جواز التكني بـ أبي الطيب
ما حكم التسمية باسم ( أبو الطيب ) ، هل تجوز ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
اختلف أهل العلم في عدِّ " الطيب " مِن أسماء الله تعالى ، فذكره ابن منده ، وابن العربي ، والشيخ ابن عثيمين ، في تعدادهم لأسماء الله عز وجل ، ولم يذكره الأكثرون من العلماء : كسفيان بن عيينة ، والخطابي ، والحليمي ، والبيهقي ، وابن حزم ، والقرطبي ، وابن القيم ، وابن حجر ، والسعدي ، وغيرهم ممن جمعوا أسماء الله الحسنى .
انظر "معتقد أهل السنة في أسماء الله الحسنى" محمد بن خليفة التميمي (ص/157).
والصواب مع هؤلاء الجمهور إن شاء الله تعالى ، إذ لا دليل على اعتبار " الطَّيِّب " من الأسماء الحسنى ، وأما الحديث الذي استدل به الفريق الأول ، وهو ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَيُّهَا النَّاسُ ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ : يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) رواه مسلم (1015).
فالجواب أن هذا الحديث ليس فيه إثبات " الطَّيِّبِ " من أسماء الله تعالى ، بل فيه إثباته من الصفات ، وفرقٌ بين الأمرين يدل عليه السياق ؛ فالحديث مسوق أصلا لمقصد آخر ، وهو الحث على أكل الحلال واجتناب الحرام ، فبدأ بإثبات وصف الطيب له سبحانه للتقديم بين يدي ما يحبه الله وما يرضاه ويحله ، وسياقه لفظ " طيب " من غير أل التعريف قرينة على ذلك ، فأسماء الله تعالى غالبا ما تساق معرفة للدلالة على الاستغراق ، وأما قوله " إن الله طيب " فالمقصود وصف الله تعالى بالطيب ، وليس تسميته به ، فالتسمية قدر زائد على الوصف المجرد ، وباب الصفات والأخبار أوسع من باب الأسماء .
ثانيا :
وعلى فرض كون " الطيب " من أسماء الله تعالى ، فهو ليس من الأسماء المختصة التي لا تنصرف إلا إليه عز وجل ، إذ الصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجوز التسمي بأسماء الله التي لا تختص به ، مثل : علي ، حكيم ، رشيد ، فقد كان من مشاهير الصحابة من يتسمى بهذه الأسماء ، والممنوع فقط هو الأسماء المختصة بالرب عز وجل ، مثل : الله ، الرحمن .
جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (4/243) من كتب الشافعية :
" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به ، أما المختص به فيحرم ، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى .
وقرر بعض فقهاء الحنفية ذلك بقولهم :
" التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى : كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائز ؛ لأنه من الأسماء المشتركة ، ويراد به في حق العباد غير ما يراد به في حق الله تعالى " انتهى .
انظر: "بريقة محمودية" (3/234) نقلا عن التتارخانية .
وهو المفهوم من كلام ابن القيم في "تحفة المودود" (ص/125) :
" ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب تبارك وتعالى ، فلا يجوز التسمية بالأحد ، والصمد ، ولا بالخالق ، ولا بالرازق ، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى ، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر ، والظاهر ، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب " انتهى .
وقد سبق تقريره في جواب السؤال رقم (114309) (1692) . فالحاصل مما سبق هو جواز التسمي والتلقب بـ " الطيب " ، وجواز التكني بـ " أبي الطيب " ؛ إذ لا محذور في ذلك ، وفي علماء المسلمين وفقهائهم وحفاظهم عشرات ممن تسموا أو تكنوا بهذه الكنية الطيبة ، من غير نكير من أحد عليهم على حد بحثنا وعلمنا ، منهم فقيه الشافعية بخراسان الإمام أبو الطيب الصعلوكي (404هـ) شيخ الحاكم والبيهقي ، ومنهم شيخ الإسلام القاضي أبو الطيب الطبري (450هـ) شيخ الخطيب البغدادي ، وغيرهم كثير .
فمن يدعي تحريم هذه الكنية فعليه الدليل .
والله أعلم .
