إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"
سورة آل عمران : آية رقم (102)
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَاء
وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ
كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " سورة النساء : آية رقم 1
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً"
سورة الأحزاب : آية رقم (70 ،71)
أما بعدُ :
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ
محمدٍ صلى الله عليه وسلم
وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ, وكلَّ بدعةٍ
ضلالة , وكلَّ ضلالةٍ في النار .
ثم أما بعد
نظرًا لأهمية دراسة قواعد صفات الله وأسمائه الحسنى
نقوم بتصديرموضوعنا بتوطئة ومقدمة نوضح فيها بعض
الضوابط العقدية
ثم نثنيها بعرض تفريغ لأشرطة
شرح القواعدالمثلى للشيخ
محمد بن صالح بن عثيمين
رحمه الله تعالى
قدر المستطاع لذا نوصي من يتابع عرض الشرح
أن يتابع معه الأشرطة
تجنبًا لأن ننسب للشيخ رحمه الله ما لم يقله
فقد نضيف لفظة ،أو نضع لفظة مكان لفظة
لصعوبة التفريغ الحرفي فتبرئة لذمتنا
نبرأ إلى الله من عملنا هذا أن ننسبه للشيخ حرفيًا
*هذا رابط صوتي لسلسلة شرح القواعد المثلى للشيخ
محمد بن صالح بن عثيمين
رحمه الله تعالى
*وهذا رابط مباشر
للكتاب في المكتبة الإلكترونية للشيخ
للكتاب في المكتبة الإلكترونية للشيخ
رحمه الله
القواعد المثلى في
صفات الله وإسمائه الحسنى
=====
توطئة
ما هو التوحيــد
تعريـف التوحيـد شرعـًا
هـو إفـراد الله سبحانـه بمـا يختـص بـه مـن الربوبيـة
والألوهيـة والأسـماء والصفـات
وقد قسـم بعـض أهـل العلـم التوحيـد إلـى ثلاثـة أقسـام
1 ـ توحيـد الربوبيـة
2 ـ توحيـد الألوهيـة
3 ـ توحيـد الأسـماء والصفـات
وقـد اجتمعـت فـي قولـه تعالـى
{ رَبُّ السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَـا بَيْنَهُمَـا فَاعْبُـدْهُ
وَاصْطَبِـرْ لِعِبَادَتِـهِ هَـلْ تَعْلَـمُ لَـهُ سَـمِيّاً }
سورة مريم / آية : 65
وهنـاك مـن أهـل العلـم مـن قسـموا
التوحيـد إلـى قسـمين
1 ـ توحيـد المعرفـة والإثبـات
2 ـ توحيـد القصـد والطلـب
*فتوحيـد المعرفـة والإثبـات هـو توحيـد
الربوبيـة والأسـماء والصفـات
*وتوحيـد القصـد والطلـب هـو
توحيـد الإلهيـة
هـذا مـا يخـص التوحيـد إجمـالاً
وسـيأتي التفصيـل إن شـاء الله
ما هو التوحيــد
تعريـف التوحيـد شرعـًا
هـو إفـراد الله سبحانـه بمـا يختـص بـه مـن الربوبيـة
والألوهيـة والأسـماء والصفـات
وقد قسـم بعـض أهـل العلـم التوحيـد إلـى ثلاثـة أقسـام
1 ـ توحيـد الربوبيـة
2 ـ توحيـد الألوهيـة
3 ـ توحيـد الأسـماء والصفـات
وقـد اجتمعـت فـي قولـه تعالـى
{ رَبُّ السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَـا بَيْنَهُمَـا فَاعْبُـدْهُ
وَاصْطَبِـرْ لِعِبَادَتِـهِ هَـلْ تَعْلَـمُ لَـهُ سَـمِيّاً }
سورة مريم / آية : 65
وهنـاك مـن أهـل العلـم مـن قسـموا
التوحيـد إلـى قسـمين
1 ـ توحيـد المعرفـة والإثبـات
2 ـ توحيـد القصـد والطلـب
*فتوحيـد المعرفـة والإثبـات هـو توحيـد
الربوبيـة والأسـماء والصفـات
*وتوحيـد القصـد والطلـب هـو
توحيـد الإلهيـة
هـذا مـا يخـص التوحيـد إجمـالاً
وسـيأتي التفصيـل إن شـاء الله
أنـــواع التوحيـــد
سـبق أن تعرضنـا لأنـواع التوحيـد إجمـالاً ، وسـنتعرض
لهـا هنـا بشـيء مـن التفصيـل
أنـواع التوحيـد تدخـل كلهـا فـي تعريـف عـام
وهـو
إفـراد الله سـبحانه وتعالـى بمـا يختـص بـه
هنـاك مـن أهـل العلـم مـن قسـم التوحيـد إلـى ثلاثـة أقسـام
وهـي
1 ـ توحيـد الربوبيـة .
2 ـ توحيـد الألوهيـة .
3 ـ توحيـد الأسـماء والصفـات .
قـال الشيخ العثيمين :
والعلمـاء ـ علمـوا ذلـك التقسـيم ـ بالتتبـع والاسـتقراء
والنظـر فـي الآيـات والأحاديـث فوجـدوا أن التوحيـد
لا يخـرج عـن هـذه الأنـواع الثلاثـة
ا . هـ .
كتـاب : فتـاوى العقيـدة للشـيخ العثيميـن / ص : 6
وهـذا التقسـيم إنمـا هـو للتفهيـم والبيـان ، وإلا فاللـه
لايقبـل التوحيـد مـن إنسـان أخـل بأحـد أنواعـه
أولاً : توحيــد الربوبيــة
تعريفه
هـو الإيمـان بأن الـرب هـو الخالـق ، الـرازق ، المحيـي ،
المميـت ، مُنَـزِّل الكتـب ، مرسـل الرسـل ، المجـازي
فـي الدنيـا والآخـرة ، وإفـراده سـبحانه بكـل هـذا
ومـن خـلال هـذا التعريـف نستخلص
أقسـام توحيـد الربوبيـة
1 ـ قــدر كونــي
قـال تعالـى : { إِنَّـا كُـلَّ شَـيْءٍ خَلَقْنَـاهُ بِقَـدَرٍ } .
سورة القمر / آية : 49 .
وقـال تعالـى : { إِنَّمَـا قَوْلُنَـا لِشَـيْءٍ إِذَا أَرَدْنَـاهُ
أَن نَّقُـولَ لَـهُ كُـن فَيَكُـونُ }
سورة النحل / آية : 40 .
فالقـدر الكونـي : كالخلـق ، والـرزق ،
والإحيـاء ، والإماتـة ، والنفـع ، والضـر .
2 ـ قـدر تشـريعي
وهـو يشـمل العلـم ، والرسـالات ، والكتـب ،
والوحـي ، والتحليـل ، والتحريـم .
ـ ومـن أدلـة ذلـك :
ـ ( العلـم ) : قـال تعالـى :
{ ... ذَلِكُمَـا مِمَّـا عَلَّمَنِـي رَبِّـي ... }
سورة يوسف / آية : 37
وقـال تعالـى : { ...وَقُـل رَّبِّ زِدْنِـي عِلْمـاً }
سورة طه / آية : 114 .
ـ ( الرسـالات ) : قـال تعالـى :
{ لِيَعْلَـمَ أَن قَـدْ أَبْلَغُـوا رِسَـالاَتِ رَبِّهِـمْ ... } .
سورة الجن / آية : 28 .
ـ ( الكتـب ) : قـال تعالـى
{ ... تِلْـكَ آيَـاتُ الْكِتَـابِ وَالَّـذِيَ أُنـزِلَ
إِلَيْـكَ مِـن رَّبِّـكَ الْحَـقُّ ... }
سورة الرعد / آية : 1 .
ـ ( الوحـي ) : قـال تعالـى
{ ذَلِـكَ مِمَّـا أَوْحَـى إِلَيْـكَ رَبُّـكَ مِـنَ الْحِكْمَـةِ ... } .
سورة الإسراء / آية : 39 .
ـ ( التحليـل والتحريـم ) :
قـال تعالـى : { قُـلْ تَعَالَـوْاْ أَتْـلُ مَـا حَـرَّمَ رَبُّكُـمْ عَلَيْكُـمْ ... } سورة الأنعام / آية : 151 .
3 ـ القــدر الجزائــي
فالـذي يجـازي فـي الدنيـا والآخـرة إنمـا هـو الـرب .
مـن أمثلـة الجـزاء فـي الدنيـا :
قولـه تعالـى : { أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِأَصْحَـابِ الْفِيـلِ }
سورة الفيل / آية : 1 .
وقولـه تعالـى : { أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِعَـادٍ }
سورة الفجر / آية : 6 .
ومـن أمثلـة الجـزاء فـي الآخـرة :
قولـه تعالـى : { إِنَّ السَّـاعَةَ ءاَتِيَـةٌ أَكَـادُ أُخْفِيهَـا
لِتُجْـزَى كُـلُّ نَفْـسٍ بِمَا تَسْـعَى }
سورة طه / آية : 15 .
وقولـه تعالـى : { ... أَدْخِلُـوا آلَ فِرْعَـوْنَ أَشَـدَّ الْعَـذَابِ } . سورة غافر / آية : 46 .
وقولـه : { ... إِنَّـا أَعْتَدْنَـا لِلظَّالِمِيـنَ نَـاراً أَحَـاطَ
بِهِـمْ سُـرَادِقُهَا ... } .
سورة الكهف / آية : 29 .
وقولـه : { إِنَّ الَّذِيـنَ آمَنُـوا وَعَمِلُـوا الصَّالِحَـاتِ
إِنَّـا لاَ نُضِيـعُ أَجْـرَ مَـنْ أَحْسَـنَ عَمَـلاً * أُوْلَئِـكَ
لَهُـمْ جَنَّـاتُ عَـدْنٍ تَجْـرِي مِـن تَحْتِهِـمُ الأََنْهَـارُ ... } .
سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .
فتوحيـد الربوبيـة : كـل مـا نـزل مـن الـرب إلـى العبـاد
مـن رزق ، وإحيـاء ( كوني ) ، رسـالات ( تشـريعي ) .
ونتيجـة تعاملـك مـع قـدر الله الكونـي والتشـريعي ،
يكـون قـدر الله الجزائـي .
فالمعاصـي جزاؤهـا الابتـلاءات والمصائـب فـي الدنيـا ،
وشـدة سـكرات المـوت ، وعـذاب القبـر ، وشـدة
المـرور علـى الصـراط ، وعـذاب النـار ... .
وفـي المقابـل مـن عمـل صالحـًا لا يضيـع أجـره ،
ولـه جـزاء ذلـك .
مـع ملاحظـة أن الابتـلاءات فـي الدنيـا قـد تكـون
لتكفيـر الذنـوب ، أو لرفـع الدرجـات والتمحيـص ،
وليسـت دائمـًا عقابـًا .
فقـد لا ينـال المؤمـن منزلـة عاليـة فـي الآخـرة
بعملـه ، فتكـون هـذه الابتـلاءات والصبـر عليهـا
سـببًا لرفـع درجاتـه
نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة
انظر هذا الرابط
هنا
~ ~ ~ ~ ~
ثانيًــا
توحيــد الألوهيــة
وهـو إفـراد الله تعالـى بالعبـادة ، فكـل مـا هـو مـن
العبـاد إلـى الله هـو ألوهيـة
وهـذا النـوع مـن التوحيـد هـو موضـوع دعـوة
الرسـل مـن أولهـم إلـى آخرهـم
قـال تعالـى : { وَلَقَـدْ بَعَثْنَـا فِـي كُـلِّ أُمَّـةٍ رَّسُـولاً أَنِ اعْبُـدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُـواْ الطَّاغُـوتَ ... }
سورة النحل / آية : 36
وكـل رسـول يبـدأ دعوتـه بتوحيـد الألوهيـة ،
كمـا قـال نـوح وهـود وصالـح وشـعيب عليهـم السـلام
{ ... يَـا قَـوْمِ اعْبُـدُواْ اللهَ مَـا لَكُـم مِّـنْ إِلَهٍ غَيْـرُهُ ... } .
سورة الأعراف / آية :59 ، 65 ، 73 ، 85 .
وهـذا النـوع مـن التوحيـد يسـمى توحيـد ألوهيـة
باعتبـار إضافتـه إلـى الله
ويسـمى توحيـد عبـادة باعتبـار إضافتـه إلـى العابـد
ومـن كتـاب عقيـدة المؤمـن : ص : 78
قـال :
(إن توحيـد الألوهيـة جـزء هـام مـن عقيـدة المؤمـن ،
إذ هـو ثمـرة توحيـد الربوبيـة ، وتوحيـد الأسـماء
والصفـات ، وجَنـاه الطيـب .
وبدونـه يفقـد توحيـد الربوبيـة ، وتوحيـد الأسـماء
والصفـات معنـاه ، وتنعـدم فائدتـه )
ا.هـ
~ ~ ~ ~ ~
ثالثًا
سـبق أن تعرضنـا لأنـواع التوحيـد إجمـالاً ، وسـنتعرض
لهـا هنـا بشـيء مـن التفصيـل
أنـواع التوحيـد تدخـل كلهـا فـي تعريـف عـام
وهـو
إفـراد الله سـبحانه وتعالـى بمـا يختـص بـه
هنـاك مـن أهـل العلـم مـن قسـم التوحيـد إلـى ثلاثـة أقسـام
وهـي
1 ـ توحيـد الربوبيـة .
2 ـ توحيـد الألوهيـة .
3 ـ توحيـد الأسـماء والصفـات .
قـال الشيخ العثيمين :
والعلمـاء ـ علمـوا ذلـك التقسـيم ـ بالتتبـع والاسـتقراء
والنظـر فـي الآيـات والأحاديـث فوجـدوا أن التوحيـد
لا يخـرج عـن هـذه الأنـواع الثلاثـة
ا . هـ .
كتـاب : فتـاوى العقيـدة للشـيخ العثيميـن / ص : 6
وهـذا التقسـيم إنمـا هـو للتفهيـم والبيـان ، وإلا فاللـه
لايقبـل التوحيـد مـن إنسـان أخـل بأحـد أنواعـه
أولاً : توحيــد الربوبيــة
تعريفه
هـو الإيمـان بأن الـرب هـو الخالـق ، الـرازق ، المحيـي ،
المميـت ، مُنَـزِّل الكتـب ، مرسـل الرسـل ، المجـازي
فـي الدنيـا والآخـرة ، وإفـراده سـبحانه بكـل هـذا
ومـن خـلال هـذا التعريـف نستخلص
أقسـام توحيـد الربوبيـة
1 ـ قــدر كونــي
قـال تعالـى : { إِنَّـا كُـلَّ شَـيْءٍ خَلَقْنَـاهُ بِقَـدَرٍ } .
سورة القمر / آية : 49 .
وقـال تعالـى : { إِنَّمَـا قَوْلُنَـا لِشَـيْءٍ إِذَا أَرَدْنَـاهُ
أَن نَّقُـولَ لَـهُ كُـن فَيَكُـونُ }
سورة النحل / آية : 40 .
فالقـدر الكونـي : كالخلـق ، والـرزق ،
والإحيـاء ، والإماتـة ، والنفـع ، والضـر .
2 ـ قـدر تشـريعي
وهـو يشـمل العلـم ، والرسـالات ، والكتـب ،
والوحـي ، والتحليـل ، والتحريـم .
ـ ومـن أدلـة ذلـك :
ـ ( العلـم ) : قـال تعالـى :
{ ... ذَلِكُمَـا مِمَّـا عَلَّمَنِـي رَبِّـي ... }
سورة يوسف / آية : 37
وقـال تعالـى : { ...وَقُـل رَّبِّ زِدْنِـي عِلْمـاً }
سورة طه / آية : 114 .
ـ ( الرسـالات ) : قـال تعالـى :
{ لِيَعْلَـمَ أَن قَـدْ أَبْلَغُـوا رِسَـالاَتِ رَبِّهِـمْ ... } .
سورة الجن / آية : 28 .
