الثلاثاء، 20 مارس 2012

تحقيق حديث: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق), "منكر".


تحقيق حديث: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق), "منكر".

رواه ابو داوود والبيهقي من طريق محمد بن خالد عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن عبدالله بن عمر مرفوعا.
ورواه ابن ماجه من طريق محمد بن خالد عن عبيدالله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دثار به.
_قلت:محمد بن خالد رواه مرة عن معرف ومرة عن عبيدالله ومرة عن كليهما كما عند ابن عدي في الكامل
ولكن رواه ابو داوود قال حدثنا أحمد بن يونس عن معرف عن محارب مرسلا
وتابعه وكيع عن معرف به عند ابن أبي شيبة
وتابعه يحيى بن بكير عن معرف مرسلا
أي أن ثلاثة من الحفاظ المتقنين (أحمد بن يونس و وكيع ويحيى بن بكير)
تابعوا محمد بن خالد ولم يرفعوه والحمل فيه عليه وكأنه سمعه من عبيدالله مرفوعا وعبيدالله متروك الحديث والعلة كلها منه فحدث به مرفوعا, وتابعه عليه عيسى بن يونس _وهو ثقة_ عن عبيدالله مرفوعا
و كأنه سمعه من معرف مرسلا ولكنها اختلطت عليه فرفعهما جميعا
وجملة القول أن الرفع ليس بشيء والإرسال أصح لموافقته الحفاظ ,
-ولكن روى الحديث الحاكم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس عن معرف عن محارب عن ابن عمر مرفوعا وصححه على شرط الشيخين –والذهبي على شرط مسلم ولكن محمد بن عثمان مختلف فيه فقد ضعفه الذهبي نفسه وكذبه عبدالله بن أحمد ووثقه صالح جزرة.
أقول : هو والله أعلم قد أخطأ في رفعه لأن أبا داوود صاحب السنن قد تابعه عن أحمد بن عيسى مرسلا وأبو داوود حافظ كبير وقد خالفه به والقول قوله و الله أعلم,
-وبالجملة المرسل هو الأصح و الرفع ليس بشيء فلا يجوز نسبته إلى النبي _عليه الصلاة و السلام _.
_وله شاهد وهو (ما خلق الله شيئ على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق).
رواه عبدالرزاق والدارقطني والبيهقي كلهم من طريق حميد بن مالك عن مكحول عن معاذ _رضي الله عنه_ مرفوعا .
وله علتان:
1_حميد بن مالك هو اللخمي: ضعفه يحيى بن معين، وأبو زرعة وأبو حاتم.
وقال النسائي: لا أعلم روى عنه غير إسماعيل ابن عياش.
يعني مجهول,
2_ومكحول لم يلق معاذا ...
فالحديث واهي ولا يصلح شاهدا.
_وقد جاء عند الدارقطني (..عن عمر بن ابراهيم بن خالد عن حميد بن مالك عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ_رضي الله عنه_بلفظ: ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق فمن طلق واستثنى فله ثنياه).
وهذا موضوع _عمر هذا كذاب وضاع_وهو الذي أدرج مالك بين مكحول ومعاذ لأن رواية عبدالرزاق والحسن بن عرفة والحسن بن شعيب مرسلة ...وبالجملة لو لم يكن في الإسناد إلا حميد بن مالك لرد الحديث وما صلح شاهدا.
_شاهد آخر:
جاء عند الديلمي من طريق مقاتل بن سليمان عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، مرفوعا: (ما أحل الله حلالا أحب إليه من النكاح، ولا أحل حلالا أكره إليه من الطلاق).
وهذا موضوع أيضا لأن مقاتل هذا هو المفسر "لا شيئ البتة " كما قال البخاري في الكبير وقال في موضع آخر "سكتوا عنه" وقال مرة"منكر الحديث" وكذبه وكيع وقال السعدي "كان دجالا جسورا" وقال أبو زكريا: "ليس بشئ" وله قصة كلب أهل الكهف.
_وهذا اللفظ رواه أيضا ابن عساكر من طريق جعفر بن محمد، حدثنا شجاع بن أشرس حدثنا الربيع بن بدر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس مرفوعا.
وهذا الإسناد غريب غريب , ولعل الربيع هو من ركب هذا الإسناد المشهور ولو كان موجودا بهذه السلسلة لبلغ الآفاق,
والربيع بن بدر هو عليلة وهو متروك الحديث,
فقد قال يحيى بن معين الربيع بن بدر ليس بشيء, وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني متروك الحديث ,وقال أبو داوود لا يكتب حديثه,وقال ابن حبان يروي عن الثقات المقلوبات وعن الضعفاء الموضوعات
وضعفه الذهبي والعراقي وابن حجر وغيرهم.
_شاهد آخر:
روى عبدالرزاق عن ليث عن أبي عبيدة بن عبد الله قال لا أدري ارفعه أم لا قال: "ما أحل الله حلالا أكره إليه من الطلاق......."
وهذا إسناد ضعيف مرسل ,ليث هو ابن أبي سليم ضعيف ,وأبي عبيدة تابعي .

كتبه أبو عبدالله الأثري
 

قال أبو داود في سننه 
  حدثنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن خالد عن معرف بن واصل عن
 محارب بن دثار عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال 
أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق  
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني/  كتاب :  الطلاق تفريع أبواب
 الطلاق/ باب : في كراهية الطلاق  / حديث رقم : 2178 / 
التحقيق : ضعيف
مكتبة الشيخ الألباني الإلكترونية