السبت، 24 سبتمبر 2011

عدم مشروعية قصة المرأة التي تتكلم بالقرآن


عدم مشروعية قصة المرأة التي تتكلم بالقرآن 


عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه : خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فبينما أنا في الطريق إذا أنا بسواد على الطريق ،فتميزت ذاك فإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقالت : (سلام قولا من رب رحيم)

فقلت لها : يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟!؟

قالت : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام)

فعلمت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس ، فقلت لها : أنت منذ كم في هذا الموضع ؟!؟

فقالت : (ثلاث ليال سويا)

فقلت ما أرى معك طعاماً تأكلين ؟!؟

فقالت : (هو يطعمني ويسقين)

فقلت :فبأي شيء تتوضئين ؟

فقالت : (فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيبا)

فقلت لها :إن معي طعاما فهل تأكلين ؟

فقالت : (ثم أتموا الصيام إلى الليل)

فقلت : ليس هذا شهر رمضان !!

قالت : (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)

فقلت : قد أبيح لنا الإفطار في السفر ..

قالت : (وأن تصوموا خيراً لكم إن كنتم تعلمون )

فقلت : لم لا تكلميني مثل ما أكلمك؟

قالت : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

فتعجبت من ردها وقلت : من أي الناس أنت؟

قالت : (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)

فقلت : قد أخطأت فاجعليني في حل.

قالت : (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم)

فقلت : فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟

قالت : (وما تفعلوا من خير يعلمه الله)

قال : فانحنت ناقتي فقالت : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)

فغضضت بصري عنها .. ولما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها ..

قالت: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)

فقلت لها : اصبري حتى أعقلها ..

فقالت : (ففهمناها سليمان)

فعقلت الناقة وقلت لها : اركبي ..

قالت : (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون)

فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح

فقالت : (واقصد في مشيك واغضض من صوتك)

فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر ...

فقالت : (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)

فقلت لها : لقد أوتيتم خيراً كثيرا

فقالت : (وما يذكر إلا ألو الألباب)

فلما مشيت قليلاً قلت لها ألك زوج ؟

قالت : (ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم)

فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة فقلت لها : هذه القافلة فمن لك فيها؟

فقالت : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا)

فعلمت أن لها أولاداً .. فقلت : وما شأنهم في الحج ؟

فقالت : (وعلامات وبالنجم هم يهتدون)

فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت لها القباب والعمارات فقلت هذه القباب فمن لك فيها ؟

قالت : (واتخذ الله إبراهيم خليلاً) (وكلم الله موسى تكليما) (يايحى خذ الكتاب بقوة)
فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحي فإذا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه)

فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي فقالت : (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية)

فقلت الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها فقالوا هذه أمنا لها أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن .. فسبحان القادر على ما يشاء ..

فقلت: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)




***************** 

سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم عن هذه القصة فقال 


الــســؤال: ما صحة هذه القصة ؟ المرأة المتكلمة بالقرآن

الـجـواب:

هذا عبث لا يليق بِكلام الله .

وهذه القصة رواها ابن حبان في " روضة العقلاء " من طريق الأصمعي عن امرأة أعرابية .
وفعل هذه المرأة ليس بِحجّة ، كما أنه ليس من عمل السلف .


ولذلك قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

قال أهل العلم :
يَحرم جعل القرآن بدلا من الكلام .
وأنا رأيت زمن الطلب قصة في جواهر الأدب عن امرأة لا تتكلّم إلا بالقرآن ، وتَعجّب الناس الذين يُخاطِبونها ،
وقالوا : لها أربعون سنة لم تتكلّم إلا بالقرآن مخافة أن تزِلّ ، فيغضب عليها الرحمن .
نقول : هي زلّت الآن ، فالقرآن لا يُجعَل بدلا من الكلام ،
لكن لا بأس أن يستشهد الإنسان بالآية على قضية وَقَعَتْ ، كما يُذكَر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَخطب ،
فَخَرج الحسن والحسين يَعثران بثياب لهما ، فَنَزل فأخذهما ، وقال : صدق الله : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) .
فلاستشهاد بالآيات على الواقع إذا كانت مُطابِقة تماماً لا بأس به . اهـ .