ـ ( الكتـب ) : قـال تعالـى
{ ... تِلْـكَ آيَـاتُ الْكِتَـابِ وَالَّـذِيَ أُنـزِلَ
إِلَيْـكَ مِـن رَّبِّـكَ الْحَـقُّ ... }
سورة الرعد / آية : 1 .
ـ ( الوحـي ) : قـال تعالـى
{ ذَلِـكَ مِمَّـا أَوْحَـى إِلَيْـكَ رَبُّـكَ مِـنَ الْحِكْمَـةِ ... } .
سورة الإسراء / آية : 39 .
ـ ( التحليـل والتحريـم ) :
قـال تعالـى : { قُـلْ تَعَالَـوْاْ أَتْـلُ مَـا حَـرَّمَ رَبُّكُـمْ عَلَيْكُـمْ ... } سورة الأنعام / آية : 151 .
3 ـ القــدر الجزائــي
فالـذي يجـازي فـي الدنيـا والآخـرة إنمـا هـو الـرب .
مـن أمثلـة الجـزاء فـي الدنيـا :
قولـه تعالـى : { أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِأَصْحَـابِ الْفِيـلِ }
سورة الفيل / آية : 1 .
وقولـه تعالـى : { أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِعَـادٍ }
سورة الفجر / آية : 6 .
ومـن أمثلـة الجـزاء فـي الآخـرة :
قولـه تعالـى : { إِنَّ السَّـاعَةَ ءاَتِيَـةٌ أَكَـادُ أُخْفِيهَـا
لِتُجْـزَى كُـلُّ نَفْـسٍ بِمَا تَسْـعَى }
سورة طه / آية : 15 .
وقولـه تعالـى : { ... أَدْخِلُـوا آلَ فِرْعَـوْنَ أَشَـدَّ الْعَـذَابِ } . سورة غافر / آية : 46 .
وقولـه : { ... إِنَّـا أَعْتَدْنَـا لِلظَّالِمِيـنَ نَـاراً أَحَـاطَ
بِهِـمْ سُـرَادِقُهَا ... } .
سورة الكهف / آية : 29 .
وقولـه : { إِنَّ الَّذِيـنَ آمَنُـوا وَعَمِلُـوا الصَّالِحَـاتِ
إِنَّـا لاَ نُضِيـعُ أَجْـرَ مَـنْ أَحْسَـنَ عَمَـلاً * أُوْلَئِـكَ
لَهُـمْ جَنَّـاتُ عَـدْنٍ تَجْـرِي مِـن تَحْتِهِـمُ الأََنْهَـارُ ... } .
سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .
فتوحيـد الربوبيـة : كـل مـا نـزل مـن الـرب إلـى العبـاد
مـن رزق ، وإحيـاء ( كوني ) ، رسـالات ( تشـريعي ) .
ونتيجـة تعاملـك مـع قـدر الله الكونـي والتشـريعي ،
يكـون قـدر الله الجزائـي .
فالمعاصـي جزاؤهـا الابتـلاءات والمصائـب فـي الدنيـا ،
وشـدة سـكرات المـوت ، وعـذاب القبـر ، وشـدة
المـرور علـى الصـراط ، وعـذاب النـار ... .
وفـي المقابـل مـن عمـل صالحـًا لا يضيـع أجـره ،
ولـه جـزاء ذلـك .
مـع ملاحظـة أن الابتـلاءات فـي الدنيـا قـد تكـون
لتكفيـر الذنـوب ، أو لرفـع الدرجـات والتمحيـص ،
وليسـت دائمـًا عقابـًا .
فقـد لا ينـال المؤمـن منزلـة عاليـة فـي الآخـرة
بعملـه ، فتكـون هـذه الابتـلاءات والصبـر عليهـا
سـببًا لرفـع درجاتـه
نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة
انظر هذا الرابط
هنا
~ ~ ~ ~ ~
ثانيًــا
توحيــد الألوهيــة
وهـو إفـراد الله تعالـى بالعبـادة ، فكـل مـا هـو مـن
العبـاد إلـى الله هـو ألوهيـة
وهـذا النـوع مـن التوحيـد هـو موضـوع دعـوة
الرسـل مـن أولهـم إلـى آخرهـم
قـال تعالـى : { وَلَقَـدْ بَعَثْنَـا فِـي كُـلِّ أُمَّـةٍ رَّسُـولاً أَنِ اعْبُـدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُـواْ الطَّاغُـوتَ ... }
سورة النحل / آية : 36
وكـل رسـول يبـدأ دعوتـه بتوحيـد الألوهيـة ،
كمـا قـال نـوح وهـود وصالـح وشـعيب عليهـم السـلام
{ ... يَـا قَـوْمِ اعْبُـدُواْ اللهَ مَـا لَكُـم مِّـنْ إِلَهٍ غَيْـرُهُ ... } .
سورة الأعراف / آية :59 ، 65 ، 73 ، 85 .
وهـذا النـوع مـن التوحيـد يسـمى توحيـد ألوهيـة
باعتبـار إضافتـه إلـى الله
ويسـمى توحيـد عبـادة باعتبـار إضافتـه إلـى العابـد
ومـن كتـاب عقيـدة المؤمـن : ص : 78
قـال :
(إن توحيـد الألوهيـة جـزء هـام مـن عقيـدة المؤمـن ،
إذ هـو ثمـرة توحيـد الربوبيـة ، وتوحيـد الأسـماء
والصفـات ، وجَنـاه الطيـب .
وبدونـه يفقـد توحيـد الربوبيـة ، وتوحيـد الأسـماء
والصفـات معنـاه ، وتنعـدم فائدتـه )
ا.هـ
~ ~ ~ ~ ~
ثالثًا
توحيــد الأســماء والصفـات
وهـو الإيمـان بمـا وصـف الله تعالـى بـه
نفسـه فـي كتابـه ووصفـه بـه رسـوله ـ صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ـ مـن الأسـماء الحسنـى والصفـات
العلـى ، لفظـًا ومعنـىً
واعتقـاد أن هـذه الأسـماء والصفـات علـى الحقيقـة
لا علـى المجـاز ، وأن لهـا معـانٍ حقيقيـة تليـق
بجـلال الله وعظمتـه
أي
نثبـت لله مـا أثبتـه لنفسـه مـن أسـماء وصفـات ،
ونؤمـن بمعناهـا ، وأن لهـا كيـف
لكـنْ نفـوض هـذا الكيـف لله ، لعجزنـا
وجهلنـا بهـذا الكيـف
لقولـه تعالـى : { ... لَيْـسَ كَمِثْلِـهِ شَـيْءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ } .
سورة الشورى / آية : 11 .
فقـد أثبـت سـبحانه صفتـي السـمع والبصـر ، ونفـى المِثليـة .
إذًا ما هو التوحيد ؟
هـو إفـراد الله سبحانـه بمـا يختـص بـه
مـن الربوبيـة والألوهيـة والأسـماء والصفـات
فتوحيد الله في أسمائه وصفاته أحد
أنواع التوحيد الثلاثة
لذا فهذا العلم له منزلة عالية
ولانستطيع دراسة أي علم وفهمه فهمًا
صحيحًا إلابدراسة أصوله وقواعده
فلانستطيع دراسة معنى كل اسم وعبادة الله
بقتضى كل اسم
إلا بعد دراسة أصوله القائم عليه وقواعده
فلابد أن نعبد الله على بصيرة
لذا كان عزمنا على دراسة
شرح كتاب القواعد المُثلى فى
صفات الله وأسمائه الحُسنى
تأليف وشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
{الماتن هو نفسه الشارح ،
هو
الشيخ محمد بن صالح العثيمين}
-0-0-
ترجمة لحياة الشيخ
محمد بن صالح العثيمين
أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.
*كان رحمه الله يستمع إلي شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر
استطاعته، وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل
يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات
تحفيظ القرآن
*بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع
الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية
اجتماعية وذلك بفضل الله يؤتيه من يشاء
محمد بن صالح العثيمين
من منا في الأوساط العلمية لا يعرف الشيخ ابن عثيمين وهو
الذي ملأ ذكره الدنيا وشاع علمه في الآفاق وشهد القاصي
والداني بفضله وعلو مكانته، ونعرض ومضات من ترجمته
،رغبة منا في أن تكون سيرة هذا الشيخ الجليل وغيره من
العلماء المخلصين الناصحين السائرين على نهج السلف الصالح
رضوان الله عليهم حافزاً إيمانياً وفرصة عظيمة للاستفادة من
الدروس والعبر التي تزخر بها أيامهم للتأسي
بهم واقتفاء آثارهم.
إنه ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة والطود
الشامخ في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع
والفتوى شيخ التفسير، والعقيدة والفقه، والسيرة النبوية
والأصول والنحو وسائر العلوم الشرعية، الداعي إلى الله
بصيرة المشهود له بصدق العمل، ومواقف الخير والدعوة
والإرشاد والإفتاء الذي انتفع بعلمه المسلمين في شتى أنحاء
العالم الإسلامي والذي أجمعت القلوب على قبوله ومحبته
وفضله وعلو مرتبته فضيلة شيخنا فقيد البلاد والأمة الإسلامية
العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله رحمة واسعة
وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
اسمه ومولده:
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن
سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر
رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة
عنيزة –إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.
نشأته العلمية:
تعلم القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد
الرحمن بن سليمان الدامغ –رحمه الله- ثم تعلم
الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى
المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن
مبكرة، ومختصرات المتون في الحديث والفقه.
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي –
رحمه الله- قد رتب من طلبته الكبار لتدريس
المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن
عبد العزيز المطوع –رحمه الله-
فانضم إليه فضيلة شيخنا.
ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه
والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ
العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي –رحمه الله-
فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد
والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبد الرحمن السعدي شيخه الأول الذي
نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه
للدليل وطريقة تدريسه وتقريره وتقريبه العلم
لطلابه بأيسر الطرق وأسلمها، وقد توسم فيه
شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان
به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً
في حلقته، قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي
ابن عودان –رحمه الله- في علم الفرائض
حال ولايته القضاء في عُنَيْزَة.
وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي –رحمه الله-
في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عُنَيْزَة
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض
أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن
شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق
بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ
وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء
الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم
العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ
عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد
الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله).
واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن
عبد الله بن باز –رحمه الله- فقرأ عليه في
المسجد من صحيح البخاري، ومن رسائل شيخ
الإسلام ابن تيمية وانتفع منه في علم الحديث
والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها
ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً
حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية في الرياض.
الذي ملأ ذكره الدنيا وشاع علمه في الآفاق وشهد القاصي
والداني بفضله وعلو مكانته، ونعرض ومضات من ترجمته
،رغبة منا في أن تكون سيرة هذا الشيخ الجليل وغيره من
العلماء المخلصين الناصحين السائرين على نهج السلف الصالح
رضوان الله عليهم حافزاً إيمانياً وفرصة عظيمة للاستفادة من
الدروس والعبر التي تزخر بها أيامهم للتأسي
بهم واقتفاء آثارهم.
إنه ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة والطود
الشامخ في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع
والفتوى شيخ التفسير، والعقيدة والفقه، والسيرة النبوية
والأصول والنحو وسائر العلوم الشرعية، الداعي إلى الله
بصيرة المشهود له بصدق العمل، ومواقف الخير والدعوة
والإرشاد والإفتاء الذي انتفع بعلمه المسلمين في شتى أنحاء
العالم الإسلامي والذي أجمعت القلوب على قبوله ومحبته
وفضله وعلو مرتبته فضيلة شيخنا فقيد البلاد والأمة الإسلامية
العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله رحمة واسعة
وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
اسمه ومولده:
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن
سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر
رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة
عنيزة –إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.
نشأته العلمية:
تعلم القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد
الرحمن بن سليمان الدامغ –رحمه الله- ثم تعلم
الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى
المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن
مبكرة، ومختصرات المتون في الحديث والفقه.
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي –
رحمه الله- قد رتب من طلبته الكبار لتدريس
المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن
عبد العزيز المطوع –رحمه الله-
فانضم إليه فضيلة شيخنا.
ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه
والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ
العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي –رحمه الله-
فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد
والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبد الرحمن السعدي شيخه الأول الذي
نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه
للدليل وطريقة تدريسه وتقريره وتقريبه العلم
لطلابه بأيسر الطرق وأسلمها، وقد توسم فيه
شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان
به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً
في حلقته، قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي
ابن عودان –رحمه الله- في علم الفرائض
حال ولايته القضاء في عُنَيْزَة.
وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي –رحمه الله-
في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عُنَيْزَة
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض
أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن
شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق
بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ
وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء
الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم
العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ
عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد
الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله).
واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن
عبد الله بن باز –رحمه الله- فقرأ عليه في
المسجد من صحيح البخاري، ومن رسائل شيخ
الإسلام ابن تيمية وانتفع منه في علم الحديث
والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها
ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً
حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية في الرياض.
أعماله ونشاطه العلمي
بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعُنَيْزَة
على نطاق ضيق في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن
تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد
العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع
والتي أسسها شيخه في عام 1359هـ
*ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في
المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل
المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون
دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع – ولم يزل مدرساً في
مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي –رحمه الله-
* استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عُنَيْزَة حتى عام 1398هـ
وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومنهاج
المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وألف بعض المناهج الدراسية
* ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام
الدراسي 1398-1399هـ حتى توفي –رحمه الله-
*درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج
وشهر رمضان والعطل الصيفية
*شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة
العربية السعودية
*ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق
الهاتف
*تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة
منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته –رحمه الله-
· كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة
حريصاً على نفع الناس بالفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً
حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه –رحمه
الله تعالى رحمة واسعة-
*كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة
المنتظمة المجدولة فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع
قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه
ومع الطلبة المقيمين في السكن ومع أعضاء مجلس إدارة
جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع
جامعة الإمام بالقصيم.
*وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء
الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية التي كان
يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط
والعمل الدؤوب وكان مباركاً أينما توجه كالغيث من السماء
أينما حل نفع.
*أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة
الإسلام للعام الهجري 1414هـ
وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز
الشيخ بالجائزة ما يلي:-
أولاً : تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها
الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة
المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيا ً : انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
ثالثاً : إلقائه المحاضرات العامة النافعة في
مختلف مناطق المملكة.
رابعاً : مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالمملكة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
كان –رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله
سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن
ثم تعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب
التعليل كما كان حريصاً أشد الحرص على التقيد بما كان عليه
السلف الصالح في الاعتقاد علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً فكانت
أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.
*لقد أتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
*أمضى وقته في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق وله اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى اذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
*كان للشيخ –رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.
وتتركز جهوده ومجالات نشاطه العلمي –رحمه الله- فيما يلي:-
1- باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر
رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن) رحمه الله رحمة
واسعة. فالتدريس في مسجده بعنيزة يومي بل انه يعقد أكثر
من حلقة في اليوم الواحد في بعض أجزاء السنة.
التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في
مواسم الحج ورمضان والعطل الصيفية.
التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التدريس عن طريق الهاتف داخل المملكة وخارجها عن طريق المراكز الإسلامية.
2- إلقاء المحاضرات العامة المباشرة والدروس في مساجد
المملكة كلما ذهب لزيارة المناطق.
3- الجانب الوعظي الذي كان أحد اهتماماته وقد خصه بنصيب
وافر من دروسه للعناية به وكان دائماً يكرر على الأسماع الآية
الكريمة "واعلموا أنكم ملاقوه" ويقول "والله لوكانت قلوبنا حية
لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا".
4- عنايته بتوجيه طلبة العلم وارشادهم واستقطابهم والصبر
على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
5- الخطابة من مسجده في عنيزة وقد تميزت خطبه –رحمه الله- بتوضيح أحكام العبادات والمعاملات ومناسباتها للأحداث والمواسم فجاءت كلها مثمرة مجدية محققة للهدف الشرعي منها.
