الجمعة، 14 مايو 2010

زهور السنة /متجدد 1





المجلس الأول
تقديم



بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ "
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"(
1


يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ "
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ

 كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"(2)


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(3)
أما بعد


فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى وخيرالهدي هدي محمد صلى الله

 عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

ثم أما بعد


أهدافنا وعملنا في هذا المشروع على مرحلتين أساسيتين المرحلة الأولى
تصدير المشروع بتوطئة الهدف منها التأصيل الحديثي


المرحلة الثانية مدارسة باقة من أحاديث النبي -

 صلى الله عليه وسلم –مع اشتراطنا على أنفسنا

 ألا نأتي إلا بما صح منها وتقديم القرينة على ذلك
بعزو كل حديث لمصدره من حيث التخريج ، والتحقيق

 إذا كان في غير الصحيحين التعرف على راوي

الحديث بإيجاز لنحيا مع عظماء الرعيل الأول
شرح الحديث بالتفصيل قدر المستطاع
لنتعرف عليه من جميع جوانبه
تنبيه هام

في أحيان كثيرة قد يصعب عزو المعلومة

لمصادرها بدقة وذلك لأن المعلومة الواحدة  قد يؤخذ طرفها من هنا وهناك ،

 أي نجمعها من  مصادر متعددة مما يصعب معه تحديد المصدر لتصرفنا فيه ، فلا

 ننسب لعالم مالم يقله لذا فالأصل أن البحث عبارة عن نقولات كثيرة بتصرف في

 ترتيب المعلومة  وإعادة تخريج وتحقيق ما استدل  به صاحب المرجع الأصلي


فلننتبه إلى


أنني لاأنسب لنفسي أصل المعلومة حتى


وإن لم أذكر ذلك خلال المُـدارسة
----------------

(1)سورة آل عمران : آية رقم 102
(2)سورة النساء : آية رقم 1


(3)سورة الأحزاب : آية رقم 70 ،71


~~~~~~   * ~~~~~~  * ~~~~~~  * ~~~~~




المجلس الثاني


~ ~ ~ 0 = = = * * * = = = 0 ~ ~ ~المرحلة الأولى





بسم الله والحمد لله والصلاة السلام على سيد ولد آدم


هذه المرحلة ستكون على عدد من المجالس


إن شاء الله تعالى


فنرجو المتابعة والصبر والاحتساب لنا جميعًا


لنحقق الثمرة المرجوة بحول من الله وقوة


توطئة


إن حفــظ الســنة مـن حفــظ القـــرآن


قـال تعالـى :


"إِنَّـانَحْـنُ نَزَّلْنَـا الذِّكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ ".


سورةالحجر / آية : 9


فالله عـز وجـل قـد يسَّـرَ لكتابـه مـن الدواعـي الملزمـة بحفظــه ،


وقدر لـه مـن الأسـباب القاضيـة بحراسـته ،


مـع إحاطتـه بعنايتـه وإرادتـه ما عصمـه الله بـه مـن


الضيـاع والفقـد ،والزيـادة والنقـص ، والتحريـف والتبديـل .


أمـا السـنة النبويــة المطهـرة


فهـي محفوظـة فـي جملتهـا بحفـظ الله عـز وجـل ،


لـم يُضِـعْ منهـا شـيء ، ذلـك لأن إرادة الله سـبحانه وتعالـى


حفـظ الذكـر تقتضـي أيضًـا حفـظ السـنة ، لأنها مبينـة لـه ،


ففيها شـرح مقاصـده ،وتفصيـل مجملـه ، وتخصيـص عمومـه ،


وتقييـد مطلقـه ، والدليـل على منسـوخه،......


"قـال تعالـى :
 "... وَأَنزَلْنَـا إِلَيْـكَ الذِّكْـرَ لِتُبَيِّـنَ لِلنَّـاسِ مَـا نُـزِّلَ إِلَيْهِـمْ وَلَعَلَّهُـمْ يَتَفَكَّـرُونَ"


سورة النحل / آية : 44


فضيـاع السـنة إذن بغيـر شـك ـ ضيـاع لجملـة مـن الديـن


ولقـد حـاول بعـض المفسـدين لأسـباب مختلفـة ،


أن يدسـوا فـي السـنة مـا ليـس منهـا ،


فحدَّثـوا كذبًـاعلـى رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ،


وتقوَّلـوا عليـه مـالـم يقـل ، فوضعـوا ألوفًـا


مـن الأحاديـث المكذوبـة علـى لسـانه ،


ولكـن شـاء الله تبـارك وتعالـى أن يحفـظ لهـذه الأمـة دينهـا ،


فقيـض للسـنة رجـالاً أفـذاذًا مـن خيـرة المسـلمين دينًـا


وأمانـة وكفـاءة ، فوضعـوا أدق المناهـج العلميـة وأعظـم القواعـد


النقديـة التـي يتميـز بهـا الحديـث الصحيـح مـن غيـره ،


ثـم عكـف هـؤلاء الأئمـة الأفـذاذعلـى جمـع


الحديـث وطلـب أسـانيده ، وقامـوا بتدوينـه ،


ونقـد رجالـه ، وتمحيـص متونـه ، وأقامـوا صرحـًا


شـاهقًا مـن العلـوم والمؤلفـات الحديثيـة ،


فألَّفـوا فـي صحيحـه ، وضعيفـه ، وعللـه ،


ورجالـه ،وطبقـات رواتـه ، وسـائر فنونـه التـي


تُيَسِّـر للباحـث التمييـز بيـن مـايصـح


نسـبته إلـى النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ


ومـا لا يصـح نسـبته إليـه .


والناظـر بعيـن الإنصـاف إلـى هـذه المؤلفـات الكثيـرة


القيمـة ـ فـي فنـون الحديـث وعلومـه ـ


يـدرك أنـه لـم يتوفـر


لشـيء مـن الكتـب علـى وجـه الأرض بعـد


كتـاب الله عـز وجـل


ما توفـر للسـنة النبويـة


مـن منهـج دقيـق ، وتطبيـق واع ، وصـدقٍ بالـغ ،


وإتقـان كامـل ، وحـرص شـديد علـى حفظهـا وصيانتهـا 0


ولايفوتنـي عندئـذ أن أنبـه علـى ضـرورة أن يتحـرى


المسـلمون فـي روايـة الحديـث والاسـتشـهاد بـه ،


أو اسـتخدامه فـي الوعـظ والتعليـم ، وغيـر ذلـك،


فـلا يذكـروا علـى لسـان النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلمـ


إلا مـا يسـتوثقون مـن قبولـه وعـدم رده ،


ويتأكـدون مـن توثيـق أهـل العلـم لإسـناده .


......................................


أصل المعلومة مقتبس ومستقى منمقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج : 1 /


ص : 10 .إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف

* ~ ~ ~ ~ ~ ~*** ~ ~ ~ ~ ~ *

المجلـــس الثالـــث
~ ~ ~ 0 = = = * * * = = = 0 ~ ~ ~



مكانـــة الســنة


اهتمامنـا بالسـنة ليـس اهتمـام دراسـة فحسـب ولكـن اهتمـام اعتقـاد بالدرجـة

 الأولـى ، اهتمـام منهـج ، كيـف تتجـه


فالسـنة ليسـت فرعًـا مـن فـروع العلـم ، ولكنهـا أصـل هـذا الديـن مـع كتـاب الله

 تبـارك وتعالـى ، فـلا تنفـك السـنة عـن القـرآن ، ولا ينفـك القـرآن عـن السـنة .

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

" تركـت فيكـم شـيئين ، لـن تضلـوا بعدهمـا : كتـاب الله ، وسـنتي ،

ولـن يتفرقـا حتـى يـردا علـيَّ الحـوض "

أخرجه الحاكم . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع الصغير

 وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566

وكـل مسـلم لا يصـح إسـلامه إلا أن ينتمـيَ إلـى سـنة الرسـول

الكريـم ـ صلى الله عليه  وسلم ـ  فالشـهادتان ! هـل يصـح إسـلام أحـد بشـهادة

 أن لا إله إلا الله وحدهـا ؟ ! . لا ، هنـاك شـهادة قرينـة مـع شـهادة

أن لا إله إلا الله

، هـي : " أن محمـداً رسـولُ الله "

معنـى شـهادة أن لا إله إلا الله : أي لا معبـود بحـق إلا الله

معنـى شـهادة : " أن محمـدًا رسـولُ الله "

أي تجريـد المتابعـة لرسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهـذا يُلـزِم باتبـاع

 هـذا الرسـول الأمـي ، وأن يُتخـذ قـدوة كمـا نـص القـرآن الكريـم .

قـال تعالـى :

{ مَّـنْ يُطِـعِ الرَّسُـولَ فَقَـدْ أَطَـاعَ اللهَ ... } . سورة النساء / آية : 80

وقـال تعالـى :

{ قُـلْ إِن كُنتُـمْ تُحِبُّـونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِـي يُحْبِبْكُـمُ اللهُ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَاللهُ غَفُـورٌ رَّحِيـمٌ }

سورة آل عمران / آية : 31

*~~~~~*~~~~~*~~~~~*~~~~~*

المجلـــس الرابـــع
~ ~ ~ 0 = = = * * * = = = 0 ~ ~ ~



تحذيـــــر

========

* عـن المِقْـدام بـن معـدي كَـربٍ ، عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه

وسلم ـ أنـه قـال : " ألا إنـي أوتيـت الكتـاب ومثلـه معـه ، لا يوشـكُ رجـلٌ شـبعان

 علـى أريكتـه يقـول : عليكـم بهـذا القـرآن ، فمـا وجدتـم فيـه مـن حـلال

 فأحلُّـوه ، ومـا وجدتـم فيـه مـن حـرام فحرمـوه ألا لا يحـل لكـم

 لحـم الحمـار الأهلـي ، ولا كـلُّ ذي نـابٍ مـن السَّـبُع ، ولا لُقطــةُ مُعاهِــد

إلا أن يسـتغنيَ عنهـا صاحبُهـا ، ومـن نـزل بقـوم فعليهـم أن يَقُـروه ،

 فـإن لـم يَقـروه فلـه أن يُعْقِبهـم بمثـل قِـراه " .

