الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

حكم رقية الحيوان والجماد


 هي عبارة عن مشاركات لأعضاء الموقع كل يدلو بدلوه

1
حكم رقية الحيوان والجماد

لا إشكال في مشروعية رقية الإنسان المصاب بأذى ، ولكن ما حكم رقية الدابة ـ إذا مرضت ـ والسيارة ـ إذا تعطلت ـ ونحوها ؟

أذكر أنه سئل شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ عن رقية الدابة ونحوها ، فأجاب بأنه لا يحفظ شيئا في ذلك ، أو كلاما نحوه . ومعلوم أن هذا الجواب ـ عند أهل العلم ـ لا يقتضي منع ذلك العمل ، إنما قصاراه أنه لا يتذكر شيئا في الباب ساعة سئل .
ومن نظر في أحاديث الرقية وجدها عامة ، لم تقيد بجنس بني آدم ، والأصل العموم .

ولما كانت العين تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء ، فربما أدخلت الجمل القدر ، فإن الرقية أنفع ما تكون من العين أو الحمة ، كما ورد .

وقد أمر المعجب ببستانه أن يقول " ماشاء الله ، لا قوة إلا بالله " ، حتى لا تصيبه العين .
وقد وقفت على أشياء في الباب ، تدل على المشروعية ، من ذلك حديث في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال كنت أرعى غنما لعقبة ابن أبي معيط فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال لي يا غلام هل من لبن فقلت نعم ولكني مؤتمن قال فهل من شاة لم ينز عليها الفحل قال فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في اناء فشرب وسقى ابا بكر ثم قال للضرع اقلص فقلص قال ثم اتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله انك عليم معلم .ا.هـ

وأذكر أثرا آخر قرأته في التمهيد لابن عبد البر ، سوف أورده لاحقا بإذن الله ..



في حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ جاء بشاة ليس فيها لبن ( لم ينز عليها الفحل ) ، وقد جرت العادة أنها لا تدر اللبن مالم ينز عليها الفحل ، ومع ذلك مسح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ضرعها وقال كلمات ، فدر اللبن ، وهذه هي حقيقة الرقية .

وتأمل قوله :

(قال فهل من شاة لم ينز عليها الفحل قال فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في اناء فشرب وسقى ابا بكر ثم قال للضرع اقلص فقلص قال ثم اتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول...) ا. هـ 



ورد هذا السؤال للشيخ ابن جبرين ونـصـه : 

أخـبـرنـا أحـد الـقـراء أن أحـد الأشـخـاص عـايـن سـيـارتـه فـطـلـب الـقـارئ مـن الـعـائـن أن يـتـوضـأ وبـعـد ذلـك قـام هـو بـأخـذ هـذا الـمـاء ووضـعـه فـي رديـتـر الـسـيـارة فـتـحركـت الـسـيـارة وكـأنـهـا لـم يـكـن بـهـا شـيء . 

فـمـا حـكـم عـمـلـه هـذا ؟ وذلـك لأن الـذي أعـرفـه فـي الـسـنـة هـو أخـذ غـسـول الـعـائـن فـي حـالـة إصـابـتـه لـشـخـص آخـر . 

الـجـواب : 

لا بـأس بـذلـك فـإن الـعـيـن كـمـا تـصـيـب الـحـيـوان فـقـد تـصـيـب الـمـصـانـع والـدور والأشـجـار والـصـنـيـعـات والـسـيـارت والـوحـوش ونـحـوهـا . 

وعـلاج الإصـابـة أن يـتـوضـأ الـعـائـن أو يـغـتـسـل ويـصـب مـاء وضـوئـه أو غـسـلـه أو غـسـل أحـد أعـضـائـه عـلـى الـدابـة ومـثـلـهـا عـلـى الـسـيـارة ونـحـوهـا ووضـعـه فـي الـرديـتـيـر مـفـيـد بـإذن الله فـهـذا عـلاج مـثـل هـذه الإصـابـة لـقـول الـنـبـي صلى الله عليه وسلم : " ‏وَإِذَا ‏‏ اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا " [ رواه مـسـلـم (2188) ] ، والـقـصـص والـوقـائـع فـي ذلـك مـشـهـورة ، والله أعـلـم . 

