واجبي نحو طفلي قبل أن يولد!!
لعل العنوان أذهلك عزيزي المربي.
وتردد هذا السؤال في مخيلتك : وهل علي دور مع طفلي قبل أن يولد؟!!
والإجابة: نعم، عليك دور ودور كبير تجاه طفلك في مرحلة ما قبل الميلاد.
ولكن السؤال الذي لابد أن يسأل، وما هو يا ترى هذا الدور؟!!
اهتم القرآن الكريم والسنة النبوية بهذه المرحلة الخطيرة.
قال الله تعالى: ﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32].
وقال تعالى: ﴿ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ﴾ [الزمر: 6]
كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12-14].
وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات: يَكْتب رزقه، وعمره، وعمله، وشقي أو سعيد) [متفق عليه].
اهتمام العلم بهذه المرحلة الخطيرة:
لقد اهتم علماء "علم نفس النمو" بهذه المرحلة الخطيرة، حيث أنهم أثبتوا أن تأثير البيئة المحيطة بالطفل في هذه المرحلة جد خطير سواء على مستوى الطفل العقلي أو البدني أو الانفعالي يقول أحدهم:
(إن ثمانين في المائة من المواليد المشوهين هي حالات ناتجة ليس عن الوراثة بل عن الظروف البيئية غير الصحية بالنسبة للجنين) [الطفل من الحمل إلى الرشد د. محمد عماد الدين إسماعيل ص 146].
ويقول آخر:
(ونحن عادة نعتبر أن بيئة ما قبل الولادة متشابهة لكل الأجناس فالبيئة التي حول الجنين بسيطة نسبيًا إذا ما قورنت بالعالم الذي سوف يحويه بعد الولادة ومع ذلك يوجد تفاوت في هذه البيئة، فمثلًا الضغوط التي يتعرض لها جنين ما قد تختلف عن التي يتعرض لها جنين آخر وترجح الدراسات الحديثة أن حالة الأم البدنية والانفعالية (وبالتالي البيئة التي تقدمها للجنين) قد تحدث تأثيرات هامة في مجرى نمو الجنين وبالتالي في صحة الطفل فيما بعد.) [مرحلة ماقبل الميلاد، د. محمد عبد الطاهر الطيب ص 65].
جوانب اهتمام المربي بالطفل في مرحلة قبل الميلاد:
ومادام القرآن والسنة قد عنيا بهذه المرحلة الخطيرة واهتم بها كذلك علماء "علم نفس النمو" فلاشك أن لها تأثير كبير على طفلك في المستقبل، وبالتالي كان لابد لك عزيزي المربي أن تولي هذه المرحلة الإهتمام الكبير وذلك في النواحي الأربع التالية:
1- الجانب الإيماني للطفل.
2- الجانب العقلي للطفل.
3- الجانب الانفعالي للطفل.
4- الجانب البدني للطفل.
وقبل أن نتكلم عن كل جانب من هذه الجوانب بالتفصيل تعال معي نتعرف أولًا على هذه المرحلة "مرحلة ما قبل الميلاد" بصورة عامة.
تعريف مرحلة ماقبل الميلاد:
(إن سلوك الكائن الحي لا يبدأ من الميلاد وإنما من قبل ذلك، وهذه المرحلة ذات أهمية خاصة نظرًا لأنها المرحلة الأولى التي يتكون فيها الفرد فعلًا، وأن التغيرات الحادثة فيها تغيرات حاسمة ونظرًا للتغيرات السريعة الحادثة في هذه المرحلة فقد اتفق علماء الأجنة على تقسيمها إلى فترات ثلاث:
1- فترة الخلية الجرثومية (فترة الإخصاب) (فترة البويضة) وهي تشمل الأسابيع الثلاثة الأولى، وتحدث فيها عملية الإخصاب وتتكون فيها الأغشية الجنينية.
2- فترة الجنين الخلوي (المضغة): وهي تمتد من أول الأسبوع الرابع إلى نهاية الأسبوع الثامن، وتتميز هذه الفترة بالنمو السريع إذ يتم خلالها تكون كل الأجهزة وأعضاء الجسم بل والصفات الأساسية للجسم الخارجي.