صحيح سنن أبي داود . تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ كتاب : السنة /
( 6 ) ـ باب : لزوم السنة / حديث رقم : 4604 / ص : 831


* قـال أبـو داود فـي سـننه :

حدثنـا أحمـد بـن حنبـل وعبـد الله بـن محمـد

النفيلـي ، قـالا أخبرنـا سـفيـان ، عـن أبـي

النضـر ، عـن عبيـد الله بـن أبـي رافـع ،

عـن أبيـه ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ قـال :

" لا ألفيـن أحدكـم متكئًـا علـى أريكتـه ، يأتيـه الأمـر مـن أمـري ، ممـا أمـرت

 بـه أو نهيـت عنـه ، فيقـول : لا نـدري ، مـا وجدنـا فـي كتـاب الله
اتبعنـاه " .

رواه أبو داود في عون المعبود ، والترمذي، وابن ماجه
الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص : 67 /
 تحقيق الشيخ مقبل بن هادي الوادعي


*قـال تعالـى :

{قُـلْ أَطِيعُـواْ اللهَ وَالرَّسُـولَ ... } سورة آل عمران / آية : 32 .


فالسـنة كالقـرآن فـي تحليـل الطيبـات ، وتحريـم


الخبائـث ، وَرَدّ حـرف صـحَّ عـن النبـي ـ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كَـرَدّ حـرف

مـن كـلام الله جـل وعـلا .

وقـد توعـد الله سـبحانه الذيـن يخافـون سـنة النبـي


ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فقـال :


{ ... وَمَـا آتَاكُـمُ الرَّسُـولُ فَخُـذُوهُ وَمَـا نَهَاكُـمْ


عَنْـهُ فَانتَهُـوا وَاتَّقُــوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَـدِيدُ الْعِقَـابِ } . سورة الحشر / آية : 7 .


***
*كلمة للألباني رحمه الله *


الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية


كلمة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله الحائز على جائزة

 الملك فيصل العالمية للدِّراسات الإسلامية عام 1419هـ


قـال رحمه الله : [صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النَّائب

 الثاني لرئيس مجلس الوزراء ! وزير الدِّفَـاع و الطَّيران و المُفتِّش العام !

 أصحاب السُّموِّ الأمراء ! أصحاب الفضيلة و المعالي و السَّعَادة !

السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته. و بعد، الحمد


لله الذي علَّم بالقـلم ، و أقامَنا بالدِّين الحقِّ على قصد الأمم ، و جعلنا باتِّباع الرَّسول

 النَّبي الأمي خير الأمم. أمـا بعدُ ،

 فمنذُ نيِّف و خمـسينَ سنة و أنا أطُـوف في آفاق

 السَّنة ، و أُصعِّدُ النَّظـر في شعَـابها ، و أُجهدُ بَصَري في البحث و التَّنقيب عن

نوادِّها و شَواردها ، و أركب الصِّعـاب و الذَّلُـول من رواحلها ، و أرسل العِنَـانَ لـقَلَمي

 لِـوَصْل ما انقطع مـن نُصوصها ، و التَّـوْليف و التَّـقريب بين ما تَـنَاثر


و تفرَّق مـن أجزاء مُتـونها ، إلـى غير ذلك ممَّا حُـمِّلتُ مـن أَمَـانتها ، في مـؤلفات

ناهزت المـائة : تخريجاً و تصنيفًا و تهذيباً و

اختصارا و تبويبًا ، و تصويباً بتصحيح أو بتضعيفٍ ، و استخراجاً و استنباطًا لأحـكامٍ

 و مَـسائلَ. و من أعـلاها شأناً ، و أحبها لي السِّلـسِلَتَان الذَّهبيتان : الصَّـحيحَة و

الضَّـعيفَة ، الّلَتَــان تَـصدران تباعًا على تباعدٍ ، و كلُّ واحدة منهما تُعدُّ مكتبةً قـائمةً

 برأسها فيعُــلوم السُّنة ، تُـتمُّ كلٌّ منهُـما الأخـرى ، و أحسب أنَّهُ لا غِـنى لـطُـلاَّب

 العلم و البـاحثين عنهُمـا ؛ فقد أوعَـبتُ فيهمَـا ما تفرَّق في دواوين الإسـلام ، من علم

الرِّجَـال ، و الجرح و التَّعديل، و الأسـانيد و العلل ؛ و بخاصة الخفيَّـة منها ، هذا إلـى

 جَـانبِ الكثير من المَــسائل العِـلميَّة و الفـوائد النَّـادرة ، و القـواعد الفقهيَّة الدَّقيقَـة،

و مَــا خطـوْتُ خُـطوةً واحدةً في طريق هذا العِــلم الشَّريف إلاَّ و أُرانـي لازلتُ في أَوَّلِـه ؛

 إذ هو علـمٌ متجـدِّدٌ فِـي الأحـكام الَّـتي يُمـضيها المتخـصِّصُ

 عَـلَى نُصـوصه في التَّصحيح و التَّحسين و التَّضعيف ، بماَ أَوْفـرَ الله لنا من فضل ،

 تُـرخي ذُيُـولَه علينا فـي كل يومٍ دُورُ

النَّـشر و الطِّـباعة ، مِـن صِحَـاحٍ و سُننٍ و مَـسَانيدَ و أجـزاء كانت مخطوطات

مكنونَـةً في غيابات أجْـباب المَـكْتَـبات العَـتيقَة. و كَــان من ثمار هذا مَـا وفَّـقني إليه

 ربِّـي سُبحانه ، من صُـنعي في كتابَـي: الأول : صحيح التَّرغيب و التَّرهيب

و ضعيفه ، و الثَّـاني : تهذيب صحيح الجَـامع و ضعيفه ؛ إذ جعلت لكلِّ من نوعَـيْ


الحديث الصَّحيح و الضعيف خمسَ مراتب ، و هي حديثيةٌ من حيثُ التَّـطبيق،

و قديمةٌ من حيثُ الوُجُـود : صحيحٌ لذاته ، صحيحٌ لغيره ، حـسنٌ لذاته ، حسنٌ لغيره ،

 حسنٌ صحيحٌ ،( ضعيفٌ ، ضعيفٌ جداً ، موضوعٌ ، شاذٌ ، منكَـرٌ ، سنداً أو متنًا)

ولَــيسَ بخَـافٍ عَـلَى أهل العلم المـكانة الَّتـي رضيَـها الله لسنَّة نبيِّه عليه الصَّلاة

 و السَّلام ، و أجمعت الأُمَّـةُ عليها، فهي صِـنْوُ القـرآن، و شطـرُ الـوَحي ، و


لسَـانُ التَّـأويل الصَّادق لكتاب الله الذي لا يضلُّ على الدَّهـر، و قد عَــلِمَ أعداءُ

 الإسـلامِ هذا الأَمـرَ من قديــمٍ و حديثٍ ، فـأَوْضَعُـوا خلالها


بـسُوء مَـكرهم؛ يَـبغُـونها الفتنة بالتَّحـريف و الوضع و الغُلوِّ و الطَّعن على الأسانيد

العَليَّة و التَّشكيك فيما دُونَها، و النَّيل مِـن حُفَّاظها و أُمرائها و سدَنتها، و الانتـقاص

 من الصحابة و التَّابعين و رؤوس القُرون الثَّلاثة المفضَّلة الأولى ، في غير حقٍّ

 و لا وَرَعٍ و لا كـتابٍ مُنيرٍ. و مـمَّا يحـاكي هذه الباب و يدخل فيه ؛ أن يَـقتَحِمَ هذا

العـلم مَـن لم تتـهيأ له أسـبابه ، و نأت عنه دَوَاعـيه ، و لهذا العلم قواعده


و أصُوله ، و أبوابه و فصوله ، الَّـتي يُعرف بها النَّاسخ من المنسـوخ، و العـامُّ من

الخـاصِّ ، و المُـطلق من المُقيَّدُ ، و أسـباب الوُرود ، و العلل الخفيَّة الدَّقيقة و الظَّـاهرة

 الجليَّة ، إلى غير ذلك مـمَّا لا بد منه لهذا العلم الشَّـريف. لذا ، فــإني أجدُنـي

أُعــيدُ النَّـظر بين الفَـيْنة و الأخرى في نصوص كنتُ خرَّجتُها قبل وُقُـوفي على

 طُرقها الجديدة من بعد ظُـهور تلكم المخطُـوطات لأَحكُم عليها بنَـقيضها، ممَّا


يحسبه بعضٌ ممن يجهل هذا الأمر تناقضًا وقعتُ فيه، أو وَهمًا دَهمني ، و مَـا

علمُـوا أن السُّكـوت عن الحكم الجديد و إخفاءه ضربٌ من الكذب على رسول الله صلى

الله عليه و سلم القائل : " مَن، كذب علَـيَّ متعمِّداً فليَتَبَوَّأ مقعَدَهُ من النَّار" ، ،

 و نمطٌ مفظعٌ مِـن الخيانة لله و للرَّسُول ، و الله ينهى عن ذلك في مثل قوله

 {يا أيها الذينً آمنوا لا تخُونُوا اللهَ و الرَّسولَ و تخُونُوا أماناتكم و أنتُم تَعلمُون}
[الأنفال:27]

 و استسهَـالُ هذا العـلم على نحو مَـا نرى عليه بعضًا من طـلاَّب العلم الحُدثَـاء

 الأسنَـان أمرٌ مُستهجنٌ ، بل مُستفظعٌ ؛ لأنه ينتهي بهم إلـى الخروج عن السنن الأولى

 الَّتي اتَّفقت عليها الأمَّـة، و استقرَّ عليها عملُ القُرون، و منذُ أن كَـانَ لهذا


العلم ذكـرٌ في النَّاس، و أيما شيء يحدث في حياة الأمَّة يجري على سنن الهُدى،

 و تجمَع عليه الأمة، و يستقرُّ بين ظهرانَيْها، موافقاً للأدلَّة التي تتأسَّسُ بها

القواعد العامَّة في شتى المَـعارف و العلوم ، فلا ينبغي أن يخالفَ أو يخرج عنه

 أو يزهَدَ فيه ، و بدهي أن قواعد العلوم الإسلامية كلِّها (من علوم القرآن ، و السنة ،

 و اللغة) لم تثبت و تشتد ،ليصدُر عنها المتخصصون الأقيال، و يُفيدوا منها ، تعلُّمًا

 و تعليمًا ، و أخذا و ردًّا ، و بحثًا و استقراءً ، في شُموليَّة واعيَـة ، حتى لا تَـكاد تشذُّ

 منها شاذَّةٌ ، إلا وقد طوَّقها من كلِّ جهاتها نصوصٌ من الكتاب و السُّنة ، فمن أتاها

 بزيادةٍ أو نقصٍ فقد ثَلَم الإجمَـاع الَّذي رضيته طوائف عُـلماء الأمَّة في

 شتَّـى الأعـصار و القرون، و إنما الأمَّة بعلمـائها ، فما رَضيَه العلمـاء و استقرَّ

 إجمـاعُهم عليه ، فهو الَّذي رَضِـيَته الأمَّة ، و الأمَّة "لا تجتمعُ على ضلالةٍ" ،

 و هي بهذا المُحـدث في واحدٍ من أصـلَيْ الأصُـول، و هو السُّـنَّة :

