اكتب ولا تكتب
اكتب[لكِ-بكِ-معكِ-جزاكِ...]ولا تكتب[لكي-بكي-معكي-جزاكي]
بسم الله ،والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وبعد:-
حديثنا اليوم عن موضوع قد يوصف-مع الأسف
الشديد- كما يقولون بـ[ما عمت به البلوى]
حيث إن كثيرًا منا لا ينتبه أنه يخطئ فيه،فتجد في
كتاباته تكرار لنفس الخطأ الـ....لا أجد وصفًا ملائماً
ومع أن العلاج في غاية اليسر إلا أن الكثير يعرضون
عن الأخذ به ولعل سبب ذلك أحد أمرين:-
1-عدم علمه أن هذا خطأ أصلاً.
2-لعموم البلوى به-إلا من رحم ربي- ألفه
واستساغه حتى صار رغم شعوره بوجود شيء
يحتاج إلى ضبط لايبالي.
*** معذرة على هذه المقدمة ؛إلا أنني وجدت
أنها هامة بين يدي هذا الموضوع الهام جدًا،
ولن أطيل عليكم إلا إنني
أرجو من الله أن يشرح الصدور لتحاول العلاج-سيما
أنه سهل ميسر- وتتجنب الأخطاء ؛لنحافظ على نقاء
وإشراق لغة القرآن- ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً-وأظن
الجميع يرحب بهذا بل ويتقرب إلى الله به.
أما من يعرض عن العلاج ويرضى بالخطأ
فنسوق له قول الشاعر :-
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً * * * كنقص القادرين على الكمال.
لعله يستحثه على طلب الصواب فكلٍ-بحول الله
وقوته-قادر على جبر النقص.
[نبدأ بإيراد الخطأ]
_______
أمثلة للأخطاء الكتابية الواردة عند مخاطبة الأنثى.:-
لكي/جزاكي/بكي/عليكي/معكي/أنتي،.................
والخطأ هنا إضافة حرف [الياء] في آخر اللفظة،
والسبب في هذا الخطأ:
1-إشباع الكسرة حتى صارت ياء.
2-المقارنة بين خطاب الذكر بهذه الكلمات،
وخطاب الأنثى بها حيث نكسر بشدة
في مقابلة الفتح هكذا:-
- لكَ يا محمد-----------لكي يا صفاء.وصوابها[لكِ]
- جزاكَ الله خيرًا يا علي-----------جزاكي الله
خيرًا يا عالية.وصوابها[جزاكِ]
- السلام عليكَ يا سالم------------السلام عليكي يا
سعاد.وصوابها[عليكِ]...............وهكذا.
[ نثني بالعلاج]
يقوم العلاج على محورين رئيسين تفصيلهما كما يلي:-
(1)-حرف الياء إنما هوكسرة طويلة،فإذا أشبعنا
الكسرة تتحول إلى ياء.
(2)-للياء في اللغة عدة أنواع:
ياء المتكلم مثل:[كتابي]/ياء النسب مثل[مكيّ]/
ياءالمخاطبة مثل:[لم تكتبي-اكتبي]
ياءالمخاطبة مثل:[لم تكتبي-اكتبي]
والسؤال:أي تلك الياءات موضع الخطأ؟؟
الجواب:-ياء المُخَاطَبة:وهي التي نستعملها عند
خطابنا للأنثى دون المخاطب الذكر.
ولتجنب الخطأ يجب علينا أن نعلم متى نأتي
بـ[ياء المخاطبة]نطقا و نلحقها كتابتة؟؟؟
الجواب:-ياء المخاطبة لها موضعان-على حد
علمي القاصر-هما:-
1-الفعل المضارع ------------تكتبين،تلعبين،
تستخرجين،تصلين[ما يسمى بفعل من الأفعال الخمسة]
هنا يقول قائل وما المشكلة؟ليس هذا موضوعنا؟
الجواب:عند الجزم نقول:لم تكتبي-لم تلعبي-لم تستخرجي.
إذن الفعل المضارع المجزوم هو موضع كتابة الياء.
2-الفعل الأمر-----------اكتبي-العبي-استخرجي-صلي
[لأنه مثل مضارعه عندما يجزم]
ولن أسهب في إراد القواعد التي قد يملها بعضنا
ولكننا سنلخص العلاج ببساطة فنقول:
لا نزيد ياء في آخر الكلمة إلا إذا كانت:-1-موجهة لأنثى نخاطبها.
2-أن نتأكد أن اللفظة التي سنزيد الياء على آخرها:-
(أ)-إما فعل مضارع مجزوم__________أو(ب)-فعل أمر.
وغير ما سبق لا نزيد عليه ياء المخاطبة،وأظن أن ذلك سهل ميسر أن نتوقف لننظر- في جزء من الثانية- هل هذه اللفظة التي سأكتب ياء في آخرها فعل أم اسم أم حرف[أقسام الكلام]وهل الفعل مضارع أم أمر أم ماضٍ؟
ومع التكرار والمران نكتسب دُربة أحوج ما نكون إليها لنحافظ على نقاء لغة القرآن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
وعلينا أن نستعين بالله ولا نعجز ونحاول السداد وإن شق علينا فالمقاربة،فما لا يدرك كله لا يترك جله.
والسؤال:هل العلاج سهل أم ماذا؟؟
الخلاصة:-اكتب ياء آخر الفعل المضارع المجزوم،وآخر الفعل الأمر المخاطب بهما أنثى،ودون ذلك نكتب كسرة وليس ياء.
*** فالصــواب***
نكتب:-لكِ/بكِ/جزاكِ/معكِ/أنتِ/عليكِ................
ولا نكتب:-لكي/بكي/جزاكي/معكي/أنتي/عليكي................ .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ،وزدنا اللهم من فضلك وكرمك وجودك علما.
[[ استدراك ]]
********************
رأيت إتماما للفائدة أن أضيف حالة ثالثة يمكننا فيها إضافة ياء المخاطبة،فقد سبقت منا الإشارة إلى موضعين تلحق بهما ياء المخاطبة ،نذكر بهما:-
1-الفعل المضارع ------------تكتبين،تلعبين،تستخرجين،تصلين[ما يسمى بفعل من الأفعال الخمسة]
2-الفعل الأمر-----------اكتبي-العبي-استخرجي-صلي[لأنه مثل مضارعه عندما يجزم]
ونضيف:-
3-اسم الفعل الأمر--------هاتي-مهي-صهي-هلمي....
**في الحقيقة لم أكن ساهية عنه حين كتبت المشاركة،إلا إني ارتأيت ساعتئذ عدم ذكره تخيففا على القرَّاء؛وظنا مني أنه نادر الاستعمال،
إلا إنني لما أعدت النظر وجدت أنه لا ضير من ذكره،فعقدت العزم على إضافته ؛عسى الله أن ينفع به ؛ولتتم الفائدة .
** والله أسأل أن يغفر لنا زللنا،ويلهمنا رشدنا،إنه وليّ ذلك والقادر عليه. **