قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) ( الترمذي).

ـ وهل كففت جوارحك عن المحارم خشية لله وتعظيما لحرماته وتحسبا ليوم تشهد عليك جوارحك بالحق { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (يس65).

ـ وهل أديت حقوق الله عز وجل وحقوق العباد ، وبرأت ذمتك ، نحو نفسك وأهلك وذوي رحمك وجيرانك ، اعتبارا ليوم لا ظلم فيه ولا عملة الا الحسنات والسيئات: { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ }.

ويا ويل المفلسين الذين تضيع منهم عباداتهم بالشرك أو الكبر أو بالمظالم { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً } وكما في الحديث :( المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) (رواه مسلم والترمذي)

فيا أيها المؤمنون ، لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ، واعلموا أن الله غفور رحيم وأنه شديد العقاب { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ } ولا تتعلقوا بالآمال بغير عمل، فان الدنيا مزرعة الآخرة ، وأن الله عدل حكيم { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } (الشورى: آية 20). و ( العاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله
الأماني ) .

جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،أولئك الذين هداهم الله واولئك هم أولو الألباب . 

العبودية لله دائمة ما دامت الروح في الجسد - لعمر الأشقر




العبودية لله دائمة ما دامت الروح في الجسد
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فقد خلق الله تبارك وتعالى العباد لعبادته، وعبادة الله تبارك وتعالى باقية في عنق العبد ما بقيت فيه حياة تتردد، وما دامت الروح في هذا الجسد ولم تسل منه بعد، ولم يتحول إلى ميت هامد لا حركة فيه ولا فكر ولا حواس، فما دام أنه حي فهو يعبد الله تبارك وتعالى، وهو مطالب بأن يعرف ربه، وأن يعرف منهجه، وأن يستقيم على أمر الله تبارك وتعالى، فشعار المسلم: أن يعبد الله حتى يتوفاه الله تبارك وتعالى كما أمر بذلك رب العزة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، واليقين هو: الموت، أي: واعبد ربك دائماً، وكن مواظباً على ذلك حريصاً عليه حتى يأتيك الموت، وهذا شعار ينبغي للمسلم أن يرفعه، وينبغي للأمة الإسلامية أن ترفعه، وأن يجعله الإنسان نصب عينيه دائماً وأبداً، أن يكون عبداً لله في كل أحواله، وفي كل شئونه، وأن يمضي رافعاً راية العبودية إلى أن يلقى الله تبارك وتعالى وهو مستمسك بهذا الدين، ومستمسك بالإيمان، مستعلٍ على الباطل. فينبغي للمسلم أن يكون عبداً لله مادام حياً، فليس هناك تقاعد في حياة المسلم تجاه إسلامه، وليس هناك وقت يأتي فيه ويقول: قد توقفت ويكفي ما عملت، فقد قدمت ما فيه الكفاية، فإن هذا منطق مرفوض بالنسبة للمسلم والمسلمين، بل هي عبودية، وحمل للراية، واستمساك بالحق إلى أن نلقى الله تبارك وتعالى. ولقد فهم بعض المسلمين من أوائل هذه الدعوة أنه يمكن أن يتقاعدوا ويتوقفوا كما في الحديث الصحيح أن الأنصار عندما انتصر الإسلام وأعز الله دينه، وأعلى كلمته، وأذل الشرك والباطل، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، قالوا: آن الأوان لنرجع إلى أموالنا وأعمالنا، لأنهم كانوا قد تركوا بساتينهم وأعمالهم، ففسدت بسبب انشغالهم بالجهاد في سبيل الله، والعمل لرفع راية الإسلام. فقالوا: نحن قد قدمنا ما علينا، والآن جاء الدور لنلتفت إلى أعمالنا، فأنزل الحق تبارك وتعالى: وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195]، فالجهاد والإنفاق في سبيل الله والبذل لهذا الدين لا يتوقف عندما يكبر الإنسان، أو عندما ترتفع