 " مَن أحدثَ فـي أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ "؟! و هو من المـشَاقَّة لله و للـرَّسول :

{و مَـن يُشاقق الرَّسـول من بعد ما تبيَّن له الهدى و يتَّبع غير سبيل المؤمنين

 نولِّه مَـا تولَّى و نُصلِه جهنَّـمَ و ساءت مصيراً } [النساء:115]،

 فلمَـاذا إذًا هذا الَّتجـرُّؤ عَـلَى قواعد علم السُّـنَّة ، و قد حفظَـها الله لنا هذه

 القُـرون بها، كما حَـفظ لنا كتابَه العزيز ؟! و قد أنَـالَنَـا بها من رحمـتِه مَــا أنالنا

 نحنُ في هذا القرن، على مـا كانـت و استقـرَّت عليه في القـرون


الغَـابرة، و جرى العمـل بها، و لا أحسبُ إلاَّ أنَّ هذه القـواعد إنما أخذت بدايـتُها

 و مَـطالعها مـن نهج القَرن الأول ، و لم يأت القَـرنُ الراَّبعُ إلاَّ و قد استـوفى علمُ

 السُّنَّـة غايتـَه منها ، و غدَت السُّــنَّة بها مَـكلوءةً أن تُـؤخذ على غَرَّة

 و هَــا أنا ذا بعد أن سلختُ من عُـمري قُرابة السِّتِّين عَـامًا ؛ ماشيا في ركاب هذا

 العلم الشَّريف، أعـود بالنَّـظر و التهذيب و التَّقْريب فيه ، و كأني لا زلتُ على أوَّل


مَـدْرجته ، لذا فإنـي ناصحٌ أمين لطـلاَّب العلم الشُّداَاة بثــلاثٍ :

 1- أن يتعلمـوا العلم لأنفُـسهم  2- و أن يكون هو شَـاغلَهم و همَّهم


3- و أن لا يعجلـوا في أمر لا يُنـال إلاَّ بالتَّـريُّث و إدامة البحث و النَّظـر في خوافيه

 و قوادمِه، ثـم ليعلَـموا رابعًـا: أن التَّصحيح و التضعيف في هذا العلم الشَّريف يدور

 بين الصِّدق و بين الكذب ، و مـا لم يكن مُريدُ الاشتغال بهذا العلم حاذقاً فيه

 فإنَّه يلـبَّسُ عليه فيه ، فيقع في الكذب و هو يريدُ الضِّدق ، و كفـى بذلك إثمًا ،

و الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ليس ككذبٍ على أحدٍ ، إنه


أقربُ إلـى الكُفر ، بل هو بالتَّعمُّد كُفرٌ بواح. و أخيـرا ، فإنـي أسأل الله سبحانه

 و تعالى أن يُديم النِّعمة على أرض الجزيرة و على سائر بلاد المسلمين، و أن

 يحفظ دولة التَّوحيد برعاية خَـادم الحَـرَمين الملك فهد بن عبد العزيز ، و أن

يُطيل في عمره في طاعة و سَدادِ أمر و توفيقٍ موصولٍ.و إنـي لأشكرُ لمؤسسة

الملك فيصل الخيرية على ما تبذله من خير و جهدٍ و تكريم للعلم و العُلماء ،

 و هي بذلك إنما تؤدي شيئا من حقِّ الملك فيصل ـ رحمه الله ـ عليها ، و هو شيء

 من معنى قوله سبحانه {واجعَل لِّي لِِسان صِدقٍ في الأخرينَ}[الشعراء:84] ،

 و الحمد لله أوَّلاً و آخراً ، و صلى الله و سلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ و على
آله و صحبِه ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته] ]

http://www.alalbany.net/misc004.php


*~~~~~*~~~~~*~~~~~~*


المجلس الخامس

~ ~ ~ 0 = = = * * * = = = 0 ~ ~ ~



ومضة


قـال الشـيخ محمد ناصر الدين الألبانـي ـ رحمه الله ـ : ............................،

مـن البديهـي بعـد هـذا أن نقـول إن السـنة التـي لهـا هـذه

الأهميـة فـي التشـريع ، إنمـا هـي السـنة الثابتـة عـن النبـي

ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بالطـرق العلميـة والأسـانيد


الصحيحـة المعروفـة عنـد أهـل العلـم بالحديـث ورجالـه

وليسـت هـي التـي فـي بطـون مختلـف الكتـب مـن التفسـير

والفقـه والترغيـب والترهيـب والرقائـق والمواعـظ وغيرهـا ،

فـإن فيهـا كثيـرًا مـن الأحاديـث الضعيفـة والمنكـرة والموضوعـة

وبعضهـا ممـا يتبـرأ منـه الإسـلام

وقبـل أن أنهـي كلمتـي هـذه أرى أنـه لابـد لـي مـن أن

ألفـت انتبـاه الإخـوة الحاضريـن إلـى

حديـث مشـهور قَلَّمَـا يخلـو منـه كتـاب مـن كتـب أصـول الفقـه

أو غيرهـم ، لضعفـه مـن حيـث إسـناده ، ولتعارضـه مـع مـا انتهينـا إليـه

فـي هـذه الكلمـة مـن عـدم جـواز التفريـق فـي التشـريع بيـن

الكتـاب والسـنة ـ الصحيحـة ـ ، ووجـوب الأخـذ بهمـا معـًا

ألا وهـو :

" حديـث معـاذ " :

* عـن أنـاس مـن أهـل حمـص مـن أصحـاب معـاذ بـن جبـل ،

أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لمـا أراد أن

يبعـث معـاذًا إلى اليمـن قـال :

" كيـف تقضـي إذا عـرض لـك قضـاء ؟ "
قـال : أقضـي بكتـاب الله 0 قــال : " فـإن لـم تجــد فـي كتـاب الله ؟ "

قـال : فبسـنة رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ  قـال :

" فـإن لـم تجـد فـي سـنة رســول الله ولا فـي كتـاب الله ؟ "

قـال : أجتهـد برأيـي ولا آلـو ،

فضـرب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ صـدره فقـال :

 
" الحمـد لله الـذي وفـق رسـولَ رسـولِ الله لمـا يُرْضـي رسـولَ اللهِ


أبو داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب القضاء ( 18 ) / باب ( 11 ) اجتهاد

الرأي في القضاء / حديث رقم : 3592 / ص : 644 /
وضعفه الألباني 000 وهذه رواية أبي داود 

ورواه الترمذي / كتاب الأحكام 000 ( 13 ) / باب : ( 3 ) /

حديث رقم : 1327 / ص : 313 / ضعيف


قال الشيخ الألباني :أمـا ضعـف إسـناده : فـلا مجـال لبيانـه الآن

وقـد بينـتُ ذلـك بيانـًا شـافيًا ربمـا لـم أسـبق إليـه ، فـي :

" سـلسـلة الأحاديـث الضعيفـة والموضوعـة وأثرهـا السـئ علـى الأمـة "

وحسـبي الآن أن أذكــر أن أميـر المؤمنيـن فـي الحديـث ،

الإمــام البخــاري ـ رحمه الله ـ ، قــال فيـه : ( حديـث منكـر )


وبعـد هـذا ، يجـوز لـي أن أشـرع فـي بيـان التعـارض الـذي أشـرتُ إليـه فأقـول :

إن حديـث معـاذ هـذا يضـع للحاكـم منهجـًا فـي الحكـم ،

علـى ثـلاث مراحـل ، لا يجـوز أن يبحـث عـن الحكـم فـي

الـرأي إلا بعـد أن لا يجـده فـي السـنة ، ولا فـي السـنة إلا

بعـد أن لا يجـده فـي القـرآن

وهـو بالنسـبة للـرأي منهـج صحيـح لـدى كافـة العلمـاء ،

وكذلـك قالـوا : إذا ورد الأثـر بَطُـل النظـر 0

ولكنـه بالنسـبة للسـنة ليـس صحيحـًا ، لأن السـنة حاكمـة علـى

كتـاب الله ومُبَيِّنـة لـه ، فيجـب أن يبحـث عـن الحكـم فـي السـنة

ولـو ظـن وجـوده فـي الكتـاب لِمَـا ذكرنـا 


فليسـت السـنة مـع القـرآن ، كالـرأي مـع السـنة ،

كـلا ! ثـم كـلا !  بـل يجـب اعتبـار الكتـاب والسـنة مصـدرًا واحـدًا لا فصـل بينهمـا أبـدًا كمـا أشـار إلـى ذلـك قولـه

ـ صلـى الله عليـه وعلى آله وسلـم ـ :

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رســول الله ـ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " تركـت فيكـم شـيئين ، لـن تضلـوا بعدهمـا :

كتـاب الله ، وسـنتي ولـن يتفرقـا حتـى يـردا علـيَّ الحـوضَ "


أخرجه الحاكم / صحيح 0 صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي /

ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566 


* وعـن المقـدام بـن مَعْدِيكـرب قـال : قـال رسـولالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

" ألا إنـي أوتيـت الكتـاب ومثلـه معـه ، ... "

رواه أبو داود / كتاب السنة ( 34 ) / باب ( 6 ) / حديث
 رقم : 4604 / ص : 831 / صحيح

رسالة : منزلة السنة في الإسلام / للشيخ الألباني / بتصرف 


*  *  *
المجلس السادس
~ ~ ~ 0 = = = * * * = = = 0 ~ ~ ~
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته

صور حية


لقاؤنا اليوم مع صور حية من

*** حرص السلف الصالح من الصحابة والتابعين وغيرهم

على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم

و اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منه،


** فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه بسنده

إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:


"كنت أنا وجار لي من الأنصار ، في بني أمية بن زيد ،

وهي من عوالي المدينة ، وكنا نتناوب النزول على رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، ينزل يومًـا وأنزل يومًـا ، فإذا نزلت

جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك ،

فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ، فضرب بابي

ضربًـا شديدًا ، فقال : أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ، فقال :