6- اللقاءات العلمية المنتظمة والمجدولة الأسبوعية منها والشهرية والسنوية.
7- الفتاوى وقد كتب الله له القبول عند الناس فاطمئنوا لفتاواه واختياراته الفقهية.
8- النشر عبر وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ومن خلال الأشرطة لسهولة تداولها والاستماع اليها.
9- وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها
للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية ومصنفاته من
كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق
وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر
من تسعين كتاباً ورسالة
ولا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة
الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله
تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل
كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان
حسناته يوم القيامة تبوءه منازل الشهداء والصالحين بجوار
رب العالمين.
وقد أخذت المؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
التي أنشئت هذا العام 1422هـ على عاتقها مسؤولية العناية
والاهتمام بهذا التراث الضخم الذي خلقه شيخنا رحمه الله تعالى
على تحقيق ذلك الهدف السامي الذي ينشده الجميع لجعل ذلك
العالم العزيز متاحاً ومنشوراً في مختلف الوسائل الممكنة بإذن
الله تعالى وعونه وتوفيقه
بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعُنَيْزَة
على نطاق ضيق في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن
تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد
العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
- وفي سنة 1376هـ توفي شيخه عبد الرحمن السعدي –
والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع
والتي أسسها شيخه في عام 1359هـ
*ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في
المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل
المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون
دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع – ولم يزل مدرساً في
مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي –رحمه الله-
* استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عُنَيْزَة حتى عام 1398هـ
وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومنهاج
المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وألف بعض المناهج الدراسية
* ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام
الدراسي 1398-1399هـ حتى توفي –رحمه الله-
*درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج
وشهر رمضان والعطل الصيفية
*شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة
العربية السعودية
*ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق
الهاتف
*تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة
منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته –رحمه الله-
· كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
- كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين ورئيساً لقسم العقيدة فيها.
وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة
حريصاً على نفع الناس بالفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً
حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه –رحمه
الله تعالى رحمة واسعة-
*كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة
المنتظمة المجدولة فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع
قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه
ومع الطلبة المقيمين في السكن ومع أعضاء مجلس إدارة
جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع
جامعة الإمام بالقصيم.
*وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء
الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية التي كان
يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط
والعمل الدؤوب وكان مباركاً أينما توجه كالغيث من السماء
أينما حل نفع.
*أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة
الإسلام للعام الهجري 1414هـ
وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز
الشيخ بالجائزة ما يلي:-
أولاً : تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها
الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة
المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيا ً : انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
ثالثاً : إلقائه المحاضرات العامة النافعة في
مختلف مناطق المملكة.
رابعاً : مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالمملكة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
كان –رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله
سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن
ثم تعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب
التعليل كما كان حريصاً أشد الحرص على التقيد بما كان عليه
السلف الصالح في الاعتقاد علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً فكانت
أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.
*لقد أتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
*أمضى وقته في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق وله اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى اذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
*كان للشيخ –رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.
وتتركز جهوده ومجالات نشاطه العلمي –رحمه الله- فيما يلي:-
1- باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر
رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن) رحمه الله رحمة
واسعة. فالتدريس في مسجده بعنيزة يومي بل انه يعقد أكثر
من حلقة في اليوم الواحد في بعض أجزاء السنة.
التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في
مواسم الحج ورمضان والعطل الصيفية.
التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التدريس عن طريق الهاتف داخل المملكة وخارجها عن طريق المراكز الإسلامية.
2- إلقاء المحاضرات العامة المباشرة والدروس في مساجد
المملكة كلما ذهب لزيارة المناطق.
3- الجانب الوعظي الذي كان أحد اهتماماته وقد خصه بنصيب
وافر من دروسه للعناية به وكان دائماً يكرر على الأسماع الآية
الكريمة "واعلموا أنكم ملاقوه" ويقول "والله لوكانت قلوبنا حية
لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا".
4- عنايته بتوجيه طلبة العلم وارشادهم واستقطابهم والصبر
على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
5- الخطابة من مسجده في عنيزة وقد تميزت خطبه –رحمه الله- بتوضيح أحكام العبادات والمعاملات ومناسباتها للأحداث والمواسم فجاءت كلها مثمرة مجدية محققة للهدف الشرعي منها.
6- اللقاءات العلمية المنتظمة والمجدولة الأسبوعية منها والشهرية والسنوية.
7- الفتاوى وقد كتب الله له القبول عند الناس فاطمئنوا لفتاواه واختياراته الفقهية.
8- النشر عبر وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ومن خلال الأشرطة لسهولة تداولها والاستماع اليها.
9- وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها
للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية ومصنفاته من
كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق
وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر
من تسعين كتاباً ورسالة
ولا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة
الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله
تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل
كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان
حسناته يوم القيامة تبوءه منازل الشهداء والصالحين بجوار
رب العالمين.
وقد أخذت المؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
التي أنشئت هذا العام 1422هـ على عاتقها مسؤولية العناية
والاهتمام بهذا التراث الضخم الذي خلقه شيخنا رحمه الله تعالى
على تحقيق ذلك الهدف السامي الذي ينشده الجميع لجعل ذلك
العالم العزيز متاحاً ومنشوراً في مختلف الوسائل الممكنة بإذن
الله تعالى وعونه وتوفيقه
ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجاً حياً، فلم يكن
علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة
وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده
ونبل أخلاقه.
*تميز بالحلم والصبر والجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه
وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من
*عمره كان بعيداً عن التكلف كان قمة في التواضع والأخلاق
الكريمة والخصال الحميدة وقدوة عمله
وتعبده وزهده وورعه
*وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط
الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى
قلوبهم تقرأ البشر يتهلل من محياه والسعادة تشرق
من جبينه وهو يلقي دروسه ومحاضراته.
*كان رحمه الله عطوفاً مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم
ويمنحهم الوعظ والتوجيه بكل لين وأدب.
*كان حريصاً على تطبيق السنة في جميع أموره.
ومن ورعه أنه كان كثير التثبيت فيما يفتي ولا
يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه
أمر من أمور الفتوى يقول انتظر حتى أتأمل المسألة،
وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على
التحرير الدقيق للسائل الفقهية.
لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية
إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل
ستة أشهر من وفاته نظم العديد من المحاضرات في المراكز
الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من
الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.
*وكان يحمل هم الأمة الإسلامية وقضاياها في مشارق الأرض ومغاربها
*وقد واصل –رحمه الله تعالى- مسيرته التعليمية والدعوية بعد عودته من رحلته العلاجية
فلم تمنعه شدة المرض من الاهتمام بالتوجيه والتدريس في
الحرم المكي حتى قبل وفاته بأيام.
أصابه المرض قبل قضاء الله فتميز بنفس صابرة راضية
محتسبة، وقدم للناس نموذجاً حياً صالحاً
يقتدي به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعالى
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجاً حياً، فلم يكن
علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة
وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده
ونبل أخلاقه.
*تميز بالحلم والصبر والجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه
وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من
*عمره كان بعيداً عن التكلف كان قمة في التواضع والأخلاق
الكريمة والخصال الحميدة وقدوة عمله
وتعبده وزهده وورعه
*وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط
الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى
قلوبهم تقرأ البشر يتهلل من محياه والسعادة تشرق
من جبينه وهو يلقي دروسه ومحاضراته.
*كان رحمه الله عطوفاً مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم
ويمنحهم الوعظ والتوجيه بكل لين وأدب.
*كان حريصاً على تطبيق السنة في جميع أموره.
ومن ورعه أنه كان كثير التثبيت فيما يفتي ولا
يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه
أمر من أمور الفتوى يقول انتظر حتى أتأمل المسألة،
وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على
التحرير الدقيق للسائل الفقهية.
لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية
إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل
ستة أشهر من وفاته نظم العديد من المحاضرات في المراكز
الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من
الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.
*وكان يحمل هم الأمة الإسلامية وقضاياها في مشارق الأرض ومغاربها
*وقد واصل –رحمه الله تعالى- مسيرته التعليمية والدعوية بعد عودته من رحلته العلاجية
فلم تمنعه شدة المرض من الاهتمام بالتوجيه والتدريس في
الحرم المكي حتى قبل وفاته بأيام.
أصابه المرض قبل قضاء الله فتميز بنفس صابرة راضية
محتسبة، وقدم للناس نموذجاً حياً صالحاً
يقتدي به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعالى
أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.
*كان رحمه الله يستمع إلي شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر
استطاعته، وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل
يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات
تحفيظ القرآن
*بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع
الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية
اجتماعية وذلك بفضل الله يؤتيه من يشاء
وفاته رحمه الله تعالى
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبل مغرب يوم
الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ
بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية
وأحس
بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية وصار
الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق
والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته
وحده وجاءت البرقيات وقدمت الوفود لتعزية خادم
الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز
وصاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو
الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء –حفظهم
الله- بفقيد البلاد وفقيد المسلمين جميعاً وأخذ
البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة
الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ
الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً
وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل
والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على
فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة
الإسلامية. - رحمة الله تعالى -
وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة
العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال
سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة
في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف
ودفن بمكة المكرمة رحمه الله.
إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله
تعالى لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على
محبته وقبوله وإنا لنرجوا الله سبحانه وتعالى
متضرعين إليه أن يكون الشيخ ممن قال
صلى لله عليه وسلم فيهم :" إذاأحب الله العبد نادى
جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل
فينادي جبريل في أهل السماء:
إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم
يوضع له القبول في أهل الأرض"(1)
وخلّف –رحمه الله- خمسة من البنين هم عبد الله وعبد
الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم،
جعل الله فيهم الخير والبركة والخلف الصالح.
فقد تزوج ـ رحمه الله ـ ثلاث مرات، الأولى :
ابنة عمه بنت سليمان بن محمد العثيمين
التي توفيت أثناء الولادة ،
ثم تزوج بعد وفاتها من ابنة الشيخ عبدالرحمن بن
الزامل العفيسان وظلت معه خمس سنوات
لم ينجب منها فطلقها
ثم تزوج بنت محمد بن إبراهيم التركي وهي أم أولادة ،
ولم يجمع بين زوجتين .
وبوفاته فقدت البلاد والأمة الإسلامية علماً من
أبرز علمائها وصلحاء رجالها الذين يذكروننا بسلفنا
الصالح في عبادتهم و نهجهم وحبهم لنشر العلم
ونفعهم لإخوانهم المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار
ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له وأن يجزيه عما قدم
للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده
خيراً والحمد لله على قضائه وقدره
وإنا لله وانا إليه راجعون
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وأصحابه ومن اتبعهم بأحسان إلى يوم الدين.
_______________
(1)
تخريج السيوطي : (متفق عليه) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 283
في صحيح الجامع الصغير وزيادته
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبل مغرب يوم
الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ
بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية
وأحس
بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية وصار
الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق
والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته
وحده وجاءت البرقيات وقدمت الوفود لتعزية خادم
الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز
وصاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو
الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء –حفظهم
الله- بفقيد البلاد وفقيد المسلمين جميعاً وأخذ
البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة
الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ
الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً
وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل
والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على
فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة
الإسلامية. - رحمة الله تعالى -
وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة
العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال
سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة
في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف
ودفن بمكة المكرمة رحمه الله.
إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله
تعالى لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على
محبته وقبوله وإنا لنرجوا الله سبحانه وتعالى
متضرعين إليه أن يكون الشيخ ممن قال
صلى لله عليه وسلم فيهم :" إذاأحب الله العبد نادى
جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل
فينادي جبريل في أهل السماء:
إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم
يوضع له القبول في أهل الأرض"(1)
وخلّف –رحمه الله- خمسة من البنين هم عبد الله وعبد
الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم،
جعل الله فيهم الخير والبركة والخلف الصالح.
فقد تزوج ـ رحمه الله ـ ثلاث مرات، الأولى :
ابنة عمه بنت سليمان بن محمد العثيمين
التي توفيت أثناء الولادة ،
ثم تزوج بعد وفاتها من ابنة الشيخ عبدالرحمن بن
الزامل العفيسان وظلت معه خمس سنوات
لم ينجب منها فطلقها
ثم تزوج بنت محمد بن إبراهيم التركي وهي أم أولادة ،
ولم يجمع بين زوجتين .
وبوفاته فقدت البلاد والأمة الإسلامية علماً من
أبرز علمائها وصلحاء رجالها الذين يذكروننا بسلفنا
الصالح في عبادتهم و نهجهم وحبهم لنشر العلم
ونفعهم لإخوانهم المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار
ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له وأن يجزيه عما قدم
للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده
خيراً والحمد لله على قضائه وقدره
وإنا لله وانا إليه راجعون
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وأصحابه ومن اتبعهم بأحسان إلى يوم الدين.
_______________
(1)
تخريج السيوطي : (متفق عليه) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 283
في صحيح الجامع الصغير وزيادته
*.*.*.*.
أثارت سيرة هذا العَلَم الفذ ووفاته
شجون وأحزان فقد
ُرزِأَت الأمة الإسلامية بفقد ثلاثة أعلام
للسُّـنة في فترات زمنية متلاحقة
ثم الشيخ مقبل
*فكانت وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ
قُبيل فجر يوم الخميس الموافق
27 من المحرم 1420 هـ
أي 27 / 1 / 1420
ثم وفاة
*الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر
-رحمه الله-
في يوم السبت في الثاني و العشرين منجمادى الآخرة 1420هـ
أي 22/6/1420 هـ
ثم وفاة
* الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين-رحمه الله
توفي يوم الأربعاء 15 من شوال سنة 1421 هـ
أي 15 / 10 / 1421 هــ
ثم وفاة
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله -
وكان ذلك بعد غروب شمس يوم السبت ، ليلة الأحد ،
بين مغرب وعشاء في
الأول من جمادى الأولى 1422هـ
جزاهم الله عنا خيرًا
وكل علماء الأمة الأحياء منهم والأموات
ونفعهم بآثارهم
وحقاً إنه لمصاب سابغ جلل، وخطب جسيم لا يحتمل، وبلاء
وبيل مروع إثر بلاء من قبله حلَّ، وليس من شيء يهيض جناح
الأمة مثل موت العلماء، فرحم الله شيوخنا فقد والله ما مُنيت
الأمة منذ عقود طويلة بمثل ما مُنيت به من موتهم: الشيخ عبد
العزيز بن عبد الله بن باز الزاهد الداعية، دثار الحكمة، ورواء
التأويل، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، محدث العصر،
ورافع لواء السنة، وشمس الأمة، والشيخ العثيمين ، رحمهم
الله، وأجزل لهم الأجر، ووفّانا نعمة الشكر على ما أبقي فينا من
بعدهم من علم وقدوة حسنة ،ونعمة الصبر على مصابنا فيهما.
ومع عُظمِ البلاء يكون عُظمُ الأجر، وعُظمُ الأجر لا يكون إلا
وصوبه الصبر ومن سخط كان له السخط، ومن رضي كان له
الرضى، ولا يخفف من شدة وقع البلاء مثل ثلاث : عموم
البلاء، والصبر على شدته، والأجر الذي يوفاه الصابرون،
ورابعة هي : وِكاءُ الثلاث : ذكر موت النبي صلى الله عليه
وسلم (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها من
أعظم المصائب)
سلسلة الأحديث الصحيحة / تحقيق الشيخ الألباني / ج: 3 / حديث رقم :
1106 / التحقيق : صحيح
اللهم فآجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها. واجمعنا بهم
في الفردوس الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين
لعمرك ماالرزية فقد مال *** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد فـــــــــذ *** يموت لموته خلق كثير
*.*.*.*
خطبة الحاجة
بدأ الشيخ العثيمين بخطبة الحاجة
وقام بإلقاء الضوء على بعض معانيها
لذا ننهج نهجه رحمه الله كأصل ولكن نتعرض لشرح الخطبة
كاملة لأهميتها لهذا المجلس ولكل مجلس
الحمد لله
كـان صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم يفتتـح
مواعظـه وخطبـه
بالحمدلـة كمـا يؤخـذ مـن مجمـوع
روايـات خطبـة الحاجـة
ويقـوم مقـام الحمدلـة كـل مـا فيـه ثنـاء لله تعالـى ،
كالبسـملة* ونحوهـا
[ فقـد كـان النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يبـدأ رسـائله وكتبـه
بالبسـملة بـدون حمـد ، فيقــول : بسـم الله الرحمـن
الرحيـم مـن محمـد رسـول الله إلـى ... ؛ إلـى قيصـر
عظيـم الـروم، ونحـوه .
