الأحد، 9 يناير 2011

التوحيد و قطوف من كتاب القواعد المثلى للشيخ العثيمين


 

مدارسة التوحيد و قطوف من كتاب 

القواعد المثلى للشيخ العثيمين 


تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
.


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ

وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
) (1)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
) (2)


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن

يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(3)


أما بعدُ :

فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرُ الهدي هديُ

محمدٍ صلى الله عليه وسلم

وشرُّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ

ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار .

ثم أما بعد


وهذا رابط صوتي لسلسلة شرح القواعد المثلى للشيخ




وهذا رابط للكتاب في المكتبة الالكترونية للشيخ رحمه الله للتحميل


القواعد المثلى في
صفات الله وإسمائه الحسنى  

أهدافنا وعملنا في هذا المشروع 

هدفنا الأول بالأصالة

هو ترسيخ عقيدة التوحيد في قلوبنا

وسبيلنا



* الفصل الأول

بيان أهمية التوحيد ، و ذلك تناول بعض المسائل والجوانب المهمة فيه


* الفصل الثاني

مدارسة ومناقشة وتبسيط قطوف من كتاب

{القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى}

لمؤلفه : الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين

رحمه الله تعالى

مع فتح باب للأسئلة فيما ندرسه من هذا الكتاب في حدود شرح الشيخ العثيمين

لهذا الكتاب من خلال الأشرطة

وما لم يتعرض له الشيخ ونعجز عن الإجابة عليه من مصدر آخر

نتوقف عن إجابته ( فلا أعلم ، سلاحنا الواقي ) ولا حرج

ونشترط على أنفسنا تحري المقبول من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم

بعزو الحديث عزو دقيق قدر المستطاع لمصادره ،

وذلك بالحرص على التخريج والتحقيق

(ببذل الجهد واستفراغ الوسع في ذلك)


تنبيه هام

في أحيان كثيرة قد يصعب عزو المعلومة لمصادرها بدقة وذلك لأن المعلومة الواحدة

قد يؤخذ طرفها من هنا وهناك ، أي نجمعها من مصادر متعددة مما يصعب تحديد

المصدر لتصرفنا فيه ، فلا ننسب لعالم مالم يقله

لذا فالأصل أن البحث عبارة عن نقولات كثيرة بتصرف في ترتيب المعلومة

وإعادة تخريج وتحقيق ما استدل به صاحب المرجع الأصلي

فلننتبه إلى
أنني لاأنسب لنفسي أصل المعلومة حتى وإن لم أذكر 
ذلك خلال المُـدارسة
أهميةَ التوحيد


التوحيد أول واجب على المكلف , به يدخل دائرة الإسلام العظيمة الثمينة , وعليه يجب أن يغادر
الدنيا إن أراد السلامة والنجاة .

قال تعالى

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162}
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ{163} قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ{164} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
} {165}
الأنعام162 : 165

فقائل هذه الكلمة العظيمة , أعني- لا إله إلا الله -

إنما يسترق نفسه, ويُعبِّدها لله الواحد القهار , إن كان يفقه ما يقول .

وبقول تلك الكلمة, تكون رغبات الإنسان وشهواته ,

وطريقة حياته الخاصة, ومعاملته للناس , وسائر أحواله

خاضعة لمنهج الله وشرعه , لا تحيد عنه قيد شعره ,

وإن أخطأ أو غفل , فسرعان ما يعود نادماً مستغفراً

* ولأهميةِ هذه الكلمة العظيمة, التي هي أساس التوحيد وأصله ,

كانت هي دعوة الأنبياء كلهم, الذين ابتدءوا أقوامهم

بقولهم :

(( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))
(الأعراف: 59)  
* ولأهميةِ هذه الكلمة العظيمة,

التي هي أساس التوحيد وأصله ,

كانت هي دعوة الأنبياء كلهم, الذين ابتدءوا أقوامهم

بقولهم :


(( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))
(الأعراف: 59)


قال تعالى

"قَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم
مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
"
الأعراف{59}


{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ
إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
}
الأعراف65

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم
مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ
}
هود50

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم
مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا
فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
}
هود61

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم
مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ
وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ
}
هود84

{فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ
}
المؤمنون32


{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ
غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا
تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
}
الأعراف73

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم
مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
}
الأعراف85
 

من أبرز فضائل التوحيد من خلال كتاب الله :

الوعد بدخول الجنة لمن حقق التوحيد

قال تعالى

{وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }
البقرة25
فقوله تعالى ( الذين آمنوا ) أي الذين حققوا التوحيد.

الأمن والهداية

قال تعالى

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }
الأنعام82 ،

وقوله تعالى

{ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
الحج54 ،

وقوله تعالى

{ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
البقرة213

الثبات في الدنيا والآخرة

قال تعالى

{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }
إبراهيم27

تكفير السيئات

قال تعالى

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
}
العنكبوت7

وقوله تعالى

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }
المائدة65

الاستخلاف والتمكين في الأرض

قال تعالى

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى
لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
}
النور55.

ولاية الله تعالى للموحدين

قال تعالى

{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}
البقرة257

- سعة الرزق

قال تعالى

{فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
الحج50

وقوله تعالى

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
الأعراف96

- مدافعة الله تعالى عن الموحدين

قال تعالى

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }
الحج38

وعد الله الموحدين بالنصر على الأعداء والعزة والرفعة

قال تعالى

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }
غافر51

وقوله تعالى

{ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }
الروم47 أي الموحدين

وقوله تعالى

{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
المنافقون8

وقوله تعالى

{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
المجادلة11

تأييد الله تعالى للموحدين

قال تعالى

{ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }
الصف14

الحياة الطيبة

قال تعالى

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
}
النحل97

النجاة من مكاره الدنيا والآخرة

قال تعالى

{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ }
يونس103

ليس للشيطان سلطان على الموحدين

قال تعالى

{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
النحل99

يقذف الله في قلوب الخلق محبة الموحدين

قال تعالى

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً }
مريم96

استغفار الملائكة للموحدين

قال تعالى

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
}
غافر7

الموحدون هم خير البرية
قال تعالى

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ }
البينة7

رحمة الله الخاصة يفوز بها الموحدون

قال تعالى

{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }
الأحزاب43

حصول السكون والطمأنينة للموحدين عند المصائب
التي تفزع القلوب وتشوش الألباب

قال تعالى

{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ }
الفتح4.

فمن حقق التوحيد وتوفرت فيه شروط الفوز بالوعد

وانتفت عنه موانع الحرمان من الوعد

يرجى له برحمة الله الفوز بما سقناه


منقول بتصرف 

 

لا إله إلا الله

أوصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم

وبين فضلها وعاش بها ولها 

قال ابن ماجه في سننه

‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هَارُونُ بْنُ إِسْحَقَ الْهَمْدَانِيُّ ، قال :‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ‏،

‏عَنْ ‏ ‏مِسْعَرٍ ‏ ‏،عَنْ ‏ ‏إِسْمَعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الشَّعْبِيِّ ‏ ، ‏عَنْ ‏ ‏يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ ‏ ،

‏عَنْ ‏ ‏أُمِّهِ ‏ ‏سُعْدَى الْمُرِّيَّةِ ‏ ‏قَالَتْ ‏


‏مَرَّ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏بِطَلْحَةَ ‏ ‏بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏، ‏فَقَالَ :

مَا لَكَ كَئِيبًا !أَسَاءَتْكَ ‏ ‏إِمْرَةُ ‏ ‏ابْنِ عَمِّكَ ؟

قَالَ : لَا وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ :

" ‏ ‏إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً ، لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا كَانَتْ نُورًا لِصَحِيفَتِهِ ،

وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ الْمَوْتِ "

فَلَمْ أَسْأَلْهُ حَتَّى تُوُفِّيَ . قَالَ : أَنَا أَعْلَمُهَا ،

هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَمَّهُ عَلَيْهَا وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ شَيْئًا أَنْجَى لَهُ مِنْهَا لَأَمَرَهُ

سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /
كتاب الأدب / باب فضل لا إله إلا الله
/ حديث رقم : 3795 / التحقيق : صحيح

‏قَوْله ( مَالَك مُكْتَئِبًا )

‏مِنْ اِكْتَأَبَ الرَّجُل بِهَمْزَةٍ بَعْد التَّاء الْمُثَنَّاة اِفْتِعَال مِنْ كَئِب

أَيْ كَئِيبًا حَزِينًا .

وَفِي كَثِير مِنْ النُّسَخ كَئِيبًا

‏( إِمْرَة )

‏بِكَسْرِ الْهَمْزَة أَيْ إِمَارَته أَيْ أَمَا رَضِيت بِخِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ
رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ

‏( رُوحًا ) ‏

‏أَيْ رَحْمَة وَرِضْوَانًا وَفِي الزَّوَائِد اُخْتُلِفَ عَلَى الشَّعْبِيِّ فَقِيلَ

عَنْهُ هَكَذَا وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ

يَحْيَى عَنْ أُمِّهِ وَسُعْدَى عَنْ طَلْحَةَ وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ طَلْحَةَ مُرْسَلًا . ‏

شرح سنن ابن ماجه للسندي 







** قال الإمام مسلم في صحيحه



‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏كِلَاهُمَا ‏،



‏عَنْ ‏ ‏إِسْمَعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ‏،



قال : ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ عُلَيَّةَ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏خَالِدٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ،‏



الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ‏ ‏عَنْ ‏



‏حُمْرَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُثْمَانَ ‏ ‏قَالَ ‏



‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ



"‏ ‏مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاإِلَهَ إإلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ "









صحيح مسلم / 1- كتاب الإيمان / 10- باب الدليل على أن من مات



على التوحيد دخل الجنة .. / حديث رقم : 43- (26) / ص: 21



المعنى الإجمالي

فضل التوحيد يأتي من كونه أساس الدين ولبه،


فغيره يبنى عليه،



ولا يبنى هو على غيره،



ومن مات على التوحيد فقد مات على


لب الدين وأساسه، فلا غرو أن يكون له



من الفضل ما يؤهله لدخول الجنة، والفوز


برضوان الله، ومعنى التوحيد


لا يقتصرعلى


قول كلمته دون العلم بمعناها، والعمل بمقتضاها،


فالدين عقيدة وشريعة،



ولا تتم النجاة في الآخرة إلا بالإتيان بهما معاً .

الفوائد العقدية المستفادة من الحديث

1- فضل التوحيد


2- نجاة من مات على التوحيد

3- العلم بمعنى التوحيد شرط لقبوله،


وانتفاع المرء به في الآخرة




4- تعلق النجاة بالعلم بالتوحيد والعمل


بمقتضاه لا بمجرد النطق به

والسؤال الذي يطرح نفسه :


ماهي الآلية



التي نحتاجها كأفراد وتحتاجها الأمة عامةً للعمل


بمقتضاه؟؟؟؟؟



الجواب



الآلية المطلوبة منا



هي أن تكوم جميع أعمالنا خالصة لله


وعلى نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم



فتكون أوامر الله نصب أعيينا ، ماذا يريد



الله منَّا في هذه اللحظة ؟!



وفي كل الأ حوال نؤثر رضا الله ومراده



على مرادنا ومرادأحبابنا






وهذا لا يتأتى في الغالب إلا في وسط بيئة



إيمانيه مع صحبة



يشاطرونك نفس المقصد ويعينونك عليه!!!