قد حدث أمر عظيم .

قال : فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي ، فقلت : طلقكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : لا أدري ، ثم دخلت على النبي صلى الله


 عليه وسلم فقلت وأنا قائم : أطلقت نساءك ؟ قال : "لا ". فقلت : الله أكبر "

صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 27- باب التناوب في العلم /

حديث رقم : 89 / ص: 22 ./ طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط .


***ولم يكن اهتمام النساء وحرصهن على

حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم  بأقلَّ من اهتمام الرجال،

فقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

قالت النساء للنبي صلى الله عليه و سلم :

"غَلَبَنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن

يوماً لقيهنَّ فيه، فوعظهن وأمرهن"

صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 35- باب هل يجعل للنساء يوم على حِدة في العلم /

حديث رقم : 101 / ص: 23./ طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط

ولم يقتصر هذا الاهتمام والحرص ،على زمن الرسول

فحسب، بل استمر الحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم

 إلى الرفيق الأعلى

و هذا الحرص نابع من تربية إيمانية صحيحة مبنية على

إخلاص العمل وصوابه
أي
إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله

فحيـن خَلُصَـت نفـوس المؤمنيـن بـ " لا إله إلا الله "

مـن ألـوان الشـرك المختلفـة ، فقـد حـدث فـي نفوسـهم تحـول هائـل كأنـه


 ميـلاد جديـد . لـم يكـن مجـرد التصديـق ، ولا مجـرد الإقـرار

لقـد كـان كأنـه إعـادة ترتيـب ذرات نفوسـهم علـى وضـع جديـد ،

كمـا يعـاد ترتيـب الـذرات فـي قطعـة الحديـد ، فتتحـول إلـى طاقـة

مغناطيسـية كهربائيـة

كـان الاهتـداء إلـى " الحـق " هائـل الأثـر فـي كـل جوانـب حياتهـم

كـان فـي حسـهم أن حياتهـم كلهـا عبــادة ،

وأن الشعـائر
إنمـا هـي لحظـات مركـزة ، يتــزود الإنسـان فيهـا بالطاقـة الروحيـة

التـي تعينـه علـى أداء بقيـة العبــادة المطلوبـة منـه


كانـوا يقومـون بالعبـادة وهـم يمارسـون

الحيـاة فـي شتَّـى مجالاتهـا ،

كانـوا يذكـرون الله فيسـألون أنفسهـم :

هـل هـم فـي الموضـع الـذي يُرضـي الله ، أم فيمـا يُسـخط الله ؟ !

فإن كانـوا فـي موضـع الرضـى حمـدوا الله ، وإن كانـوا علـى غيـر ذلـك

اسـتغفروا الله وتابـوا إليـه .

وكانـوا يذكـرون اللـه ، فيسـألون أنفسـهم : مـاذا يريـد الله منـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

أي : مـا التكليـف المفـروض علينـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

إذا كـان التكليـف :

" وَعَاشِـرُوهُنَّ بِالْمَعْـرُوفِ "
سورة النساء / آية : 19 .


كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بهـذا الواجـب الـذي

أمـر بـه الله تجـاه الزوجـات .

وإذا كـان التكليـف :

"قُـوا أَنفُسَـكُمْ وَأَهْلِيكُـمْ نَـاراً"
سورة التحريم / آية : 6 .
كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بتربيـة الأهـل والأولاد علـى النهـج الربانـي

الـذي يضبـط سـلوكهم بالضوابـط الشـرعية .

وإذا كـان التكليـف
" فَامْشُـوا فِـي مَنَاكِبِهَـا وَكُلُـوا مِـن رِّزْقِـهِ وَإِلَيْـهِ النُّشُـورُ"

سورة الملك / آية : 15 كـان مقتضـى ذكـر الله ، هـو المشـي في مناكـب الأرض وابتغـاء

رزق الله في حـدود الحـلال الـذي أحلَّـهُ الله ، لأنـه إليـه النشـور

فيحاسـب النـاس علـى مـا اجترحـوا في الحيـاة الدنيـا

وهكـذا ... فقـد فهمـوا أن الصـلاةَ والنُّسُـك ( أى : الشـعائر ) إنمـا هـي

المنطلـق الـذي ينطلـق منـه الإنسـان ليقـوم ببقيـة العبـادة التـي تشـمل

الحيـاة كلهـا ، بـل المـوت كذلـك

فالشـعائر مجـرد محطـات شـحن للانطـلاق إلـى بقيـة العبـادة ،

ويشمـل ذلـك المـوت

المـوت فـي حـد ذاتـه لا يمكـن أن يكـون عبـادة بطبيعـة الحـال ،

لأنـه لا خيـار للإنسـان فيـه ، ولكـن المقصـود فـي قولـه تعالـى :


" وَمَحْيَـايَ وَمَمَاتِـي للهِ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ * لاَ شَـرِيكَ لَـهُ "
سورة الأنعام / آية : 162 ، 163
هـو أن يمـوت الإنسـان غيـر مشـرك بالله ، وذلـك هـو الحـد الأدنـى

الـذي يكـون بـه الإنسـان ( فـي موتـه ) عابـدًا لله ،

أمـا الحـد الأعلـى فهـو أن يكـون موتُـه فـي سـبيل الله

*  *  *
 


المجلس السابع

~ ~ ~ 0 = = = * * * = = = 0 ~ ~ ~

السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

لما كان الحرص

على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم

نابعًا من تربية إيمانية صحيحة مبنية على إخلاص العمل وصوابه

أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله

لذا

لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص على زمن الرسول فحسب، بل استمر

الحال إلى الأزمنة والأجيال التالية

فقد أخرج الحاكم في مستدركه،

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال:

( لما قُـبِـضَ رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت لرجل


هلمَّ فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثير،

فقال :

العجب والله لك يابن عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس

من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فركبت ذلك وأقبلت على المسألة


وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإن كنت لآتي الرجل في الحديث

يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتوسد ردائي على باب داره، تسفي الرياح عليَّ وجهي حتى يخرج إليَّ

فإذا رآني قال:

يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ؟

قلت :حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأحببت أن أسمعه منك .

فيقول : هلاَّ أرسلت إليّ فآتِيَك؟

فأقول : أنا كنت أحق أن آتيك،

وكان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقد احتاج الناس إليَّ . فيقول : أنت أعلم مني

مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 9/280  خلاصة الدرجة : رجاله رجال الصحيح

(الدرر السنية)

* قال ابن عبد البر وغيره:
"الحجة عند التنازع السنة فمن أدلى بها فقد أفلح"

أ.هـ

كتاب{ القول المبين في أخطاء المصلين }

وهكذا كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم في

حفظ السنة ونقلها، جيلاً بعد جيل رواية وحفظاً وعملاً

فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة

ا.هـ

*نقل الحافظ الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء


في ترجمة الإمام الشافعي، عن الإمام الحافظ أبي موسى
يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري،أحد أصحاب الإمام الشافعي،
أنه قال :

ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرتُه يوماً في مسألة، ثم افترقنا،

ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال أيا أبا موسى :


ألا يستقيم أن نكون إخواناً، وإن لم نتفق في مسألة .

قال الذهبي : هذا يدلُّ على فقه الإمام وفقه نفسه،

فمازال النظراء يختلفون.

* وفي سِيَر أعلام النبلاء أيضاً في ترجمة


الإمام إسحاق بن راهويه : قال أحمد بن حفص السعدي :

سمعت أحمد بن حنبل الإمام يقول

لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء،

فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً.

*وروى الحافظ المؤرخ الإمام أبو عمر بن عبد البر في

"جامع بيان العلم وفضله" في باب
إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة :

- عن محمد بن عتاب بن المربع قال :

سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري، أخبرني قال :

كنـت عـند أحـمد بـن حـنبل وجاءه علي بن المديني

راكباً على دابة قال : فتناظرا في الشهادة وارتفعت أصواتهما،
حتى خفت أن يقع بينهما جفاء. وكان أحمد يرى الشهادة، وعلي يأبى ويدفع،
فلما أراد عليُّ الانصراف، قام أحمد فأخذ بركابه.

فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * "* * ** إن التشبه بالكرام فلاح


~ ~ ~ 0 = = = * * * = = =   0 ~ ~ ~
المجلـــس الثامن

~ ~ ~ 0 = = = * * * = = = 0 ~ ~ ~

السـلامُ عليكـمُ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه


بسـم الله والحمـد لله والصـلاة والسـلام علـى رسـول الله

جـــزاء مـن يخالـف السـنة
***************
توعـد الله سـبحانه الذيـن يخالفـون سـنة النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقـال تعالـى :


{ مَّـا أَفَـاء اللهُ عَلَـى رَسُـولِهِ مِـنْ أَهْــلِ الْقُـرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُــولِ وَلِـذِي الْقُرْبَـى


وَالْيَتَامَـى وَالْمَسَـاكِينِ وَابْـنِ السَّـبِيلِ كَـيْ لاَ يَكُـونَ دُولَـةً بَيْـنَ الأَغْنِيَــاء مِنكُـمْ وَمَـآأتَاكُـمُ


الرَّسُـولُ فَخُـذُوهُ وَمَـا نَهَاكُـمْ عَنْـهُ فَانتَهُـوا وَاتَّقُـوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَـدِيدُ الْعِقَـابِ } .


سورة الحشر / آية : 7 .


فـدل علـى أن مـن خالـف سـنة الرسـول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيمـا أُمـر بـه


أو نُهـيَ عنـه ؛ أنـه مُعَـرَّض لعقـاب الله عـز وجـل وقـال تعالـى :


{ فَـإِن لَّـمْ يَسْـتَجِيبُوا لَـكَ فَاعْلَـمْ أَنَّمَـا يَتَّبِعُـونَ أَهْوَاءهُـمْ ... } . سورة القصص/ آية : 50 .


* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :


" كـل أمتـي يدخلـون الجنـة إلا مـن أبـى " .


قالـوا : يـا رسـول الله ومـن يأبـى . قـال :


 " مـن أطاعنـي دخـل الجنـة ومـن عصانـي فقـد أبـى " .


صحيح البخاري / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة /


 باب ( 2 ) / حديث رقم : 7280 / ص : 845 .


وممـا يبيـن عقوبـة مـن خالـف أمـر الله ورسـوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحديـث الآتـي :


* قـال الإمـام مسـلم في صحيحه:


حدثنـا أبـو بكـر بـن أبـي شـيبة ، قـال: حدثنـا زيـد بـن الْحُبـابِ ،عـن عِكرمـة بـن


عمـار ، قـال حدثنـي إيـاسُ بـنُ سـلمة بـن الأكـوع ؛ أن أبـاه حدثـهُ ؛


أن رجـلاً أكـل عنـد رسـول الله ـ رضي الله عنه ـ بشـماله ، فقـال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :


" كـل بيمينـك " . قـال : " لا أسـتطيع " . قـال : " لا اسـتطعت " . مـا منعـه إلا الكِبـرُ .


قـال : فمـا رفعهـا إلـى فيـه .


صحيح مسلم / ( 36 ) ـ كتاب : الأشربة / ( 13 ) ـ باب : آداب الطعام


 والشراب وأحكامها  / حديث رقم : 2021 / ص : 528




فهـذه عقوبـة عاجلـة ـ والعيـاذ بالله ـ فهـذا دليـل علـى أن مـن خالـف سـنة


الرسـول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكبـرًا أنـه مُعَـرَّض للعقوبـة والعيـاذ بالله .


وعلـى النقيـض الحديـث الآتـي :


* عـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى خاتمًـا


مـن ذهـب فـي يـد رجــل . فنزعـه فطرحـه وقـال :


 " يعمـد أحدكـم إلـى جمـرة مـن نـار فيجعلهـا فـي يــده "


فقيـل للرجـل ، بعـد مـا ذهـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خـذ خاتمـك انتفـع بـه،


 قـال : لا .والله ! لا آخـذه أبـدًا وقـد طرحـه رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


صحيح مسلم / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / باب : ( 11 ) / حديث رقم : 2090 / ص : 547 .




فانظـر الفـرق بيـن الرجليـن فـي الامتثـال . فالأول يقـول : لا أسـتطيع تكبـرًا والعيـاذ بالله ،


وهـذا قـال : والله لا آخــذ هـذا الخاتــم وقـد طرحـه رســول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،


 رغـم إباحـة الانتفــاع بـه ( بيعـه أو ... ) فهـذا هـو الإيمـان ،


 وهـذا هـو الامتثـال العظيـم ، والحـرص علـى المتابعـة .


مكانة السنة في الإسلام / الفوزان / ص : 17 / بتصرف .


* * * * *
المجلس التاسع
النجـــاة ... النجـــاة



===============


لننجـي أنفسـنا علينـا التأسـي بالرعيـل الأول


كـان اهتمـام الصحابـة ـ رضي الله عنهم ـ ، ومـن بعدهـم فـي حفـظ السـنة ونقلهـا ، جيـلاً بعـد جيـل روايـة وحفظًـا وعمـلاً فتأدبـوا حتـى وإن اختلفـت مذاهبهـم وأفهامهـم للسـنة ، مـن البديهـي بعـد هـذا أن نقـول إن السـنة التـي لها هـذه الأهميـة فـي التشـريع ، إنمـا هـي السـنة الثابتـة عـن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطـرق العلميـة والأسـانيد الصحيحـة المعروفـة عنـد أهـل العلـم بالحديـث ورجالـه


لـذا ننبـه علـى :


أولاً :


أهميـة التخريـج والتحقيـق


ثانيًــا :


ننبـه علـى أمـر آخـر قـد يغفـل عنـه الكثيـر منـا وهـو أن مسـئولية الناقـل


لا تنتهـي بقولـه منقـول إذا نقلـت ، فأنـت مسـئول أمـام الله عـن كـل كلمـة


نقلتهـا حتـى كلمـات الشــكر لا تقـرأ مشـاركة ثـم تكتـب جـزاك الله خيـرًا


إلا بعـد أن تعيهـا لأن شـكرك إقـرار لمـا شـكرت عليـه ، ولا تهـدي بطاقـة


أو كُتيـب أو كتـاب لأحـد دون الاسـتوثاق مـن صحـة مـا ورد بـه .


وهـذا إجمـال لمـا أردنـا وسـنفصله بحـول مـن الله وقـوة .


أهميــة التخريــج والتحقيــق


====================


مـا هـو التخريـــج ؟


==============


التخريــج :


أ ـ فـي اللغـة : التخريـج علـى وزن " تفعيـل " بمعنـى الإخـراج ، كتكريـم بمعنـى الإكـرام ، وهـو فـي أصـل اللغـة مأخـوذ مـن ( خـرج ) ، فهـو النفـاذ مـن الشـيء ، واختـلاف لونيـن .


ب ـ فـي اصطـلاح المحدثيـن : عـزو الحديـث إلـى مـن أخرجـه مـن أئمـة الحديـث فالتخريـج هـو عـزو الحديـث أو الأثـر لمصـادره الأصليـة المسـندة مثـل الصحيحيـن والسـنن والمسـانيد كـأن يقـال بعـد ذكـر الحديـث :


" رواه الترمـذي / 1 / 270 " أو " رواه ابـن ماجـه / 3 / 60 " .


* وهـذا لا يعنـي صحـة الحديـث أو ضعفـه لأن الترمـذي علـى سـبيل المثـال لا الحصـر روى فـي سـننه أحاديـث كثيـرة منهـا الصحيـح ومنهـا الضعيـف ، وكذلـك ابـن ماجـه ، والنسـائي ، وأبـو داود ، وغيرهـم مـن أصحـاب كتـب الحديـث ، مـا عـدا البخـاري ومسـلمًا ، اللذيـن يكفـي منهمـا قـول :


" رواه البخـاري " أو " مسـلم " .


وسـنسـتأنس قريبًـا بكـلام العلمـاء بهـذا الشـأن


فالتخريـج لا يـدل علـى صحـة الحديـث مـن ضعفـه ، وإنمـا يـدل علـى المكـان الـذي روي فيـه .


 وفائدتـه :


ـــــــ


تسـهيل تتبـع الحديـث ، لتتـم دراسـته سـواء مـن حيـث فقهـه ، أو تحقيقـه ...


مــا هــو التحقيــق ؟


===============


فهـو ذكـر مرتبـة الحديـث مـن حيـث القبـول أو الـرد .


الطريق إلى الجنة / ص : 10 / بتصرف .


فالحديـث المقبـول :


يجـب اعتقـاد صحـة مـا جـاء فيـه ، لثبوتـه وصحتـه عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومتابعـة أحكامـه .


والحديـث المــردود :


يجـب رده ، وعـدم العمـل بـه ، لضعفـه وعـدم ثبوتـه عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


ينقسـم الحديـث المقبـول بالنسـبة إلـى تفـاوت مراتبـه إلـى أربعـة أقسـام هـي :


القســم الأول : الحديــث الصحيــح لذاتــه .


القســم الثانــي : الحديــث الحســن لذاتــه .


القســم الثالــث : الحديــث الصحيـح لغيــره .


القســم الرابــع : الحديــث الحســن لغيــره .
* * * * *
المجلـــس العاشـــر


===============


السـلامُ عليكـمُ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه


بسـم الله والحمـد لله والصـلاة والسـلام علـى سـيد ولـد آدم


فوائــد التخريــج والتحقيـق


ـــــــــــــــــ


* توثيـق الحديـث ـ موضـوع التخريـج ـ ومعرفـة درجتـه فـي اصطـلاح المحدثيـن .


* معرفـة الزيـادة والنقـص فـي متـن الحديـث ، فيعـرف مـا هـو صحيـح ومـا هـو شـاذ أو منكـر أو مـدرج .


* معرفـة الوجـوه المختلفـة لروايـة الحديـث ممـا يسـاعد فـي الاسـتنباط الصحيـح للأحكـام الفقهيـة .


* تصويـب النـص ممـا يقـع فـي التصحيـف أو التريـف ، فنخلـص إلـى نـص صحيـح منضبـط الألفـاظ .


