الأحد، 15 مايو 2011

شموع نورها نور الإيمان





شموع نورها نور الإيمان....شموع تستمد قوتها من حب الرحمن...

شموع ليست كبقية الشموع....هي شموع تبصر و تسمع و تتكلم.....

بل إنها شموع تكبر....تركع....تسجد...تبكي خوفا ووجلا و حبا في المنان..

شموع تطمع بالجنة.... وتركت دار الفناء لأهل أفناء...وحب الرياء..

هي شموع أضاءت بفضل الدعوة في سبيل الواحد ذو الجلال و الإكرام..

هم التائبون....هم العائدون...هم المهرولون لجنة رب الأكوان..

هنا أحبتي...سأسرد لكم بعض التجارب الدعوية المتواضعة التي عشتها و عاشها غيري..

تجارب كانت نجيتها شموع مضيئة... شموع أضاءت بعد الغفلة و الحرمان...

شموع لابد وأن أحصد أجرها نورا يوم القيامة....يوم العرض على رب الأرض و السماء...

فها هي تجاربي بين أيديكم....ولست أطلب منكم سوى أن تشاركوني تجاربكم.... لنفيد و نستفيد و يكون همنا الدعوة كما اتفقنا ...

أبدأ بسم الله....وأسرد لكم تجربتي التي لن أنساها يوما ....تجربتي مع " ن ".....

" ن "...فتاة تسحر الناظر إليها من الوهلة الأولى...جريئه بطبعها...تلفت الأنظار إليها...ليست أنظارنا نحن....بل أنظارهم هم...نعم.. أنظارهم هم و للأسف..أظنكم تفهمون من أعني بقولي هم...بدأت أتقرب إليها...كان تقربي منها بمثابة اختراق لحدودي و التدخل في ما لا يعنيني...لم تتقبلني..وكأنها كانت تقاومني بشراسة و لكن بإسلوب مهذب للغاية...تحاول استفزازي بطريقة غير مباشرة...فكلما فتحت حوار بيني و بينها أجدها تعارضني الرأي وإن كان كلامي صحيحا بلا جدال...تحملت ذلك...لا أدري لما تحملتها...كان في صدري شيء يدفعني للاستمرار معها بالرغم من تصرفاتها الحادة معي... أحسست من خلال تعاملي معها أن النصيحة المباشرة لن تجدي نفعا معها...فقررت اتباع أسلوب محبب إلى نفسي..بدأت بذكر الحبيب امامها...بدأت بوصف مشاعري وقت الصلاة....وكم تعمدت محادثتها بعد العودة من مراكز الذكر.... أختار تلك الأوقات لأخبرها عن أحاسيسي بعد اللقاء بأخوة الخير الإيمان...لم أدعُها يوما لتلك المجالس...ولم أحثها يوما بطريقة مباشرة على الصلاة...كنت أكتفي في كل مكالمة أو حوار بزرع بذور محبة الخالق في نفسها...كنت أكتفي بالحديث عن حلاوة القرب منه و الإحساس بمعيته...في البداية كانت " ن " تتعمد تغيير الموضوع...وكنت أستجيب لرغبتها حتى لا تشعر بالضغط...ولكن مع الأيام...بدأت تصمت بلا تعليق...وكأنها كانت تطير معي إلى عالم آخر...رويدا رويدا... وأصبحت " ن " تتوق لسماع هذا الحديث...أصبحت تطلب مني ذلك بنفسها....وفي يوم اعترفت لي " ن " ببعض الأفعال التي قامت بها....صدمت...لم أصدق...لم أتوقع أن يصل بها الأمر إلى هذا الحد...ولكن...صوتها الحزين... وإحساسها بالذنب جعلاني أعاود التفكير... فلم أصرخ... لم أغضب...ولكني زدت جرعات الحديث عن رحمة الخالق عز وجل.. وكم كانت سعادتي لاتوصف حين قالت لي بحياء...لقد صليت اليوم...صليت صلاة مختلفة...بكيت كما لم ابك في حياتي...صدقتي حين قلتي ان ربي رحيم...والله فرحت كثيرا بكلامها... أحسست بإنسانة غير التي تعرفت عليها منذ أشهر...كانت مختلفة...استشعر في نبرات صوتها صدق و إخلاص... أصبحت " ن " تصلي الفروض بانتظام بل و تصلي القيام بعد أن كانت تترك الصلاة المفروضة و تتجاهلها.... وأجمل ما بشرتني به...هو أنها بدأت بحفظ سورة " آل عمران "...كاد قلبي يقفز فرحا...وكادت دموعي أن تتفجر لتعبر عن مدى سعادتي بالتغير الكبير في حياة " ن "... فالحمد لله... الحمد لله... الحمد لله الذي لولاه لما تغيرت " ن"...

" ن "...أصبحت شمعة في زمن الظلام....شمعة تعرف حق المعرفة من أين تستمد نورها و كيف... إنه الإيمان... إنه الإخلاص في التعامل مع الرحمن... إنها العودة إلى الواحد المنان...

حينها استشعرت قوله تعالى { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة }

حينها استشعرت قول رسولنا الكريم... « لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم »...

أخوة الإيمان...

في تجربتي مع "ن "...علمتني أن هناك فئة من الناس تحتاج للين في التعامل معها...تحتاج لتوقع الخير لبذل الخير...فليس كل من يعصي ذو قلب قاس...فالغفلة تكاد تعمي أبصارنا جميعا عن الحق...وجميعنا نحتاج لمن يذكرنا بالعودة للرحمن...

إلا أن هناك فئة أخرى تحتاج للشدة و القوة في التعامل لتعود لصوابها و تنتبه لماهي فيه من شر كبير..

أحبتي ....

لم أسرد لكم تجربتي حبا في المدح و الثناء....ولكنني أعود و أكرر...لنتشارك التجارب لنضع نصب أعيننا أساليب مختلفة للدعوة....لنتعلم من بعضنا البعض... وليشهد لنا هذا الاجتماع يوم القيامة إن شاء تعالى... 



هنا