الحمد لله
أولا :
اختلف أهل العلم في عدِّ " الطيب " مِن أسماء الله تعالى ، فذكره ابن منده ، وابن العربي ، والشيخ ابن عثيمين ، في تعدادهم لأسماء الله عز وجل ، ولم يذكره الأكثرون من العلماء : كسفيان بن عيينة ، والخطابي ، والحليمي ، والبيهقي ، وابن حزم ، والقرطبي ، وابن القيم ، وابن حجر ، والسعدي ، وغيرهم ممن جمعوا أسماء الله الحسنى .
انظر "معتقد أهل السنة في أسماء الله الحسنى" محمد بن خليفة التميمي (ص/157).
والصواب مع هؤلاء الجمهور إن شاء الله تعالى ، إذ لا دليل على اعتبار " الطَّيِّب " من الأسماء الحسنى ، وأما الحديث الذي استدل به الفريق الأول ، وهو ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَيُّهَا النَّاسُ ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ : يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) رواه مسلم (1015).
فالجواب أن هذا الحديث ليس فيه إثبات " الطَّيِّبِ " من أسماء الله تعالى ، بل فيه إثباته من الصفات ، وفرقٌ بين الأمرين يدل عليه السياق ؛ فالحديث مسوق أصلا لمقصد آخر ، وهو الحث على أكل الحلال واجتناب الحرام ، فبدأ بإثبات وصف الطيب له سبحانه للتقديم بين يدي ما يحبه الله وما يرضاه ويحله ، وسياقه لفظ " طيب " من غير أل التعريف قرينة على ذلك ، فأسماء الله تعالى غالبا ما تساق معرفة للدلالة على الاستغراق ، وأما قوله " إن الله طيب " فالمقصود وصف الله تعالى بالطيب ، وليس تسميته به ، فالتسمية قدر زائد على الوصف المجرد ، وباب الصفات والأخبار أوسع من باب الأسماء .
ثانيا :
وعلى فرض كون " الطيب " من أسماء الله تعالى ، فهو ليس من الأسماء المختصة التي لا تنصرف إلا إليه عز وجل ، إذ الصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجوز التسمي بأسماء الله التي لا تختص به ، مثل : علي ، حكيم ، رشيد ، فقد كان من مشاهير الصحابة من يتسمى بهذه الأسماء ، والممنوع فقط هو الأسماء المختصة بالرب عز وجل ، مثل : الله ، الرحمن .
جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (4/243) من كتب الشافعية :
" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به ، أما المختص به فيحرم ، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى .
وقرر بعض فقهاء الحنفية ذلك بقولهم :
" التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى : كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائز ؛ لأنه من الأسماء المشتركة ، ويراد به في حق العباد غير ما يراد به في حق الله تعالى " انتهى .
انظر: "بريقة محمودية" (3/234) نقلا عن التتارخانية .
وهو المفهوم من كلام ابن القيم في "تحفة المودود" (ص/125) :
" ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب تبارك وتعالى ، فلا يجوز التسمية بالأحد ، والصمد ، ولا بالخالق ، ولا بالرازق ، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى ، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر ، والظاهر ، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب " انتهى .
وقد سبق تقريره في جواب السؤال رقم (114309) (1692) . فالحاصل مما سبق هو جواز التسمي والتلقب بـ " الطيب " ، وجواز التكني بـ " أبي الطيب " ؛ إذ لا محذور في ذلك ، وفي علماء المسلمين وفقهائهم وحفاظهم عشرات ممن تسموا أو تكنوا بهذه الكنية الطيبة ، من غير نكير من أحد عليهم على حد بحثنا وعلمنا ، منهم فقيه الشافعية بخراسان الإمام أبو الطيب الصعلوكي (404هـ) شيخ الحاكم والبيهقي ، ومنهم شيخ الإسلام القاضي أبو الطيب الطبري (450هـ) شيخ الخطيب البغدادي ، وغيرهم كثير .