* تصويـب الأسـماء فـي الإسـناد ، وتوضيـح المبهمـات والمهمـلات منهـا ، وضبطهـا الضبـط الصحيـح ، وغيـر ذلـك .


o فائـــدة تعـود للباحــث نفسـه : وهـي تكويـن ملكـة علميـة لديـه فـي اتقـان وسـرعة تصويـب وعـزو النصـوص وتوثيقهـا ، واطلاعـه علـى أوجـه الاحتمـالات للنصـوص العلميـة ورواياتهـا ، كمـا يزيـد مـن أفقـه العلمـي مـن الاطـلاع علـى أسـاليب العلمـاء فـي العـزو والجـرح والتعديـل والاسـتنباط أيضًـا .


* التحصـن مـن الوقـوع فـي الكـذب عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :


عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كفـى بالمـرءِ كذبًـا (1) أن يحـدِّث بكـل مـا سـمع " .


رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 .


وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827 .


( 1 ) وفـي روايـة أبـي داود : " كفـى بالمـرء إثمًـا أن يحـدث بكـل مـا سـمع " .


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 88 ) ـ باب : [ في ]


التشدد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح .






وسـيأتي عـرض وتفصيـل مـا يخـص هـذا البـاب إن شـاء الله .


* رجـاء الفـوز بنضـارة الوجـه :


* قـال أبـو داود فـي سـننه حدثنـا مسـدد ، قـال : حدثنـا يحيـى ، عـن شـعبة ، قـال : حدثنـي عمـر ابـن سـليمان مـن ولـد عمـر بـن الخطـاب ، عـن عبـد الرحمـن بـن أبـان ، عـن أبيـه ، عـن زيـد ابـن ثابـت ، قـال : سـمعت رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول :


" نضــر الله امـرءًا سـمع منـا حديثًـا فحفظـه حتـى يُبَلِّغَـهُ ، فـرُب حامـلِ فقـه إلـى مـن هـو أفقـه منـه ، ورُب حامـلِ فقـه ليـس بفقيـه " .


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / ( 19 ) ـ كتاب : العلم /


( 10 ) ـ باب : فضل نشر العلم / حديث رقم : 3660 / التحقيق : صحيح .


وهـل هـذا يُنـال إلا إذا كـان مـا يبلغـه عـن الحبيـب صلـى الله عليـه وسـلم صحيحًـا ! !


منقول بتصرف .
* * * * *
المجلـــس الحــــادي عشـــر


====================


السـلامُ عليكـمُ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه


بسـم الله والحمـد لله والصـلاة والسـلام علـى سـيد ولـد آدم


نصيحـــة غاليـــة


==============


حـذاري أن تقـع فـي الكـذب حيـث لا تـدري .


مـا هـو الكـذب ؟ . !


هـو الإخبـار عـن الشـيء علـى غيـر حقيقتـه .


فـإذا كـان هـذا الإخبـار للشـيء علـى غيـر الحقيقـة بتعمـد ، فهـو كـذب لغـة وشـرعًا .


وإذا كـان هـذا الإخبـار للشـيء علـى غيـر حقيقتـه بغيـر تعمـد فهـو يَصْـدُق عليـه أنـه كـذب لغـة ، ولـم يكـن كذبًـا شـرعًا .


ولذلـك حُمِـلَ الحديـث الـذي هـو فـي مقدمـة (1) مسـلم فـي صحيحـه وهـو صحيـح وسـيأتي تخريجـه وتحقيقـه بالتفصيـل بعـد قليـل


* " مـن حـدَّث عنـي بحديـث وهـو يَـرَى أو يُـرَى أنـه كـذب فهـو أحـد الكاذِبيـن أو الكاذِبَيْـن " .

( 1 ) الإمام مسلم لم يشترط على نفسه الصحة فيما أورده في مقدمته لصحيحه .
يتعمدونـه " .




فعلـى الروايـة التـي التـي بهـا الكاذِبَيْـن : أي أن هنـاك كـاذبٌ اختلـق هـذا الحديـث ، وهنـاك كـاذبٌ آخـر سـاهم فـي نشـر هـذا الحديـث وترويجـه ولـو بحسـن نيـة ( يُـرَى ) . فكلاهمـا يصـدق عليـه أنـه كـاذب .


فالكـذب فـي اللغـة هـو الإخبـار عـن شـيء بخـلاف حقيقتـه .


* فالمقصـود هنـا أننـي أنصـح نفسـي وإخوانـي بالتحـري والتثبـت فيمـا ننقُـل .


وكـان أهـلُ العلـم قديمًـا يصفـون الـراوي بالعبـادة وبالزهـد وبالـورع ، ومـع ذلـك لا يقبلـون حديثـه .


بـل فـي مقدمـة مسـلم هـذه التـي أشـرت إليهـا ، يذكـر الإمـام عـن يحيـى بـن سـعيد القطـان وبعـض أهـل العلـم أنهـم قالـوا :


" مـا رأينـا الصالحيـن أكـذب منهـم فـي شـيءٍ منهـم فـي الحديـث ، يجـري الكـذبُ علـى ألسِـنتهم ولا



* قــال ابـن ماجـه فـي سـننه حدثنـا أبـو بكــر بـن أبـي شـيبة وسـويد بـن سـعيد وعبـد الله بـن


عامـر بـن زُرَارةَ وإسـماعيلُ بـن موسـى ، قالـوا : حدثنـا شَـريك ، عـن سِـماكٍ ، عـن عبـد الرحمـن ابـن عبـد الله بـن مسـعود عـن أبيـه قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " مـن كَـذَبَ علـيَّ متعمـدًا ، فليتبـوأ مقعـده مـن النـار " .


سنن ابن ماجه . تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 4 ) ـ باب : التغليظ في تعمد الكذب على


رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ / حديث رقم : 30 / ص : 18 / التحقيق : صحيح ، بل متواتر .


* عـن عامـر بـن عبـد الله بـن الزبيـر ، عـن أبيـه قـال : قلـتُ للزبيـر بـن العـوام : مالـي لا أسـمعُكَ تُحـدِّثُ عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كمـا أسـمع ابـن مسـعودٍ وفلانًـا وفلانًا ؟ . ! قـال : أمـا إنـي لـم أفارقـه منـذ أسـلمتُ ، ولكنـي سـمعتُ منـه كلمـة ، يقـول : " مـن كـذب علـيَّ متعمـدًا فليتبـوأ مَقعـدَه مـن النـار " .


سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 4 ) ـ باب : التغليظ في تعمد الكذب


على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ / حديث رقم : 36 / ص : 19 / صحيح .


* قـال ابـن ماجـه فـي سـننه حدثنـا أبـو بكـر بـن أبـي شـيبة ، قـال : حدثنـا علـي بـن هاشـم ، عـن بـن أبـي ليلـى ، عـن الحكـم عـن عبـد الرحمـن بـن أبـي ليلـى عـن علـيّ ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " من حَـدَّثَ عنـي حديثًـا وهـو يُـرَى (1) أنـه كـذبٌ فهـو أحـدُ الكاذِبَيْـنِ (2) " .


سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 5 ) ـ باب : من حدث عن رسول الله


ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثًا وهو يرى أنه كذب / حديث رقم : 38 / ص : 19 / صحيح .


( 1 ) يُـرَى : يُظـنُّ ، أو يَـرى : يعتقـد .


( 2 ) أحـد الكاذِبَيْـن : المـراد أن الـراوي لـه يشـارك الواضـع فـي الإثـم .


حاشية سنن ابن ماجه / ص : 19 .


* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " كفـى بالمـرءِ كذبًـا (1) أن يحـدِّث بكـل مـا سـمع " .


رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 .


وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827 .


( 1 ) وفـي روايـة أبـي داود : " كفـى بالمـرء إثمًـا أن يحـدث بكـل مـا سـمع " .


* قـال أبـو داود فـي سـننه حدثنـا حفـص بـن عمـر ، قـال : حدثنـا شـعبة ح وحدثنـا محمـد بـن


الحسـين ، قـال : حدثنـا علـي بـن حفـص ، قـال : حدثنـا شـعبة ، عـن خبيـب بـن عبـد الرحمـن ، عـن حفـص بـن عاصـم : قـال : قـال : ابـن حسـين فـي حديثـه عـن أبـي هريـرة ، أن النبـي ـ صلى


الله عليه وسلم ـ قـال : " كفـى بالمـرء إثمًـا أن يحـدث بكـل مـا سـمع " .


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني . محدث العصر . رحمه الله / كتاب : الأدب / باب : في التشديد في الكذب /


حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح .


[ سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني : حديث رقم : 2025 ] .

فلنحـــذر أن نكتــب كــل مـا ســمعنا


أو قرأنــا ..... دون تحــري وتحقيــق


فالمقصـود هنـا أننـي أنصـح نفسـي وإخوانـي بالتحـري والتثبـت فيمـا ننقُـل .


ولنفـرق يفـرق بيـن الديانـة والـورع ، وبيـن التحـري فـي العلـم والدِّقـة .


فقـد كـان أهـلُ العلـم قديمًـا يصفـون الـراوي بالعبـادة وبالزهـد وبالـورع ، ومـع ذلـك لا يقبلـون حديثـه .


ونقـل أيضًـا عـن بعـض أهـل العلـم أنـه قـال :


أدركـت كـذا وكـذا مـن أهـل المدينـة ، لـو ائتُمِـنَ أحدُهـم علـى بيـت مـالٍ لحفظـهُ ، لكـن لا يصـح أن يُـرْوَى عنهـم لأنهـم ليسـوا مـن أهـل هـذا الشـأن .


وذلـك برغـم أمانتهـم وديانتهـم .


فكثيـرٌ منـا لا يفـرق بيـن الديانـة والـورع ، وبيـن التحـري فـي العلـم والدِّقـة .