الـمـصـدر : الـفـتـاوى الـذهـبـيـة فـي الـرُقـى الـشـرعـيـة ( ص 111) .


 
أنقل ماذكره ابن عبدالبر رحمه الله في الاستذكار (27/11-13)

حدثني عبد الوارث قال حدثني قاسم قال حدثني محمد بن عبد السلام قال حدثني محمد بن المثنى قال حدثني بن أبي عدي عن شعبة عن حصين عن هلال بن يساف عن سحيم بن نوفل قال كنا عند عبد الله - يعني بن مسعود - فجاءت أمه رجلا فقالت له ما يجلسك إن فلانا قد لقع فرسك لقعة فلم يأكل ولم يشرب ولم يرث منذ كذا وهو يدور كأنه في فلك فالتمس له راقيا قال عبد الله لا تلتمس له راقيا ولكن ابزق في منخره الأيمن ثلاثا وفي منخره الأيسر ثلاثا وقل بسم الله لا بأس أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي أنه لا يذهب الكرب إلا أنت قال فأتاه الرجل فصنع ثم قال ما رجعت حتى أكل وشرب ومشى وراث


أخبرنا عبد الوارث قال حدثني قاسم قال حدثني محمد بن عبد السلام الخشني قال حدثني محمد بن بشار قال حدثني مؤمل قال حدثني سفيان عن حصين عن هلال بن يساف عن سحيم بن نوفل قال كنا عند عبد الله نعرض المصاحف فجاءت جارية أعرابية إلى رجل منا فقالت إن فلانا لقع مهرك بعينه وهو يدور في فلك لا يأكل ولا يشرب ولا يروث ولا يبول فالتمس له راقيا فقال عبد الله لا تلتمس له راقيا ولكن ائته فانفخ في منخره الأيمن أربعا وفي منخره الأيسر ثلاثا وقل لا بأس أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت فقام الرجل فانطلق فما برحنا حتى رجع فقال لعبد الله فعلت الذي أمرتني فما برحت حتى أكل وشرب وراث وبال 

قال أبو عمر وذكر الحديثين الطبري عن ابن المثنى وعن ابن بشار أيضا 

ففي الحديث الأول النفث
وفي الآخر مكان النفث النفخ وفيه أربعا في المنخر الأيمن وفي الأيسر ثلاثا وفي الأول ثلاثا ثلاثا) انتهى من الاستذكار.


وقد أخرجه كذلك ابن أبي شيبة في المصنف 
قال :

(في الدابة يصيبها الشيء بأي شيء تعوذ به ) 


حدثنا إبن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف عن سحيم بن نوفل قال بينما نحن عند عبد الله إذ جاءت وليدة أعرابية إلى سيدها ونحن نعرض مصحفا فقالت ما يحبسك وقد لفع فلان مهرك بعينه فتركه يدور في الدار كأنه في فلك قم فابتغ راقيا فقال عبد الله لا تبتغ راقيا وأنفث في منخره أربعا وفي الأيسر ثلاثا وقال لا بأس اذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت قال فذهب ثم رجع إلينا قال فقلت ما أمرتني فما جئت حتى راث وبال وأكل 



5


وقوله: ( لقع مهرك بعينه ): لقَعَ بالقاف: أي أصابه بالعين.

وفي لسان العرب ج8/ص321

( لقعه بعينه: عانه، يلقعه لقعاً أصابه بها ، قال أبو عبيد : لم يسمع اللقع إلا في إصابة العين وفي البعرة ، وفي حديث ابن مسعود قال رجل عنده إن فلانا لقع فرسك فهو يدور كأنه في فلك أي رماه بعينه وأصابه بها فأصابه دوار )اهـ 


6

وعلى حد معرفتي المتواضعة بالرجال أنه ليس برجال الإسناد إلى سحيم بن نوفل شيء يعيب. وسحيم بن نوفل ذكره ابن حبان في الثقات -كما أورد شيخنا عبد الرحمن أعلاه. والحصين أنكروا رواياته عن عكرمة فحسب....