3- فترة الجنين: وهي تمتد من أول الشهر الثالث حتى الميلاد وهذه المرحلة تتميز بالزيادة السريعة في النمو ولا يحدث فيها تمييز جديد، نظرًا لأن كل الأجهزة قد تم تأسيسها في ا لمرحلة السابقة) [علم نفس الطفولة ومشكلاتها د.أحلام حسن، د. أحمد شعبان ص108].
جوانب بناء الطفل في هذه المرحلة:
أولًا: الجانب الإيماني:
ولكن ربما يتساءل البعض، وماهو الدور الإيماني الذي يمكن أن أفعله مع طفلي قبل أن يولد؟ فنقول لك عزيزي المربي، هناك أدوارًا كثيرة ومن أبرزها:
1- اختيار الزوج بالنسبة للأم واختيار الزوجة بالنسبة للأب:
نحن نعلم جيدًا أن كل مولود يولد على الفطرة وأبواه هما اللذان يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه كما في الحديث، وبالتالي فإن اختيار الزوج من قبل المرأة واختيار الزوجة من قبل الرجل من أهم الواجبات التي يقوم بها الوالدين تجاه طفلهما حيث أنهما إن أحسنا الإخيتار فهما بذلك قد وفرا لطفلهما التربة الخصبة لبناء الإيمان والنشأة على الطاعة.
2- الدعاء للطفل بالصلاح:
هذه الدعوات الصادقة التي تنطلق من أفواه الآباء تذلل بإذن الله صعوبات التربية في المستقبل وتصنع أطفالًا صالحين.
وما أحوج الأباء في هذا الزمن لهذه الدعوات قبل أن يفكروا في اسم الطبيب أويختاروا بين المستشفيات.
دعوات كدعوة زكريا عليه السلام : ﴿ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38].
أو كدعوة ابراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 100-101].
فكان نتاج الدعوة الأولى يحيى الحصور، ونتاج الدعوة الثانية إسماعيل الطائع لربه صادق الوعد الذي يأمر أهله بالصلاة والزكاة.
3- التحلي بآداب ليلة الزفاف:
وذلك بأن يصلي الزوج بزوجته ركعتين كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو لزوجته كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال صلى الله عليه و سلم: (إذا اشترى أحدكم الجارية فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه وليدع بالبركة) [حسنه الألباني].
وألا ينسى التسمية كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبدا) [صححه الألباني].
4- حرص الأم على العبادات طوال فترة الحمل:
لقد أثبتت الدراسات أن الطفل يتأثر بكل ما حوله وهو لا يزال جنينًا في بطن أمه، حتى ذكرت بعض الدراسات أنه يتأثر بصوت الأمواج وكذلك بصوت القرآن، وأن هذا يؤثر على شخصيته في المستقبل، ولذلك؛ فلابد أن تؤثر عبادة الأم وصلاحها وصلاتها وقراءتها للقرآن على صلاح الطفل.
ثانيًا: الجانب العقلي:
سوف نركز في هذا الجانب خلال مرحلة ما قبل الميلاد على تأثير ضعف التغذية على صحة الطفل:
(فلقد ركزت الأبحاث الحديثة على تأثير سوء التغذية في أثناء الحمل وفي الأشهر الستة الأولى بعد الميلاد على النمو العقلي، ووجد من هذه الدرسات أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في هذه الفترة لا يصلون إلى النمو الجسمي الكامل بالنسبة لهم، كما أنهم لا يستطيعون أن يحققوا امكانياتهم من حيث النمو العقلي.
ذلك أن سوء التغذية يؤثر بشكل مباشر في نمو المخ، الذي يتطلب لنضج هذه الفترة قدرًا معينًا من عناصر أساسية منها البروتين والفسفور والمغنسيوم، فإذا لم تستطع الأم أن تمد الجنين بالقدر الكافي من هذه العناصر يتأثر نمو المخ بشكل قد تدوم آثاره بعد ذلك) [الطفل من الحمل إلى الرشد د. محمد عماد الدين إسماعيل ص 147].
ثالثًا: الجانب البدني:
1- تأثير سوء التغذية خلال فترة الحمل على صحة الطفل البدنية:
(في احدى الدراسات التي تناولت النتائج المترتبة على سوء تغذية الأم أثناء فترى الحمل والتي أجريت على 210 سيدة حامل كانت تتردد على العيادات، كلهن كن يتناولن غذاء غير كافي في الأشهر الأربعة الأولى من الحمل ثم دعم غذاء 90 سيدة منهن في الأشهر الأخيرة ليصبح غذاءً كافيا بينما ال 120 سيدة الأخرى استمرت على هذا الغذاء الناقص طوال فترة الحمل.