فمن يدعي تحريم هذه الكنية فعليه الدليل .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
*******************************
هل تسمية الناس بأسماء الله يعد شركا ؟
بعض الناس يقولون إن مناداة الآخرين باسم الله هو شرك ، وهذا من الصعب اعتقاده ، كون كل واحد يقول الإمام " مالك " ، ومثل أنس بن " مالك " ، وحتى الله سمى خازن النار " مالك "، وأيضا الوهابيون اتبعوا " وهاب " ، وهو اسم من أسماء الله . إذًا أليس هؤلاء الذين يقولون إن استخدام أسماء الله شرك هم أنفسهم مشركون ؟ أخبروني من فضلكم ما ينبغي علي فعله ؛ لأنه من الصعب أن أضيف " عبد ال " مع كل اسم عندما أنادي أي شخص .
الحمد لله
أسماء الله تعالى – من حيث اختصاصها به سبحانه – قسمان :
1- أسماء مختصة به عز وجل ، لا تطلق إلا عليه ، ولا تنصرف إلا إليه ، كاسم " الله " ، و "الرب" ، و " الرحمن " ، و " الأحد " ، و " الصمد " ، و " المتكبر " ، ونحوها . فهذه لا يجوز أن يتسمى بها البشر باتفاق أهل العلم .
2- أسماء لا تختص به سبحانه ، ويجوز إطلاقها على البشر ، وكذلك يجوز التسمي بها ، مثل : سميع ، بصير ، علي ، حكيم ، رشيد ، وقد كان من مشاهير الصحابة من يتسمى بهذه الأسماء ، مثل علي بن أبي طالب ، وحكيم بن حزام رضي الله عنهم .
فالممنوع فقط هي الأسماء المختصة بالرب عز وجل ، مثل : الله ، الرحمن .
جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (4/243) من كتب الشافعية :
" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به ، أما المختص به فيحرم ، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى . وقرر بعض فقهاء الحنفية ذلك بقولهم : " التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى : كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائز ؛ لأنه من الأسماء المشتركة ، ويراد به في حق العباد غير ما يراد به في حق الله تعالى " انتهى .
وانظر: "بريقة محمودية" (3/234) نقلا عن التتارخانية .
وهو المفهوم من كلام ابن القيم رحمه الله حيث يقول :
" ومما يُمنع تسمية الإنسان به : أسماء الرب تبارك وتعالى ، فلا يجوز التسمية بالأحد ، والصمد ، ولا بالخالق ، ولا بالرازق ، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى ، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر ، والظاهر ، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب " انتهى.
"تحفة المودود" (ص/125)
وبناء عليه ، فلا حرج من التسمي باسم " مالك " ونحوه ، ولا يجب إضافة التعبيد إليه كما يظن الأخ السائل .
وكذلك لا حرج على من ينادي الشخص المسمى بـ " عبد الحكيم "، بـ " حكيم "، فهو من الأسماء التي يجوز أن يتسمى بها الناس ، ولا تختص بالله سبحانه ، وإن كان الأولى نداؤه بما يحب من اسمه الذي سماه به والده .
ولا نعلم أحدا من أهل العلم يتَّهِم من يتسمَّى بهذه الأسماء بالشرك والكفر ، والنصيحة للأخ السائل ألا يتسرَّعَ في اتهام المسلمين من غير تثبت ، وإلا وقع فيما يذمه وينتقده .
كما ننصح جميع إخواننا المسلمين ألا يعترضوا على الأحكام الشرعية قبل التَبَيُّن والتثبت .
وأما تسمية طائفة باسم " وهابيون " فلا نعلم أحدا يتسمى به ، وإنما أطلق هذا الاسم : بعض أعداء دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، وبعض الجهات الرسمية في فترة من الفترات لتحقيق مصالحها التي تعارضت مع انتشار دعوة التوحيد على يديه ، ثم تتابع كثير من الناس – عمدا أو خطأ – على هذه التسمية الخطأ . يرجى مراجعة الجواب رقم : (36616)
وانظر في آداب تسمية الأبناء (7180)
والله أعلم .
أسماء الله تعالى – من حيث اختصاصها به سبحانه – قسمان :
1- أسماء مختصة به عز وجل ، لا تطلق إلا عليه ، ولا تنصرف إلا إليه ، كاسم " الله " ، و "الرب" ، و " الرحمن " ، و " الأحد " ، و " الصمد " ، و " المتكبر " ، ونحوها . فهذه لا يجوز أن يتسمى بها البشر باتفاق أهل العلم .
