بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم المحبة الشرعية على الجبلية
تقديم المحبة الشرعية على الجبلية
الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير
وإذا كانت النصوص النبوية تأمر بما يخالف رغبة الوالد
والولد، فإن قدمت رغبتهم فأنت ما حققت هذه المحبة،
وإن قدمت النص على رغبتهم فقد حققتها؛ لأن المراد
بالمحبة المحبة الشرعية وليس المراد الجبلية؛ لأن
الإنسان قد تتعارض عنده المحاب الجبلية مع الشرعية؛
لأن محبة الوالد كما يقرر أهل العلم شرعية،
ومحبة الولد جبلية، محبة الوالد شرعية ومحبة الولد جبلية،
فإذا حصل ضيق بحيث لا يتسع الأمر إما للوالد
وإما للولد، يعني كما لو حصل حريق، وعندك والد
مقعد وطفل رضيع ما يمشي، ولا تستطيع حمل الاثنين
معاً، تحمل الأب أو الابن؟ نعم هذه محبة شرعية هذا قدمت
مراد الله على مرادك، الفقهاء ينصون في باب النفقات أن ا
لولد في النفقة أهم من الأب، وحديث الثلاثة الذين انطبق
عليهم الغار منهم واحد ويش وضعه مع والديه؟ نعم
يأتي باللبن فيجد الأب قد نام، فينتظره إلى الصباح،
والأولاد يتضاغون من الجوع، ما يعطيهم حتى يشرب
الأب، وسيقت القصة مساق المدح، فدل على أن
هذا شرعي في تقديم الوالد على الولد، لكن قد يقال:
إنه شرع من قبلنا، وما المانع من أن يقسم اللبن
قسمين، فيعطى الأولاد باعتبار حاجتهم، والوالد ينتظر
بنصيبه،
لكن النظر دقيق في مثل هذه المسائل،
لما قدم المحبة الشرعية على الجبلية استحق
مثل هذه الكرامة، يستحق مثل هذه الكرامة...
المصدر: شرح: مقدمة سنن ابن ماجه (10)
منقول