وبالمقارنة بين هاتين المجموعتين أمكن للباحثين معرفة تأثير الغذاء الجيد أو الفقير على الحمل وحالة الطفل في الأشهر الأولى من الحياة، فالأمهات اللواتي يتناولن غذاءً جيدًا كن في صحة جيدة طوال مدة الحمل، كما أن مضاعفات الحمل ـ الأنيميا وتسمم الحمل والإجهاد والبسترة ووفيات الولادة - كانت أكثر تكرارًا في مجموعة سيئة التغذية عنها في المجموعة الجيدة التغذية.
وفي المتوسط وجد أن المرأة جيدة التغذية تستغرق في الولادة حوالي 5 ساعات أقل من سيئة التغذية، وأكد الباحثون أن حالات وفيات الولادة وولادة المبتسرين ووفيات الطفولة المبكرة أقل شيوعًا بين مواليد الأمهات ذوات التغذية كافية) [مرحلة ماقبل الميلاد د. محمد عبد الطاهر الطيب ص 66].
2- تأثير تناول الأدوية أثناء فترة الحمل على صحة الطفل:
اهتم الأطباء والآباء في السنوات الخمس الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالتأثيرات الضارة الكامنة للأدوية على الجنين النامي، وهذا الاهتمام المتزايد يأتي من منبعين: أولهما: أن العلماء لم يعودوا يعتقدون أن هناك حاجز تام الكفاءة بين الأم والجنين، فالمواد الكميائية الغريبة في دم الأم تمر فعلًا في دم الجنين، والثاني: أنه وجدت حالات محزنة من تشويه الجنين نتيجة للأدوية التي تعاطتها الأم [مستفاد من: مرحلة ماقبل الميلاد د. محمد عبد الطاهر الطيب ص 67].
3- تأثير تدخين الأم الحامل وشرب الخمر على صحة الطفل:
قد يؤدي تدخين الأم إلى انتقال نسبة من النيكوتين إلى دم الجنين مما يؤدي إلى سرعة النبضه لدى الجنين ولو بصفة مؤقته.
(فالتدخين والمخدرات تحرم الجنين من الدم النقي، ذلك أن الدم يصل من الأم إلى الجنين وفيه نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي نسبة أقل من الأوكسجين، وقد أثبتت دراسات على ذبذبات المخ أن المواليد من مثل هذه الأمهات تبدي نوعا من الانهباط، مما يؤكد أن نشاط المخ أقل من المعتاد، وهي حالة تخديرية ترجع إلى سريان المخدرات من دم الأم الحامل مباشرة إلى الجنين) [الطفل من الحمل إلى الرشد د. محمد عماد الدين إسماعيل ص150].
وفي الولايات المتحدة الأمريكية تبين وجود عدد لايقل عن ستة آلاف طفل يولدون كل عام وهم مصابون بما يسمى"إدمان الخمر عند الأجنة"، وهو أحد الأمراض التي تنشأ من إفراط الأم في شرب الخمر، وتتضمن أعراض هذا المرض: التأخر الشديد للنمو داخل الرحم، والولادة المبكرة، وصغر حجم الدماغ، وعيوب وتشوهات في العين والأذن، وعيوب في القلب، وزيادة في عدد أصابع اليدين والقدمين، واضطراب أثناء النوم) [علم نفس النمو د. سيد محمود الطواب ص 129].
4- تأثير الإشعاعات على صحة الطفل:
قبل سنة 1954 حين اكتشفت العلاقة بين الإشعاع واحتمال التأثير الضار على الجنين، كانت أشعة x تستخدم بالنسبة للأم الحامل بدون تحفظ، بل لقد كانت تستخدم كاختبار للتأكد من وجود الحمل، وكطريقة لتحقيق بعض انطباعات الطبيب عن الجنين، أما اليوم فيعترف العلماء بأن الإشعاع قد يؤدي إلى عيوب يمكن توريثها إلى جانب العيوب الولادية فالجنين وخاصة في فترة انقسام الخلايا، يكون معرضًا بشكل خاص للإصابة بالأضرار المختلفة إذا ما تعرض للإشعاع على خلاف الأمر بالنسبة للشخص الناضج.