فقـد نحـب الإنسـان لورعِـهِ وتقـواه وصلاحـه وعبادتـه ، فيترتـب عليـه أن نقبـلَ منـه كـلَّ مـا يقـول ، وهـذا خطـأ ، لأن أهـلَ التحـري هـؤلاء قـومٌ كـأن اللهَ خلقهـم للتحـري وللتثبـت .










* * * * *
المجلـــس الثانـــي عشـــر


====================


السـلامُ عليكـمُ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه


بسـم الله والحمـد لله والصـلاة والسـلام علـى سـيد ولـد آدم


الفـــرق بيــن الديانــة والــورع


=======================


فكثيـرٌ منـا لا يفـرق بيـن الديانـة والـورع ، وبيـن التحـري فـي العلـم والدِّقـة .


فقـد نحـب الإنسـان لورعِـهِ وتقـواه وصلاحـه وعبادتـه ، فيترتـب عليـه أن نقبـلَ منـه كـلَّ مـا يقـول ، وهـذا خطـأ ، لأن أهـلَ التحـري هـؤلاء قـومٌ كـأن اللهَ خلقهـم للتحـري وللتثبـت .


هـذه الكلمـات ذكرتنـي بمقطـع صوتـي للشـيخ العثيميـن نبـه فيـه علـى مسـألة هامـة جـدًّا عنـد اسـتقاء المعلومـة وضابـط هـام لهـذه العبـارة :


فيترتـب عليـه أن نقبـلَ منـه كـلَّ مـا يقـول


ولـن أقـدم لهـذا المقطـع أكثـر مـن ذلـك ولكـن أترككـم مـع تفريـغ المقطــع الصوتـي للشـيخ العثيميـن : ( التفريـغ قريـب جـدًّا مـن النقـل الحرفـي لكـلام الشـيخ إلا النـزر القليـل مـن التصـرف لبعـض العبـارات ) .


أحـد محبـي الشـيخ يلقـي قصيـدة فـي حضـور الشـيخ فبـدأ هـذا الأخ الكريـم فـي الكـلام فقـال : يـا أمتـي إن هـذا الليـل يعقبـه فجـرٌ وأنـوار فـي الأرض تنتشـر والخيـر مرتقـب والفتـح منتظـر وبصحـوة بـارك البـاري مسـيرتها بقيـة مـا بهـا شـوبٌ ولا كـدرُ مـا دام فينـا ابـن صالـح شـيخ صحوتنـا بمثلـه يُرجـى التأييـد والظَّفَـرُ .


فأوقـف الشـيخ العثيميـن القـارئ وقـال بانفعـال : أنـا لا أوافـق علـى هـذا ، لا أوافـق ، لأننـي لا أريـد أن يُرْبَـطُ الحـقُ بالأشـخاص فكـل شـخص يفنـى ، فـإذا ربطنـا الحـق بالأشـخاص هـذا معنـاه ، إذا مـات قـد ييـأس النـاس فأقـول : تبـدل البيـت بـأن تقـول : مـا دام فينـا كتـاب الله وسـنة رسـوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هـذا طيـب .


فقـال القـارئ : مـا دام فينـا كتـاب الله وسـنة رسـوله ابـن العثيميـن فقيـه . فأوقـف الشـيخ العثيميـن القـارئ وقـال بانفعـال : لا يـا شـيخ ! أنـا أنصحكـم الآن وبعـد الآن ، أن لا تجعلـوا الحـق مربوطًـا بالرجـال ، فالرجـال أولاً يَضِلُّـون ، حتـى ابـن مسـعود يقـول ( مـن كـان مسـتنًّ ، فليسـتن بمـن مـات ، فالحـي لا تؤمـن عليـه الفتنـة ) فيمكـن للإنسـان أن يغتـر بنفسـه أعـوذ بالله مـن ذلـك ، ويسـلك طرقًـا غيـر صحيحـة ولذلـك أنـا أنصحكـم الآن أن لا تجعلـوا الحـق مقيـدًا بالرجـال .


الرجـل : أولاً : لا يأمـن الذلـل والفتنـة .


وثانيًـا : أنـه سـيموت ، لا أحـد يبقـى ، قـال تعالـى :


{ وَمَـا جَعَلْنَـا لِبَشَـرٍ مِّـن قَبْلِـكَ الْخُلْـدَ أَفَـإِن مِّـتَّ فَهُـمُ الْخَالِـدُونَ } . سورة الأنبياء / آية : 34 .


وثالثًـا : إن بنـي آدم بشـر ، ربمـا يغتـر إذا رأى النـاس يبجلونـه ويكرمونـه ، ويقفـون حولـه ربمـا يغتـر ويظـن أنـه معصـوم ، ويدعـي لنفسـه العِصمـة ، وأن كـل شـيء يفعلـه فهـو الحـق، وكـل طريـق يسـلكه فهـو مشـروع ، يحصـل بذلـك الهـلاك ، لذلـك امتـدح رجـل رجـلاً عنـد النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقـال : " ويحـك ، قطعـت عنـق صاحبـك (1) " .


أنـا أشـكر الأخ مقدمًـا ، وإن لـم أسـمع مـا يقولـه فـيَّ ، علـى مـا يبديـه مـن الشـعور نحـوي ، وأسـأل الله أن يجعلنـي عنـد حسـن ظنـه وأكثـر . ا . هـ .


كـل منـا يتأمـل ويسـتخلص مـن كـلام الشـيخ ـ رحمه الله ـ الخيـر الكثيـر والمنهـج القويـم .
* * * * *
--------------------------------------------------------------------------------


( 1 ) قال أبو داود في سننه :


حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا أبو شهاب ، عن خالد الحذَّاء ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه : أن رجلاً أثنى على رجلٍ عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال له : " قطعت عنق صاحبك " ثلاث مرات .


ثم قال : " إذا مدح أحدكم صاحبه لا محالة ، فليقل : إني أحسبه ، كما يريد أن يقول ، ولا أزكيه على الله " .


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / كتاب : الأدب / باب :


في كراهية التمادح / حديث رقم : 4805 / التحقيق : صحيح .
**************

المجلـــس الثالـــث عشـــر


====================


السـلامُ عليكـمُ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه


بسـم الله والحمـد لله والصـلاة والسـلام علـى سـيد ولـد آدم


الاسـتئناس بكـــلام العلمــاء


====================


سـبق أن قلنـا :


سـيأتـي الاسـتئناس بكـلام العلمـاء فـي هـذا إن شـاء الله


وذلـك عنـد الكـلام عـن أهميـة التخريـج والتحقيـق فـي المجلـس التاسـع ويشـهد لما سـقناه مـا ورد علـى هذيـن الرابطيـن :


الأول : للشـيخ محمـد بـن صالـح بـن عثيميـن ـ رحمه الله ـ تحـت عنـوان : الأمهـات السـت :


http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16875.shtml






والثانــي :


اختصـار علـوم الحديـث لأبـي الفـداء إسـماعيـل بـن عمـر بـن كثيـر ـ رحمه الله ـ :


http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=85&lang=AR




خاصـة مـا ورد تحـت عنـوان مَسَـائِلُ تَتَعَلَّـقُ بِالْحَدِيـثِ الصَّحِيـحِ .


وهـذه قطـوف مسـتخلصـة مـن الرابطيـن المشـار إليهمـا .


* * البخــاري ومســلم اشـترطا علـى نفسـيهما الصحـة فـي صحيحيهمـا .

* * سـنن النسـائي :


ألـف النسـائي ـ رحمه الله ـ كتابـه " السـنن الكبـرى " وضمَّنـه الصحيـح ، والمعلـول ، ثـم اختصـره فـي كتـاب " السـنن الصغـرى " ، وسـماه " المجتبـى " ، جمـع فيـه الصحيـح عنـده ، وهـو المقصـود بمـا ينسـب إلـى روايـة النسـائي مـن حديـث .


و " المجتبـى " أقـل السـنن حديثًـا ضعيفًـا ، ورجـلاً مجروحًـا ، ودرجتـه بعـد " الصحيحيـن " ، فهـو ـ مـن حيـث الرجـال ـ مقـدم علـى " سـنن أبـي داود والترمـذي ؛ لشـدة تحـري مؤلفـه فـي الرجـال ، قـال الحافـظ ابـن حجـر ـ رحمه الله ـ : كـم مـن رجـل أخـرج لـه أبـو داود والترمـذي تجنـب النسـائي إخـراج حديثـه ، بـل تجنـب إخـراج حديثـه جماعـة فـي الصحيحيـن " . ا . هـ .


** سـنن ابـن ماجـه :


أقـل رتبـة مـن " السـنن " : " سـنن النسـائي وأبـي داود والترمـذي " ، حتـى كـان مـن المشـهور أن مـا انفـرد بـه يكـون ضعيفًـا غالبًـا إلا أن الحافـظ ابـن حجـر قـال :


ليـس الأمـر فـي ذلـك علـى إطلاقـه باسـتقرائي ، وفـي الجملـة ففيـه أحاديـث كثيـرة منكـرة ، والله المسـتعان . ا . هـ .


وقـال الذهبـي : فيـه مناكيـر وقليـل مـن الموضوعـات . ا . هـ .


وقـال السـيوطي : إنـه تفـرد بإخـراج الحديـث عـن رجـال متهميـن بالكـذب وسـرقة الأحاديـث ، وبعـض تلـك الأحاديـث ، لا تُعـرف إلا مـن جهتهـم .






* * مُوَطَّـأ مالـك : وَقَـدْ اِعْتَنَـى النَّـاسُ بِكِتَابِـهِ ( اَلْمُوَطَّـأِ ) وَعَلَّقُـوا عَلَيْـهِ كُتُبًـا جَمًّـةً وَمِـنْ أَجْـوَدِ ذَلِـكَ


كِتَابـا ( اَلتَّمْهِيـدِ ، وَاَلاِسْـتِذْكَارِ ) لِلشِّـيْخِ أَبِـي عُمَـرَ ابْـنِ عَبْـدِ الْبَـرِّ النَّمْـرِيِّ الْقُرْطُبِـيِّ ، ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ هَـذَا مَـعَ مَـا فِيـهِ مِـنَ الأَحَادِيـثِ الْمُتَّصِلَـةِ الصَّحِيحَـةِ وَالْمُرْسَلَـةِ وَالْمُنْقَطِعَـةِ ، وَالْبَلاغَـاتِ اللاتِـي لا تَكَـادُ تُوجَـدُ مُسْـنَدَةً إِلا عَلَـى نُـدُورٍ .

* * مُسْـنَدُ الإِمَـامِ أَحْمَـدَ : وَأَمَّـا قَـوْلُ الْحَافِـظِ أَبِـي مُوسَـى مُحَمَّـدِ بْـنِ أَبِـي بَكْـرٍ الْمَدِينـيَّ عَـنْ مُسْـنَدِ الإِمَـامِ أَحْمَـدَ إِنَّـهُ صَحِيـحٌ ، فَقَـوْلٌ ضَعِيـفٌ ، فَإِنَّ فِيـهِ أَحَادِيـثَ ضَعِيفَـةً ، بَـلْ وَمَوْضُوعَـةً ، كَأَحَادِيـثِ فَضَائِـلِ مَـرْوٍ ، وَعَسْـقَلانَ ، وَالْبَـرْثِ الأَحْمَـرِ عِنْـدَ حِمْـصٍ ، وَغَيْـرِ ذَلِـكَ ، كَمَـا قَـدْ نَبَّـهَ عَلَيْـهِ طَائِفَـةٌ مِـنَ الْحُفَّـاظِ .


