الثلاثاء، 4 يناير 2011

تفسيرآية للعبرة والعظة ،سنستدرجهم



بسم الله الرحمن الرحيم


أخواتى الحبيبات ..كثيراً منا يرى الكفاروالمتجبرون في الأرض والمتعالون وأصعاب المعاصي و.. و .. يتمتعون ، حتى إن بعض المؤمنين ، يظن أن الله تعالى يظلم - حاشا لله - فما كان لله سبحانه وتعالى أن يظلم ، أبداً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، لذلك تطرقت بعون الله وفضله لهذا الموضوع من أكثر من ناحية وبحثت لكم بإذن الله لنتعلم كلمة جديدة ، والا وهى ( سنستدرجهم ) .


" فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين"


من تفسير القرطبى "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" معناه سنأخذهم على غفلة وهم لا يعرفون؛ فعذبوا يوم بدر.
وقال سفيان الثوري: نسبغ عليهم النعم وننسيهم الشكر.
وقال الحسن: كم مستدرج بالإحسان إليه، وكم مفتون بالثناء عليه، وكم مغرور بالستر عليه.
وقال أبو روق: أي كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة وأنسيناهم الاستغفار.
وقال ابن عباس: سنمكر بهم. وقيل: هو أن نأخذهم قليلا ولا نباغتهم. وفي حديث (أن رجلا من بني إسرائيل قال يا رب كم أعصيك وأنت لا تعاقبني - قال - فأوحى الله إلى نبي زمانهم أن قل له كم من عقوبة لي عليك وأنت لا تشعر. إن جمود عينيك وقساوة قلبك استدراج مني وعقوبة لو عقلت).

والاستدراج: ترك المعاجلة.. وأصله النقل من حال إلى حال كالتدرج. ومنه قيل درجة؛ وهي منزلة بعد منزلة..
واستدرج فلان فلانا أي استخرج ما عنده قليلا
ويقال: درجه إلى كذا واستدرجه بمعنى أي أدناه منه على التدريج فتدرج هو.

قوله تعالى: "وأملي لهم" أي أمهلهم وأطيل لهم المدة
والملاوة: المدة من الدهر
وأملى الله له أي أطال له.. والملوان: الليل والنهار..
وقيل: "وأملي لهم" أي لا أعاجلهم بالموت .. والمعنى واحد.
وقد مضى في "الأعراف" بيان هذا.. "إن كيدي متين" أي إن عذابي لقوي شديد فلا يفوتني أحد.



عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ"، ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ".

أخرجه أحمد (4/145 ، رقم 17349) ، والطبراني فى الكبير (17/330 ، رقم 913) ، وفى الأوسط (9/110 ، رقم 9272) ، قال الهيثمي (10/245) : رواه الطبراني فى الأوسط عن شيخه الوليد بن العباس المصرى ، وهو ضعيف. والبيهقي فى شعب الإيمان (4/128 ، رقم 4540) . وأخرجه أيضًا : الروياني (1/195 ، رقم 260) ، والرافعي فى التدوين (1/279) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة (414).

ما أظلم من قرأ هذا ولم تدمع عيناه وما أقسى قلبه، قال المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": (من الدنيا) أي من زهرتها وزينتها
(استدراج) أي أخذ بتدريج واستنزال من درجة إلى أخرى، فكلما فعل معصية قابلها بنعمة وأنساه الاستغفار فيدنيه من العذاب قليلاً قليلاً ثم يصبه عليه صباً.


قال إمام الحرمين: إذا سمعت بحال الكفار وخلودهم في النار فلا تأمن على نفسك فإن الأمر على خطر، فلا تدري ماذا يكون وما سبق لك في الغيب، ولا تغتر بصفاء الأوقات فإن تحتها غوامض الآفات. وقال علي كرم الله وجهه: كم من مستدرج بالإحسان وكم من مفتون بحسن القول فيه. وكم من مغرور بالستر عليه،

وقيل لذي النون: ما أقصى ما يخدع به العبد؟ قال: بالألطاف والكرامات "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" .


________________________ 

قال تعالي في كتابه الكريم :
{فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }
هذا لانهم قد احبوا الدنيا الفانية وزخرفها فأعطاهم الله حظهم فيها ونسوا الآخرة الباقية فحرمهم الله النعيم فيها .. هم نسوا الله فأنساهم انفسهم قال جل وعلا :
{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }
ولكنهم مهما كانوا في نعيم فلن يساوي شيء بجانب النعيم الذي يدخره الله لعباده المؤمنين
وربما يغتر بعض الناس برؤية هؤلاء وقد فتح الله عليهم من نعيم الدنيا وملذاتها الكثير ..
 
____________________ 
 
 
 
 
__________________ 
 
 
 
تفسير آيه للعبرة والموعظة
قال الله تعالى:
(سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ)
قال بعض العلماء فى تفسيرها :
كلما أحدثوا ذنبا أحدث لهم نعمة لينسيهم الاستغفار
* قد يغتر بعض الناس برؤية أهل المعاصي وقد فتح الله عليهم من نعيم الدنيا وملذاتها
الخير الكثير ..... وما علم هؤلاء أن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضه ولو كانت تساوى جناح بعوضه ما سقى كافرا منها شربه ماء .....


* قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:
( إذا رأيت الله عز وجل يعطى العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فأنما هو استدراج )
ثم تلا قوله عز وجل:{ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شىء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغته فإذا هم مبلسون }. ( الأنعام : 44 )
رواه أحمد ، وصححه الألبانى فى السلسه الصحيحه
منقول