وعلى ذلك فقد يحدث التعرض للإشعاع العميق وخاصة في منطقة الحوض وفي المراحل الأولى للحمل أضرارًا مختلفة للجنين، منها الاضطرابات العصبية، والضعف العقلي، وفقدان البصر، أو التشوه الخلقي بشكل أو بآخر، على أن تسليط الأشعة على مناطق أخرى غير منطقة الحوض كعمل أشعة للأسنان مثلًا لا يتسبب عنه أي ضرر إذا ما عزلت منطقة الحوض) [الطفل من الحمل إلى الرشد د. محمد عماد الدين إسماعيل ص150].
رابعًا: الجانب الانفعالي (النفسي):
بالرغم من أنه لا يوجد اتصال مباشر بين الجهاز العصبي للأم والجهاز العصبي للجنين فإن الحالة الانفعالية للأم تؤثر على انفعالات الجنين وتكوينها، لأن انفعالات الأم مثل الغضب والخوف والقلق تثير الجهاز العصبي اللاإرادي منتجة مواد كيميائية معينة تسير في الدم وتؤدي إلى تغيير التمثل الغذائي للخلقة.
1- تأثير الضغوط النفسية التي تمر بها الأم الحامل على نفسية الطفل:
لوحظ أن حركات الجنين ازدات مئات المرات عندما كانت أمهاتهن تواجهن ضغوطًا انفعالية، ولو استمر التقلب الانفعالي لأسابيع عديدة فإن حركات الجنين تستمر بمعدل زائد طول هذه الفترة، وعندما تكون هذه الاضطرابات قصيرة فإن حركات الجنين الثائرة تستمر لمدة ساعات، أما إذا استمرت طول مدة الحمل فسوف تحدث عواقب مستديمة في الطفل.
كذلك فإن نظرة الأم تجاه حملها قد تكون لها تأثير على الجنين، حيث أن النظرة تنعكس على حالتها الانفعالية أثناء هذه الفترة، فالأم التي تستاء أن تكون حاملًا لأي سبب من الأسباب، انفعالاتها تكون مضطربة أكثر من التي تكون سعيدة بحملها وتنتظر طفلها، وقد يؤدي التوتر النفسي الى أن تصبح الولادة أكثر صعوبة، فحالة الأم النفسية تستطيع أن تنبئ بشكل الطفل الفزيائي، فمثلًا يلعب الضغط الانفعالي للأم بعض الدور في إحداث مغص عن الطفل المولود) [مرحلة ماقبل الميلاد د. محمد عبد الطاهر الطيب ص 68].
2- تأثير نظرة الأم لطفلها على نفسية الطفل:
يبدو أن نظرة الأم جهة حملها وطفلها لها أثر قوي لتصرف الأم مع طفلها بعد الولادة، وقد استجوبت سيدات حوامل بأول طفل أثناء الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل رأيهن وشعورهن تجاه المولود القادم، وإلى أي درجة يفكرن في العناية بالطفل بعد الولادة، وتمت زيارة هؤلاء السيدات عندما بلغ عمر أطفالهن شهرًا واحدًا، وقد وجد أن الأمهات الأكثر إيجابية في نظرتهن لأجنتهن يقضين معظم الوقت وجهًا لوجه مع أطفالهن وبنفس المقاييس الأمهات ذوات النظرة العدائية أثناء الحمل لهن علاقة أقل بأطفالهن.
إن نظرة الأم للطفل قبل ولادته لها معنى سيكولوجي وتتعلق بشخصيتها وتصرفاتها، ولأن الثورة والغضب أو الغيظ على الحمل غر المرغب فيه قد تنتج تفاعلات نفسية قد تؤثر على الجنين، لهذا يجب على الأقل أن تأخذ في الاعتبار أن الحالة النفسية للأم الحامل تستطيع إحداث تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على مستقبل الطفل) [مرحلة ماقبل الميلاد د. محمد عبد الطاهر الطيب ص 68].
وما أجمل أن نختم بقول الله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49-50].
وختامًا نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال أبنائنا وبناتنا.
المراجع:
1- الطفل من الحمل إلى الرشد د. محمد عماد الدين إسماعيل.
2- مرحلة ماقبل الميلاد د. محمد عبد الطاهر الطيب.
3- علم نفس النمو د. سيد محمود الطواب.
4- علم نفس الطفولة ومشكلاتها د.أحلام حسن، د. أحمد شعبان.