2- أسماء لا تختص به سبحانه ، ويجوز إطلاقها على البشر ، وكذلك يجوز التسمي بها ، مثل : سميع ، بصير ، علي ، حكيم ، رشيد ، وقد كان من مشاهير الصحابة من يتسمى بهذه الأسماء ، مثل علي بن أبي طالب ، وحكيم بن حزام رضي الله عنهم .
فالممنوع فقط هي الأسماء المختصة بالرب عز وجل ، مثل : الله ، الرحمن .
جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (4/243) من كتب الشافعية :
" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به ، أما المختص به فيحرم ، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى . وقرر بعض فقهاء الحنفية ذلك بقولهم : " التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى : كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائز ؛ لأنه من الأسماء المشتركة ، ويراد به في حق العباد غير ما يراد به في حق الله تعالى " انتهى .
وانظر: "بريقة محمودية" (3/234) نقلا عن التتارخانية .
وهو المفهوم من كلام ابن القيم رحمه الله حيث يقول :
" ومما يُمنع تسمية الإنسان به : أسماء الرب تبارك وتعالى ، فلا يجوز التسمية بالأحد ، والصمد ، ولا بالخالق ، ولا بالرازق ، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى ، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر ، والظاهر ، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب " انتهى.
"تحفة المودود" (ص/125)
وبناء عليه ، فلا حرج من التسمي باسم " مالك " ونحوه ، ولا يجب إضافة التعبيد إليه كما يظن الأخ السائل .
وكذلك لا حرج على من ينادي الشخص المسمى بـ " عبد الحكيم "، بـ " حكيم "، فهو من الأسماء التي يجوز أن يتسمى بها الناس ، ولا تختص بالله سبحانه ، وإن كان الأولى نداؤه بما يحب من اسمه الذي سماه به والده .
ولا نعلم أحدا من أهل العلم يتَّهِم من يتسمَّى بهذه الأسماء بالشرك والكفر ، والنصيحة للأخ السائل ألا يتسرَّعَ في اتهام المسلمين من غير تثبت ، وإلا وقع فيما يذمه وينتقده .
كما ننصح جميع إخواننا المسلمين ألا يعترضوا على الأحكام الشرعية قبل التَبَيُّن والتثبت .
وأما تسمية طائفة باسم " وهابيون " فلا نعلم أحدا يتسمى به ، وإنما أطلق هذا الاسم : بعض أعداء دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، وبعض الجهات الرسمية في فترة من الفترات لتحقيق مصالحها التي تعارضت مع انتشار دعوة التوحيد على يديه ، ثم تتابع كثير من الناس – عمدا أو خطأ – على هذه التسمية الخطأ . يرجى مراجعة الجواب رقم : (36616)
وانظر في آداب تسمية الأبناء (7180)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
هنا**************************************
الأسماء المحرمة والمكروهة
هل هنالك أسماء ممنوعة شرعا لا يجوز التسمية بها ؟ وما هي ؟.
الحمد لله
نعم هناك أسماء ممنوعة شرعاً لا يجوز التسمية بها ومن أمثلـة ذلك :
(1) تحرم التسمية بكل اسم خاص بالله سبحانه وتعالى ، كالخالق والقدوس ، أو بما لا يليق إلا به سبحانه وتعالى كملك الملوك وهذا محل اتفاق بين الفقهاء .
وأورد ابن القيم فيما هو خاص بالله تعالى : الله والرحمن والحكم والأحد ، والصمد ، والخالق ، والرزاق ، والجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب . تحفة المودود ص 98 .
ومما يدل على حرمة التسمية بالأسماء الخاصة به سبحانه وتعالى كملك الملوك مثلاً : ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه – ولفظه في البخاري – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمى ملك الملوك " . حديث رقم ( 2606 ) ولفظه في صحيح مسلم : " أغيظ رجل على الله يوم القيامة ، أخبثه واغيظه عليه : رجل كان يسمى ملك الأملاك ، لا ملك إلا الله " . حديث رقم ( 2143 )
أما التسمية بالأسماء المشتركة التي تطلق عليه تعالى وعلى غيره فيجوز التسمي بها كعليّ ولطيف وبديع .