راية الإسلام، وإنما هو شعار مستمر، وعبودية حتى الموت. ولذلك فقه الصحابة معنى هذا القول الإلهي الكريم، ونفذوه، فقد استمر الصحابة يجاهدون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وتوفي أكثرهم في أقاصي الأرض بعيداً عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقبور الصحابة متناثرة في أرجاء هذا العالم، فعندما تزور القسطنطينية فستجد هناك قبر أبي أيوب الأنصاري ، فقد مات وهو يجاهد في سبيل الله على أسوار عاصمة دولة الروم الشرقية بيزنطا، ودفن هناك. ولقد وعى المسلمون هذا الدرس، فاستمروا في عطائهم، واستمروا في جهادهم، ولم يمنوا على ربهم ولم يتوقفوا، ذلك أن المسلم ما دامت فيه روح وما دام حياً، فهو عبد لله تبارك وتعالى، فلا تتوقف العبودية والاستمساك بهذا الحق وهذا الدين. إن الإسلام منهج لحياة الإنسان في تفكيره وعقيدته وتصوره وأعماله، فعليه أن يذوب في هذا المنهج، وأن يقضي حياته كلها ملتزماً بهذا الدين، وملتزماً بهذا المنهج، فإن نقض هذا اعتبر مرتداً عن هذا المنهج وهذا العطاء. فالله تبارك وتعالى أخذ على الإنسان المواثيق، فالرسل جميعاً وأتباع الرسل وأنت في كل صلاة تقطع لله عهداً، وتقول له: يا رب! إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، في كل ركعة تقطع لله عهداً، فكيف تتحلل من عهودك ومواثيقك التي تعقدها مع الله تبارك وتعالى؟! وقد يحصل مني ومنك قصور، فينبغي أن تعالج هذا القصور بالتوبة والاستغفار، والإنابة إلى الله تبارك وتعالى، ولكن أن تترك المنهج وأن تتقاعد وتتخلى، ثم تصبح في بقية حياتك تتفاخر بما قدمت، وبما عملت، وأنك عملت كذا وعندما كنت في كذا عملت كذا وكذا؛ فهذا أسلوب لا يرضاه الإسلام، فهذه مواثيق سيسألك الله تبارك وتعالى عنها. والإسلام يصور القضية بيعاً وشراء، فأنت تبيع نفسك لله، وتبذل مالك لله، وتشتري رضوان الله وجنته، إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة:111]، ماذا يفعلون؟ (يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:111]، أي: يبذلون أنفسهم وأموالهم. فأنت تقدم النفس والمال لتحصل على رضوان الله تبارك وتعالى وجنة الله عز وجل، وهذا ما وعد الله تبارك وتعالى به، ولا يتم بذلنا إلا إذا انقضت الأيام والسنون ونحن كذلك.
وهناك أمور كثيرة تحاول أن تبعدنا عن الهدف الذي ينبغي للمسلم أن ينذر نفسه له، وأن يكون عبداً لله حتى يتوفاه. فالمال يشد الإنسان في كثير من الأحيان ويعمي ناظريه، فتتلجلج الدروب. والزوجة والأولاد كذلك؛ ولذلك فقد أخبر الحق أن الزوجة والأولاد -في بعض الأحيان وليس دائماً- يكونون أعداء للإنسان؛ لأن الله يدعوك إلى جنته ورضوانه، وتلك بالنسبة لك قضية كبرى، فليست قضية صغرى أن تدخل جنة الله وأن يرضى الله عنك، بل هي قضية خطيرة، فإذا وجد من يصرفك عن هذه القضية الخطيرة إلى قضية جزئية هامشية فهذا ليس بمحب لك، بل هو عدو لك، فقال الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ [التغابن:14]، فقال: (من) وليس كل الأزواج، بل بعضهم وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن:14] فبعض الأزواج والأولاد عدو، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الولد: (مجبنة مبخلة) فالولد يجعل الإنسان جباناً، ويجعل الإنسان بخيلاً، فيخشى الأب على ابنه ألا يجد له طعاماً، وألا يجد له كساءً، وألا يجد له مسكناً، فيقبض يده عن البذل في سبيل الله، ويقبض يده عن العطاء، فلا يبذل في سبيل دينه، ولا يبذل في المجالات التي أمر الله بالبذل فيها، فيجبن ويبخل. ففي بعض الأحيان يكون الأولاد والزوجة أعداءً؛ ولذلك أمرنا الله تبارك وتعالى أن نحذر من هذا الصنف