فـإذا كـان هنـاك مؤلـف وكتـاب ، فـإن كثيـرًا مـن أهـل العلـم رأوا
أنـه يبـدأ بـه ـ أي بالكتـاب ـ بالأمريـن معًـا : البسـملة وحمـد الله
تعالـى ، وأخـذوا هـذا مـن أنـه يجمـع الأمريـن معًـا ،
كونـه رسـالة مكتوبـة ، وكونـه خطبـة ، لأنـه سـيقرأ
بعـد ذلـك 0
قالـوا :
وفيـه اقتـداء بكتـاب الله ـ عـز وجـل ـ فإنـه بـدأ
بالبسـملة ،ثـم حمـده سـبحانه ]
أصل المعلومة مستقى من
{ القواعد الفقهية / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم / بتصرف . القواعد الفقهية / شرح : سعد بن ناصر الشثري / بتصرف }
*.*.*
قيل في البسملة
{ القواعد الفقهية / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم / بتصرف . القواعد الفقهية / شرح : سعد بن ناصر الشثري / بتصرف }
*.*.*
قيل في البسملة
بسم الله الرحمن الرحيم : " بسم الله " ؛ أي أبتدئ بكل اسم
لله تعالى ، لأن لفظ " اسم " مفرد مضاف ، فيعم جميع الأسماء الحسنى .
" الله " : هو المألوه المعبود ، المستحق لإفراده بالعبادة ، لما اتصف به من صفات الألوهية ، وهي صفات الكمال .
" الرحمن الرحيم " : اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء ...
لله تعالى ، لأن لفظ " اسم " مفرد مضاف ، فيعم جميع الأسماء الحسنى .
" الله " : هو المألوه المعبود ، المستحق لإفراده بالعبادة ، لما اتصف به من صفات الألوهية ، وهي صفات الكمال .
" الرحمن الرحيم " : اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء ...
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / للسعدي / ص : 21 0 تفسير الفاتحة .
فالبسملة إذا أُطلقت فهي تحوي الحمد
حقيقة الحمد
* وصـف المحمـود بالوصـف الجميـل مـع محبتـه وتعظيمـه .
[ فهـو الثنـاء علـى الله بصفـات الكمـال ، وبأفعالـه الدائـرة بيـن الفضـل والعـدل ، فلـه الحمـد الكامـل بجميـع الوجـوه ] .
تفسير السعدي .
* وهـو سـبحانه يحمـد حمـدًا مطلقًـا ، أي حمـد اسـتحقاق ، لأنـه يسـتحق الحمـد لذاتـه .
( ال ) فـي " الحمـد " : للاسـتغراق ، أي اسـتغراق جميـع أنـواع المحامـد .
( الله ) : هـو المألـوه ، المعبـود
المسـتحق لإفـراده بالعبـادة
، لمـا اتصـف بـه مـن صفـات الألوهيـة ،
وهـي صفـات الكمـال .
ولفـظ الجلالـة أعـرف مـن أن يُعـرَّف ، وهـو أصـل لجميـع
الأسـماء الحسـنى والـلام فـي " الله " :
للجنـس المفيـدة
للاسـتغراق ، فالمسـتحق للحمـد المطلـق
هـو الله عـز وجـل
والمختـص بـه هـو الله تعالـى .
ولهـذا كـان النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا أصابتـه السـراء قـال
(الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـم الصالحـات ) ، وإن أصابتـه ضـراء قـال :
( الحمـد لله علـى كـل حـال ) .
القواعد الفقهية / شرح : د.خالد الصقعبي / بتصرف .
* فعـن عائشـة قالـت : كـان رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا رأى مـا يحـبُّ قـال : " الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـمُ الصالحـاتُ " ، وإذا رأى مـا يكـره قـال : " الحمـد لله علـى كـل حـال " .
سنن ابن ماجه / ( المجلد الواحد ) / تحقيق الشيخ الألباني / ( 33 ) ـ كتاب : الأدب / ( 55 ) ـ باب : فضل الحامدين / حديث رقم : 3803 /ص : 627 / حديث حسن .
فحمدنا لله - عز وجل - فإنه حمد محبة وتعظيم
وإجلال ، إذ أن محبة الله - تعالى - فوق كل
محبة ،ومحبة رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فوق محبة كل مخلوق،
ولهذا يجب علينا أن يكون الله ورسوله أحب إلينا
مما سواهما ، ويجب علينا أن تكون
محبة رسول الله - صلى الله عليه
وعلى آله وسلم - فوق محبة
أنفسنا وأهلنا ووالديناوأولادنا ؛ لأنه - صلى
الله عليه وعلى آله وسلم - هو أعظم الناس حقًا
علينا : به هدانا الله . به أرشدنا . به دلنا على
كل خير . به بين لنا كل شر . به نقتدي على
منهاج ربنا - عز وجل - الموصل
إلى دار كرامته ورضوانه .
فلهذا من لم يكن قلبه مملوءًا من
محبة الله ورسوله .
من لم يكن مقدمًا لمحبة الله ورسوله على من
سواهما فليعلم أن في قلبه مرضًا ، وليحرص
على أن يصحح هذا المرض .
*قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من
ولده ووالده والناس أجمعين"
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني /كتاب الإيمان وشرائعه /
علامة الإيمان /حديث رقم : 5013 / التحقيق : صحيح
* وصـف المحمـود بالوصـف الجميـل مـع محبتـه وتعظيمـه .
[ فهـو الثنـاء علـى الله بصفـات الكمـال ، وبأفعالـه الدائـرة بيـن الفضـل والعـدل ، فلـه الحمـد الكامـل بجميـع الوجـوه ] .
تفسير السعدي .
* وهـو سـبحانه يحمـد حمـدًا مطلقًـا ، أي حمـد اسـتحقاق ، لأنـه يسـتحق الحمـد لذاتـه .
( ال ) فـي " الحمـد " : للاسـتغراق ، أي اسـتغراق جميـع أنـواع المحامـد .
( الله ) : هـو المألـوه ، المعبـود
المسـتحق لإفـراده بالعبـادة
، لمـا اتصـف بـه مـن صفـات الألوهيـة ،
وهـي صفـات الكمـال .
ولفـظ الجلالـة أعـرف مـن أن يُعـرَّف ، وهـو أصـل لجميـع
الأسـماء الحسـنى والـلام فـي " الله " :
للجنـس المفيـدة
للاسـتغراق ، فالمسـتحق للحمـد المطلـق
هـو الله عـز وجـل
والمختـص بـه هـو الله تعالـى .
ولهـذا كـان النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا أصابتـه السـراء قـال
(الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـم الصالحـات ) ، وإن أصابتـه ضـراء قـال :
( الحمـد لله علـى كـل حـال ) .
القواعد الفقهية / شرح : د.خالد الصقعبي / بتصرف .
* فعـن عائشـة قالـت : كـان رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا رأى مـا يحـبُّ قـال : " الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـمُ الصالحـاتُ " ، وإذا رأى مـا يكـره قـال : " الحمـد لله علـى كـل حـال " .
سنن ابن ماجه / ( المجلد الواحد ) / تحقيق الشيخ الألباني / ( 33 ) ـ كتاب : الأدب / ( 55 ) ـ باب : فضل الحامدين / حديث رقم : 3803 /ص : 627 / حديث حسن .
فحمدنا لله - عز وجل - فإنه حمد محبة وتعظيم
وإجلال ، إذ أن محبة الله - تعالى - فوق كل
محبة ،ومحبة رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فوق محبة كل مخلوق،
ولهذا يجب علينا أن يكون الله ورسوله أحب إلينا
مما سواهما ، ويجب علينا أن تكون
محبة رسول الله - صلى الله عليه
وعلى آله وسلم - فوق محبة
أنفسنا وأهلنا ووالديناوأولادنا ؛ لأنه - صلى
الله عليه وعلى آله وسلم - هو أعظم الناس حقًا
علينا : به هدانا الله . به أرشدنا . به دلنا على
كل خير . به بين لنا كل شر . به نقتدي على
منهاج ربنا - عز وجل - الموصل
إلى دار كرامته ورضوانه .
فلهذا من لم يكن قلبه مملوءًا من
محبة الله ورسوله .
من لم يكن مقدمًا لمحبة الله ورسوله على من
سواهما فليعلم أن في قلبه مرضًا ، وليحرص
على أن يصحح هذا المرض .
*قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من
ولده ووالده والناس أجمعين"
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني /كتاب الإيمان وشرائعه /
علامة الإيمان /حديث رقم : 5013 / التحقيق : صحيح
*.*.*.*
ونستعينه
( ونستعينه ) : يعني : نطلب منه العون ، على أي شيء ؟
على كل شيء
يقول المؤمنون
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ"
فأول وأولى ما يدخل في ذلك ما نحن
فيه ، تقول
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . على كل شيء ،
ومنها -عندما تقال في الصلاة -:
أي نستعينك على أداء الصلاة
على الوجه الذي يرضيك عنا ،
وعندما تتكلم بهذه
الخطبةفإنك تستعين الله - تعالى -
على هذه الخطبة التي ستقولها
وتسأله العون .
وفي الحديث :
( عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع) .
مشكاة المصابيح / تحقيق الشيخ الألباني / ج:2 /
كتاب الدعوات / الفصل الثالث/ حديث رقم :
2251 / التحقيق : حسن
استعن بالله في كل شيء ، إذا أردت أن
تُقضى حاجتك فاستعن بالله في كل شيء ، لا
تحقرن شيئًا ،حتى عند الوضوء . عند
الخروج إلى المسجد . عند أي عمل اجعل
قرينك الاستعانة بالله - عز وجل - .
*.*.*.*.*.
ونستغفره
معلوم أن الإنسان له ذنوب بينه وبين الله ، ذنوب خفية في القلب ،وذنوب خفية على الجوارح ،
لكن لا يعلم بها الناسغير ذنوبه الظاهرة
لذا حض رسول الله صلى الله عليه وسلم
على الاستغفار والتوبة
*قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،قال:
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ،عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ،
قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي
أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ "
صحيح مسلم /48- كتاب: الذكر والدعاء والتوبة
والاستغفار / 12- باب: استحباب الاستغفار
والاستكثار منه /حديث رقم :42-(2702) / ص : 685
*قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قال : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ،عَنْ الزُّهْرِيِّ ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ ،
قَالَ:قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
" وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ
أَكْثَرَمِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً "
صحيح البخاري / 80- كتاب الدعوات / 3- باب استغفار
النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة /
حديث رقم : 6307 / ص: 741
سُـئل الشيخ محمد صالح المنجد
ما الفرق بين التوبة والاستغفار ؟
( ونستعينه ) : يعني : نطلب منه العون ، على أي شيء ؟
على كل شيء
يقول المؤمنون
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ"
فأول وأولى ما يدخل في ذلك ما نحن
فيه ، تقول
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . على كل شيء ،
ومنها -عندما تقال في الصلاة -:
أي نستعينك على أداء الصلاة
على الوجه الذي يرضيك عنا ،
وعندما تتكلم بهذه
الخطبةفإنك تستعين الله - تعالى -
على هذه الخطبة التي ستقولها
وتسأله العون .
وفي الحديث :
( عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع) .
مشكاة المصابيح / تحقيق الشيخ الألباني / ج:2 /
كتاب الدعوات / الفصل الثالث/ حديث رقم :
2251 / التحقيق : حسن
استعن بالله في كل شيء ، إذا أردت أن
تُقضى حاجتك فاستعن بالله في كل شيء ، لا
تحقرن شيئًا ،حتى عند الوضوء . عند
الخروج إلى المسجد . عند أي عمل اجعل
قرينك الاستعانة بالله - عز وجل - .
*.*.*.*.*.
ونستغفره
معلوم أن الإنسان له ذنوب بينه وبين الله ، ذنوب خفية في القلب ،وذنوب خفية على الجوارح ،
لكن لا يعلم بها الناسغير ذنوبه الظاهرة
لذا حض رسول الله صلى الله عليه وسلم
على الاستغفار والتوبة
*قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،قال:
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ،عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ،
قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي
أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ "
صحيح مسلم /48- كتاب: الذكر والدعاء والتوبة
والاستغفار / 12- باب: استحباب الاستغفار
والاستكثار منه /حديث رقم :42-(2702) / ص : 685
*قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قال : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ،عَنْ الزُّهْرِيِّ ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ ،
قَالَ:قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
" وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ
أَكْثَرَمِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً "
صحيح البخاري / 80- كتاب الدعوات / 3- باب استغفار
النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة /
حديث رقم : 6307 / ص: 741
سُـئل الشيخ محمد صالح المنجد
ما الفرق بين التوبة والاستغفار ؟
سُـئل الشيخ محمد صالح المنجد
ما الفرق
بين التوبة والاستغفار
؟
فأجاب بالآتي
الحمد لله
التوبة
تتضمن أمراً ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ،
فالندم على الماضي والإقلاع عن الذنب في الحاضر
والعزم على عدم العودة في المستقبل .
والاستغفار
طلب المغفرة ،
وأصله : ستر العبد فلا ينفضح ،
ووقايته من شر الذنب فلا يُعَاقب عليه ،
فمغفرة الله لعبده تتضمن أمرين :
ستره فلا يفضحه
ووقايته أثر معصيته فلا يؤاخذ عليها
وبهذا يعلم أن بين الاستغفار والتوبة فرقاً
فقد يستغفر العبد ولم يتب ،كما هو حال كثير
من الناس ، لكن التوبة تتضمن الاستغفار .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
الشيخ محمد صالح المنجد
*,*,*,
الشيخ العثيمين ينبه
عن خطأ شائع
.~~ > ~~ > ~~ > ~~ .
هناك خطأ شائع عند البعض عند البدء بخطبة الحاجة
يقول :
..... نستغفره ونتوب إليه، ولكن بعد
التحري لم نجد في الحديث
" ونتوب إليه "بل "نستغفره"
وبعدها
"ونعوذبالله من شرور أنفسنا"
ونعوذبالله من شرور أنفسنا
نعوذ: بمعنى
نعتصم بالله من شرورأنفسنا
وسؤالنا الآن : هل في النفس شر ؟
نعتصم بالله من شرورأنفسنا
وسؤالنا الآن : هل في النفس شر ؟
الجواب : نعم في النفس شر ،
قال الله – تعالى -
قال الله – تعالى -
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا
رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
يوسف53
يوسف53
والنفوس ثلاث
نفس شريرة : وهي الأمارة بالسوء .
ونفس خيرة : وهي المطمئنة تأمر بالخير .
ونفس لوامة
نفس شريرة : وهي الأمارة بالسوء .
ونفس خيرة : وهي المطمئنة تأمر بالخير .
ونفس لوامة
أقســـام النفـــس
قـد وصـف الله النفـس فـي القـرآن الكريـم
بثلاثـة أوصـاف :
بثلاثـة أوصـاف :
المطمئنـــة ، واللوامـــة ، والأمـــارة بالســـوء .