قال الحصكفي : ويراد في حقّنا غير ما يراد في حق الله تعالى .
(2) وتحرم التسمية بالأسماء التي لا تليق إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم كسيد ولد آدم ، وسيد الناس ، وسيد الكل ، لأن هذه الأسماء كما ذكر الحنابلة لا تليق إلا به صلى الله عليه وسلم .
(3) وتحرم التسمية بكل اسم معبد مضاف إلى غير الله سبحانه وتعالى كعبد العزى ، وعبد الكعبة ، وعبد الدار ، وعبد علي ، وعبد الحسين ، وعبد المسيح أو عبد فلان ... إلخ . حاشية ابن عابدين 5/268 ، ومغني المحتاج 4/295 ، وتحفة المحتاج 10/373 ، وكشاف القناع 3/27 ، وتحفة المودو ص 90 .
هذا والدليل على تحريم التسمية بكل معبّد مضاف إلى غير الله سبحانه وتعالى ما رواه ابن أبي شيبة عن يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ بن يزيد رضي الله عنه قال : " وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قوم ، فسمعهم يسمون : عبد الحجر ، فقال له : ما اسمـك ؟ فقال : عبد الحجر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أنت عبد الله " من الموسوعة الفقهية 11/335
(4) التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله .
(5) ويحرم التسمية بأسماء الشياطين ، كإبليس وخنزب ، وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك .
أما الأسماء المكروهة فيمكن تصنيفها على ما يلي :
(1) تكره التسمية بما تنفر منه القلوب ، لمعانيها ، أو ألفاظها ، أو لأحدهما ، لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء .
(2) ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير ، كفاتن ومغناج .
(3) ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق المجّان من الممثلين والمطربين وعُمار خشبات المسارح باللهو الباطل .
ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأو مسرحية فيها نسوة خليعات سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها ، ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض ، شاهد مصداقية ذلك فإلى الله الشكوى .
(4) ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية .
(5) وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة .
(6) التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم .
والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها ، وقد عظمت الفتنة بها في زماننا ، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا ، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان . وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم ، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن ، فهو معصية كبيرة وإثم ، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين ، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان ، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها ، وتغييرها شرط في التوبة منها .
وبعض المسلمين يسمي ابنته في هذه الأيام ليندا ونانسي وديانا وغيرها وإلى الله المشتكى .
(7) ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة مثل كلب وحمار وتيس ونحو ذلك .
(8) وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مُشبّهة مضاف إلى لفظ ( الدين ) ولفظ ( الإسلام ) مما يحمل معنى التزكية للمسمى مثل : نور الدين ، ضياء الدين ، سيف الإسلام ، نور الإسلام .. وقد يكون المسمى بخلاف ذلك إذا كبُر فيكون وبالا على أهل الإسلام ومن أعداء الدين واسمه ناصر الدين وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) ، فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ، ولهذا نص بعض العلماء على التحريم ، والأكثر على الكراهة ، لأن منها ما يوهم معاني غير صحيحة مما لا يجوز إطلاقه .
وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهياً عنه من جهتين ؛ مثل : شهاب الدين ؛ فإن الشهاب الشعلة من النار ، ثم إضافة ذلك إلى الدين ، وقد بلغ الحال في بعضهم التسمية بنحو : ذهب الدين ، ماس الدين . بل أن بعضهم سمى : جهنم ، ركعتين ، ساجد ، راكع ، ذاكر .
وكان النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين ، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بتقي الدين ، ويقول : ( ولكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر ) .
(9) وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام . أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ، فظاهره الحرمة ، لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم .
(11) وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم ، مثل : طه ، يس ، حم .. ، ( وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، فغير صحيح ) .
(12) الأسماء التي تحمل تزكية مثل : بّرة وتقي وعابد ... ينظر تحفة المودود لابن القيم وتسمية المولود : بكر أبو زيد .
والله اعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
هنا