والله تعالى أعلم

الشيخ / عبدالرحمن بن عبدالله السحيم

داعية بوازرة الشؤون الإسلامية
هنا







يوجد رد أخر
في موضوع باسم 100 سؤال أجاب عليها الشيخ الفاضل مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال 17 : ما صحة قصة تلك المرأة التي لا تتكلم إلا بالقرآن ؟

الجواب : هذه قصة طويلة وجدتها مسندة عند ابن حبان في كتابه "روضة العقلاء" صفحة 49 ، وإسنادها واهٍ جداً ، فيه رجل اسمه محمد بن زكريا الغلابي
، وهذا الرجل قال عنه الدارقطني : متهم بالوضع ، وقال ابن حبان عنه : يروى عن المجاهيل
وهذه القصة رواها عن بعض المجاهيل ، والقصة طويلة ، يرددها بعض الوعاظ والخطباء ،ويرددها بعض الناس في مجالسهم،أما نص القصة فهو
" ثم يروي القصة في ردة "
" ثم بعد ما روى القصة كتب "

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

وقد أومأ إلى هذه القصة في الشرح الممتنع
في آخر السادس منه،
يقول: يحرم جعل القرآن بدلاً من الكلام
وأنا رأيت زمن الطلب قصة في جواهر الأدب
عن امرأة لا تتكلم إلا بالقرآن، وتعجب الناس الذين يخاطبونها، وقالوا لها: أربعون سنة لا تتكلم إلا بالقرآن
مخافة أن تزل، ويغضب عليها الرحمن، نقول هي زلت، فالقرآن لا يجعل بدلاً من الكلام، لكن لا بأس للإنسان أن يستشهد بالآية على قضية وقعت .أ.هـ
، فحتى لو أنها صحت ، فلا يجوز للإنسان أن يترك الكلام
لأن أورع الناس وأتقاهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وما فعلوا هذا
ولو كان خيراً لفعلوه ، فالقصة ركبها الغلابي هذا ، فكذب فيها على الأصمعي

الشيخ / مشهور بن حسن آل سلمان

هنا






وهذا رد آخر

هذه القصة باطلة وقد انتشرت للأسف بين الناس ونسبت بهتاناً إلى التابعي الجليل "عبد الله بن المبارك" ، مع عدم صحتها . وذلك من وجوه :

1- أن التابعي الجليل "عبد الله بن المبارك" والمعروف عنه فقهه وزهده وورعه ، هو شيخ علماء عصره فكيف يحدث امرأة لا تحل له على هذه الصيغة وبهذه الخلوة .

2- ورد في القصة قصده زيارة قبر الرسول_صلى الله عليه وسلم_ ومعلوم أن قصد السفر لأجل زيارة القبر غير جائزة شرعاً لحديث " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى " أخرجه البخاري (1189) .

3- ورد في القصة أن عبد الله بن المبارك أناخ ناقته وأركب هذه المرأة معه مع أنها لا تحل له ، وفي ذلك خلوة محرمة لا تخف على عالم مثله ، فهي إذاً غير صحيحة .

4- صورت هذه القصة التابعي الجليل بأنه سفيه يصيح ويترنم بالشعر مع هذه المرأة ، وصورت هذه المرأة بأنها هي الفقيهة والورعة ، وهذا مما لا يليق نسبته إليه .

وقد ذكر فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان في كتابه " كتب . أخبار . رجال . أحاديث . تحت المجهر " مايلي أضيفه إلى وجوه بطلانها:

5- إن كثيراً ممن ترجم لابن المبارك لم يذكر تلك القصة ، ومنها أن تلك القصة ليس لها زمام ولا خطام فلم يذكر سندها .

6- ومن ذلك عدم إنكار ابن المبارك _رحمه الله_ فعلها ذلك ، خاصة أن كثيراً من العلماء نهى عن التخاطب بالقرآن ، وابن المبارك معروف باتباعه للسنة فكيف يترك الإنكار عليها .

7- منها أيضاً وضوح التكلف في تركيب السؤال والجواب وهذا يدل على بطلانها .

هذه بعض وجوه بطلان القصة أردت ببيانها تبرئة الشيخ الجليل والتابعي الورع "عبد الله بن المبارك" _رحمه الله_ مما نسب إليه ، راجياً عدم تناقل الأخبار والآثار إلا ما ثبت صحتها ؛ وخاصة في حق الصحابة والتابعين والعلماء _رضوان الله عليهم_ ألا هل بلغت اللهم فاشهد .

وقد ورد في كتاب تلبيس إبليس للإمام ابن الجوزي ما يلي :

قال ابن عقيل: كان أبوإسحاق الخزاز صالحا وهو أول من لقنني كتاب الله وكان من عادته الإمساك عن الكلام في شهر رمضان فكان يخاطب بآي القرآن فيما يعرض له من الحوائج فيقول بإذنه (ادخلوا عليهم الباب)ويقول لابنه في عشية الصوم ( من بقلها وقثائها) آمرا له أن يشتري البقل ، فقلت له هذا الذي تعتقده عبادة هو معصية فصعب عليه ، فقلت: إن هذا القرآن العزيز أنزل في بيان أحكام شرعية فلا يستعمل في أغراض دنيوية ، فهجرني ولم يصغ إلى الحجة.
_______________





السؤال :



هل يجب التحدث بلغة القرآن ؟



الإجابة:



لا يجب التحدث بلغة القرآن، كما أن من لا يتكلم إلا بما في آيات القرآن في كلامه مع الناس فهو مبتدع وآثم فالقرآن لم ينزل لهذا ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.






المفتي: حامد بن عبد الله العلي



*****************