ورد في سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني /ج :1
حديث : رقم 313 :
أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ? فقال أصحابه : يا رسول الله و ما عجوز بني إسرائيل ? قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق فقال : ما هذا ? فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع قبره ? قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي ,قال : و ما حكمك ? قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا هذا الماء فأنضبوا , قالت : احفروا و استخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار “ .
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 560 :أخرجه أبو يعلى في “ مسنده “ ( 344 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 404 405 , 571 572 ) من ثلاث طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن “ أبي موسى “ قال : “ أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيا فأكرمه فقال له : ائتنا , فأتاه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( و في رواية : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي فأكرمه , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعهدنا ائتنا , فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ) سل حاجتك , فقال : ناقة برحلها و أعنزا يحلبها أهلي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...” فذكره . و السياق لأبي يعلى , و الزيادات مع الرواية الأخرى للحاكم و قال : “ صحيح على شرط الشيخين , و قد حكم أحمد و ابن معين أن يونس سمع من أبي بردة حديث ( لا نكاح إلا بولي ) “ و وافقه الذهبي . و أقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن يونس لم يخرج له البخاري في “ صحيحه “ , و إنما في “ جزء القراءة “ .
( فائدة )
كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث “ عظام يوسف “
لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح :
“ إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء “
حتى وقفت على حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
“ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن ,
قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبرًا يا رسول
الله يجمع أو يحمل عظامك ? قال :" بلى"
فاتخذ له منبرًا مرقاتين “ .
أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون “ العظام “ ,
و يريدون البدن كله , من باب إطلاق الجزء و إرادة
الكل , كقوله تعالى ( و قرآن الفجر ) أي : صلاة الفجر .
فزال الإشكال و الحمد لله ,
فكتبت هذا لبيانه .