أ ـ النفــس المطمئنــة :
فالنفـس إذا سـكنت إلـى الله واطمأنـت بذكـره وأنابـت إليـه واشـتاقت إلـى لقائـه
وأنسـت بقربـه فهـي نفـس مطمئنـة ، وهـي التـي
يقـال لهـا عنـد الوفـاة :
يقـال لهـا عنـد الوفـاة :
{يَـا أَيَّتُهَـا النَّفْـسُ الْمُطْمَئِنَّـةُ * ارْجِعِـي إِلَـى رَبِّـكِ
رَاضِيَـةً مَّرْضِيَّـةً * فَادْخُلِـي فِـي عِبَـادِي *
وَادْخُلِـي جَنَّتِـي }
سورة الفجر / آية : 27 ـ 30
سورة الفجر / آية : 27 ـ 30
وحقيقـة الطمأنينـة : " السـكون والاسـتقرار" ، فسـكنت إلـى ربهـا نتيجـة لطاعتـه وذكــره
واتبـاع أمـره ، ولـم تسـكن إلـى سـواه .
فالنفس المطمئنة الخيرة هي التي تأمر بالخير
واتبـاع أمـره ، ولـم تسـكن إلـى سـواه .
فالنفس المطمئنة الخيرة هي التي تأمر بالخير
ب ـ النفــس الأمــارة بالســوء
ب ـ النفــس الأمــارة بالســوء
النفــس الأمــارة بالســوء
وهـي علـى الضـد مـن النفـس المطمئنـة ، فهـي تأمـر صاحبهـا
باتبـاع الشـهوات مـن الغـي والباطـل
فهـي مـأوى كـل سـوء ، تقـوده إلـى القبيـح والمكـروه .
والنفـس أصـلاً خُلقـت ظالمـة جاهلـة إلا مـن رحمـة الله ،
قـال تعالـى :
{ إِنَّا عَرَضْنَـا الأَمَانَـةَ عَلَـى السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَـالِ
فَأَبَيْـنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَـا الإِنسَـانُ إِنَّهُ
كَانَ ظَلُومـاً جَهُـولاً } .
سورة الأحزاب / آية : 72 .
ولكـن أوجـد عندهـم الاسـتعداد الفطـري لقبـول الحـق
إذا عُـرِض عليهـم بغيـر مؤثـرات خارجيـة مفسـدة
{ ... فِطْـرَةَ اللهِ الَّتِـي فَطَـرَ النَّـاسَ عَلَيْهَـا ... }
سورة الروم / آية : 30 .
لكـن بـدون تعلـم ؛ النفـس تبقـى جاهلـة فيهـا هـوى ،
ولـو تركـت بـدون تربيـة وترويـض تدعـو إلـى الطغيـان
وتميـل إلـى الشـر .
فالإنسـان ظلـوم جهـول ، إلا مـن رفـع الجهـل بالعلـم ،
ورفـع الظلـم بالعـدل ، وألـزم نفسـه العلـم والعـدل
فقـام عليهـا بهمـا فعنـد ذلـك تُلْهـم رشـدها وتتوقـى
الظلـم والجهـل ، ولـولا فضـل الله ورحمتـه علـى
المؤمنيـن مـا زكـى منهـم نفـس واحـدة .
قـال تعالـى :
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا لاَ تَتَّبِعُـوا خُطُـوَاتِ الشَّـيْطَانِ وَمَـن
يَتَّبِـعْ خُطُـوَاتِ الشَّـيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُـرُ بِالْفَحْشَـاء وَالْمُنكَـرِ
وَلَـوْلاَ فَضْـلُ اللهِ عَلَيْكُـمْ وَرَحْمَتُـهُ مَـا زَكَـى
مِنكُـم مِّـنْ أَحَـدٍ أَبَـداً وَلَكِـنَّ اللهَ يُزَكِّي
مَـن يَشَـاءُ وَاللهُ سَـمِيعٌ عَلِيـمٌ } .
سورة النور / آية : 21 .
فـإذا أراد الله بهـا خيـرًا جعــل لهـا اتجاهـًا إلـى العلــم
ومجاهـدة فـي العـدل .
وسـبب الظلـم فـي النفـس الأمـارة بالسـوء إما الجهـل
وإما الحاجـة ، ولـذا كـان أمرهـا بالسـوء لصاحبهـا
لازمـًا لهـا إلا إذا أدركتـه رحمـة الله ، وبذلـك
يعلـم العبـد أنه مضطـرٌ إلـى الله دائمـًا محتـاج إلـى ربـه
قـال تعالـى :
{ ... إِنَّ النَّفْـسَ لأَمَّـارَةٌ بِالسُّـوءِ إِلاَّ مَـا رَحِـمَ رَبِّـيَ ... } .
سورة يوسف / آية : 53 .
فـإذًا الإنسـان محتـاج إلـى الـرب حتـى يُكْفـى شـر نفسـه ،
لـذا كـان الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
يكـرر فـي خطبـة الحاجـة :
" ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ..... " .
مقتبس من
سلسلة أعمال القلوب / للشيخ المنجد / ص : 265 / بتصرف .
*.*.*.
النفــس اللوامــة
.~~ > ~~ > ~~ > ~~ .
قـال تعالـى :
{ وَلاَ أُقْسِـمُ بِالنَّفْـسِ اللَّوَّامَـةِ } .
سورة القيامة / آية : 2
-قـال بعضهـم : مـن التلُّـوم وهـو التلـون والتـردد ـ بيـن
الخيـر والشـر ـ ،
-0وقـال بعضهـم مـن اللـوم ؛ وهـذا أرجـح 0
تلـوم صاحبهـا علـى الخيـر والشـر ، حتـى يـوم القيامـة
يمكـن أن تلومـه نفسـه ، إن كـان محسـنًا لمـاذا لـم
يـزدد إحسـانًا ، وإن كـان مسـيئًا ، لمـاذا عمـل السـوء .
..... والنفـس قـد تكـون تـارة أمـارة بالسـوء ، وتـارة لوامـة ، وتـارة مطمئنـة .
والحكـم للغالـب عليهـا مـن أحوالهـا .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 266
وذكر الشيخ العثيمين الخلاف الواقع بين العلماء
في أقسام النفس
.~~ > ~~ > ~~ > ~~ .
قال رحمه الله
فهل النفس اللوامة غير النفسين : الخيرة والسيئة ،
أو هي النفسان ؟
من العلماء من يقول : إنها نفس ثالثة،
ومنهم من يقول : بل هي وصف للنفسين السابقتين
فمثلاً :النفس الخيرة تلومك متى ؟
إذا عملت سوءًا ، أو فرطت فيواجب . تلومك .
النفس الشريرة تلومك متى ؟
إذا فعلت خيرًا ، أو تجنبت محرمًا، لامتك
كيف تحجر على نفسك ؟ لماذا لم تتحرر ؟ لماذا لا تفعل كل ما تريد ؟ تقولهاالنفس الأمارة بالسوء .
أعوذ بالله من هذه النفس
أما النفس الخيرة
فتلوم عند فعل الشر وترك الخير ،والنفس الأمارة بالعكس .
وأياً كان الأمر سواء كانت نفسًا ثالثة ، أو هي وصف للنفسين : الأمارة بالسوء والمطمئنة ، فإن للنفس الشريرة علامة ، ما علامتها؟
علامتها : أنها تأمرك بالشر ، تأمرك بالكذب ، بالغيبة . بالغش . بالسرقة . بالزنا . بشرب الخمر . أي نفس هذه ؟
الشريرة التي تأمر بالسوء .
النفس الخيرة بالعكس ، تأمرك : بالخير . بالصلاة . بالذكر . بقراءة القرآن . بالصدقة . بغير ذلك مما يقرب إلى الله ، ونحن كلنا نجد في نفوسنا مصارعة بين هاتين النفسين ، والموفق من عصمه الله ووقاه شر نفسه ، ولهذا نحن نقول
"نعوذ بالله من شرور أنفسنا"
" فأنفسنا فيها شر ، إذا لم يعصمك الله - عز
وجل - من شر نفسك هلكت .
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}
ومن سيئات أعمالنا
*.*.*.*
.~~ > ~~ > ~~ > ~~ .
قـال تعالـى :
{ وَلاَ أُقْسِـمُ بِالنَّفْـسِ اللَّوَّامَـةِ } .
سورة القيامة / آية : 2
-قـال بعضهـم : مـن التلُّـوم وهـو التلـون والتـردد ـ بيـن
الخيـر والشـر ـ ،
-0وقـال بعضهـم مـن اللـوم ؛ وهـذا أرجـح 0
تلـوم صاحبهـا علـى الخيـر والشـر ، حتـى يـوم القيامـة
يمكـن أن تلومـه نفسـه ، إن كـان محسـنًا لمـاذا لـم
يـزدد إحسـانًا ، وإن كـان مسـيئًا ، لمـاذا عمـل السـوء .
..... والنفـس قـد تكـون تـارة أمـارة بالسـوء ، وتـارة لوامـة ، وتـارة مطمئنـة .
والحكـم للغالـب عليهـا مـن أحوالهـا .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 266
وذكر الشيخ العثيمين الخلاف الواقع بين العلماء
في أقسام النفس
.~~ > ~~ > ~~ > ~~ .
قال رحمه الله
فهل النفس اللوامة غير النفسين : الخيرة والسيئة ،
أو هي النفسان ؟
من العلماء من يقول : إنها نفس ثالثة،
ومنهم من يقول : بل هي وصف للنفسين السابقتين
فمثلاً :النفس الخيرة تلومك متى ؟
إذا عملت سوءًا ، أو فرطت فيواجب . تلومك .
النفس الشريرة تلومك متى ؟
إذا فعلت خيرًا ، أو تجنبت محرمًا، لامتك
كيف تحجر على نفسك ؟ لماذا لم تتحرر ؟ لماذا لا تفعل كل ما تريد ؟ تقولهاالنفس الأمارة بالسوء .
أعوذ بالله من هذه النفس
أما النفس الخيرة
فتلوم عند فعل الشر وترك الخير ،والنفس الأمارة بالعكس .
وأياً كان الأمر سواء كانت نفسًا ثالثة ، أو هي وصف للنفسين : الأمارة بالسوء والمطمئنة ، فإن للنفس الشريرة علامة ، ما علامتها؟
علامتها : أنها تأمرك بالشر ، تأمرك بالكذب ، بالغيبة . بالغش . بالسرقة . بالزنا . بشرب الخمر . أي نفس هذه ؟
الشريرة التي تأمر بالسوء .
النفس الخيرة بالعكس ، تأمرك : بالخير . بالصلاة . بالذكر . بقراءة القرآن . بالصدقة . بغير ذلك مما يقرب إلى الله ، ونحن كلنا نجد في نفوسنا مصارعة بين هاتين النفسين ، والموفق من عصمه الله ووقاه شر نفسه ، ولهذا نحن نقول
"نعوذ بالله من شرور أنفسنا"
" فأنفسنا فيها شر ، إذا لم يعصمك الله - عز
وجل - من شر نفسك هلكت .
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}
ومن سيئات أعمالنا
*.*.*.*
ومن سيئات أعمالنا
أيضاً الأعمال السيئة لها آثار سيئة، كما قال تعالى:
*.*.*.
أيضاً الأعمال السيئة لها آثار سيئة، كما قال تعالى:
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
الروم 41
والسيئة تجلب السيئة، وتقود الإنسان إلى السيئة الأخرى،
قال الله تعالى:
{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}
المائدة: 49
ولهذا قال العلماء رحمهم الله:
إن المعاصي بريد الكفر، يعني إذا هانت المعاصي في نفسك،
هانت الصغيرة، ثم هانت الكبيرة، ثم هان الكفر في نفسك
فكفرت والعياذ بالله.
ولهذا يجب على الإنسان أول ما يشعر بالمعصية أن يستغفر
الله منها، وأن يلجأ إلى الله عز وجل بالإنابة والتوبة، حتى
تمحى آثار هذه المعصية وحتى لا يختم على القلب، وحتى لا
يصل الإنسان إلى هذه الدرجة، التي أشار الله إليها في قوله:
{كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
المطففين / 14
نسأل الله تعالى أن يصلح لنا ولكم العلانية والسريرة، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا
أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
الروم 41
والسيئة تجلب السيئة، وتقود الإنسان إلى السيئة الأخرى،
قال الله تعالى:
{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}
المائدة: 49
ولهذا قال العلماء رحمهم الله:
إن المعاصي بريد الكفر، يعني إذا هانت المعاصي في نفسك،
هانت الصغيرة، ثم هانت الكبيرة، ثم هان الكفر في نفسك
فكفرت والعياذ بالله.
