الخميس، 11 أغسطس 2011

ما أسرع أيام رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل




ما أسرع أيام  رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..

ها قد مضى الثلث الأول من  رمضان ، والثلث كثير

يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل ..

نفوس العابدين .. وقلوب الراكعين ساجدين .. تحنّ وتئنّ

سبحان الله..

منذ أيام، كنا نستعد لاستقباله وقلوبنا تهفوا وتتوق للقياه


و منذ أيام قليلة، بشر بعضُنا بعضاً  بحلول الشهر المبارك 


كما كان يبشر رسولنا الكريم صحابته بحلوله 

* كـان النبـي ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ يبشـر أصحابـه 
بقـدوم شـهر الخيـر :
فعـن أبـي هريـرة ، قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : 
" أتاكـم رمضـان شـهر مبـارك ، فـرض الله ـ عـز وجـل ـ عليكـم
صيامـه ، تفتـح فيـه أبـواب السـماء ، وتغلـق فيـه أبـواب الجحيـم ،
وتغـل فيه مـردة الشـياطين ، لله فيـه ليلـة هـي خيـر مـن ألـف شـهر ،
من حـرم خيرهـا فقـد حـرم " .

سنن النسائي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام /
( 5 ) ـ باب : ذكر الاختلاف على ..... / حديث رقم : 2106 / ص : 336

فقد هل الهلال، مع النداء الشهير :

"يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر .."


9 - إذا كان أول ليلة من شهر رمضان : صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة

 
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي -
الصفحة أو الرقم: 682 - خلاصة حكم المحدث: صحيح 
 

و اليوم، فاجأتنا هذه الحقيقة : انقضى الثلث الأول من رمضان !!

سبحان الله.. أبهذه السرعة

رمضان.. هذا الضيف ؛ خفيف الظل، عظيم الأجر..

مضى ثلثه.. "و الثلث كثير"..

*******
وهنا لا بد ان نقف مع أنفسنا وقفات أيها الأحباب

ماذا أودعنا هذه الأيام العشر ؟

كيف نحن والقرآن ؟

كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر ؟

كيف نحن والقيام ؟

كيف نحن وتفطير الصائمين ؟

كيف نحن والصدقة والصلة والبر ؟

كيف حالنا مع الخشوع والخضوع والدموع ؟

هل اجتهدنا في طلب العتق، أم رضي البعض أن يكونوا مع الخوالف..؟


*******
أخي أختي

هذه أيام وليالي العتق تنقضي يوماً بعد يوم

وسرعان ما سيقال : وداعاً رمضان

فهلا كانت همتنا عالية ، ولسان كل منا يقول : لن يسبقني إلى الرحمن أحد

هلا جاهدنا أنفسنا وأتعبناها بالطاعة ، حتى ترتاح في مستقر رحمة الله في جنة الخلد

فالعبد لن يجد طعم الراحة إلا عند أول قدم يضعها في الجنة

ها نحن في الثلث الثاني من رمضان ..


وبعد أيام قلائل ، سنستقبل العشر الأواخر ـ لمن كتب الله له عمراً ـ أفضل ليالي العام ، فيها ليلة من خير شهر ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم.

فيا لسعادة من عرف فضل زمانه ، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه ، وعظم خوفه ورجاؤه ، فأقبل طائعاً تائبا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.

أحبتي .. الأيام تمضي متسارعة ، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس ، وكل مخلوق سيفنى ، وكل قادم مغادر ، وهذا شهر الرحمة والغفران ، يوشك أن يقول وداعاً ، ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا .

فصم صيام مودع ، وصل صلاة مودع ، وقم قيام مودع ، وتب توبة مودع ، وقم بالأسحار باكياً ، مخبتاً ، منيباً ،


وقل يارب : هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ، إلهي حرم وجهي ولحمي وعظمي وعصبي وبشرتي على النار . إلهي لا أهلك وأنت رجائي . اقبل توبتي ، واغسل حوبتي ، وسل سخيمة قلبي ، وارفع درجتي ، وكفّر سيئتي . وأعتق رقبتي ، يا ذا الجلال والإكرام

أخي ... أختي

غداً يقال : انقضى رمضان ، وأقبل عيد أهل الإيمان

و لكن شتان.. !!

شتان .. بين من يهل عليه هلال شوال و هو معتق من النيران ، قد كتب من أهل الجنان..

و بين من يهل عليه، وهو أسير الشهوات و المعاصي ، قد حرم من الخيرات ، وباء بالخسران..

اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات ، وأخذ العدة للوفاة قبل الموافاة ، وثبت قلوبنا على دينك ، واختم لنا بالصالحات ، واغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا والمسلمين ، واكتبنا جميعاً من عتقائك من النار


منقول بكثير تصرف