ثم إن ابن عبد البر رحمة الله عليه ذكره في التمهيدا محتجا به(على حد ما أذكر)..
ثم أن البهائم والسيارة وغيره هي من مال الإنسان ويسوء حاله لترديها، فلماذا لا ترقى إذن ؟؟
والله أعلم والله الموفق...


7
 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا ذيال بن عتبة بن حنظلة قال سمعت حنظلة بن جذيم جدي أن جده حنيفة قال لجذيم Y اجمع لي بنى فأنى أريد أن أوصى فجمعهم فقال إن أول ما أوصى أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية المطيبة فقال جذيم يا أبت إني سمعت بنيك يقولون إنما نقر بهذا عند أبينا فإذا مات رجعنا فيه قال فبيني وبينكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جذيم رضينا فارتفع جذيم وحنيفة وحنظلة معهم غلام وهو رديف لجذيم فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم سلموا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما رفعك يا أبا جذيم قال هذا وضرب بيده على فخذي جذيم فقال إني خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت فأردت أن أوصى وإني قلت أن أول ما أوصى أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل كنا نسميها في الجاهلية المطيبة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا الغضب في وجهه وكان قاعدا فجثا على ركبتيه وقال لا لا لا الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس عشرة وإلا فعشرون وإلا فخمس وعشرون وإلا فثلاثون وإلا فخمس وثلاثون فإن كثرت فأربعون قال فودعوه ومع اليتيم عصا وهو يضرب جملا فقال النبي صلى الله عليه وسلم عظمت هذه هراوة يتيم قال حنظلة فدنا بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي بنين ذوى لحى ودون ذلك وإن ذا أصغرهم فادع الله له فمسح رأسه وقال بارك الله فيك أو بورك فيه قال ذيال فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه أو البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ويقول بسم الله ويضع يده على رأسه ويقول على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه عليه وقال ذيال فيذهب الورم K إسناده صحيح 




من كتاب مسند أحمد بن حنبل الجزء 5 صفحة 67 


8
قال الشيخ عبدالله بن مانع حفظه الله تعليقا على ماقاله الشيخ رحمه الله - أنقله باختصار- :
" وقفت على أصل لهذا ؛ فقد أخرجه أحمد ( 5 : 67-68 ) وابن قانع في الصحابة ( 1: 204 ) والطبراني في الكبير ( 4 : 1326 ) والبيهقي في الدلائل ( 6 : 214 ) وغيرهم .

(حدثنا أبو سعيد "مولى بنى هاشم" حدثنا ذيال بن عبيد بن حنظلة ، قال سمعت حنظلة بن حذيم "جدي" أن جده حنيفة قال لحذيم : اجمع لي بنيّ فإني أريد أن أوصى ، فجمعهم فقال : إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا الذى فى حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها فى الجاهلية المطَّيبة .
فقال حذيم : يا أبت ، إنى سمعت بنيك يقولون : إنما نقر بهذا عند أبينا ، فإذا مات رجعنا فيه . 
قال : فبيني وبينكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . 
فقال حذيم : رضينا . 
فارتفع حذيم وحنيفة وحنظلة معهم غلام وهو رديف لحذيم فلما أتوا النبى -صلى الله عليه وسلم- سلموا عليه ، فقال النبى -صلى الله عليه وسلم- « وما رفعك يا أبا حذيم ؟». 
قال : هذا - وضرب بيده على فخذ حذيم - .
فقال : إنى خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت فأردت أن أوصي ، وإني قلت : إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا الذى فى حجرى مائة من الإبل ، كنا نسميها فى الجاهلية المطيبة . 
فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى رأينا الغضب فى وجهه ، وكان قاعدا فجثا على ركبتيه ، وقال : « لا ، لا ، لا ، الصدقة خمسٌ ، وإلا فعشر ، وإلا فخمس عشرة ، وإلا فعشرون ، وإلا فخمس وعشرون ، وإلا فثلاثون ، وإلا فخمس وثلاثون ، فإن كثرت فأربعون » . 
قال : فودعوه ومع اليتيم عصا وهو يضرب جملا فقال النبى -صلى الله عليه وسلم- « عظمت هذه هراوة يتيم » . 
قال حنظلة : فدنا بي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال ك إن لي بنين ذوى لحى ودون ذلك ، وإن ذا أصغرهم فادع الله له ، فمسح رأسه وقال « بارك الله فيك أو بورك فيه » . 
قال ذيال : فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه أو البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ويقول : بسم الله ، ويضع يده على رأسه ، ويقول : على موضع كف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمسحه عليه ، وقال ذيال : فيذهب الورم ) وإسناده لا بأس به .