الذي يصرفنا عن طاعة الله تبارك وتعالى، وليس معنى ذلك أن تقتلهم لأنهم أعداء، أو أن تطردهم فالعداوة هنا في قضية جزئية، فهم يحبونك ويحبون لك الخير، ولكنهم يجهلون سبيل الخير ودروبه، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا [التغابن:14] فينبغي لك أن تستمسك بإسلامك، وأن تمضي على منهجك، وأن تقوم هؤلاء لا أن تنحرف معهم، وليس السبيل أن تعاقبهم، ولكن السبيل أن تفقههم، وأن تمضي بهم إلى الجنة، لا أن تجعلهم يمضون بك إلى النار. ثم يقول الحق تبارك وتعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15] أي: ابتلاء واختبار، إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التغابن:15].
المسلم ثابت على المنهج وإن ابتعد الناس عن الطريق
إذاً: فهناك أمور تصرفنا عن مهمتنا الكبرى، وهي: تحقيق العبودية لله في أنفسنا، وأن نحقق هذا الدين في حياتنا، وأن يصبح واقعاً نعيشه، فهناك ما يصرفنا عن المهمة الكبرى، والذين يحاولون أن يصرفونا عن المهمة الكبرى لا يريدون لنا الخير، وإن كانوا جهلاء، ولكن نحن ينبغي لنا أن نستعصم، وأن نستمسك ونحمل الناس على الحق، لا أن ننحرف عن الحق لنوافق الناس في أهوائهم، وفي الأثر: وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم، فليكن هذا الأثر على بالك دائماً، فإن هناك مواقف كثيرة جداً ستعرض لك، فستجد الناس يخالفونك والحق في خلافهم، فلا تحتج بالناس، ولا تقل: إن الناس يريدون هذا، والناس يعملون هذا، والموضة في الناس هكذا، إياك أن تفعل ذلك! بل وطن نفسك إن أحسن الناس أن تحسن، وإن أساء الناس ألا تسيء معهم، فإساءة الناس ليست حجة لك عندما تلقى الله تبارك وتعالى؛ ولذلك تكون حجة الخاطئين الذين يستحقون النار عندما يقف العباد بين يدي الله: قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا [الزخرف:22]، أي: هكذا وجدنا آباءنا وأجدادنا، هكذا وجدنا الناس من حولنا، فقد كانوا يسيرون هذا المسار، قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ [الزخرف:22] أي: على طريقة ومنهج وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:22]، أي: سائرون، فنحن نقتدي ونتأسى بهم، فهم بذلك ألغوا عقولهم التي أعطاهم الله إياها، وأغلقوا منافذ العلم في نفوسهم، وعميت بصائرهم عن معرفة الحق الذي أنزله الله تبارك وتعالى، فعاشوا كما عاش الآباء والأجداد، وكما تعيش قطعان الماشية يسيرها الراعي حيثما يشاء. فإذا كنت مؤمناً فلابد أن تستخدم عقلك، فأنت خيرة الله في الكون، ففي الإنسان خصائص تميزه عن الحمار والبقرة والجماد والنبات، فهو شيء متميز في الكون، يعرف ويعلم ويرضى ويكره ويرفض، فأنت كيان خاص في هذا الكون، ولذلك أسجد الله الملائكة لأبينا آدم عليه الصلاة والسلام. فلا تخطئ لأن الناس مخطئون، ولا تزل لأن الناس قد زلوا، ولا تبتعد عن المنهج لأن الناس قد ابتعدوا، ففعل الناس ليس هو الصواب دائماً، وإنما الحق في موافقة الحق، وفي موافقة الله تبارك وتعالى. ولذلك عندما كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عائشة يطلب وصيتها، أوصته بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) فيجب أن تطلب رضوان الله تبارك وتعالى وإن سخط الناس عليك، فإن الله يوشك أن يرضيهم عنك ما دمت ترضي ربك تبارك وتعالى. وخلاصة القول: أن منهج المسلم عبودية دائمة إلى أن يلقى الله تبارك وتعالى، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]. فاثبت على المبدأ، وإن ابتعد الناس عن المنهج والسبيل، وإن أخطأ الناس وزلوا، وإن حاول الأصدقاء والأعداء أن يبعدوك عن المنهج، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 