ولهذا يجب على الإنسان أول ما يشعر بالمعصية أن يستغفر
الله منها، وأن يلجأ إلى الله عز وجل بالإنابة والتوبة، حتى
تمحى آثار هذه المعصية وحتى لا يختم على القلب، وحتى لا
يصل الإنسان إلى هذه الدرجة، التي أشار الله إليها في قوله:
{كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
المطففين / 14
نسأل الله تعالى أن يصلح لنا ولكم العلانية والسريرة، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا
| ||||
اقتباس:
قال تعالى { يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } البقرة 142 قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية هنا والمطلق يحمل على المقيد, فإن الهداية والضلال,لهما أسباب أوجبتها حكمة الله وعدله, وقد أخبر في غير موضع من كتابه بأسباب الهداية, التي إذا أتى بها العبد حصل له الهدى كما قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } المائدة 16 هنا ذكر في هذه الآية السبب الموجب لهداية هذه الأمة مطلقـًا بجميع أنواع الهداية ا.هــ |
"......وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
في قوله تعالى
البقرة 258
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية
بل يبقيهم على كفرهم وضلالهم، وهم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك، وإلا فلو كان قصدهم الحق والهداية لهداهم إليه ويسر لهم أسباب الوصول إليه،
وتمام الآية وشرحها
يقول تعالى: { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } أي: إلى جرائته وتجاهله وعناده ومحاجته فيما لا يقبل التشكيك، وما حمله على ذلك إلا { أن آتاه الله الملك } فطغى وبغى ورأى نفسه مترئسًا على رعيته، فحمله ذلك على أن حاج إبراهيم في ربوبية الله فزعم أنه يفعل كما يفعل الله، فقال إبراهيم { ربي الذي يحيي ويميت } أي: هو المنفرد بأنواع التصرف، وخص منه الإحياء والإماتة لكونهما أعظم أنواع التدابير، ولأن الإحياء مبدأ الحياة الدنيا والإماتة مبدأ ما يكون في الآخرة، فقال ذلك المحاج: { أنا أحيي وأميت } ولم يقل أنا الذي أحيي وأميت، لأنه لم يدَّع الاستقلال بالتصرف، وإنما زعم أنه يفعل كفعل الله ويصنع صنعه، فزعم أنه يقتل شخصًا فيكون قد أماته، ويستبقي شخصًا فيكون قد أحياه، فلما رآه إبراهيم يغالط في مجادلته ويتكلم بشيء لا يصلح أن يكون شُبْهَة فضلاً عن كونه حجة، اطَّـرد معه في الدليل فقال إبراهيم: { فإن الله يأتي بالشمس من المشرق } أي: عيانًا يقر به كل أحد حتى ذلك الكافر { فأتِِ بها من المغرب } وهذا إلزام له بطرد دليله إن كان صادقـًا في دعواه، فلما قال له أمرًا لا قوة له في ُشبْهِة تشوش دليله، ولا قادحًا يقدح في سبيله { بُهت الذي كفر } أي: تحير فلم يرجع إليه جوابًا وانقطعت حُجته وسقطت شبهته، وهذه حالة المبطل المعاند الذي يريد أن يقاوم الحق ويغالبه، فإنه مغلوب مقهور، فلذلك قال تعالى: { والله لا يهدي القوم الظالمين } بل يبقيهم على كفرهم وضلالهم، وهم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك، وإلا فلو كان قصدهم الحق والهداية لهداهم إليه ويسر لهم أسباب الوصول إليه، ففي هذه الآية برهان قاطع على تفرد الرب بالخلق والتدبير، ويلزم من ذلك أن يفرد بالعبادة والإنابة والتوكل عليه في جميع الأحوال
* قال ابن القيم رحمه الله: وفي هذه المناظرة نكتة لطيفة جدا، وهي أن شرك العالم إنما هو مستند إلى عبادة الكواكب والقبور، ثم صورت الأصنام على صورها، فتضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له ربًا قادرًا قاهرًا متصرفـًا فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى ُيتـَّخَـذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله
* قال ابن القيم رحمه الله: وفي هذه المناظرة نكتة لطيفة جدا، وهي أن شرك العالم إنما هو مستند إلى عبادة الكواكب والقبور، ثم صورت الأصنام على صورها، فتضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له ربًا قادرًا قاهرًا متصرفـًا فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى ُيتـَّخَـذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله
{ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } والمطلق يحمل على المقيد, فإن الهداية والضلال, لهما أسباب أوجبتها حكمة الله وعدله, وقد أخبر في غير موضع من كتابه بأسباب الهداية, التي إذا أتى بها العبد حصل له الهدى كما قال تعالى:
*.*.*.* { يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ }
ذكر في هذه الآية السبب الموجب لهداية هذه
الأمة مطلقا بجميع أنواع الهداية,
تفسير السعدي
البقرة آية رقم: 142
ذكر في هذه الآية السبب الموجب لهداية هذه
الأمة مطلقا بجميع أنواع الهداية,
تفسير السعدي
البقرة آية رقم: 142
*.*.*.*
" أشـهد أن لا إله إلا الله ، وأشـهد أن
محمـدًا عبده ورسوله
هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه،
وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى
الممات، - فإن من عاش على شيء مات عليه--، فمن
كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداومًا لتقوى ربه
وطاعته، منيبًا إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه
حسن الخاتمة، وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود:
وهو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويُشكر فلا
يُكفر، وهذه الآية بيان لما يستحقه تعالى من التقوى، وأما
ما يجب على العبد منها، فكما قال تعالى: { فاتقوا الله ما
استطعتم } وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح
كثيرة جدا، يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله
عنه، ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع
والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين
غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم،
وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع
يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح
التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون
على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل
نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى
في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام
تفسير السعدي
هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه، وأن
يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات، -
فإن من عاش على شيء مات عليه--، فمن كان في حال
صحته ونشاطه وإمكانه مداومًا لتقوى ربه وطاعته، منيبًا
إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه حسن الخاتمة،
وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود: وهو أن يُطاع
فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويُشكر فلا يُكفر، وهذه
الآية بيان لما يستحقه تعالى من التقوى، وأما ما يجب على
العبد منها، فكما قال تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم }
وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح كثيرة جدا،
يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه، ثم
أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع
والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين
غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم،
وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع
يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح
التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون
على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل
نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى
في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام
تفسير السعدي
النساء آية 1
محمـدًا عبده ورسوله
معنـى لاإله إلا الله
" لا معبـود بحـق إلا الله " 0 فهـي مشـتملة
علـى الكفـر بالطاغـوت والإيمـان بالله 0
فهـذه الكلمـة تشـمل علـى شـقين :
معنـى شـهادة أن محمـدًا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
تجريـد المتابعـة لـه صلـى الله عليه وعلـى آله وسـلم ، هـذا هـو المعنـى المجمـل 0
أمـا المعنـى المفصـل فهـو :
نفـي و إثبـات ،
ولا يتـم التوحيـد إلا بالنفـي والإثبـات جميعًـا،
فنثبـت أنـه واحـد ، وننفـي عنـه
الشـريك والمثيـل سـبحانه 0
***
" أشـهد أن لا إله إلا الله ، وأشـهد أن
محمـدًا رسـول الله " ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
لا يدخـل العبـد فـي الديـن إلا بهمـا 0
* عـن ابـن عمـر أن رسـول الله ـ صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أُمـرتُ أن أقاتـلَ النـاسَ حتـى يشـهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمـدًا رسـول الله ويقيمـوا الصـلاة ويؤتـوا الزكـاة ، فـإذا فعلـوا ذلـك عصمـوا منـي دماءهـم وأموالهـم إلا بحـق الإسـلام وحسـابهم علـى الله " 0
وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أُمـرتُ أن أقاتـلَ النـاسَ حتـى يشـهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمـدًا رسـول الله ويقيمـوا الصـلاة ويؤتـوا الزكـاة ، فـإذا فعلـوا ذلـك عصمـوا منـي دماءهـم وأموالهـم إلا بحـق الإسـلام وحسـابهم علـى الله " 0
فتح الباري بشرح البخاري / ج : 1 / ( 2 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 17 ) ـ باب :
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم / حديث رقم : 25 / ص : 104
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم / حديث رقم : 25 / ص : 104
***
" أشـهد " : بمعنـى أقـر بقلبـي ناطقًـا بلسـاني ،
لأن الشـهادة نطـق وإخبـار عمـا فـي القلـب 0
واختيـرت الشـهادة دون الإقـرار ؛ لأن الشـهادة أصلهـا
مـن شـهود الشـيء ؛ أي : حضـوره ورؤيتـه ؛ فكـأن
هـذا المخبِـر عمـا فـي قلبـه الناطـق بلسـانه ؛
كأنـه يشـاهد الأمـرَ بعينـه 0
شرح العقيدة الواسطية / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ص : 42
معنـى شـهادة أن محمـدًا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
تجريـد المتابعـة لـه صلـى الله عليه وعلـى آله وسـلم ، هـذا هـو المعنـى المجمـل 0
أمـا المعنـى المفصـل فهـو :
التصديـق الجـازم مـن صميـم القلـب المواطـئ
لقـول اللسـان بـأن محمـدًا عبـده ورسـوله
إلـى كافـة النـاس إنسـهم وجنِّهـم ،
قـال تعالـى :
" يَـا أَيُّهَـا النَّبِـيُّ إِنَّـا أَرْسَـلْنَاكَ شَـاهدًا
وَمُبَشِّـرً وَنَذِيـرًا * وَدَاعِيًـا إِلَـى اللهِ بِإِذْنِـهِ
وَسِـرَاجًا مُّنِيـرًا "
سورة الأحزاب / آية : 45 ، 46 0
وَمُبَشِّـرً وَنَذِيـرًا * وَدَاعِيًـا إِلَـى اللهِ بِإِذْنِـهِ
وَسِـرَاجًا مُّنِيـرًا "
سورة الأحزاب / آية : 45 ، 46 0
· والعمـل بمقتضـى ذلـك بتصديقـه فـي جميـع مـا أخبـر بـه مـن أنبـاء مـا قـد سـبق وأخبـار مـا سـيأتي وفيمـا أحـل مـن حـلال ، وحـرَّم مـن حـرام ، والامتثـال والانقيـاد لمـا أمـر بـه ، والكـف والانتهـاء عمـا نهـى عنـه 0
*****
مستخلص
المراد بالشهادتين نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها
لله تعالى مع الإقرار برسالة نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم .
قال الله تعالى:
﴿وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا
سورة الفتح آية: 13
أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً﴾
سورة الفتح آية: 13
*.*.*.*
تفسير الثلاث آيات الواردة في خطبة الحاجة
من تفسير الشيخ السعدي السعدي
الآية الأولى
اقتباس:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } سورة آلعمران : آية رقم(102 ) |
هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه،
وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى
الممات، - فإن من عاش على شيء مات عليه--، فمن
كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداومًا لتقوى ربه
وطاعته، منيبًا إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه
حسن الخاتمة، وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود:
وهو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويُشكر فلا
يُكفر، وهذه الآية بيان لما يستحقه تعالى من التقوى، وأما
ما يجب على العبد منها، فكما قال تعالى: { فاتقوا الله ما
استطعتم } وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح
كثيرة جدا، يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله
عنه، ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع
والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين
غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم،
وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع
يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح
التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون
على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل
نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى
في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام
تفسير السعدي
هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه، وأن
يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات، -
فإن من عاش على شيء مات عليه--، فمن كان في حال
صحته ونشاطه وإمكانه مداومًا لتقوى ربه وطاعته، منيبًا
إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه حسن الخاتمة،
وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود: وهو أن يُطاع
فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويُشكر فلا يُكفر، وهذه
الآية بيان لما يستحقه تعالى من التقوى، وأما ما يجب على
العبد منها، فكما قال تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم }
وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح كثيرة جدا،
يجمعها فعل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه، ثم
أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع
والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين
غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم،
وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع
يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح
التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون
على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل
نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى
في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام
تفسير السعدي
*.*.*.*
اقتباس:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } |
افتتح تعالى هذه السورة بالأمر بتقواه، والحث على عبادته،
والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك.
وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه
لأنه { رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ } ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي
من جملتها خلقكم { مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }
ليناسبها، فيسكن إليها، وتتم بذلك النعمة، ويحصل به السرور،
وكذلك من الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به وتعظيمكم، حتى
إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم، توسلتم بـها بالسؤال
بالله. فيقول من يريد ذلك لغيره: أسألك بالله أن تفعل الأمر
الفلاني؛ لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد
من سأله بالله، فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه.
وكذلك الإخبار بأنه رقيب، أي: مطلع على العباد في حال
حركاتـهم وسكونـهم، وسرهم وعلنهم، وجميع أحوالهم، مراقبًا
لهم فيها مما يوجب مراقبته، وشدة الحياء منه، بلزوم تقواه.
وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار
الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد -ليعطف بعضهم على
بعض، ويرقق بعضهم على بعض. وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر
الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم
القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا
الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به.
وتأمل كيف افتتح هذه السورة بالأمر بالتقوى، وصلة الأرحام
والأزواج عمومًا، ثم بعد ذلك فصل هذه الأمور أتم تفصيل، من
أول السورة إلى آخرها. فكأنـها مبنية على هذه الأمور
المذكورة، مفصلة لما أجمل منها، موضحة لما أبهم.
وفي قوله: { وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا } تنبيه على مراعاة حق
الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من
الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة.
والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك.
وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه
لأنه { رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ } ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي
من جملتها خلقكم { مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }
ليناسبها، فيسكن إليها، وتتم بذلك النعمة، ويحصل به السرور،
وكذلك من الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به وتعظيمكم، حتى
إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم، توسلتم بـها بالسؤال
بالله. فيقول من يريد ذلك لغيره: أسألك بالله أن تفعل الأمر
الفلاني؛ لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد
من سأله بالله، فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه.
وكذلك الإخبار بأنه رقيب، أي: مطلع على العباد في حال
حركاتـهم وسكونـهم، وسرهم وعلنهم، وجميع أحوالهم، مراقبًا
لهم فيها مما يوجب مراقبته، وشدة الحياء منه، بلزوم تقواه.
وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار
الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد -ليعطف بعضهم على
بعض، ويرقق بعضهم على بعض. وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر
الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم
القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا
الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به.
وتأمل كيف افتتح هذه السورة بالأمر بالتقوى، وصلة الأرحام
والأزواج عمومًا، ثم بعد ذلك فصل هذه الأمور أتم تفصيل، من
أول السورة إلى آخرها. فكأنـها مبنية على هذه الأمور
المذكورة، مفصلة لما أجمل منها، موضحة لما أبهم.
وفي قوله: { وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا } تنبيه على مراعاة حق
الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من
الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة.
ا.هـ
"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ
إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ
مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"
تفسير السعدي
*.*.*.*
اقتباس:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } الأحزاب { 70 - 71 } |
يأمر تعالى المؤمنين بتقواه، في جميع أحوالهم، في السر
والعلانية، ويخص منها، ويندب للقول السديد، وهو القول
الموافق للصواب، أو المقارب له، عند تعذر اليقين، من قراءة،
وذكر، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتعلم علم وتعليمه،
والحرص على إصابة الصواب، في المسائل العلمية، وسلوك كل
طريق يوصل لذلك، وكل وسيلة تعين عليه.
ومن القول السديد، لين الكلام ولطفه، في مخاطبة الأنام،
والقول المتضمن للنصح والإشارة، بما هو الأصلح.
ثم ذكر ما يترتب على تقواه، وقول القول السديد فقال:
{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي: يكون ذلك سببًا لصلاحها،
وطريقًا لقبولها،
لأن استعمال التقوى، تتقبل به الأعمال كما قال تعالى:
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } 1
ويوفق فيه الإنسان للعمل الصالح، ويصلح اللّه الأعمال [أيضًا]
بحفظها عما يفسدها، وحفظ ثوابها ومضاعفته، كما أن الإخلال
بالتقوى، والقول السديد سبب لفساد الأعمال، وعدم قبولها،
وعدم تَرَتُّبِ آثارها عليها.
{ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أيضًا { ذُنُوبَكُمْ } التي هي السبب في هلاككم،
فالتقوى تستقيم بها الأمور، ويندفع بها كل محذور ولهذا قال:
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
ا.هـ
تفسير السعدي
_________________
1
"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ
إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ
مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"
المائدة 27
نكمل المسير مع شرح خطبة الحاجة
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬
تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬اۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ
حَقًّ۬اۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ }
[النساء: 122]
ورد في
تــفـــــــســــــــــــير
لـــهـــذه الآيــــــــــــة
فقال تعالى "وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ " أي
صدقت قلوبهم وعملت جوارحهم بما أمروا به من
الخيرات وتركوا ما نهوا عنه من المنكرات
" سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ"
أي يصرفونها حيث
خير الهدي.....أي: أفضل وأكمل الهدي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه
تقديماقتباس:
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم |
ما هو الصدق؟
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر
الله -تعالى- بالصدق، فقال:
{ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ }
[التوبة: 119]
ووصف نفسه سبحانه بأنه أصدق قولاً
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر
الله -تعالى- بالصدق، فقال:
{ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ }
[التوبة: 119]
ووصف نفسه سبحانه بأنه أصدق قولاً
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬
تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬اۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ
حَقًّ۬اۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ }
[النساء: 122]
ورد في
تــفـــــــســــــــــــير
لـــهـــذه الآيــــــــــــة
فقال تعالى "وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ " أي
صدقت قلوبهم وعملت جوارحهم بما أمروا به من
الخيرات وتركوا ما نهوا عنه من المنكرات
" سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ"
أي يصرفونها حيث
شاءوا وأين شاءوا
"خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬اۖ " أي بلا زوال ولا انتقال
"وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّ۬اۚ " أي هذا وعد من الله ووعد الله
معلوم حقيقه أنه واقع لا محالة ولهذا أكده بالمصدر
الدال على تحقيق الخبر وهو قوله حقـًا
ثم قال تعالى
"وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ "
أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبرًا
لا إله إلا هو ولا رب سواه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته
" إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد
صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة وكل ضلالة في النار ".
ا.هـ
ورد في
تفســـــــير
"خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬اۖ " أي بلا زوال ولا انتقال
"وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّ۬اۚ " أي هذا وعد من الله ووعد الله
معلوم حقيقه أنه واقع لا محالة ولهذا أكده بالمصدر
الدال على تحقيق الخبر وهو قوله حقـًا
ثم قال تعالى
"وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ "
أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبرًا
لا إله إلا هو ولا رب سواه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته
" إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد
صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة وكل ضلالة في النار ".
ا.هـ
ورد في
تفســـــــير
لـــهـــذه الآيــــــــــــة
أي: { آمَنُوا ْ} بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقَدَر
خيره وشره على الوجه الذي أمروا به علما وتصديقا وإقرارا.
{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} الناشئة عن الإيمان؟ وهذا يشمل سائر
المأمورات من واجب ومستحب، الذي على القلب، والذي على
اللسان، والذي على بقية الجوارح. كل له من الثواب المرتب
على ذلك بحسب حاله ومقامه، وتكميله للإيمان والعمل الصالح.