ثُـمَّ إِنَّ الإِمَــامَ أَحْمَـدَ قَـدْ فَاتَـهُ فِـي كِتَابِــهِ هَـذَا ـ مَـعَ أَنَّـهُ لاَ يُوَازِيـهِ مُسْـنَدٌ فِـي كَثْرَتِــهِ وَحُسْـنِ


سِـيَاقَتِـهِ ـ أَحَادِيـثُ كَثِيـرَةٌ جِـدًّا ، بَـلْ قَـدْ قِيـلَ إِنَّـهُ لَـمْ يَقَـعْ لَـهُ جَمَاعَـةٌ مِـنْ الصَّحَابَـةِ الَّذِيـنَ فِـي الصَّحِيحَيْـنِ قَرِيبًـا مِـنْ مِائَتَيْـنِ .


* * اَلْكُتُـبُ الْخَمْسَـةُ وَغَيْرُهَـا : وَهَكَـذَا قَـوْلُ الْحَافِـظِ أَبِـي طَاهِـرٍ السَّلَفِـيِّ فِـي الأُصُـولِ الْخَمْسَـةِ ، يَعْنِـي


الْبُخَـارِيَّ وَمُسْـلِمًا وَسُـنَنَ أَبِـي دَاوُدَ وَاَلتِّرمِـذِيِّ وَالنَسَـائِيِّ إِنَّـهُ اِتَّفَـقَ عَلـى صِحَّتِهَـا (1) عُلَمَـاءُ الْمَشْـرِقِ وَاْلمَغْـرِبِ تَسَـاهُلٌ مِنْـهُ وَقَـدْ أَنْكَـرَهُ اِبْـنُ الصَّـلاَحِ وَغَيْـرُهُ ، قَـالَ اِبْـنُ الصَّـلاَحِ وَهِـيَ مـع ذَلِـكَ أَعْلَـى رُتْبَـةً مِنْ كُتُـبِ الْمَسَـانِيدِ كَمُسْـنَدِ عَبْـدِ بْـنِ حُمَيْـدٍ ، وَالدَّارِمِـيِّ ، وَأَحْمَـدَ بْـنِ حَنْبَـلٍ ، وَأَبِـي يَعْلَـى ، وَالْبَـزَّارِ ، وَأَبِـي دَاوُدَ الطَّيَالِسِـيِّ ، وَالْحَسَـنِ بْـنِ سُـفْيَانَ ، وَإِسْـحَاقَ بْـنِ رَاهْوَيْـهِ ، وَعُبَيْـدِ اللهِ بْـنِ مُوسَـى ، وَغَيْرِهِـمْ ؛ لأَنَّهُـمْ يَذْكُـرُونَ عَـنْ كُـلِّ صَحَابِـيِّ مَـا يَقَـعُ لَهُـمْ مِـنْ حَدِيثِـهِ .


( 1 ) ممـا قيـل عـن مدلـول هـذه العبـارة :


اتفـق علمـاء المشـرق والمغـرب علـى صحـة هـذه الكتـب ، أي اتفقـوا علـى صحـة نسـبتها إلـى مصنفيهـا ومؤلفيهـا ، وأنـه لـم يُـزَدْ فيهـا ولـم يُنْقـص . فـلا نشـك فـي أن هـذا الكتـاب الـذي بيـن أيدينـا هـو كتـاب الإمـام البخـاري ، ولا نشـك أن هـذا الكتـاب الـذي بيـن أيدينـا هـو كتـاب الترمـذي ، ..... وهكـذا باقـي الكتـب .


* * * * *
المجلـــس الرابــع عشـــر


====================


السـلامُ عليكـمُ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه


بسـم الله والحمـد لله والصـلاة والسـلام علـى سـيد ولـد آدم


مســـتخلص


=========


يسـتخلص ممـا سـبق أن أحاديـث البخـاري ومسـلم إجمـالاً يمكـن الاسـتشـهاد بهـا دون البحـث عـن تحقيقهـا أمـا مـا عداهمـا فلابـد قبـل الاسـتشـهاد بأحاديثهـم البحـث والتنقيـب عـن تحقيقهـا ، لتمييـز صحيحهـا مـن سـقيمها .


كيفيـة تطبيـق ذلـك عمليًـا عندمـا نتعامـل مـع الحديـث النبـوي ، مـن سُـبل ذلـك بدايـة لابـد مـن التأكـد مـن مخـرج الحديـث أي التأكـد مـن العـزو الدقيـق ، فإذا كتـب بجانـب الحديـث رواه البخـاري أو مسـلم مثـلاً ، لابـد مـن الرجــوع لكتـاب البخـاري أو مسـلم للتأكـد مـن وجـود الحديـث فـي السـنة المشـار إليهـا ، ليـس كأصـل للحديـث فقـط بـل بمراجعـة ألفاظـه ليكـون عـزوك دقيقًـا .


* ثـم إن كـان فـي غيـر البخـاري ومسـلم ، بعـد الخطـوة السـابقة ، لابـد مـن البحـث عـن تحقيـق الحديـث ، هـل هـو مقبـول أم مـردود ؟


* وسـبل هـذه الخطـوات ميسـرة ، إمـا بالرجـوع للكتـب المحققـة أو الرجـوع للموسـوعات ، والمكتبـات ، والمواقـع التـي تهتـم بالتحقيـق .


وممـا يعينـك علـى ذلـك :


* * مكتبـة الشـيخ محمـد ناصـر الديـن الألبانـي الإصـدار الأول ـ رحمه الله ـ حِّملْهَـا علـى جهـازك وابحـث ، عـن الحديـث ، واعلــم أهـو مقبــول أم مـردود قبــل كتابتـه دون الاحتيـاج لدخــول الشـبكة العنكبوتيـة ( الإنترنـت ) { وهـذا رابـط تحميلهـا وعليـه شـرح كيفيـة البحـث فيهـا


http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=542






ولكـن أضيـف إضافـة بسـيطة وهامـة وهـي بعـد البحـث علـى الحديـث بالطريقـة المشـروحة علـى الرابـط ، اضغـط علـى عبـارة ( عـرض كامـل ) }


وذلـك لتحصـل علـى عـرض تفصيلـي لاسـم الكتـاب والبـاب و ..... للحديـث المطلـوب


أو


http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp


أو


http://www.al-eman.com/hadeeth/


أو


http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe?


أو


http://www.dorar.net/mhadith.asp


مـا عليـك سـوى وضـع كلمـة مـن الحديـث الـذي تريـد التأكـد مـن صحتـه فـي محـرك البحـث وتظهـر لـك النتيجـة بإذن الله .


* * * * *
المجلـــس الخامـــس عشـــر


=====================


وقفـــة أخيـــرة


ثــم الانتقــال للمرحلــة التاليــة


=====================


لتتـم الفائـدة ممـا سـبق أسـرد واقعـة هامـة أتذكرهـا دائمًـا لأتثبـت علـى هـذا النحـو فالحـق أنـه لـي تجربـة لـم ولـن أنسـاها مـا حييـت كنـت يومًـا أقـوم بتجميـع أدلـة مسـألة علميـة معينـة ( دليـل ميـراث الجـدة ) فأشـارت علـي أخـت بكتـاب معيـن لمؤلـف وراءه أمـة تتلقـى عنـه هـذا العلـم الـذي أبحـث فيـه ( علـم المواريـث ) ، وقالـت إنـه أكثـر مـن مفيـد ، فسـعدت جـدًا لفـوزي بمزيـد مراجـع تيسـر علـي البحـث واقتنيـت الكتـاب ، وبـدأت أتعامـل معـه ضمـن المراجـع الأخـرى وأثنـاء بحثـي وقعـت فـي يـدي مسـألة هامـة التـي سـبق الإشـارة إليهـا ، وكنـت لا أجـد لهـا دليـل صريـح صحيـح ، ووقعـت المفاجـأة السـارة فـي ظاهرهـا وجـدت فـي هـذا الكتـاب المشـار إليـه المسـألة المطلوبـة ودليلهـا ، يـا للسـعادة ( معـذرة هـذا كـان شـعوري وقـت ذاك ) فـي الصحيحيـن !!! متفـق عليـه !!! واعتبـرت نفسـي فائـزة فـوزًا عظيمًـا ، وجـدت مـا لـم يوجـد فـي بطـون الكتـب العظيمـة الأخـرى وهممـت بكتابـة مـا فـزت بـه ولكـن اللطيـف الكريـم رزقنـي وقفـة كنـت أعتبرهـا تحصيـل حاصـل ، دقـة لـن تقـدم ولـن تؤخـر ولكـن قربـى إلـى الله تيسـيرًا لمـن بعـدي للحصـول علـى أصـل المعلومـة أحضـرت البخـاري وبحـث عـن الدليـل الـذي ذكـر فيـه صاحـب الكتـاب السـابق التنويـه عنـه ، أنـه فـي الصحيحيـن ، وأعيانـي البحـث ، ثـم قلـت لعلـي أنجـح فـي البحـث عنـه فـي صحيـح مسـلم ، وأخـذت فـي البحـث حتـى أعيانـي ، وأصابنـي اليـأس وأخيـرًأ ، رجعـت لنفـس النقطـة وهـي أن الحديـث موجـود بالفعـل ولكـن فـي " ضعيـف أبـي داود " .


* قـال أبـو داود فـي سـننه : حدثنـا محمـد بـن عبـد العزيـز بـن أبـي رزمـة أخبرنـي أبـي ثنـا عبيـد الله أبـو المنيـب العتكـي عـن بـن بريـدة عـن أبيـه : " أن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعـل للجتدة السـدس إذا لـم يكـن دونهـا أم " .


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ / كتاب : الفرائض / باب : في الجدة / حديث رقم : 2895 /


التحقيق : ضعيف .


وامصيبتـاه كـدت أنقـل حديـث عـن رسـولي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو كـذب أصابنـي الرعـب الشـديد ، والامتنـان للرحمـن أن قـدر لـي النجـاة مـن هـذا المـأزق الـذي قـد يكـون سـببًا فـي دخـول النـار ... هنـا تذكـرت قولـه صلـى الله عليـه وسـلم :


** قـال أبـو داود فـي سـننه : حدثنـا حفـص بـن عمـر ، قـال : حدثنـا شـعبة ح وحدثنـا محمـد بـن


الحسـين ، قـال : حدثنـا علـي بـن حفـص ، قـال : حدثنـا شـعبة ، عـن خبيـب بـن عبـد الرحمـن ، عـن حفـص بـن عاصـم : قـال : قـال : ابـن حسـين فـي حديثـه عـن أبـي هريـرة ، أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " كفـى بالمـرء إثمًـا أن يحـدث بكـل مـا سـمع " .


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني . محدث العصر ـ رحمه الله ـ / كتاب : الأدب /


باب : في التشديد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح .


{ سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني : حديث رقم : 2025 } .


فهـذه وقفـة لنشـعر بأهميـة مـا دندنـا حولـه وأسـهبنا لأهميتـه


وإلـى الملتقـى مـع المرحلـة التاليـة


إن شـاء الله تعالـى


وهـي اختيـار باقـة مـن زهـور السـنة مـع تناولهـا بالشـرح






*****************
























 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق