الجمعة، 14 يناير 2011

حول حديث صاحب الرغيف




بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


هذا حديث ندور معه من حيث القبول والرد
والوقف والرفع ،والفوائد المستفادة منه ،
والتحذير مما لم يثبت وشابهه في المعنى

والآن مع النقولات المشار إليها
حديث صاحب الرغيف


عـن ابـن مسـعود ( موقوفًـا ) :

إن راهبًـا عبـدَ اللهَ فـي صومعتـه سـتين سـنة ، فجـاءت امـرأة

فنزلـت إلـى جنبـه فنـزل إليهـا ، فواقعهـا سـتّ ليـالٍ ، ثـم سُـقط

فـي يـده ، فهـرب ، فأتـى مسـجدًا ، فـأوى فيـه ثلاثـًا ؛ لا يَطعـم

فيـه
شـيئًا ، فأتـى برغيـفٍ ، فكسـره ، فأعطـى رجـلاً عـن يمينـه

نصفـَه ، وأعطـى آخـرَ عـن يسـاره نصفَـه ، فبعـث الله إليـه مَلَـكَ

المـوت ، فقبـض روحَـه ، فوضعـت السـتون فـي كِفَّـة ،

ووضعـت السـتُّ فـي كفـة ، فرجحـت ـ يعنـي السـتُّ ـ ثـم وُضِــعَ

الرغيـفُ ، فرجــحَ ـ يعنـي : رجـح ( الرغيـف ) السـت .



صحيح موقوف ، وقد روى مرفوعًا عن أبي ذر ولا يصح . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 1 / حديث رقم : 885 / ص : 529


*.*.*.*.*.*.*.*.*

ونقلت نفس المعنى في حديث آخر وهو

عن أبي بردة قال: لما حَضَرت أبا موسى الوفاةُ قال: (يا بَنيّ

اذكروا صاحب الرغيف، كان رجلٌ يتعبد في صومعة أراه

سبعين سنة , لا ينزل إلا في يوم واحد.

قال: فشبه , أو شبه الشيطان في عينه امرأة، فكان معهما

سبعة أيام أو سبع ليال، ثم كشف عن الرجل غطاؤه، فخرج

تائباً وكان كلما خطا خطوة صلى وسجد.

فآواه الليل إلى دكان عليه اثنا عشر مسكينا، فأدركة العياء،

فرمى بنفسه بين رجلين منهم , وكان ثم راهبُ يبعث إليهم كل

ليلة أرغفة فيعطي كل إنسان رغيفاً فجاء صاحب الرغيف،

فأعطى كل إنسان رغيفاً , ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائباً

فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفاً ,فقال له المتروك: مالك لم

تعطني رغيفي؟ فقال: تراني أمسكت عنك؟ سل هل أعطيت أحداً

منكم رغيفين؟ قالوا: لا ، فقال: والله لا أعطيك الليلة شيئاً فعمد

التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه فدفعه إلى الرجل الذي تُرك.

فأصبح التائب ميتاً، قال: فوزنت السبعون بالسبع ليال، فرجحت

الليالي، فوزن الرغيف بالسبع الليالي فرجح الرغيف، فقال:

أبو موسى: يا بني اذكروا صاحب الرغيف
.)

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه – باب ما ذكر في سعة رحمة الله تعالى. حديث: 33546. وأبو نعيم في حلية الأولياء - حديث : ‏916‏,
وصححه شيخنا العلامة المحدث / أبو إسحاق الحويني ـ حفظه الله ـ في شريطه : (مدرسة الحياة )


قيل :
والأثرموقوف له حكم الرفع


وقد سألت عدداً من مشايخ الحديث عن أبي موسى وروايته

للإسرائيليات
فذكروا أنهم لا يعرفون عنه ذلك ,وبحثت أيضاً

فلم أجد من ذكره في هذا الباب والله تعالى أعلم




هنا

وقيل :

أما السند فقد صح موقوفاً كما أسلفت وقد جاء نحوه بإسناد

صحيح أيضاً عن عبد الله بن مسعود عند ابن أبي شيبة

3/111 والبيهقي في شعب الإيمان 3/262

أما المتن فليس فيه ما يستنكر ويبين هذا سياقة ابن رجب

له في معاني الندم والتوبة .

أما أن يكون له حكم الرفع أو لا (أي أن يكون قد سمعاه

من النبي صلى الله عليه وسلم أم لا)



الذي في ظني أنه من باب التحديث عن بني إسرائيل خصوصاً

أنه من العبرة والعظة ،وليس فيه إثبات لحكم شرعي ونحوه

والله أعلم

هنا

_________________


الفوائد المنتقاة من القصة

الفائدة الأولى

وصية السلف لأولادهم , والاهتمام بتربيتهم

الفائدة الثانية

عدم الاغترار بالعمل , والحذر من الأمن من مكر الله تعالى

الفائدة الثالثة

خطورة فتنة النساء

الفائدة الرابعة

مكر الشيطان وكيده فلا نأمن على أنفسنا من مكره

لذا علينا تجنب الفتن وعدم التعرض لها

الفائدة الخامسة

الذنب للقلب .. غطاء وغشاء (نكتة سوداء)