قال تعالى


{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ



يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }



النور36



{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ



اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ



يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }



النور37



(في بيوت أذن الله أن ترفع)


إشارة إلى المكان المناسب.



(يذكر فيها اسمه, يسبح له فيها)


إشارة للأعمال الصالحه.




(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع)


إشارة إلى الرفقة الصالحه.


و






{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ


وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا


قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }

الكهف28


أليس كذلك؟؟؟


منقول بتصرف

نظرًا لأهمية الصّحْبَة للإعانة على تحقيق الآلية المرادة للفوز والانتفاع بـلا إله إلا الله 
نتعرض لتفسير الآية 28 من سورة الكهف




{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ


وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ

الْحَيَاةِ الدُّنْيَا



وَلا تُطِعْ مَنْ أغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ



هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}



(الكهف:28)



قال الشيخ العثيمين في تفسيره لسورة الكهف (لقطات)



فهذا كلام الشيخ لكن مع حذف ما لايخص استشهادنا



قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ }



أي احبسها مع هؤلاء الذين يدعون الله دعاء مسألة



ودعاء عبادة، اجلس إليهم وقوِّ عزائمهم.



وقوله: { بِالْغَدَاةِ } أي أول النهار.



وقوله: { وَالْعَشِيِّ } آخر النهار.



قوله: { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }



مخلصين لله عز وجل يريدون وجهه ولا يريدون



شيئاً من الدنيا، يعني أنهم يفعلون ذلك لله وحده لا لأحدٍ سواه.




وفي الآية إثبات الوجه لله تعالى ، وقد أجمع علماء



أهل السنة



على ثبوت الوجه لله تعالى بدلالة الكتاب والسنة على ذلك،

قال الله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }

(الرحمن:27)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"أعوذ بوجهك

وأجمع سلف الأمة وأئمتُها على ثبوت الوجه لله عز وجل

ولكن هل يكون هذا الوجه مماثلاً لأوجه المخلوقين؟
الجواب: لا يمكن أن يكون وجه الله مماثلاً لأوجه المخلوقين

لقوله تعالى:

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

(الشورى: الآية11)

وقوله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)    (مريم:65)


أي شبيهاً ونظيراً

وقال الله تبارك وتعالى:

(فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)  (البقرة: الآية22)

.وهكذا كل ما وصف الله به نَفْسَهُ فالواجب علينا أن نجريه على ظاهره،

ولكن بدون تمثيل،

ففهمنا الآن والحمد لله أن الله تعالى له وجه حقيقي وأنه لا يشبه أوجه المخلوقين 

وقوله: { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }

إشارة للإخلاص، فعليك أخي المسلم بالإخلاص حتى تنتفع بالعمل.

وقوله: { وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }

يعني لا تتجاوز عيناك عن هؤلاء السادة الكرام تريد زينة الحياة الدنيا،
بل اجعل نظرك إليهم دائماً وصحبتك لهم دائماً،


وفي قوله: { تريد زينة الحياة الدنيا}

إشارة إلى أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم


لو فارقهم لمصلحة دينية لم يدخل هذا في النهي.

قال تعالى: { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا }


يعني عن ذكره إيَّانا أو عن الذكر الذي أنزلناه، فعلى الأول يكون المراد الإنسان الذي يذكر الله بلسانه دون قلبه، وعلى الثاني يكون المراد الرجل الذي أغفل الله قلبه عن القرآن،  فلم يرفع به رأساً ولم ير في مخالفته بأساً.

قوله تعالى: { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } أي ما تهواه نفسه.




( وَكَانَ أَمْرُهُ) أي شأنه { فُرُطاً } أي منفرطاً عليه،

ضائعاً، تمضي الأيام واليالي ولا ينتفع بشيء،

وفي هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكر الله،

وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنْزَع

البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فُرطـًا

عليه ، تجده يبقى الساعات الطويلة

ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت

له البركة في جميع أعماله

ا.هـ
 سبق إشارتنا أن الآلية المطلوبة منا  لتحقيق لا إله إلا الله 
هي أن تكون جميع أعمالنا خالصة لله وعلى نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم

فتكون أوامر الله نصب أعيننا ، ماذا يريد الله منَّا في هذه اللحظة !

