الجمعة، 15 أبريل 2011

الطريقة الصحيحة لطلب العلم



الطريقة الصحيحة لطلب العلم 
مصنف ضمن : الإستشارات
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 2/5/1432

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزاكم الله خيرا، أريد من فضيلتكم التوجيه، فأنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، أدرس في سنة أولى صيدلة، حفظت القرآن سابقا، ونسيته، وأنا الآن أحفظ من جديد، أحب العلوم الشرعية، وأطمح أن أتمكن منها يوماً ما، ولدي طموح أن ألتحق بكلية تختص بالعلوم الشرعية بعدما أتخرج من الصيدلة؛ لكني أريد أن أبدأ من الآن بالشيء اليسير، وقليل دائم خير من كثير منقطع، إلا أنني أفتقد للتوجيه في وضع الخطة أو المنهج، وقد عزمت على إتقان القرآن، ونيل الإجازة فيه قبل أن أتم العشرين سنة، كخطوة أولى، لكن ماذا أفعل في بقية العلوم، فكلها تستهويني - حديث، سيرة، فقه، عقيدة، أساسيات لغة عربية، و غيرها - فهلا رتبت لي هذه العلوم وغيرها حسب أولويتها، ومدى احتياج المسلم لها؟ وهل دراستها تعتمد على قراءة النصوص وفهمها، أم من المهم إتقان المتون حفظاً؟ من أين أبدأ وبماذا أبدأ، ما هي الكتب التي أحتاجها؟ ما هي مناهج المبتدئين؟ هل من الأفضل أن أتأسس في علم ما، ثم أنتقل إلى آخر، أو من كل بستان زهرة و خطوة خطوة في كل العلوم في نفس الوقت؟ ما الذي لا يسع المسلم جهله؟ علما بأني في فترة الصيف شبه متفرغة فلا دراسة ولا التزامات، وأريد أن أستغل ذلك، وبإمكاني مواصلة المشوار خلال السنة الدراسية بمعدل ساعتين يومياً تقريباً. فلدي الهمة والطموح والقدرة - إن شاء الله - على التوفيق بين تعلمي لأمور ديني وبين دراستي الجامعية؛ لكنني أشعر أنني في مفترق الطرق، وكل نوع من العلوم يجذبني، فهلا نلتم أجر توجيهي، والأخذ بيدي للارتقاء في سلم العلوم الدينية درجة درجة بمنهج واضح، وحبذا لو يكون بخطة زمنية. أعتذر عن كثرة الأسئلة لكن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) يشعل في نفسي جذوة الحماس، لكن على غير هدى، فكم من مرة عزمت على البدء، وكم مرة خططت جدولاً، و لم أنفذ والوقت يمضي، و أنا أمضي في حيرتي، وتنقلي من صنف إلى صنف، فانطلاقاً من أهمية استشارة أولياء الدين والخبرة، وها أنا ذا أستشيركم، فوجهوني جزاكم الله.


ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. تشكر الأخت السائلة على هذه النية والعزيمة القوية والحرص على طلب العلم الشرعي.
وحيث إنها مبتدأة في طلب العلم فنوصيها في المرحلة الأولى : بالبداءة بحفظ القرآن الكريم ومراجعته وضبطه، وتحرص من العلوم على ما تقيم به دينها مما يجب عليها تعلمه، ومن ذلك تعلم أصول العقيدة، وما لا يسع المسلم جهله من مسائل الفقه؛ كأحكام الطهارة والصلاة والصيام، وكذا الزكاة ـ إن كان لها مال ـ، ونحو ذلك.
وبعد ذلك تنتقل إلى بقية العلوم الشرعية، وتقوم بدراسة المختصرات قبل المطولات، كثلاثة الأصول وكتاب التوحيد والعقيدة الواسطية في التوحيد، والأربعون النووية وعمدة الأحكام في الحديث، ونحو ذلك.
ولتحرص على التدرج، وأخذ العلم شيئا فشيئا، مع المراجعة والمذاكرة حتى لا تنسى ما سبق لها أن تعلمته. والله أعلم.