أسئلة القبر الثلاثة-Three questions in the grave


أسئلة القبر الثلاثة 

ما هي الأسئلة التي يواجهها الإنسان في القبر والتي نتعوذ منها ؟.

الحمد لله
أولاً :
إذا مات ابن آدم وخرجت روحه ووضع في قبره فإنه عندئذٍ سيكون في أول مراحل الآخرة لأن القبر هو أول منزل من منازل الآخرة  .
عن هانئ مولى عثمان بن عفان قال : كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فيقال له : قد تَذكر الجنَّةَ والنَّار فلا تبكي وتبكي مِن هذا ؟ فيقول : إن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال : " إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه "، وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : " ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه " . رواه الترمذي ( 2308 ) وابن ماجه ( 4567 ) . وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1684 )

ثانياً :
يأتيه الملكان الموكلان به يسألانه عما كان يؤمن به في الدنيا عن ربه وعن دينه وعن نبيِّه ، فإن أجابهم بخيرٍ فذلك خيرٌ ، وإن لم يجبهم فإنهم يضربونه ضرباً شديداً أليماً .
وإن كان من أهل الصلاح جاءه ملائكة بيض الوجوه ، وإن كان من أهل الفساد جاءه ملائكة سود الوجوه ، وهذه هي فتنته التي يُفتن بها .
عن عائشة أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم ، اللهمَّ إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار ، وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال ، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب  " .
رواه البخاري ( 6014 ) .
قال ابن حجر:
قوله : " ومن فتنة القبر " هي سؤال الملكين .
" فتح الباري " ( 11 / 177 ) .
وقال المباركفوري :
" وفتنة القبر " أي : التحير في جواب الملكين .
" تحفة الأحوذي " ( 9 / 328 ) .
 ثالثاً :
أمَّا ما هو السؤال الذي تسأله الملائكة في القبر فهو مبين في الحديث الآتي :
عن البراء رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر ، ثلاث مرات ، - أو مرتين - ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس حتى يجلسون منه مد البصر معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة يجيء ملك الموت فيقعد عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذوها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون:  هذا فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فيفتح لهم فيستقبله من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ، قال : فيقول الله : اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيقولان : ما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : ومن أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي . وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح حتى يجلسون منه مد البصر ثم قال : ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه قال : فتفرق في جسده ، قال : فتخرج فينقطع معها العروق والعصب كما تنزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك المُسوح فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } ( الأعراف / 40 ) ، قال : فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتطرح روحه طرحا وقال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } ( الحج / 31 ) ، قال : فيعاد روحه في جسده ويأتيه الملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : وما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، قال : فينادي مناد من السماء أفرشوا له من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار . قال : فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة رب لا تقم الساعة ".
رواه أبو داود ( 4753 ) وأحمد – واللفظ له – ( 18063 ) .
صححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1676 ) .
فالصحيح أن الملكين لا يسألان الميت في قبره إلا عن أمور التوحيد والعقيدة ، وهو واضح بيِّن .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب


********************************
Three questions in the grave

Can you please tell me what are the trials of the grave that we ask allah (saw) to save us from.
Praise be to Allaah.  
Firstly: 
When the son of Adam dies and his soul departs and he is placed in his grave, then he is in the first stage of the Hereafter, because the grave is the first of the stages of the Hereafter. 
It was narrated that Haani’ the freed slave of ‘Uthmaan ibn ‘Affaan said: when ‘Uthman ibn ‘Affaan stood by a grave he would weep until his beard became wet. It was said to him, “You remember Paradise and Hell and you do not weep, but you weep because of this?” He said, “The Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) said: ‘The grave is the first of the stages of the Hereafter; whoever is saved from it, whatever comes afterwards will be easier  for him, but if he is not saved from it, what comes afterwards will be worse for him.’” And the Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) said: “I have never seen any scene but the grave is more frightening than it.” (Narrated by al-Tirmidhi, 2308; Ibn Maajah, 4567; classed as hasan by al-Albaani in Saheeh al-Jaami’, 1684). 
Secondly: 
The two angels who are charged with questioning come to him and ask him what he used to believe in in this world, who was his Lord, what was his religion and who was his Prophet. If he gives a good answer, that is good, but if he does not answer them they inflict a severe and painful beating on him. 
If he was one of the righteous, angels with white faces come to him, but if he was one of the evildoers, angels with dark faces come to him. This is the fitnah or tribulation that he suffers. 
It was narrated from ‘Aa’ishah that the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) used to say, ‘Allaahumma inni a’oodhu bika min al-kasali wa’l-haram wa’l-maghram wa’l-ma’tham. Allaahumma inni a’oodhu bika min ‘adhaab al-naar wa fitnat il-naar, wa fitnat il-qabri, wa ‘adhaab il-qabri, wa sharri fitnat il-ghina wa sharri fitnat il-faqair wa min sharri fitnat il-maseeh il-Dajjaal. Allaahumma ighsil khataayaaya bi ma’ al-thalji wa’l-baradi wa naqqi qalbi min al-khataaya kama yunaqqa al-thawb al-abyad min al-danas, wa baa’id bayni wa bayna khataayaaya kama baa’adta bayna al-mashriqi wa’l-maghrib (O Allah! I seek refuge with You from laziness and old age, and from debts and sins; from the torment of the Fire and from the tribulation of the Fire, and from the tribulation of the grave and the torment of the grave, and from the evil of the tribulation of wealth, and from the evil of the tribulation of poverty, and from the evil of the tribulation of the Dajjaal (Antichrist). O Allah! Wash away my sins with the water of snow and hail, and cleanse my heart from sin as a white garment is cleansed from filth, and put a great distance between me and my sins, as great as the distance You have made between the East and the West).” 
(Narrated by al-Bukhaari, 6014). 
Ibn Hajar said: 
The phrase “from the tribulation of the grave” means the questioning of the two angels.
 