وفي كل الأحوال نؤثر رضا الله ومراده على مرادنا ومراد أحبابنا


وهذالا يتأتى في الغالب إلا في وسط بيئة إيمانيه مع صحبة


يشاطرونك نفس المقصد ويعينونك عليه!!!


لذا


جعل الحكيم العليم الودود ..، الحب في الله ، عبادة يثاب عليها


العبد لما فيها من مظاهر حب الله والإعانة على الاستقامة
والحـب والبغـض فـي الله مـتفرعان عـن


حـب الله


والمحبة أصلها الصفاء ; لأن العرب تقول لصفاء

بياض الأسنان ونضارتها حبب الأسنان .

وقيل : مأخوذة من الحُباب وهو



ما يعلو الماء – من فقاقيع - عند المطر الشديد ،



وقيل : مشتقة من اللزوم والثبات ،



فكأن المحب قد لزم قلبه محبة من يحب فلم يرم عنه انتقالا ً .


وقيل غير ذلك .




وعليه عَـرَّفـُوا المحبة بأنها :



غليان القلب عند الاحتياج للقاء المحبوب



والحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ،



ولذا كان الحب موجود منذ وجد الإنسان على



ظهر هذه الأرض ، فآدم يحب ولده الصالح ،



وابني آدم كان ما بينهما بسبب المحبة ،



وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان .



، ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ،



ويجعل هذا الرباط من أجل الله ،



فالمؤمن يحب من أجل الله ويبغض لله يوالي له ويعادي له



وهكذا الحياة كلها لله




"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ

الْعَالَمِينَ*لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"


الأنعام162 ، 163



وقد امتن الله عز وجل بهذا التأليف للقلوب


قال تعالى



{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ



نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ



فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ



فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }



آل عمران103





ـ وقال جل وعلا :



"وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ



بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "

الأنفال 63

وقال تعالى



{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ

رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ

وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ

...................}

الفتح29

هذه المحبة امتدت لتشمل من رأيناهم ومن لم نرهم .

قال تعالى

" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا



اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا "


فسبحانك ربي محبة تربط أجيال بأجيال أخرى لم يحصل بينهم أي تلاقي للأجساد

ولكن جمعتهم المحبة في الله .



ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلّا بتحقق


الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممن يستحق البراء.


لو تعلم مقدار ما تفيضه الأخوة عليك من خير وبر في

الدنيا والآخرة،لما ترددت لحظة في


مد جسور الأخوة مع كل مسلم على هذه الأرض.




لذا علم الرعيل الأول قيمتها




قال النسائي في سننه




أخبرنا أبو داود، قال :حدثنا هارون - هو ابن إسماعيل الخزاز - ،قال : حدثنا همام، عن قتادة عن الحسن ،
عن حريث بن قبيصة ، قال : قـَدِمْتُ المدينة، قال


"قلت اللهم يسر لي جليسًا صالحـًا ،
فجلست إلى أبي هريرة رضي الله عنه ،

قال : فقلت :
إني دعوت الله عز وجل أن ييسر لي جليسًا صالحًا ،

فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وسلم، لعل الله أن ينفعني به .

قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :


" إن أول ما يحاسب به العبد بصلاته ،
فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ،وإن فسدت فقد خاب وخسر"



قال همام لا أدري هذا من كلام قتادة أو من الرواية




"فإن انتقص من فريضته شيء قال انظروا


هل لعبدي من تطوع ، فيكمل به ما نقص من


الفريضة ثم يكون سائر عمله على نحو ذلك "




سنن النسائي / تحقيق الألباني / كتاب الصلاة / باب المحاسبة على الصلاة /
حديث رقم : 465 / التحقيق : صحيح


___________________

  اللهم يسر لي جليساً صالحـاً

شرح متن آخر لنفس الشاهد

‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ ‏ ‏قَالَ :-

قَدِمْتُ ‏ ‏الشَّأْمَ ‏ ‏فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ :- "اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا "
فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى

جَنْبِي قُلْتُ مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ، ‏فَقُلْتُ

إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي .

قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ، قُلْتُ : مِنْ ‏ ‏أَهْلِ الْكُوفَةِ ‏

‏قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ‏ ‏ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ‏ ‏صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ

وَالْمِطْهَرَةِ ،وَفِيكُمْ ‏ ‏الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ ‏ ‏مِنْ الشَّيْطَانِ ‏ ‏يَعْنِي عَلَى

لِسَانِ نَبِيِّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏،

‏أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏

‏الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ . (1)



" اللهم يسر لي جليساً صالحـاً "


هذه هي مسألة أولئك الأخيار ، وهذا كان من دعائهم

إن البحث عن جليس صالح في تلك الأزمنة الفاضلة

والقرون الخـيِّرة ليس بالأمر العسير بل هو

أمر ميسور ، لكثرة الأخيار وقلّة الأشرار .


أما في زماننا هذا فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك –

في مكان عام – لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال ،

وبهذه المسألة :


" اللهم يسر لي جليساً صالحـاً "


إن الجليس الصالح ربما كان أندر من الغُراب الأعصم


كما أن جلساء السوء " أكْثَرُ مِنْ تفَارِيقِ العَصَـا " !


وليت رأس جليس السوء عليه ريشة حتى يُعرَف ويُحذر !


وقديما قيل : الوِحدة خيرٌ من جليس السّوء .


وذلك أن صاحب الوِحدة يُحدّث نفسه ، وحديث النفس

معفوٌّ عنه ، وجليس السوء يأمر بالسوء ،

فله نصيب مِن وَصْف ( يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء ) .




قال أبو الدرداء : لَصَاحِبٌ صالح خير من الوِحدة ، والوحدة
خير من صاحب السوء ،
ومُمْلِي الخير خير من الساكت ، والساكت خير من مُمْلِي الشر .


قال ابن حبان : العاقل لا يُصاحب الأشرار ، لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار ،
تُعْقِب الضغائن ، لا يَستقيم وِدُّه ، ولا يَفِي بعهده .




وقال أيضاً :


من يَصحب صاحب السوء لا يَسْلَم ،
كما أن من يدخل مداخل السوء يُتَّهَم .


ومِن علامات جليس السّوء :


أنه لا يُذكِّرك إذا غَفَلْت ، ولا يُعينك إذا ذَكَرْت ،ولا يأمرك إذا قصّرت


ولا ينهاك إذ أخطأت ، ولا يُقوّمك إذا اعوججت ،فلا يأمرك ولا ينهاك

بل هو موافق لك فيما فعلت ، ساكت عما قصّرت فيه أو تَرَكْت ،تاركك وهواك


فهو ساع في هلاكك  ،مسرع بك إلى رَداك ،فهو يَتركك وهَواك ! زاعما أنه اختار لك الراحة ، وقد اختار لك العَطَب !


تَرْكُ نفسك يومًا وهواها = سعي لها في رداهـا



وهذا النوع من الناس يصدق فيهم قول ابن القيم رحمه الله :

إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر .
وكم سَلَبَت المخالطة والمعاشرة من نِعمة ؟
وكم زرعت من عداوة ؟
وكم غرست في القلب من حزازات تَزُول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ؟!


ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة ،
وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة .


منقول
كتبه الشيخ / عبد الرحمن بن الله السحيم

___________________________________

(1)أخرجه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب المناقب / باب مناقب عمار
وحذيفة رضي الله عنهما / حديث رقم 3495