الفائدة السادسة

حسن الظن بالله ـ سبحانه وتعالى ـ

الفائدة السابعة

الحسنات يذهبن السيئات

الفائدة الثامنة

فضل الصدقة وإن وقعت في يد غير محتاج لها

الفائدة التاسعة

لا تحقرن من المعروف شيئاً

الفائدة العاشرة

عدم القنوط من رحمة الله تعالى

الفائدة الحادية عشر

فضل الأعمال الصالحة , ودورها في خلاص العبد

الفائدة الثانية عشر

الصدق في التوبة إلى الله ـ عز وجل ـ

الفائدة الثالثة عشر

فضل إطعام الطعام , والتصدق به

الفائدة الرابعة عشر

عدم الحكم على المعين والجزم بولوجه جنة أو نار

الله أعلم بما ختم له



هنا


_______________________

تحذير
حديث مكذوب بعنوان ليته كان جديدا..ليته كان بعيدا...ليته كان كاملا


السؤال: كان أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على

فراش الموت ، فنطق بثلاث كلمات : ليته كان جديدا ، ويذهب

في غفوة ، ويفيق وهو يقول : ليته كان بعيدا ، ويذهب في

غفوة ويفيق وهو يقول : ليته كان كاملا . وبعدها فاضت

روحه . ذهب الصحابة رضوان الله عليهم إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم ليسألوه عن هذه الكلمات ،

فقال لهم رسول الله

صلى الله عليه وسلم : إن هذا الرجل في يوم من الأيام كان

يمشي ، وكان معه ثوب قديم ، فوجد مسكينا يشتكي من شدة

البرد فأعطاه الثوب ، فلما حضرته الوفاة ، ورأى قصرا من

قصور الجنة ، فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك . فقال :

لأي عمل عملته ؟؟ فقالوا له : لأنك تصدّقت ذات ليلة على

مسكين بثوب . فقال الرجل : إنه كان باليا فما بالنا لو كان

جديدا ، ليته كان جديدا . وكان في يوم ذاهبا للمسجد ، فرأى

مُقعدا يريد أن يذهب للمسجد ، فحمله إلى المسجد ، فلما

حضرته الوفاة ، ورأى قصرا من قصور الجنة ، قالت له ملائكة الموت :

هذا قصرك . فقال : لأي عمل عملته ؟؟ فقالوا له :

لأنك حملت مُقعدا ليصلي في المسجد . فقال الرجل : إن

المسجد كان قريبا ، فما بالنا لو كان بعيدا ، ليته كان بعيدا

وفي يوم من الأيام كان يمشي ، وكان معه بعض رغيف ،

فوجد مسكينا جائعا فأعطاه جزءا منه ، فلما حضرته الوفاة

ورأى قصرا من قصور الجنة ، فقالت له ملائكة الموت : هذا

قصرك ، فقال لأي عمل عملته ؟؟ فقالوا له : لأنك تصدّقت

ببعض رغيف لمسكين . فقال الرجل : إنه كان بعض رغيف ،

فما بالنا لو كان كاملا ، ليته كان كاملا ً . أريد أن

أعرف هل هذا حديث ، وهل هو صحيح ؟

الجواب:

الحمد لله

ليس هذا الكلام الوارد في السؤال من أحاديث النبي صلى الله


عليه وسلم ، ولا من كلام أحد الصحابة أو التابعين ، بل لم

نجده – حسب ما وصل إليه بحثنا - في شيء من

كتب العلماء ، قديمها وحديثها ، صحيحها وضعيفها ،

فالغالب أنه كذبة من الكذبات التي يتداولها الناس ،

وربما ابتكرها بعض المتأخرين ،

ونسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أكثرها

هذه الأيام والله المستعان ، فقد تجرأ أقوام على هذه

الكبيرة العظيمة ،

جريمة وضع الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم .


فالواجب على كل مسلم الحذر من هذه الموضوعات ، والعمل

على تحذير الناس منها ، وعدم المساعدة في نشرها ، بل

المساعدة في محوها من المجالس والمنتديات ، واستبدالها

بالأحاديث الكثيرة الصحيحة الواردة في الحث على الصدقة

والإحسان للفقراء والمساكين .


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) .

رواه مسلم في مقدمة صحيحه (5) . *

والله أعلم .

هنا


________________

*
عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال :
قـال رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :



" كفـى بالمـرءِ كذبـًا (1) أن يحـدِّث بكـل مـا سـمع " .


رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في:
صحيح الجامع الصغيروزيادته /المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827 .

( 1 ) وفـي روايـة أبـي داود ( إثمًا )

قال أبو داود في سننه


حدثنا حفص بن عمر،قال: حدثنا شعبة ،ح وحدثنا محمد بن الحسين ،قال: حدثنا علي بن حفص ،قال :حدثنا شعبة ،
عن خبيب بن عبد الرحمن ،عن حفص بن عاصم، قال : قال:ابن حسين في حديثه عن أبي هريرة ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

" كفـى بالمـرء إثمـًا أن يحـدث بكـل مـا سـمع" .


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /كتاب الأدب/باب في
التشديد في الكذب/حديث رقم :4992 / التحقيق:صحيح



نسأل الله السداد لنا ولكُم