وذوات الأرواح تنتفع بالقراءة ، ويصيبها بركة قراءة القرآن .



 ووما يجلي ذلك - أيضا - قصة خروجه في الهجرة صلى الله عليه وسلم ، ومروره بابن مسعود حينما كان يرعى الغنم لعقبة بن أبي معيط ، وقد أخرجه أحمد في مسنده من طريق : حماد بن سلمة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وفيه : كنت أرعى غنما فمرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر ، فقال : ( يا غلام ، هل من لبن ) ؟ ، قال : ثلت : نعم ، ولكني مؤتمن ، قال : ( فهل من شاة لم ينزُ عليها الفحل ) ؟ فأتيته بشاة ، فمسح ضرعها ، فنزل لبنٌ ، فحلبه في إناء ، فشرب ، وسقى أبابكر ، ثم قال للضرع : ( اقلص ؛ فقلص ... ) والقصة مشهورة ، ولها شواهد .

قلت ( بن مانع ) : فإذا تحقق النفع من مثل هذا ، فما المانع من حصول النفع بكلام الله ؟! ، ودعوى الخصوصية بالمعجزة أو الكرامة لرسوله صلى الله عليه وسلم في الخبرين فيه عسر ، ولا سيما في القصة الأولى .

وأما ما حدثني به الثقات من قراءتهم على بهائم سقمت فشفيت بعد القراءة فكثير ) أ.هـ مختصرا .



9

   وفي إتحاف المهرة لابن حجر 10/212

12606 - حديث (ابن جرير) : كنا عند عبد الله نعرض المصاحف ، فجاءت جارية أعرابية إلى رجل منا ، فقالا : إن فلانا قد لقع مهرك بعينه . . . الحديث . وفيه قول ابن مسعود : انفخ في منخره الأيمن أربعا ، وفي الأيش ثلاثا ، وقل : " لا بأس أذهب الباس رب الناس ، اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت " .
رواه أبو جعفر بن جرير في " تهذيبه " : عن ابن المثنى ، عن ابن أبي عدي ، عن شعبة ، وعن ابن بشار ، عن مؤمل ، عن سفيان ، كلاهما عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عنه ، به . وحكمه الرفع إذا مثله لا مجال للرأي فيه . ورواه أيضا : مجاهد بن موسى ، عن يزيد ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن هلال بن يساف قال : جاءت جارية إلى مولى وهو عند عبد الله . . . . فذكر نحوه مرسلا ، ولم يذكر سحيما .

و الأثر عند ابن أبي شيبة في مصنفه 15/200 ح(30002) ط. عوامة 
وبوب عليه فقال : في الدابة يصيبها الشيء بأي شيء تعوذ به ؟.
وأخرجه أيضاً: ابن فضيل في الدعاء، والخرائطي في مكارم الأخلاق، والبيهقي في الدعوات الكبير ، وابن عبد البر في التمهيد والاستذكار











هنا