ويفوته ما رتب على ذلك بحسب ما أخل به من الإيمان والعمل،
وذلك بحسب ما علم من حكمة الله ورحمته، وكذلك وعده الصادق
الذي يعرف من تتبع كتاب الله وسنة رسوله. ولهذا ذكر الثواب
المرتب على ذلك بقوله:
{سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ْ}
فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على
قلب بشر، من أنواع المآكل والمشارب اللذيذة، والمناظر
العجيبة، والأزواج الحسنة، والقصور، والغرف المزخرفة،
والأشجار المتدلية، والفواكه المستغربة، والأصوات الشجية،
والنعم السابغة، وتزاور الإخوان، وتذكرهم ما كان منهم في
رياض الجنان، وأعلى من ذلك كله وأجلّ رضوان الله عليهم
وتمتع الأرواح بقربه، والعيون برؤيته، والأسماع بخطابه الذي
ينسيهم كل نعيم وسرور، ولولا الثبات من الله لهم لطاروا وماتوا
من الفرح والحبور، فلله ما أحلى ذلك النعيم وما أعلى ما أنالهم
الرب الكريم، وماذا حصل لهم من كل خير وبهجة لا يصفه
الواصفون، وتمام ذلك وكماله الخلود الدائم في تلك المنازل
العاليات، ولهذا قال: { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ
مِنَ اللَّهِ قِيلًا ْ} فصدق الله العظيم الذي بلغ قولُه وحديثُه في
الصدق أعلى ما يكون، ولهذا لما كان كلامه صدقـًا وخبره حقـًا،
كان ما يدل عليه مطابقةً وتضمنًا وملازمةً كل ذلك مراد من
كلامه، وكذلك كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكونه لا يخبر إلا
بأمره ولا ينطق إلا عن وحيه.
ا.هـ
خيره وشره على الوجه الذي أمروا به علما وتصديقا وإقرارا.
{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} الناشئة عن الإيمان؟ وهذا يشمل سائر
المأمورات من واجب ومستحب، الذي على القلب، والذي على
اللسان، والذي على بقية الجوارح. كل له من الثواب المرتب
على ذلك بحسب حاله ومقامه، وتكميله للإيمان والعمل الصالح.
ويفوته ما رتب على ذلك بحسب ما أخل به من الإيمان والعمل،
وذلك بحسب ما علم من حكمة الله ورحمته، وكذلك وعده الصادق
الذي يعرف من تتبع كتاب الله وسنة رسوله. ولهذا ذكر الثواب
المرتب على ذلك بقوله:
{سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ْ}
فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على
قلب بشر، من أنواع المآكل والمشارب اللذيذة، والمناظر
العجيبة، والأزواج الحسنة، والقصور، والغرف المزخرفة،
والأشجار المتدلية، والفواكه المستغربة، والأصوات الشجية،
والنعم السابغة، وتزاور الإخوان، وتذكرهم ما كان منهم في
رياض الجنان، وأعلى من ذلك كله وأجلّ رضوان الله عليهم
وتمتع الأرواح بقربه، والعيون برؤيته، والأسماع بخطابه الذي
ينسيهم كل نعيم وسرور، ولولا الثبات من الله لهم لطاروا وماتوا
من الفرح والحبور، فلله ما أحلى ذلك النعيم وما أعلى ما أنالهم
الرب الكريم، وماذا حصل لهم من كل خير وبهجة لا يصفه
الواصفون، وتمام ذلك وكماله الخلود الدائم في تلك المنازل
العاليات، ولهذا قال: { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ
مِنَ اللَّهِ قِيلًا ْ} فصدق الله العظيم الذي بلغ قولُه وحديثُه في
الصدق أعلى ما يكون، ولهذا لما كان كلامه صدقـًا وخبره حقـًا،
كان ما يدل عليه مطابقةً وتضمنًا وملازمةً كل ذلك مراد من
كلامه، وكذلك كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكونه لا يخبر إلا
بأمره ولا ينطق إلا عن وحيه.
ا.هـ
*.*.*.*
اقتباس:
وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم |
خير الهدي.....أي: أفضل وأكمل الهدي
ومنه قوله تعالى
"كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ
عَنِ ٱلۡمُنڪَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡڪِتَـٰبِ لَكَانَ
خَيۡرً۬ا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَڪۡثَرُهُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ "
آل عمران :(١١٠)
ورد في
تفســـــــير للآية
تفســـــــير للآية
يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله
للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما
أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل
المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا
خير أمة أخرجت للناس
خير أمة أخرجت للناس
ا.هــ
فهدي محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأفضل الهدي
وهذه الخيرية من لوازم وثمار صدق كلام الله ورسوله
"..... وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ " النساء :122
أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبرًا لا إله إلا هو ولا رب سواه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته
" إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله
عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة وكل ضلالة في النار ".
فهدي محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأفضل الهدي
وهذه الخيرية من لوازم وثمار صدق كلام الله ورسوله
"..... وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ " النساء :122
أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبرًا لا إله إلا هو ولا رب سواه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته
" إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله
عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة وكل ضلالة في النار ".
وقفة عقدية
علينا أن نـُصدق بأن هدي محمد صلى الله عليه وسلم خير
الهدي فهو أكمل وأفضل الهدي يقينًا واعتقادًا جازمًا
لأنه صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى
فكل ما جاء به سيد ولد آدم هو الأفضل والأكمل
لنا في الدنيا والآخرة
وقد نترك كثير من الخير لاعتقادنا أنها صغائر ليس لها أهمية أو
خيرية لضعف يقيننا بهذه الخيرية
{كل ما جاء به ديننا الحنيف ،
حتى آداب الطعام ، آداب الشراب ،آداب دخول الخلاء ،... .}
كلها هي الخير والأفضل
*.*.*.*
اقتباس:
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار |
هذا تحذير شديد من البدع
تعريفها :
البدعة في اللغة :
مأخوذة من البَدْع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق ،
ومنه قوله تعالى :
"بَدِيعُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًۭا
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ".
سورة البقرة - الآية 117 -
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ".
سورة البقرة - الآية 117 -
أي مخترعها على غير مثال سابق ، قوله تعالى :
" قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ" .
الأحقاف 9
الأحقاف 9
أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ،
بل تقدمني كثير من الرسل .
ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها .
والابتداع على قسمين :
ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة ،
وهذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة .
وابتداع في الدين ، وهذا مُحرَّم ؛ لأن الأصل فيه التوقيف ،
*قال أبو داود في سننه
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ،قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، ح
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ،قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الْمَخْرَمِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ "
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب السنة /باب في لزوم
السنة /حديث رقم : 4606 / التحقيق : صحيح
السنة /حديث رقم : 4606 / التحقيق : صحيح
فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه
ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ولم يخالطهـا ببدعـةٍ ،
إذن ؛ فَلْيُبْشِـرْ ويرجو أن يتقبـل الله عـز وجـل لعبادته،
وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .
جعلنـا اللهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ،
والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـا مالـتْ ؛ إنـه
خيـر مسـئول ، وأعظـم مأمـول
يحـاول تيـار البـدع والضـلال ، أن يسـوق الأمـة
الإسـلامية بعصـاه ليلقـي بهـا فـي مهـاوي
الضيـاع والفنـاء .
وهـذا التيـار منـع الأمـة الإسـلامية مـن العـودة
إلـى الطريـق الصحيـح ، الـذي أرشـدنا إليـه
النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مصداقـًا
لقـول الله عـز وجـل :
{ قُـلْ هَـذِهِ سَـبِيلِي أَدْعُـو إِلَـى اللهِ عَلَـى بَصِيـرَةٍ أَنَـاْ
وَمَـنِ اتَّبَعَنِـي وَسُـبْحَانَ اللهِ وَمَـا أَنَـاْ مِـنَ الْمُشْـرِكِينَ } .
سورة يوسف / آية : 108 .
{ قُـلْ هَـذِهِ سَـبِيلِي أَدْعُـو إِلَـى اللهِ عَلَـى بَصِيـرَةٍ أَنَـاْ
وَمَـنِ اتَّبَعَنِـي وَسُـبْحَانَ اللهِ وَمَـا أَنَـاْ مِـنَ الْمُشْـرِكِينَ } .
سورة يوسف / آية : 108 .
وهـذا الطريـق القويـم لا يمكـن العـودة إليـه إلا
بالعـودة إلـى كتـاب الله عـز وجـل ، وسـنة نبينـا
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بفهـم السـلف الصالـح
رضـوان الله عليهـم .
ورحـم الله القائـل :
العلـم قـال الله ، قـال رسـوله قـال الصحابـة
ليـس خُلـف فيـه .
ومـا هـذه الفوضـى التـي انتشـرت بيـن النـاس ،
فأصبحـوا فـي حيـرة وضيـاع وتيـه وغمـوض
وارتجـال بيـن السـنة والبدعـة ، إلا لأنهـم أرادوا أن
يقيمـوا ديـن رب العالميـن ، وينصـروه بغيـر طريـق
السـلف الصالـح .
فهـذه لفتـة ناصـح للتشـمير عـن السـواعد ،
والاسـتعانة بالله ،لتعلـم ديـن الله كمـا تعلمـه
السـلف الصالـح .
*.*.*.*
لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله
وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد أطلعت على المؤلف القيم الذي كتبه صاحب الفضيلة
العلامة أخونا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، في الأسماء
والصفات وسماه: "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه
الحسنى". وسمعته من أوله إلى آخره، فألفيته كتاباً جليلاً، قد
اشتمل على بيان عقيدة السلف الصالح في أسماء الله وصفاته،
كما اشتمل على قواعد عظيمة, وفوائد جمة في باب الأسماء
والصفات، وأوضح معنى المعية الواردة في كتاب الله - عز
وجل - الخاصة والعامة عند أهل السنة والجماعة، وأنها حق
على حقيقتها، لا تقتضي امتزاجاً واختلاطاً بالمخلوقين، بل هو
- سبحانه - فوق عرشه كما أخبر عن نفسه، وكما يليق بجلاله
- سبحانه - وإنما تقتضي علمه واطلاعه وإحاطته بهم،
وسماعه لأقوالهم وحركاتهم، وبصره بأحوالهم وضمائرهم،
وحفظه وكلاءته لرسله وأوليائه المؤمنين، ونصره لهم،
وتوفيقه لهم إلى غير ذلك مما تقتضيه المعية العامة والخاصة
من المعاني الجليلة، والحقائق الثابتة لله - سبحانه - كما
اشتمل على إنكار قول أهل التعطيل، والتشبيه، والتمثيل، وأهل
الحلول والاتحاد، فجزاه الله خيراً، وضاعف مثوبته، وزادنا
وإياه علماً وهدىً وتوفيقاً، ونفع بكتابه القراء وسائر المسلمين،
إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
-غفر له- الله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء
والدعوة والإرشاد
*.*.*.*.*.*
تفريغ الأشرطة قدر المستطاع
قال تعالى
"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا
كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا
بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ "
البقرة 286
هنا
رابط الشريط
هنا
وهذا رابط تصفح الكتاب ( المتن)
هنا
وسنسطر المتن من خلال هذا الكتاب
أما الشرح فسيكون من خلال الأشرطة
إن شاء الله تعالى
برجاء متابعة مانسطره مع الشريط خشية عدم التطابق التام
وبالتأكيد يوجد في بعض الأحيان عدم تطابق تام لعدم
وضوح العبارة أو لكتابتها بالمعنى أو للتصرف في ترتيب
المعلومة لتناسب الكتابة ...
لذا نوصي بمتابعة الشريط
الشريط الأول
المتن من الكتاب الإلكتروني
المقدمة
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان،
وسلم تسليماً.
وبعد:
فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته أحد أركان الإيمان بالله
تعالى، وهي الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته،
والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته.
وتوحيد الله به أحد أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، ولا يمكن أحداً أن
يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله
تعالى وصفاته، ليعبده على بصيرة ، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) (الأعراف: 180).1
*
وهذا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة.
فدعاء المسألة: أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى
ما يكون مناسباً مثل أن تقول: يا غفور اغفر لي. ويا رحيم
ارحمني. ويا حفيظ احفظني. ونحو ذلك.
ودعاء العبادة: أن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء،
فتقوم بالتوبة إليه؛ لأنه التواب، وتذكره بلسانك لأنه السميع،
وتتعبد له بجوارحك لأنه البصير، وتخشاه في السر لأنه اللطيف
الخبير، وهكذا.2
*
ومن أجل منزلته هذه، ومن أجل كلام الناس فيه بالحق تارة
وبالباطل الناشئ عن الجهل أو التعصب تارة أخرى،3 أحببت أن
أكتب فيه ما تيسر من القواعد، راجياً من الله تعالى أن يجعل
عملي خالصاً لوجهه، موافقاً لمرضاته، نافعاً لعباده.
وسميته: "القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه
الحسنى ".
~.~.~.~.
الشريط
*قال الشارح ( وهو الشيخ العثيمين أيضًا):
1-
وتوحيد الله به أحد أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، ولا يمكن أحداً أن
يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله
تعالى وصفاته، ليعبده على بصيرة ، قال الله تعالى:
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )
(الأعراف: 180).
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الإيمان بوجوده وبربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته.
فإذا لم يؤمن الإنسان بهذه الأمور الأربعة؛فإن إيمانه
بالله لم يتم فالإيمان بالله يتضمن هذه الأمور الأربعة ،
فمَنْ أنكروجود الله فليس بمؤمن به ، ومن أنكر ربوبية الله
ولو فى بعض مخلوقاته فليس بمؤمنٍ به ومن أنكرألوهيته
فليس بمؤمن به ومن أنكر أسمائه وصفاته فليس بمؤمن به.
نعم
_*_*_
ثم قال رحمه الله
2-
أن تجعلها -أي الأسماء الحسنى _مقدمة بين يدي الدعاء
فتقول ياغفوراغفر لي ويارحيم ارحمني ويا رزاق ارزقني ،
قالوا ومن الأدب أن تجعل الوسيلة لكل دعاء مايناسبه من
الأسماء،
فإذا كنت تطلب الرزق تتوسل باسم الرزاق ،إذا كنت تطلب
المغفرة ..باسم الغفور،يعني فلا تقول: اللهم ياشديد العقاب
اغفر لي ،هذا لايناسب، وإنما تقول ياغفور اغفر لي
أن تجعلها -أي الأسماء الحسنى _مقدمة بين يدي الدعاء
فتقول ياغفوراغفر لي ويارحيم ارحمني ويا رزاق ارزقني ،
قالوا ومن الأدب أن تجعل الوسيلة لكل دعاء مايناسبه من
الأسماء،
فإذا كنت تطلب الرزق تتوسل باسم الرزاق ،إذا كنت تطلب
المغفرة ..باسم الغفور،يعني فلا تقول: اللهم ياشديد العقاب
اغفر لي ،هذا لايناسب، وإنما تقول ياغفور اغفر لي
أما دعاء العبادة فكيف يكون بالأسماء؟
يكون بالأسماءلأنك إذا علمت أن الله غفور استغفرت الله،
والاستغفار عبادة ، وإذا علمتَ أنه سميعٌ أحجمتَ عن أن يسمع
منك مايُغضبه وفعلت ما إذا سمعه منك رضي عنك،
وهذا عبادة.
فيكون دعاء الله تعالى بأسمائه شاملاً لدعاء المسألة
ودعاء العبادة.
والاستغفار عبادة ، وإذا علمتَ أنه سميعٌ أحجمتَ عن أن يسمع
منك مايُغضبه وفعلت ما إذا سمعه منك رضي عنك،
وهذا عبادة.
فيكون دعاء الله تعالى بأسمائه شاملاً لدعاء المسألة
ودعاء العبادة.