Fath al-Baari, 11/177. 
And al-Mubaarakfoori said: 
“The tribulation of the grave” means confusion when answering the two angels. 
Tuhfat al-Ahwadhi, 9/328 
Thirdly: 
With regard to the questions that the angels will ask in the grave, this is explained clearly in the following hadeeth: 
It was narrated that al-Bara’ (may Allaah be pleased with him) said: We went out with the Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) for the funeral of a man from among the Ansaar. We came to the grave and when (the deceased) was placed in the lahd, the Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) sat down and we sat around him, as if there were birds on our heads (i.e., quiet and still). In his hand he had a stick with which he was scratching the ground. Then he raised his head and said, “Seek refuge with Allaah from the torment of the grave”, two or three times. Then he said, “When the believing slave is about to depart this world and enter the Hereafter, there come down to him from heaven angels with white faces like the sun, and they sit around him as far as the eye can see. They bring with them shrouds from Paradise and perfumes from Paradise. Then the Angel of Death comes and sits by his head, and he says, ‘O good soul, come forth to forgiveness from Allaah and His pleasure.’ Then it comes out easily like a drop of water from the the mouth of a waterskin. When he seizes it, they do not leave it in his hand for an instant before they take it and put it in that shroud with that perfume, and there comes from it a fragrance like the finest musk on the face of the earth. Then they ascend and they do not pass by any group of angels but they say, ‘Who is this good soul?’ and they say, ‘It is So and so the son of So and so, calling him by the best names by which he was known in this world, until they reach the lowest heaven. They ask for it to be opened to them and it is opened, and (the soul) is welcomed and accompanied to the next heaven by those who are closest to Allaah, until they reach the seventh heaven. Then Allaah says: ‘Record the book of My slave in ‘Illiyoon in the seventh heaven, and return him to the earth, for from it I created them, to it I will return them and from it I will bring them forth once again.’ So his soul is returned to his body and there come to him two angels who make him sit up and they say to him, ‘Who is your Lord?’ He says, ‘Allaah.’ They say, ‘What is your religion?’ He says, ‘My religion is Islam.’ They say, ‘Who is this man who was sent among you?’ He says, ‘He is the Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him).’ They say, ‘What did you do?’ He says, ‘I read the Book of Allaah and I believed in it.’ Then a voice calls out from heaven, ‘My slave has spoken the truth, so prepare for him a bed from Paradise and clothe him from Paradise, and open for him a gate to Paradise.’ Then there comes to him some of its fragrance, and his grave is made wide, as far as he can see. Then there comes to him a man with a handsome face and handsome clothes, and a good fragrance, who says, ‘Receive the glad tidings that will bring you joy this day.’ He says, ‘Who are you? Your face is a face which brings glad tidings.’ He says, ‘I am your righteous deeds.’ He says, ‘O Lord, hasten the Hour so that I may return to my family and my wealth.’ But when the disbelieving slave is about to depart this world and enter the Hereafter, there come down to him from heaven angels with black faces, bringing sackcloth, and they sit around him as far as the eye can see. Then the Angel of Death comes and sits by his head, and he says, ‘O evil soul, come forth to the wrath of Allaah and His anger.’ Then his soul disperses inside his body, then comes out cutting the veins and nerves, like a skewer passing through wet wool. When he seizes it, they do not leave it in his hand for an instant before they take it and put it in that sackcloth, and there comes from it a stench like the foulest stench of a dead body on the face of the earth. Then they ascend and they do not pass by any group of angels but they say, ‘Who is this evil soul?’ and they say, ‘It is So and so the son of So and so, calling him by the worst names by which he was known in this world, until they reach the lowest heaven. They ask for it to be opened to them and it is not opened.” Then the Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) recited (interpretation of the meaning): 
“for them the gates of heaven will not be opened, and they will not enter Paradise until the camel goes through the eye of the needle”
[al-A’raaf 7:40] 
He said: “Then Allaah says, ‘Record the book of My slave in Sijjeen in the lowest earth, and return him to the earth, for from it I created them, to it I will return them and from it I will bring them forth once again.’ So his soul is cast down.”  Then the Messenger of Allaah (peace and blessings of Allaah be upon him) recited the verse (interpretation of the meaning): 
“and whoever assigns partners to Allaah, it is as if he had fallen from the sky, and the birds had snatched him, or the wind had thrown him to a far off place”
[al-Hajj 22:31] 
He said: “Then his soul is returned to his body, and there come to him two angels who make him sit up and they say to him, ‘Who is your Lord?’ He says, ‘Oh, oh, I don’t know.’ They say, ‘What is your religion?’ He says, ‘Oh, oh, I don’t know.’ Then a voice calls out from heaven, ‘Prepare for him a bed from Hell and clothe him from Hell, and open for him a gate to Hell.’ Then there comes to him some of its heat and hot winds, and his grave is constricted and compresses him until his ribs interlock. Then there comes to him a man with an ugly face and ugly clothes, and a foul stench, who says, ‘Receive the bad news, this is the day that you were promised.’ He says, ‘Who are you? Your face is a face which forebodes evil.’ He says, ‘I am your evil deeds.’ He says, ‘O Lord, do not let the Hour come, do not let the Hour come.’” 
Narrated by Abu Dawood, 4753; Ahmad, 18063 – this version was narrated by him. Classed as saheeh by al-Albaani in Saheeh al-Jaami’, 1676. 
The correct view is that the two angels will only question the deceased in his grave about matters of Tawheed (monotheism) and ‘aqeedah (belief). This is quite clear. 
And Allaah knows best.

Islam Q&A

here

************************************





les trois questions posées dans la tombe
 
Quelles sont les trois questions qui seront adressées à chaque personne dans sa tombe et dont nous prions d’être préservées ?

Louange à Allah
Premièrement,
Quand l’être humain rend l’âme et est enterré, il entre dans la première étape de la vie de l’Au-delà. En effet, la tombe constitue la première des stations de l’Au-delà.
D’après Hani, l’affranchi d’Outhman, quand ce dernier arrivait à une tombe, il pleurait au point de mouiller sa barbe et on lui disait :
-         « tu te souviens du paradis et de l’enfer sans pleurer, mais là tu pleures ! ? ».
-         c’est parce que le Messager d’Allah (bénédiction et salut soient sur lui) a dit : la tombe constitue la première étape de la vie future ; si l’on franchit cette étape avec succès, les autres seront plus faciles, et si l’on y échoue, le reste sera plus dur. »
Le Messager d’Allah (bénédiction et salut soient sur lui) a dit : « Je n’ai pas vu un spectacle plus affreux que la tombe » (rapporté par at-Tirmidhi, 2308) et par Ibn Madja, 4567 et déclaré bon par al-Albani dans Sahih al-Djami, 1684).
Deuxièmement,
Deux anges seront chargés de venir interroger le mort sur ce qu’il croyait ici-bas à propos de son Maître et Son Prophète. S’il répond bien, tant mieux pour lui. Autrement, ils le frapperaient très durement.
S’il était un homme de bien, des anges blancs se présentent à lui. S’il était un homme du mal, il recevra des anges noirs. Voilà l’épreuve qu’il subira.
D’après Aïcha, le Prophète (bénédiction et salut soient sur lui) disait : « Mon Seigneur ! Je sollicite Ta protection contre la paresse, l’extrême vieillesse,  les dettes et les péchés. Mon Seigneur ! Je sollicite Ta protection contre le châtiment et les épreuves subis en enfer, contre les épreuves de la tombe, contre le châtiment infligé dans la tombe, contre le mal inhérent à l’épreuve que la richesse constitue, contre le mal inhérent à l’épreuve que la pauvreté constitue et contre les épreuves véhiculées par l’Antéchrist. Mon Seigneur ! Lave mes fautes avec de l’eau constituée grâce à la fonte de la glace et de la grêle. Purifie mon cœur des péchés comme on purifie un vêtement blanc de toute souillure. Eloigne moi de mes péchés comme tu as éloigné le couchant du levant. (rapporté par al-Boukhari, 6014).
Ibn Hadjar a dit : « Les épreuves de la tombe renvoient à l’interrogatoire menée par les deux anges ». Fateh al-bari, 11/177.
Al-Moubarakfouni a dit : « l’épreuve de la tombe » consiste dans la confusion manifestée dans la réponse aux questions des deux anges. Touhfat al-Ahwadhi, 9/328.
Troisièmement,
S’agissant des questions que les anges poseront au mort dans la tombe, voici un hadith qui en donne l’explication.
Al-Baraa ibn Azib a dit : « Nous sortîmes avec le Messager d’Allah (bénédiction et salut soient sur lui) pour accompagner la dépouille mortelle d’un homme issu des Ansar à sa dernière demeure. Nous arrivâmes à la tombe avant qu’elle ne fût complètement creusée et nous nous installâmes avec le Messager (bénédiction et salut soient sur lui) autour de la tombe, dans un silence tel qu’on dirait que des oiseaux perchaient sur nos têtes. En ce moment, le Prophète tenait un bout de bois et perçait le sol avec. Et puis il éleva sa tête et dit : implorez la protection d’Allah contre le châtiment infligé dans la tombe (il le dit trois fois ou deux ) Puis il poursuivit : « quand un fidèle serviteur quitte ce monde pour l’Au-delà, il lui vient depuis le ciel des anges blancs dont le visage est aussi radieux que le soleil. Ils s’installeront à vue d’œil de lui et seront munis de linceuls et du parfum paradisiaques. C’est alors que l’ange de la mort viendra s’asseoir près de sa tête et lui dira : ô bonne âme ! Sors pour jouir du pardon et de la miséricorde divine. Elle sortira en coulant comme une goutte d’eau qui échappe de la bouche d’un outre. Quand l’ange de la mort recevra l’âme, les autres anges s’en saisiront tout de suite et la mettront dans le linceul et la baigneront dans le parfum et elle en recevra la meilleure odeur de musc sur terre. Les anges remonteront porteurs de cette âme, et chaque fois qu’ils passeront auprès d’un groupe d’ange, ceux-ci diront : « quelle est cette bonne âme ? » - Ils répondront : c’est celle d’Un tel fis d’Un tel en employant les meilleurs noms que le défunt avait dans sa vie d’ici-bas. Arrivés au ciel le plus bas, on en sollicitera l’ouverture qui sera obtenue sitôt demandée. Au niveau de chaque ciel l’âme sera accueillie par les meilleurs et accompagnée jusqu’au ciel suivant ; et ce jusqu’à son arrivée au septième ciel. C’est alors qu’Allah dira : « Placez les écritures concernant mon serviteur dans les plus hautes sphères du septième ciel. Puis ramenez-le à la terre puisque c’est à partir d’elle que j’ai créé mes serviteurs et c’est en elle que je les retournerai et c’est à partir d’elle que Je les ressusciterai. Et puis son âme sera ramenée à son corps, et deux anges se présenteront à lui et le mettront debout et lui diront,
-         « Qui est ton Maître »
-         « Allah est mon Maître »
-         « Quelle est ta religion ? »
-         « L’Islam est ma religion »
-         « Qu’en est-il de cet homme qui vous a été envoyé ? »
-         « Il est le Messager d’Allah (bénédiction et salut soient sur lui) »
-         « Comment l’avez-vous su ? »
-         « J’ai lu le livre d’Allah et y ai adhéré et cru en lui »
Une clameur dira depuis le ciel : « Mon serviteur a dit vrai. Préparez-lui un lit et des vêtements au paradis. Ouvrez-lui une porte débouchant sur le paradis de sorte qu’il pourra en recevoir l’avant-goût et la fraîcheur.  On lui élargira sa tombe l’espace d’une vue d’œil, et un homme se présentera à lui pour lui dire ceci : « sois rassuré que ce jour est celui qui t’était promis. »
-         « Qui es-tu puisque ton visage présage du bien ? ! »
-         « Je suis ta bonne œuvre ! »
-         « Maître, fais venir l’Heure pour que je puisse rejoindre ma famille et mes biens »
Quand un serviteur infidèle quitte la vie d’ici-bas pour l’Au-delà, lui viendront du ciel des anges noirs munis de serviettes dures et ils s’installeront à vue d’œil de lui. Puis l’ange de la mort viendra s’asseoir près de sa tête et dira : « ô âme mauvaise ! Sors pour faire l’objet de la colère d’Allah et Son dépit. L’âme se dispersera alors dans son corps. Mais on l’en extraira de manière à déchirer les veines comme une brosse en fer que l’on retire de la laine mouillée. L’ange de la mort la prendra. Et les autres anges s’en saisiront tout de suite et l’envelopperont dans leurs serviettes dures dont se dégagera l’odeur la plus nauséabonde sur terre. Ils remonteront avec cette âme et, chaque fois qu’ils passeront près d’un groupe d’anges ceux-ci diront :
-         « Quelle est cette mauvaise âme ? »
-         « C’est Un tel fils d’Un tel » en employant les plus désagréables noms dont on l’appelait ici-bas. Et, ce jusqu’à ce qu’ils arrivent au ciel le plus bas. Puis ils en demanderont l’ouverture mais ne l’obtiendront pas. Là, le Prophète (bénédiction et salut soient sur lui) récita le verset : « Pour ceux qui traitent de mensonges Nos enseignements et qui s' en écartent par orgueil, les portes du ciel ne leur seront pas ouvertes.. » (Coran, 7 : 40) … Allah, le Puissant et Majestueux dira : mettez les écritures concernant mon serviteur dans un registre placé dans la plus basse couche de la terre. Puis ramenez-le sur terre puisque c’est à partir d’elle que J’ai créé les humains et c’est en elle que Je les retournerai et c’est d’elle que je les ressusciterai. Son âme sera jetée alors. Selon le rapporteur, le Prophète (bénédiction et salut soient sur lui) récita ce verset : «.. quiconque associe à Allah, c' est comme s' il tombait du haut du ciel et que les oiseaux le happaient, ou que le vent le précipitait dans un abîme très profond. » (Coran, 22 : 31). Il (le Prophète ) poursuit : « c’est alors que l’âme du défunt sera ramenée à son corps et les anges l’interrogeront en ces termes :
-         « Qui est ton Maître ? »
-         « Eh bien, eh bien. Je ne sais pas »
-         « Quelle est ta religion ? »
-         « Eh bien eh bien. Je ne sais pas. »
Une clameur dira depuis le ciel : préparez-lui un lit et des vêtements en enfer. Ouvrez-lui une porte débouchant sur l’enfer. Chaleur et vent brûlant lui viendront de là et sa tombe sera rétrécie de sorte que ses côtes se croiseront. Puis un homme au visage désagréable, aux vêtements désagréables et à l’odeur nauséabonde lui dira : « Sois assuré que ce jour est le mauvais jour qui t’était promis ».
-         « Qui es-tu puisque ton visage présage du mal ? »
-         « Je suis ta mauvaise œuvre »
-         « Maître, ne fais pas venir l’Heure » (rapporté par Abou Dawoud, 4753 et par Ahmad (18063), auteur de la présente version déclarée authentique par al-Albani dans Sahih al-Djami, 1676.
Ce qui est vrai c’est que les deux anges n’interrogeront le mort dans sa tombe que sur des questions relevant du dogme. C’est parfaitement clair. Allah le sait mieux.

Islam Q&A
 

ici