فدعاء المسألة :أن تتوسل بأسماء الله تعالى فيما تدعو الله به
ودعاء العبادة:أن تتعبد لله تعالى بماتقتضيه هذه الأسماء
_*_*_
ثم قال رحمه الله
3
هنا الخوض في باب الأسماء والصفات تارةً يكون
بالحق وتارةً يكون بالباطل ،أما من قال فيه بالحق
فمنشأ قولِه هذا أنه يريد الحق فيقول بالحق
وأما من قال فيه بالباطل فمنشأ قوله واحد من أمرين:
إما الجهل وإما التعصب،فإذا كان عالماً بالحق وأصر
على قوله المخالف للحق كان ذلك من باب التعصب ،
وأما إذا كان لا يعلم الحق وقال فيه بالباطل فهذا
منشأْ قوله الجهل
بالحق وتارةً يكون بالباطل ،أما من قال فيه بالحق
فمنشأ قولِه هذا أنه يريد الحق فيقول بالحق
وأما من قال فيه بالباطل فمنشأ قوله واحد من أمرين:
إما الجهل وإما التعصب،فإذا كان عالماً بالحق وأصر
على قوله المخالف للحق كان ذلك من باب التعصب ،
وأما إذا كان لا يعلم الحق وقال فيه بالباطل فهذا
منشأْ قوله الجهل
أيهما أقرب إلى الاستقامة الأول أو الثاني؟
الجواب:الثاني ،الجاهل أقرب إلى الاستقامة لأن الجاهل
إذا كان مريداً للحق إذا عُلم استقام لكن المتعصب هذا
هوالمشكل
ولذلك تجد بعض أهل الكلام الذين خالفوا الحق في
أسماء الله وصفاته تجد بعضهملما كان مُريداً للحق هداه
الله إليه ورجع، إما رجوعاً كلياً وإما رجوعاً جزئياً،
إذا كان مريداً للحق إذا عُلم استقام لكن المتعصب هذا
هوالمشكل
ولذلك تجد بعض أهل الكلام الذين خالفوا الحق في
أسماء الله وصفاته تجد بعضهملما كان مُريداً للحق هداه
الله إليه ورجع، إما رجوعاً كلياً وإما رجوعاً جزئياً،
فالغزالي -أبو حامد الغزَّالي - مثلاً
رجع عن الفلسفة بعد أن كان متصفاً بها
وقائلاً بها وكتب كتاباً فيه، سماه تهافت
الفلاسفة، وبيَّنَ -فيه- بطلان ما ذهبوا إليه،
وقائلاً بها وكتب كتاباً فيه، سماه تهافت
الفلاسفة، وبيَّنَ -فيه- بطلان ما ذهبوا إليه،
وأبو الحسن الأشعري رحمه الله
كان معتزلياً على مثل المعتزله فهداه الله ثم رجع إلى
الحق وبيَّنَ بُطلان مذهب المعتزلة
فما كان ناشئاً عن جهل فإن دواءه بسيط لكن
المشكل ما نشأْعن تعصب فإن هذا هوالذي يكون دواؤه
عسراً ولكن إذا أراد الله هدايته هداه الله.
ُسئل الشيخ عن التقليد .قال الشيخ :
هذا جهل بالحق وجهل بحال الشيوخ
فسأله هل يكون تعصب؟ قال الشيخ العثيمين :
قد يكون ،لكن غالب المقلدين عندهم جهل.
هذا جهل بالحق وجهل بحال الشيوخ
فسأله هل يكون تعصب؟ قال الشيخ العثيمين :
قد يكون ،لكن غالب المقلدين عندهم جهل.
~.~.~.~.~
قواعد في أسماء الله تعالى
القاعدة الأولى
القاعدة الأولى
أسماء الله تعالى كلها حسنى
أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى:
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُالْحُسْنَى)سورة الأعراف، الآية: 180
~.~.~.
الشرح
هنا قال بعض الناس:إننا لوعبرنا بقولنا:
"البالغُ فى الحُسن كماله"لكان أحسن
من قولنا:"(غايته)
ولكن نحن نقول:صحيح أن التعبيربـ"كماله"
قد يكون أحسن ولكن "غايته"معناه التي ليس
شيءٌ وراءها في الكمال
شيءٌ وراءها في الكمال
فتكون بمعنى كماله، وعلى هذا فالمراد بالغاية
ليس معناه أن أسماء الله تعالى لها منتهى
في الحسن، بل إنها في غاية الحسن، والمراد
فى أكمل مايكون من الحُسن،ولهذا وصفَ الله
باسم التفضيل فى قوله تعالى:"الحُسنى".
نعم
~.~.~.
الماتن
الماتن
وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لانقص فيها
بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً.
ولهذا نقول: إن الألفاظ إما أن تدل على معنى ناقصٍ
نقصاً مطلقاً وإما أن تكون دالة على كمال في
حالٍ ونقصٍ في حال وإما أن تكون دالة على
الكمال لكن لا غاية الكمال وإما أن تكون دالة
غاية الكمال هذه أربعة أقسام.
القسم الأول:-
الدالة على غاية الكمال تكون من أسماء الله
بمعنى أنه ليس فيها نقص أبدًا لااحتمالاً ولاتقديرًا ،
مثل السميعوالبصيروالعظيموالعليم إلى آخره ،
كل هذه كمال ليس فيه نقص
القسم الثانى:-
ما هو كمال لكن يَحتمل النقص بالتقديرفهذا لايُسمى
به الله ولكن يُخبر به عنه لأن باب الإخبارأوسع مثل:
المُتكلم والشائي أي الذي يشاء ، والمُريد, والصانع,
والفاعل وماأشبه ذلك. هذه كلمات لايُسمى
الله بها ولكن يُخبر بها عنه إخباراً مطلقا
فنقول : إن الله مُتكلم، وإن الله شاءٍ، وإنه مُريدٌ
و إنه فعالٌ. ولكن ليس من باب التسمية ولكن
من باب الإخبار.
لماذا لم تكن من الأسماء؟ لأن المتكلم قد يتكلم بما
يُحمد وقد يتكلم بما يذم،
لكن الكلام نفسه كمالٌ ،لكن مُتعلّـَقُ ذلك الكلام
قد يكون نقصاً وقد يكون ذماً.
فالمتكلم بالمعروف مُتكلمٌ بكمال والمُتكلم
بالمنكر متكلمٌ بنقص. الكلام نفسه كمالٌ ولكن
موضوع الكلام قد يكون نقصاً ، ولهذا لم يكن
من أسمائه ،وصح أن يُخبر به على سبيل الإطلاق،
و"المُريد" أصلُ إثبات الإرادة وأنَّ الفاعل يفعلُ
مايُريده فهذا كماله ،ولهذافالمُريد أكمل ممن لايُريد.
فالإنسان أكمل من الحيوان لأن إرادته أكمل
والحيوان أكمل من الشجر لأن إرادته أكمل
والمختارللشىءأكمل من المُكره عليه لأن إرادته أكمل.
لكن المراد! هل كل مراد ٍخير؟
قد يكون خيراً وقد يكون شراً.فلهذا لم تكن مريد
من أسماء الله لكن صارة مما يخبر به عنه.
القسم الثالث:-
الذى يحتمل نقصاً وكمالاً فى نفس المعنى
لافى المتعلـَّق؛ فهذالايُطلق على الله تعالى وإنما
يُذكر مُقيداً. مثل:المكر,والخداع,والاستهزاءوالكيد.
هذه ما نقول إن الله ماكر على سبيل الإطلاق،
ولا إن الله كائد لأن نفس الكيد ذاته؛ ينقسم إلى
محمود ومذموم فلا يمكن أن نطلقه على الله،
بل نقول إنَّه الله-عزوجل ماكرٌبمن يمكربه
ومستهزئ ٌبمن يستهزئ به وهكذا.
القسم الرابع:-
ما هو نقصٌ محض فهذا لايُسمى اللهُ به ولايُوصف به.
مثل العمى ،الصمم ،العجز، فلا يمكن أن تقول إن
الله أعمى والعياذ بالله، أو أنه أصم أو أنه عاجز
مطلقاً، لاخبراً ولاتسمية.
والخلاصة:-
أنَّ الأقسام أربعة:
1-كمالٌ محضٌ فى ذاته وموضوعه فهذا يكون
من أسماء الله.
2-كمالٌ فى ذاته لا في موضوعه بل ينقسم، فهذا
يُطلق على الله خبراً ولايسمى به.
3-ما يكون كمالاً ونقصاً في ذاته ،فهذا لا يخبر
به عنه خبراً مطلقاً ،وإنما يخبر به عنه خبراً مقيداً
4- نقصٌ محضفهذا لايُوصف به ،لا خبراً ولا تسمية.
ولهذا فقول الله تعالى:"ولله الأسماء الحُسنى"
يعنى التى ليس فيها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه.
يعنى التى ليس فيها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه.
هذه الأقسام الأربعة ذكرها شيخ الإسلام-رحمه الله-
فى مواضع متفرقة من كلامه
وهى صحيحة وواضحة.
الماتن
* مثال ذلك: "الحي"
اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة
التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة
المستلزمة لكمال الصفات منالعلم، والقدرة،
والسمع، والبصر وغيرها.
التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة
المستلزمة لكمال الصفات منالعلم، والقدرة،
والسمع، والبصر وغيرها.
* ومثال آخر: "العليم"
اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي
لم يسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى
(عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِيكِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)
سورة طه، الآية: 52.
لم يسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى
(عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِيكِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)
سورة طه، الآية: 52.
العلم الواسع المحيط بكل شيءجملةً وتفصيلاً،
سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه،
قال الله تعالى
سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه،
قال الله تعالى
:(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ
مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّايَعْلَمُهَا
وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلايَابِسٍ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
سورة الأنعام، الآية 59
مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّايَعْلَمُهَا
وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلايَابِسٍ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
سورة الأنعام، الآية 59
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ
رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ
فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
سورة هود، الآية: 6
~.~.~.
فالله عزوجل يعلم كل شيء
~.~.~.
رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ
فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
سورة هود، الآية: 6
~.~.~.
الشرح
قوله"في ظُلُمات الأرض" كم ظلمة وما الذي
يمكن أن يكون من الظلمات ؟، حبة مندفنة
فى قاع البحر فى ليلة ذات مطر وغيم كثيف
كم تكون الظلمات؟
ظلمات أربع ،خمس؟ نشوف الآن:
فأولاً الطبقة التى غطتها فى الأرض ، ثانياً
البحرأملس، ثالثا الليل ،رابعاً السحاب ،خامساً المطر،
قال قائل : السحاب والمطرواحد ، قال الشيخ
لا السحاب الذي فوق ظلمة ،والمطرينزل ظلمة
ثانية ،مثلاً المطرينزل بينك وبين جبل أوبينك
وبين بيتك يحول بينك وبينه ولا لا ؟
يحول إذاً فهو ظلمة ،
إذاً الذي يمكننا الآن نعرف وقد تكون هناك أشياء
لانعرفها لكن الذي نعرف الآن خمس ظلمات
تُحيط بهذه الحبة الصغيرة التي قد لاتدركها
العين المجردة إذا كانت على الوصف الذي
وصفنا ،إذا كانت في قاع البحر فالله تبارك وتعالى
يعلمها وليس يعلمها فحسب ،
بل هى فى كتابٍ مبين مكتوبة.
وهذا دليلٌ على عموم علم الله عز وجل وسعته
وأنه لايخفى عليه شىءٌ فى الأرض ولا فى
السماء،أنت إذا آمنت بهذا العلم فأعتقد أن إيمانك
يردعك عن فعل ما يكرهه الله ويوجب لك أن
تقوم بما يحبه،لأنه مهما كتمت في نفسك فالله عالمه،
مهما كتمت ، أنت إن كتمته عن الخلق ولم
يعلموه فالله يعلمه. وثق بأنه إذا كان مما يكرهه
فسوف يطلع عليهالعباد سواءٌ أخبروك أم
لم يُخبروك، يعني الشيطان يأمرك بالفحشاء
فتفعل سِراً ما يعلمه إلا الله ،فيُلقى فى قلوب
الناس أنكَ فعلت ذلك ، وهذه نقطه يجب أن تهتم
بها، فتشعرإذا نظر الناس إليك تشعر كأنهم يؤنبونك
تشعر ذلك بنفسك وإن كانواهم يعني ما يقولون لك
هذا الشيء لكن الشيطان يلقي في قلوبهم ذلك،
فيسيئون الظن بك فينقلب ذلك على نفسك حتى إنك
تنظر إلى الناس وكأنما شاهدوا فعلك وهذا الشيء
غريب وعليه،
قال الشاعر:
إذا ساءَ فِعلُ المَرْءِ ساءت ظنونه ** وصدَّق ما يكادوه من توهُّمِ
فهذه من أسرارحكمة الله-عزوجل-أنَّ ما يُخفيه
الإنسان فى نفسه وإن كان لم يُطلع عليه أحد فإنَّ
الله تعالى يعلم به وإذاعلم الله به أوشك أن يُطلع
عباده على ذلك،
بل قد قال ابن القيم-رحمه الله-:إن الشيطان(نفسه)
الذى أمرك بالسوء يُلقى فى قلوب الناس أنك
فعلت ذلك السوء وإن لم يطلعوا عليك ،
هذه مسألة تُوجب للإنسان أن يحترس غاية
الاحتراس من الذنوب وإن خفيت
~.~.~.
الماتن
(يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ
مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِذَاتِ الصُّدُورِ )
سورة التغابن، الآية: 4
مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِذَاتِ الصُّدُورِ )
سورة التغابن، الآية: 4
* ومثال ثالث: "الرحمن"
اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة،
التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
"لله أرحم بعباده من هذه بولدها"
رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)،
ومسلم، كتاب التوبة (2754).
رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)،
ومسلم، كتاب التوبة (2754).
يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته
وألصقته ببطنها وأرضعته،ومتضمن أيضاً
للرحمة الواسعة التي قال الله عنها:
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)
سورة الأعراف، الآية: 156
وألصقته ببطنها وأرضعته،ومتضمن أيضاً
للرحمة الواسعة التي قال الله عنها:
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)
سورة الأعراف، الآية: 156
وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين:
(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً)
سورة غافر، الآية: 7
سورة غافر، الآية: 7
والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل
اسم على انفراده، ويكونباعتبار جمعه إلى غيره،
فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال.
~.~.~.
الشرح
يعني أسماءُ الله تعالى كلها حُسنى على انفرادٍ وقد
ينضافُ إلى هذاالحُسن-الذى اكتسبه الاسم
اكتساباً ذاتياً- ينضافُ إليه حُسنٌ آخر بانضمامه
إلى غيره، فيكون من مجموع الأمرين كمالٌ آخر،
وهذا موجود في القرآن كثير ،فكثيراً مايقرن
الله تعالى بين اسمين وتجد أن فى ضم
أحدهما إلى الآخركمالاً لايحصل بانفراد
أحدهما عن الآخر.
~.~.~.
الماتن
مثال ذلك: "العزيز الحكيم".
فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآنكثيراً. فيكون
كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه،
وهو العزة فيالعزيز، والحكم والحكمة في الحكيم،
والجمع بينهما دال على كمال آخر
وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة،
فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل،
كما قديكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز
منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور
ويسيء التصرف.
وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز
الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما
يعتريهما الذل.
~.~.~.
فهمتم الآن هذا العزيز الحكيم يقرن الله
بينهما كثيرا ،ًليش؟ لأننا نستفيد من قرن
العزيز بالحكيم فائدة عظيمة وهي أن عزته
مقرونه بالحكمة، لأن العزة
وحدها قد ينتج عنها سوء التصرف والظلم
والجَوْركما لو وجدنا ملكاً عزيزاً في ملكه لايعارضه
أحدتجد هذا الملك إن لم يسعفه الله تعالى
بالعناية تجده لكمال سلطانه وعزته يظلم
ويجور ولا يبالِي. ما عنده حكمة.
كذلك أيضاً من الناس من يكون حكيماً لكن ليس
عنده عزة وغلبة فيكون عنده حكمة يتصرف
تصرف حسناً طيباً ويضع كل شيء بموضعه
لكن ما عنده تلك القوة التي ينفذ بها ما أراد
وما حكم، فالله عز وجل عزته مقرونه بالحكمه
وحكمته مقرونه بالعزة، وباقتران الاسمين
بعضهما إلى بعض يحصل كمالٌ أخر وهو
عزةٌ في حكمة وحكمةٌ في عزة.